الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاضرة اعرف نفسك

أحمد القبانجي

2013 / 1 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تحرير: آريين آمد

كما تعلمون إن مقولة (اعرف نفسك) تعود لشهيد الفلاسفة والعرفاء (سقراط)، وهو يأتي انسجاما مع سلسلة المحاضرات المتعلقة بالحداثة والعقلانية، واحد أهم أركان الحداثة هو الفردانية (Individualism) التي تقتضي معرفة الذات، ومعرفة الذات كانت محورا أساسيا في الفلسفة الوجودية التي عمقت الفردانية لدى الإنسان الغربي المعاصر.
بداية أود أن أبين انه في تراثنا يوجد ثلاث حكم لأمير المؤمنين (ع)
1. من عرف نفسه فقد عرف ربه... وردت في كتاب (نهج البلاغة).
2. اعرف نفسك لتعرف العالم....وردت في كتاب (درر الحكم).
3. اعرف نفسك لتعرف الآخر... وردت في كتاب (درر الحكم).
كما تلاحظون فان أصل الحكمة من سقراط لكن الإضافات من الإمام علي، وسنحرص على أن نبين مغزى هذا الكلام في متن المحاضرة.
المقدمة الثانية.
أساسا هل توجد نفس حتى نقول (اعرف نفسك)؟؟؟؟؟. هل الإنسان لديه روح أم نفس؟؟؟ هناك ثلاثة أو أربعة أقوال حول النفس البشرية، فالماديين، والوضعيين، والماركسيين، والدهريين يقولون بان الإنسان بدن فقط ولا وجود للروح فيه.
القول الآخر يرى إن الإنسان بدن وذهن. وهذه ترد في كلمات الغربيين، وعندهم يقصدون بالذهن هو النفس، لذلك يتصور الكثيرون إن الغربيون يقولون الإنسان ليس لديه نفس، وهذا خطأ، فديكارت حينما يقول (أنا أفكر إذن أنا موجود) فهذه تأتي نتيجة للاستدلال بالفكر على الوجود، وهذه المقولة ترافقت مع بداية الحداثة، والتي تعني إن الإنسان قبل الحداثة لم يكن يفكر بشكل مستقل بل كان يفكر من خلال الآخرين، اي من خلال الوالدين، أو المعلم ، أو المجتمع.
أما جان لوك فقد قال بـ (الحافظة) وهي تحل محل الذهن، فهو قال بالبدن والحافظة.
حتى العرب القدماء كانوا يقولون بوجود النفس، لكن ليس هذه النفس المقصودة، إنما كانوا يقصدون بالنفس الدم الخارج من الجسم، ففي الفقه تدرس النفس الحيوانية بشكلين:
1. قسم ذو النفس السيالة، التي يخرج منها الدم عند الذبح.
2. قسم بدون نفس سيالة، مثل الأسماك.
وهناك من يقولون بوجود البدن والنفس والروح، التي يقول بها العرفاء والمتصوفة وهناك إشارات دينية عديدة حول هذه، بان الروح ليست هي النفس.
حينما طرح سقراط مقولته الخالدة (اعرف نفسك) تصور أرسطو والفلاسفة من بعده بان سقراط كان يقصد بـ (اعرف نفسك) معرفة النفس الانسانية، فاستمر هذا التصور وتغلغل في الفكر الغربي حتى الفيلسوف (هيجل)، ووصل إلى المسلمين أيضا. لكن هذا التصور كان خطأ، وكان عبارة عن اشتباه كبير!!!!!!!! لأنهم اعتقدوا بان النفس المقصودة هي النفس المشتركة بين البشر اي نفس الإنسان في المجتمع.
لكن سقراط كان يقول بالنفس ويقصد بها نفس الإنسان بشخصه كفرد وليست النفس المشتركة، فهناك فرق بين النفس كمطلق فرد وبين النفس الذائبة في المجتمع. ومن جراء هذا الخلط الكبير فقد خسرنا الكثير. فالانسان في حقيقته يتميز بنوعين من الأحاسيس، فأنت تشعر وتحس بنفسك بطريقة وبدرجة تختلف كثيرا عن شعورك وإحساسك بالآخرين، فإحساسك بنفسك هو شعور وجودي، أما إحساسك بالآخرين فهو شعور معرفي، انطباعي، أو ذهني. فلو كنت جائعا فمن المؤكد بأنك ستشعر بالجوع في داخلك بطريقة وجودية، ولكن من المحال أن تشعر بنفس الطريقة إذا أخبرك شخص آخر بأنه جائع، ونفس الشيء يحصل مع الشعور بالسعادة أو الحب أو الكره او الغضب... الخ. وهذه هي الفردية او الفردانية التي منها نشأت الفلسفة الوجودية. الاهتمام بالإنسان بشخصه كمطلق فرد، وليس كفرد ضمن الجماعة (النفس المشتركة). ولهذا فان سقراط كان يقصد بالنفس، المعرفة الوجودية وليس المعرفة الذهنية. كذلك نحن، فلدينا في الدعاء مثلا، (اللهم عرفني نفسك)، هنا أنت تقول اللهم بمعنى أنت تعرفه، ودعائك إنما يأتي لتحويل هذه المعرفة من الحالة الذهنية إلى حالة وجودية، تريد أن يأتي الله الى قلبك لتعرفه بشكل وجودي مثل معرفتك بالجوع أو الحب أو السرور أو الألم.
سقراط كان يريد تحقيق معرفة وجودية بالنفس لكن أرسطو اخذ بالمعرفة الذهنية، الذي سار عليه الفلاسفة من بعده لغاية (هيجل)، لكن كيركيجارد صحح المسار وانتقد هيجل والفلاسفة منتقدا الكم الهائل من المفاهيم الفلسفية التي لم تنجح إلا في زيادة حيرة الإنسان وقلقه وأزماته، ولهذا فهو طالب الفلاسفة بالاهتمام بالإنسان وليس بالوجود الخارجي له، فكما تعرفون إن تعريف الفلسفة هو بيان حقيقة الوجود، لكن كيركيجارد قال بضرورة التركيز على وجود الإنسان، والفلسفة الوجودية هي الفلسفة التي تهتم بالإنسان نفسه وتهتم بالقلق والاضطراب النفسي والوحدة والخوف من الموت، وكلها تتعلق بالشعور الداخلي للانسان، بنفس الانسان الفرد، فانت تواجه الموت بمفردك وتشعر بالخوف بمفردك، وبالجوع او الحب او اي شعور داخلي بوصفك انسان، وهؤلاء الفلاسفة الوجوديون قدموا خدمة كبيرة للبشرية من خلال تركيز بحوثهم الفلسفية على ذات الانسان وليس على وجوده الاجتماعي بوصفه فرد في المجتمع.
في التراث الإسلامي لدينا شيء يشبه هذا وباتجاهين :
1. اتجاه يهتم بمعرفة الوجود الذهني للانسان.
2. اتجاه يهتم بمعرفة الوجود النفسي للانسان.
العرفاء يركزون على الوجود النفسي، أما الفلاسفة المسلمين وعلماء الكلام وعلماء الأخلاق فيركزون على الوجود الذهني، فمثلا علماء الأخلاق يقولون اعرف نفسك من خلال معرفة قوة النفس النباتية أو الحيوانية أو الشهوية، وكلما نجح الإنسان في قمع غرائزه كلما اقترب من معرفة نفسه بصورة أفضل واكتملت أخلاقه، اي لأجل الكمال فعليك قمع الغرائز!!!!!!! وحتى المتصوفة كانوا يرون مثل هذا الفهم فكانوا يهملون أنفسهم لدرجة إن احدهم وهو (إبراهيم الأدهم) لم يستحم لمدة ثلاث سنوات ولم يبدل جبته!!!! ولكم أن تتخيلوا حجم الاوساخ التي تراكمت على جسده!!!!!
ولدينا قصص أخرى في نفس الاتجاه، مثل قصة دياجينوس ومحاورته مع الاسكندر حينما مر عليه الاسكندر في الصحراء وسأله ماذا تريد ؟؟؟ فأجابه دياجينوس.... لا شيء، فقط تحرك لأرى الشمس!!!! دياجينوس كانوا يسمونه صاحب الفانوس لأنه كان يحمل فانوسا في ضوء النهار ولما سألوه لماذا تفعل ذلك؟؟؟ أجاب ... إنني ابحث عن الإنسان!!!!! لدينا في تراثنا أشخاص مثل (المعري) وهو شاعر معروف وهو من النوادر، كان يعتبر السيد الرضي فقط إنسان أما الآخرين فلا... لهذا فهو سأل مرة وهو على الجسر هل السيد الرضي موجود؟؟؟؟ فلما اخبروه كلا، تبول من على الجسر في النهر!!!!! فلما عابوه على فعلته قال لا يوجد إنسان في المدينة سوى السيد الرضي، دون اي اعتبار للآخرين!!!! تلك تيارات صوفية مختلفة وتصرفات مختلفة.
هذه السلسلة من المتصوفة يعتقدون بان معرفة النفس تتحقق من خلال محاربة الغرائز أما عند العرفاء فمعرفة النفس تختلف والتكامل يختلف، فالعرفاء مثل سقراط، أو صدر المتألهين، أو ابن العربي فهم يقولون بأن أهم شيء هو المعرفة.
الآن نريد أن نعرف ما الفرق بين معرفة العرفاء، ومعرفة الوجوديين في الغرب بقسميها الوجودية المؤمنة والوجودية الملحدة والتي تشترك في القاعدة المعرفية التالية وهي:
1. اعرف نفسك. أو اعرف ذاتك
2. كن ذاتك.
3. أحفظ ذاتك.
ولأجل فهم أعمق فنحن نحتاج أن نبين العلاقة بين الوجود والماهية، فماهية الكرسي مثلا تسبق وجوده وكذلك ماهية المنزل تسبق وجود المنزل، حيث يرسم المهندس أو النجار ماهية الكرسي أو المنزل قبل أن يباشر بإيجاده أو بصنعه، لكن الحالة تختلف مع الإنسان فوجوده يسبق ماهيته، فالإنسان هو من يصنع ماهيته بنفسه ولذلك فهم يقولون بعدم وجود تعريف محدد للإنسان، فكل إنسان يصنع شخصيته بنفسه، ومرد ذلك تمتع الإنسان بميزة فريدة هي الحرية، وهنا نحن نتحدث عن الحرية من الناحية الفلسفية، التي لا تعني بأي حال من الأحوال حرية الأهواء والشهوات، بل الحرية باعتبارها مسؤولية واختيار دائما.
إذن الحرية دخيلة في صناعة الذات، جان بول سارتر يقول الإنسان لديه نفس ذاتية في المجتمع، والإنسان حر في صناعة ذاته، ويترتب على ذلك مسؤولية، السؤال لماذا هذا الاهتمام بالذات الانسانية؟؟؟ سارتر يقول الإنسان لديه نفس ذائبة في المجتمع، الفلاسفة الوجوديون شرحوا كيف تعرف نفسك، الطفل مثلا نفسه متماهية مع المجتمع (بدون شخصية) بدون نفس، فعندما تعرف ذاتك عليك أن تكون ذاتك، وان لا تضيع في الآخرين، أو في المجتمع، او في الدين ، أو في المذهب، أو في التقاليد، ودائما يظهر الانسان الذي يضيع في الآخرين وكانه يؤدي دورا محددا تحت قناع يغطي النفس الحقيقية، وتلك الأقنعة تشمل مختلف العناوين والمناصب والأدوار المرسومة مسبقا وبعناية فائقة، الوزير مثلا يتوهم بنفسه وزير، فهو في الحقيقة يعيش تحت عنوان وهمي، والمجتمع هو من وضع هذه العناوين ليأخذ منك أقصى ما يستطيع.
الجميع متوهمون بالعناوين المختلفة .... وزير، عقيد، عضو برلمان، مرجع ديني، هذه كلها عناوين لا تمثل حقيقة ذات الإنسان، العناوين تخلق لنا حالة تسمى الاستلاب، استلاب الإنسان من قبل الآخرين، والاستلاب مصطلح فلسفي، قد لا يفهمه الكثيرون، وهي تعني الغربة عن الذات، وطرحها ماركس عن فويرباخ، وتعني ابتعاد الإنسان عن حقيقته، بسبب الإيديولوجية أو الدين أو المعتقد، من خلال إعطاء صفات معينة للإنسان تبعده عن ذاته الحقيقية، مثل أنت من الفرق الناجية.... أنت شيعي.... أنت على حق.... أنت من أهل الجنة.... وهكذا تجعل هذه العناوين الإنسان غريبا عن ذاته الحقيقة، الوجودية تدعو الإنسان أن يعود إلى ذاته الحقيقة، هذه (الانانات) كلها عناوين مزيفة للإنسان أو للذات الحقيقية للإنسان..... أنا الأقوى.... أنا الأحلى.... أنا الافهم.... أنا القائد.... كلها عناوين لا تمثل الذات الحقيقية، عليك أن تتخلص من هذه الانانات لتكون ذاتك.
في العرفاء لدينا نفس هذا الكلام، العرفاء قالوا أشياء عديدة قبل الغرب، قبل الوجوديين، وقالوا بأعرف نفسك وكان يقصدون بها ليس النفس المنتشرة بين الناس، ولغرض التوضيح دعوني اشبه الانسان مجازا بالعصير، تعرفون أيها الإخوة نحن لدينا أنواع عديدة من العصائر، مثل عصير التفاح، أو الخوخ، أو الرمان، ولدينا عصير كوكتيل، الوجوديون يقولون لا تكن عصير كوكتيل، كن عصيرا مميزا لتكن لك نهكة خاصة (فريدة). هذا الطرح تم ترجمته في مرحلة ما بصورة مخطوئة من قبل (الهبييز) الذين تصوروا إن بناء الشخصية (الذات) انما يتم من خلال كسر القيود ومخالفة المجتمع، اما نحن نقول بمخالفة المجتمع لكي لا نسقط بالنفاق، بالمناسبة، الغرب تحرر من النفاق ولذلك تجدون النفاق قليل في الغرب.
لا يمكن لك أن تعرف ذاتك إذا لم تكن لديك قيمك الخاصة، الذوبان في المجتمع يجعل الإنسان في حالة لا يدرك ولا يميز معنى للقيم، فتجد الفرد يشارك مع الجماعة في كل شيء بدون لحظة تفكير واحدة، فكثير من الناس يشارك في الزيارات المليونية ولا يعرف أساسا الغرض منها. مما يعني هدرا كبيرا في طاقات الانسان وافكاره.
لدى العرفاء لدينا مبدأين مهمين هما الحرية والاستقلال، والذي من خلالهما يمكن تحقيق الذات، فالإمام علي لكونه سيد العرفاء كان يعرف جيدا ويدرك إن المنصب لا يمثله ولا يعني شخصيته، انما هو عنوان ابتدعه الاخرون، لذلك فهو عمل وفق ما يؤمن به، وكان هذا سببا اساسيا في سقوط حكومته التي لم تدم سوى اربع سنوات بائسات. (بالمناسبة انا حينما اذكر الإمام علي فلا يعني هذا انه إمامي، لأنني أساسا أؤمن بإمام واحد فقط هو الإمام الحسين). الإمام علي فشل في ادارة حكومته لأنه كان لا يؤمن بالقناع أو المنصب وهو قال لابن عباس مرة بخصوص المنصب إن (إمرتكم هذه عندي مثل هذا النعال).
العرفاء أيضا يبحثون عن تحقيق هذه الحالة، لدينا قصة جميلة لجلال الدين الرومي (المولوي) الذي كان شيخ وإمام مسجد ويدرس الفقه وامتاز بإخلاصه وحبه للحقيقة، وفي احد المرات كان المولوي يقرأ كتاب على ضفة نهر، فجاءه قروي وهو في الحقيقة كان (شمس التبريزي) الذي أصبح لاحقا أستاذا للمولوي ودار بينهم هذا الحوار..
 ماذا تقرأ؟؟؟؟
 علم وهو ليس مستواك.
 دعني أراه.
 هل تعرف تقرأ؟؟؟؟. .... ثم ناوله الكتاب.
فما كان من شمس التبريزي إلا ان القى الكتاب في النهر، فاستشاط غضبا المولوي وناهره ... كتابي ماذا فعلت به؟؟؟؟؟؟ أريد كتابي. فمد شمس التبريزي يده فرجع الكتاب إليه كما كان بدون أن يصيبه التلف او البلل!!!!!!، هنا توقف المولوي وطلب منه أن يصبح معلمه فاخبره التبريزي أخشى أن لا تتحملني، لكن المولوي أكد حاجته لمعلم بهذا المستوى وباستعداده لتلبية كافة شروطه، فاشترط التبريزي ان يقوم المولوي بخدمته لقاء التعليم. في المساء طلب التبريزي من المولوي أن يجلب له بطل خمر، فانتفض المولوي، كيف يامولاي تريدني أن اجلب لك الخمر وأنت تعرف موقفي منه؟؟؟؟ فهو حرام، حرام، لكن التبريزي أصر على طلبه وأمره أن يجلب له بطل الخمر من سوق النصارى، فخضع المولوي لطلب أستاذه وتنكر ليذهب إلى السوق، لكن التبريزي اتصل بمجموعة من شباب المدينة واخبرهم بان ذلك الرجل المتنكر هو المولي وطلب منهم أن يراقبوه ليعلموا ماذا سيفعل، ولما وجدوه يشتري خمرا اعتدوا عليه بالضرب المبرح لأنه كان يخدعهم طيلة الفترة السابقة فهو كان إمامهم في المسجد. أثناء الاشتباك تدخل التبريزي مستفسرا عن الاسباب التي دعتهم إلى ضرب المولوي، فاخبروه بأنهم وجدوه متنكرا ومتلبسا بشراء بطل الخمر، فاخذ التبريزي البطل، وفتحه أمامهم وتفاجئوا بان البطل ليس فيه خمر ولكن ماء فقط.!!!!!!!!
الجميع تعجب، الشباب أولا والمولوي ثانيا، لكن الاهم لدينا جدا هو الحكمة الكامنة في هذه القصة، حيث اخبر التبريزي المولوي قائلا (هل تيقنت الآن بان ما كنت تبنيه خلال سنوات حياتك السابقة لم يكن شيئا!!!! وانهار بسرعة ولم يصمد أمام افتراء بسيط أو سوء فهم أو اشتباه، فهكذا هم الناس والآخرين دوما، لا يمكنك أن تعول عليهم للأبد فهم يحكمون بالظاهر، والناس يتأثرون بكلام الآخرين، والتبريزي اثبت للمولوي بالتجربة وبالدليل إن الوجاهة واحترام الناس لا يساوي شيئا). المولوي تحول إلى اسم لامع عالميا بسبب هذه التجربة.. لهذا الأمام علي يقول والله لا يزيدني اجتماع الناس حولي عزة ولا يخيفني تفرقهم عني وحشة.
الآن أريد أن أقول شيئا مهما،
الأديان فيها خط الفقهاء وخط العرفاء، الفقهاء وعلما الدين يهتمون بالله أكثر من الإنسان، أما العرفاء فهم يهتمون بالإنسان أكثر من الله، يهتمون بالله المتأنسن داخل الإنسان، الفقهاء يهتمون بالله الخالق، خالق كل شي، يحيي ويميت، ونحن عبيد له، هذه رؤية العوام ورجال الدين قاطبة، العرفاء يهتمون بالله المتأنسن، وهم لا يهتمون بالله الخالق. اله الأنبياء يشبه الإنسان وصفاته مثل صفات الإنسان، يغضب ويشفق ويعدل ويستهزئ، نحن أسقطنا صفاتنا على الله، التوراة يقول الله خلق الإنسان على صورته، والصحيح الإنسان خلق الله على صورته، خلق إلها يجمع كل الأمور الخيرة، وهو اله الأنبياء في الأديان الثلاثة. نحن نقول بالله المتأنسن وهو الوجدان، ووجدانك هو ربك، انتم تعرفون قصة إبراهيم ، حينما رأى النجوم قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين، ثم قال عن القمر هذا ربي إبراهيم لم يكن يبحث عن الله الخالق بل كان يبحث عن الله الرب، الله الذي يتعاطف معي أما الله الخالق فهو ليس لديه اي عواطف، بعض الفلاسفة الغربيون يقولون الله له وجهان وجه خارج الزمان والمكان وهو الله الخالق، والأخر هو الله المتأنسن، وهو ما يجب أن نبحث عنه لكي نتكامل به ويجب أن يكون على صورة الإنسان، ولهذا يقولون على أهل الأديان أهل الكتاب. ونحن أيضا أهل كتاب، يعني أهل قران، أما الشيعة والمسيحيين والبوذيين فليسوا أهل كتاب لان المسيح هو القدوة وليس الإنجيل، الشيعة لا يقرؤون القران وأنا منهم (حتى إنني أحيانا اقرأ القران بشكل خاطئ) لماذا؟؟؟؟؟ لأننا لدينا الإمام علي فهو القران الناطق، وهذا شيء عظيم فوجود إنسان في قلبك مثل الحسين أو المسيح أو بوذا (إنسان كامل) وتعتبره مثلك الأعلى فهذا سيدفعك لان تتحرك لتكون مثله وتتكامل به، أنا لا امدح أئمة الشيعة، فهم أئمة زمانهم، أنا لا اعرف شيئا عن الإمام الجواد فانا لا اعرف عنه شيئا، الإمام الوحيد الذي اعترف به هو الإمام الحسين، واعترف بسقراط، وببوذا وبالمسيح. الخطأ الذي وقع فيه الشيعي عندما اتخذ الإمام علي إمامه أو الإمام الحسين إمامه هو عدم محاولته التكامل معهم وبهم، وجعلهم حجابا امامه فمنعه هذا من أن يصبح ذاته، وهذا ما نقصده بمعرفة الذات الحقيقية وذاتكم هو الله ، وهذا ممكن أن يتحقق من خلال تهذيب الانانات والتخلص من الاستلاب. والسلام عليكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الماهية ليست هي الصفة
ابو فراس ( 2013 / 1 / 20 - 16:30 )
الى السيد المحترم احمد القبانجي تحية الى جهدك والى مواقفك وشجاعتك في نقد الدين في بحر عائم بالخرافات والاباطيل انا من الذين يتابعون محاضراتك وكتاباتك واحيك على هذة الشجاعة وارى فيك الفيلسوف سبينوزا في جرائتة في نقد كتاب العهد القديم
انت تكتب عن الفلاسفة وتستنجد بما قالوا وما فعلوا مع العلم معظم القراء ليس متخصصين في الفلسفة حتى يجادلونك بها لذلك انت ترى ان معظم كتاباتك يعلق عليها اناس قليلون جدا . مع العلم ان في مقالاتك عن الفلاسفة شئ من الالتباس والخلط انا لااريد ان اناقشك فلسفيا - على سبيل المثال وليس الحصر- اقول الانسان ماهيتة تسبق وجودة وليس العكس كما انت ذكرت -لان اللة عندما خلق الانسان خلق ماهيتة اولا قبل خلقة ثم خلقة علي هذة الماهية او الصورة - الماهية هي صورة لشئ مادي قبل الخلق مثل الكرسي والبيت والانسان - اما شخصية الفرد فليست هي ماهية لشئ مادي لاانها اشياء معنوية ليس لها وجود موضوعي في الخارج حتي يستطيع الانسان ان يخلق لها ماهية كما في مثالك عن البيت والكرسي وانما هي صفات خلقت في الانسان بفعل مؤثرات خارجية - اراك ياشيخنا هنا تخلط بين الماهية والصفات
مع احترامي وشكري


2 - اخلع عمامتک
البغدادي ( 2013 / 1 / 21 - 12:58 )
اخلع عمامتک واکتب ما شئت اما ان تضع عمامه سوداء علي راسک وتقول انا لا اؤمن بالامام علي هذا امر لا استطيع ان اعبر عنه ولو عبرت عنه کما اريد تحذف التعليقه مخالفه لقواعد النشر


3 - إلى السيد أبي فراس
نعيم إيليا ( 2013 / 1 / 21 - 20:26 )
مقالة في منتهى الروعة والجمال!
يا أبا فراس، شيخنا يعرض نظرية الوجوديين المتقومة على فكرة: الوجود يسبق الماهية.
وللماهية عند الوجوديين معنى أو تفسير يختلف عن معناها وتفسيرها عند أرسطو. الماهية عند أرسطو هي صورة المادة أو الهيولى
هي الوجود بالفعل. فماهية الشجرة هي صورة الشجرة التي تلقتها من المادة بالقوة وهي الصورة التي جعلتها تتميز عن غيرها من الكائنات والأشياء كما بينتَ أنت أيضاً
ولكن الماهية لا تسبق الهيولى. إن فكرة السبق هي من إضافات الفارابي وتلميذه ابن سينا
أما الماهية عند سارتر، فلها معنى اجتماعي: هي مجموعة المؤهلات والكفاءات والمميزات والنجاحات والأفكار وغير ذلك مما يمكن للإنسان أن يكتسبه من بيئته بجهوده ليحقق ذاته على الوجه الذي يرضيه. إنها باختصار تكوين الشخصية وتعتمد عند سارتر على مبدأ الحرية والاختيار


4 - الى ابو فراس المحترم
عبد الحسين طاهر ( 2013 / 1 / 24 - 14:03 )
بعيدا عن محاضرة السيد احمد القبانجي ما جلب انتباهي وانا غير ملم بالفلسفة تقول للانسان ماهية تسبق وجوده وليس العكس لان الله عندما خلق الانسان خلق ماهيته اولا قبل خلقه ثم خلقه على هذه الماهية او الصورة وانا افهم الماهية التي رسمتها لنا عبارة عن قالب تخطيطي يساعد الصانع الغشيم لتحسين صنعته ثم عن اي انسان تتحدث عن مليارات الناس يصنع لهم الله ماهيات قوالب قبل صنعهم ثم يخلقهم على صورة هذه القوالب الصناعية ام انك تتحدث عن انسان حواء ارجوك عزيزي ارحم عقولنا


5 - الماهية المجنى عليها
ابو فراس ( 2013 / 1 / 24 - 15:35 )
الى السيد عبد الحسين طاهر المحترم اراك تخلط بين التطور (وانت تسمية تحسين) والماهي هي الصورة الشئ قبل خلقة اي فكرة قبل وجود الشئ المراد صنعه يصنعها الصانع البيب ذو العقل وليس الصانع الغشيم مثال الكرسي والنجار كما ذكر الشيخ احمد القبانجي اذن هي فكرة مصحوبة بارادة وفعل وليست كما فهمتها انت قالب/ تقول الوجودية ان ماهية الانسان تسبق وجوده لان ماهية الإنسان يحددها الله الخالق سابقا قبل ان يخلق الانسان وتقول - وعندما نتصور الها خلاقا ،فاننا لا نتصوره إلا على صورة فنان عظيم او صانع علوى .. وإننا نعتبر ان الارادة سابقة دوما للفعل او الفكر او انها على الاقل تلازم الفكر وان الله بالتالى لا يخلق الا عالما بما يخلق اذ لا يصح ان نعتبر ان الله يجهل ما يقوم به وهكذا تصبح -فكرة الرجل - المجردة والموجودة فى خيال الخلاق فكرة مطابقة تماما لفكرة (وجود ماهية تسبق الوجود ) والله يخلق الانسان تبعا لاصول وتبعا لشكل خاص كما يخرج الصانع قاطعة الاوراق تبعا لشكل معين وتعريف خاص وهكذا يحقق الانسان جزءا من فكرة يتخيلها الخلاق الذى هو اللة ارجو منك ياسيد عبد الحسين طاهر ان تفهم الشئ حتى ترحم عقول الاخرين

اخر الافلام

.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه


.. الوصل يحقق انتصارا تاريخيا على النصر ليتوج بكأس رئيس دولة ال




.. لماذا تخاف إسرائيل من مخيم جنين؟


.. شهيدان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم بربرة وسط رفح جنوب




.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية