الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«لا أخاف النار.. ولا أطمع فى الجنة»

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 1 / 20
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


المرأة العظيمة نطقت الصدق لأنها تحبه وليس لخوفها من النار أو طمعها فى الجنة، إنها رابعة العدوية، لها فلسفة أخلاقية راقية تقول: افعل الخير لأنك تحب عمل الخير وتشعر بسعادة فى ذلك، وليس لأنك تخاف العقاب أو تطمع فى مكافأة أو جائزة.

أغلب الناس فى بلادنا لا يعرفون رابعة العدوية، سوى مسجد باسمها فى مصر الجديدة، لا يتعلم التلاميذ والتلميذات شيئا عن فلسفة رابعة العدوية العميقة، خاصة مفهومها الرفيع لمعنى الشرف والعفة والفضيلة.

استفادت بلاد العالم فى تطوير علم الأخلاق والسلوك من فلسفة رابعة العدوية، كما استفادت من فلسفة ابن سينا وابن رشد وأبوالعلاء المعرى وغيرهم من المفكرين العظام.

لكن التاريخ العبودى (القديم والحديث) لم يسجل إلا أعمال الرجال من طبقة الأسياد، ومن يدور فى فلكهم من رجال الفكر والفلسفة والطب والأدب، أعظم الفلاسفة الذين قاوموا الظلم الطبقى الأبوى دفنوا فى التاريخ، ومنهم ديموقريتس، فيلسوف اليونان الذى قال: الفضيلة تكمن فى قول الصدق والحكم بالعدل وليس تقديم القرابين.

ومات سقراط فيلسوف اليونان فى السجن بالسم، لأنه قال: العدل هو الأخلاق وليس الركوع وارتداء زى الأرباب. واندثر الفيلسوف أبيقور اليونانى فى التاريخ، لأنه قال: يتحرر الإنسان حين يتغلب على خوفه من الآلهة.

أما أرسطو فقد نال المجد (حتى اليوم) لأنه قال: العبودية تتفق مع طبيعة المرأة والعبد، وقسم أرسطو المجتمع اليونانى قسمين:

١- الأشخاص: وهم الأسياد الرجال الملاك.

٢- الأشياء: وهم العبيد والنساء والحيوانات.

أبوالعلاء المعرى أهمله التاريخ العبودى لأنه قال، الناس قسمان: قسم لهم دقون وليس لهم عقول، وقسم لهم عقول وليس لهم دقون واندثرت فلسفة «نوت» لأنها أوصت ابنتها «إزيس» بأن تحكم بالعدل والرحمة ولا تستمد سلطتها من قداسة الآلهة.

كان ذلك فى مصر القديمة عام ٤٩٨٨ قبل الميلاد، واليوم بعد ٧٠٠٠ سنة، فى يناير ٢٠١٣، يظهر فى مصر رجال يعتبرون اللحية دليل الإيمان، والنقاب دليل الفضيلة، والزواج بأربع نساء قمة الشرع.

بنك التنمية والائتمان المصرى أصبح يقدم حوافز مالية للمزارعين، ليس لتشجيعهم على التنمية الاقتصادية والائتمان الأخلاقى وبناء أسرة فاضلة، بل لتشجيعهم على هدم أسرهم وهدر مواردهم بالجمع فى الفراش بين أربع زوجات.

فى جريدة «الأهرام» ١٥ يناير ٢٠١٣ الصفحة الأولى نقرأ: بنك التنمية والائتمان الزراعى يمنح المزارعين قروضا بفائدة مخفضة للزواج بأربع، فائدة ٣٪ للزوجة الأولى، للزوجة الثانية بفائدة ٦٪، وتزيد الفائدة للزوجتين الثالثة والرابعة إلى ١٥٪.

هكذا يشجع البنك زيادة النسل، فى بلد يعانى الانفجار السكانى والفقر، ويسعى لتمزيق الأسرة وتشريد الأطفال (وفى شوارعنا ٣ ملايين طفل يعيشون) بالإضافة إلى إفساد الأخلاق، فيسعى الرجل لإشباع نزواته الجنسية مع أربع نساء بدلا من حماية أطفاله وإخلاصه لزوجته.

كما يرتفع سعر البقرة وينخفض ثمن المرأة، يملك المزارع بقرة واحدة وزوجات أربعاً، ويتغنون بالمثل العبودى: غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل نخوة.

يفرضون على الزوجة قبول نصف رجل، أو ربع رجل، دون أن تنطق، ويحق للرجل أن يطرد زوجته، أو يقتلها تحت اسم الغيرة والرجولة، إن نظرت لرجل أو نصف رجل، تحت اسم الشرع ينتشر الظلم وتغيب عفة الرجال. ما أحوجنا إلى كلمات رابعة العدوية: أقول الصدق لأنى أحبه، لا أخاف النار ولا أطمع فى الجنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دعاء
عبد الله اغونان ( 2013 / 1 / 20 - 00:18 )
اللهم انا نسألك الجنة ومايقرب اليها من قول او عمل
ونعوذ بك من النار وما يقرب اليها من قول أو عم


2 - زمن الاخوان
كامل حرب ( 2013 / 1 / 20 - 03:16 )
يبدو ان مصر دخلت الى منحنى خطير كله هلاك ودمار وتخلف الا وهو زمن الاخوان الظلامى الاجرامى ,لااتخيل كيف تمكن هؤلاء الحمقى الدمويين ومنغلقى العقول فى السيطره على مصر فى غفله من الزمن وبمساعده خونه مصر من العسكر السفهاء الفجره ,لاجدال حكم الاسلام سوف يكون خراب على مصر ودمار وبؤس ومجاعات وايام سوداء ,اعتقد ان هذه التجربه مهمه جدا لكى يعرف هذا الشعب السطحى الساذج الحقيقه الاجراميه للاخوان الكذبه والمحتالون ,نعم مهم جدا كشف حقيقه الاخوان للشعب الاغبر


3 - سيدتي العبودية نمط تفكير بداءي
بشارة خليل قـ ( 2013 / 1 / 20 - 05:11 )
قال احدهم في العبودية الطوعية صادقا
الاحرار يؤمنون بمن معه حق
والعبيد يؤمنون بمن معه قوة
فلا تعجب من دفاع الاحرار عن الضحية دائما
ودفاع العبيد عن الجلاد دائما

تحياتي الخالصة لك



4 - الطمع بالجنة ... والخوف من النار
فؤادة العراقية ( 2013 / 1 / 20 - 15:03 )



اجمل تحية للمبدعة دوما وابدا

من المؤكد بأن الخوف تكون نتائجه عكسية فمثلا تخويف الطفل بعقابه كأن نحرق جزء من جسده بالنار لنمنعه من فعل شيء ما نجده لن يمتنع عنه بل سيزيد في عناده وان امتنع امامنا فسيفعله بالخفية ما لم نقنعه بعدم الفعل وأن لم يقتنع فالعقاب بالحرق لن يكون حلا سويا وقويما له
طالما وجدت الجنة والنار فمن المستحيل ان ينساها المؤمن مهما زهد ومهما تصور نفسه بأنه لا يبالي لها أو ربما يتناساها ولكنها قائمة ومرسخة بعقله الباطن , وحتى رابعة العدوية التي قالت (افعل الخير لأنك تحب فعل الخير وتشعر بسعادة له وليس خوفا أو طمعا ) حتى قولها هذا ناتج من الخوف باللاشعور الذي ترسخ بفكرها وان لم تعترف به أو تتصور بانها لا تهاب الله الذي يملك القوة المطلقة التي تخوله بحرقها لو لم تتعبد له بل تفعل الخير عن قناعة تامة طالما هي آمنت بفكرة الجنة والنار , أما من يفعل الخير ولم يكن يؤمن بهذه الفكرة فهو حقا قد لآمن بفكرة الخير ويشعر بالسعادة بفعله دون خوف ولا ترهيب ,

يتبع لطفا


5 - الطمع بالجنة ... والخوف من النار
فؤادة العراقية ( 2013 / 1 / 20 - 15:05 )

ففكرة النار والجنة تركت اثرها في نفوس من آمنوا بها وان لم يعلموا ولهذا نرى مجتمعاتنا لا تستطيع تحرير عقولها من هذه الفكرة وبالتالي نرى شبه انعدام الأبداع لدينا والسبب هي عقولنا الغير متحررة من الخوف وفي نفس الوقت غير مقتنعة باكثر التعاليم التي جائت بها الأديان فالأزدواجية اخذت طريقها لنفوسنا من خلال خوفنا من الآخرة وفي نفس الوقت عدم استطاعتنا التطبيق
سكوت اغلبية النساء عن الذل الذي تعيشه هو الخوف من العقاب , كرامتها كأنسانة ترفض ان تكون زوجة رابعة , رضوخها لتعاليم شرعت هذا تجعلها مستكينة وخائفة وفي قرارة نفسها تقول لا بأس أصبر واتحمل الذل لأربح الجنة في الآخر

مع جميل الود لكِ غاليتي


6 - أرسطو ورابعة العدوية
نعيم إيليا ( 2013 / 1 / 20 - 16:02 )
((أما أرسطو فقد نال المجد (حتى اليوم) لأنه قال: العبودية تتفق مع طبيعة المرأة والعبد))

أرسطو لم ينل المجد لأنه قال...
أرسطو نال المجد بقوة عقله
وحين وصف حال المرآة، فإنه لم يفتئت عليها بالوصف. وما تزال المرأة إلى يومنا هذا تستمرئ الذل والعبودية
في تركيا (وطني الأول) تنشط منظمات نسوية لإرغام الحكومة على فرض قانون تعدد الزوجات
في أوروبا كثير من النساء لا يكترثن بحقوقهن، ويرغبن في أن يقرن في بيوتهن
وما أكثر اللواتي يفضلن الزواج من السلفيين!
رابعة العدوية كانت متشبعة بفلسفة أفلوطين، وكانت استثناء في التاريخ المشرقي؛ ولهذا فمن الطبيعي ألا تعرف إلا من المتخصصين.
الرجل هو الذي يحرر المرأة. جميع الحركات النسوية وراءها رجال
عائشة كانت (نصف الدين) فماذا فعلت عائشة لخير المرأة المسلمة؟
انديرا غاندي، وبينازير بوتو كانتا في قمة الهرم، فماذا قدمتا للمرأة الهندية والباكستانية؟
نوال السعداوي، هل أسفرت جهودها المضنية في الشرق العربي عن غير الحجاب والنقاب ؟
أين المرأة؟ وعدد النساء في المشرق يزيد عن عدد الرجال؟


7 - رابعة العدوية
عبد الله اغونان ( 2013 / 1 / 20 - 21:44 )
دعوا الصورة التي قدمتها بها السينما المصرية فليست تعتمد على مصدر انها السيناريو التجاري لجمهور غير مثقف
هي رابعة بنت اسماعيل العدوي ولدت بالبصرةحوالي100هجرية هي الابنة الرابعة عانت اليتم في صغرها عملت في قارب نقل نهري تركه أبوها وقعت مجاعة بالبصرة وفتن سرقها لصوص وباعوها
التقت ببعض المتصوفة وتأثرت بهم وانعزلت للعبادة
ديوانها موجود على النت
ارتقت في ايمانها الى درجة العشق الالهي
من شعرها
أحبك حبين حب الهوى++وحب لأن أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى++فشغلي بذكرك عمن سواك
وأما الذي أنت أهل له++فكشفك للحجب حتى أراك
أحبك حبين حب الهوى++ وحبا لأنك أهل لذاك
ومن أقوالها في مناجاة ربها
اللهم اجعل الجنة لأحبائك
والنار لأعدائك
أما أنافحسبي أنت
رابعة العدوية كانت عابدة على الكتاب والسنة ولم تنكر قط أي معلوم من الدين بالضرورة


8 - الله هو الضمير
انتصار الانصاري ( 2013 / 1 / 21 - 11:08 )
تحياتي دكتوره نوال
ترددين دوما بأن الله هو العدل رأوه بالعقل اذا لم الخوف منه ومن ناره اذا كان هو العدل وهو الضمير الحي في دواخلنا واذا كانت افعالنا وفقا لما تمليه علينا ضمائرنا ا ذا الجنه هي الشعوربصحو الضمير وليست انهار من الخمور التي هي اساسا محرمه علينا على الارض وهي ليست مجامعة حواري والذي يعتبر زنا ومحرما على الارض اما النار فهي عذاب الضمير اذا ليس هناك حاجه للخوف مادامت ضمائرنا صاحيه ومادام الله هو العدل
تحياتى لك ونتلهف لقراءة المزيد


9 - تعليق متأخر*الان صار العالم كله يعرف رابعة العدوية
عبد الله اغونان ( 2014 / 12 / 3 - 19:18 )
احالني الكاتب الذي كتب عن نوال السعداوي وذهابها الى كردستان على هذالمقال
أنا لاأفصل بين مقالات كاتب فكلها نسق واحد
اذ أشادت الكاتبة في هذا المقال برابعة العدويةخير من عبر عن الحب الالهي لكنها أفرغت رؤية رابعة من محتواها الزهدي الى تأويل علماني يشهد شعر وسيرة رابعة أنهما متناقضان
الان من لايعرف رابعة العدوية ليس كشاعرة بل كحدث مجزرة فظيعة واشارة احتجاج على الفساد والانقلاب
نطوي الابهام ونرفع الأصابع الأربعة
حكم الاستبداد والانقلاب لعب ساعة ودمار دهر
وسيعلم الذين انقلبوا أي منقلب ينقلبون