الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية والمواطنة

مؤمن عشم الله

2013 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


=========================================
نعيد نشر سلسلة مقالاتنا عن العلمانية التي نهدف الي ترسيخ مفاهيمها في مجتمعنا العربي .فالاصل في رفض العلمانية ليس العري وليس التنصير وليس اي من هذه المخاوف أو قل الفزاعات .بل أنني أستطيع أن اجزم أنه الخوف والهروب من مواجهة حق المواطنة. وحيث أنني مؤمن أيمانا كاملا بأنه لا مواطنة تتحقق الا في ظل العلمانية رايت أنه لابد من تفنيد حجتي في أنه لا مواطنة بدون علمانية ولا علمانية بدون مواطنة .
ونبدا في تفنيد حجج ومخاوف المتشددين الذين يزعمون كذبا أن العلمانية هي العري وشيوع الفحشاء في المجتمع و يخوفون البسطاء أن العلمانية ضد الدين وضد الشريعة وهذا باطل باطل باطل والي التبسيط لعل هذا المقال يجد الأذن الصاغية والعقول المتفتحة لتسمع وتعمل فتبدأ النضال.
أن التحول الي العلمانية من دولة الخلافة كما حدث في تركيا لم يأت بغتة ولم يتحقق دونما نضال و صراع دموي.بل أن كمال أتاتورك نفسه يتهم من قبل الموالين للخلافة حتي الأن بالخيانة وانه الرجل عميل الغرب الذي أسقط الخلافة الأسلامية .ويتناسي هؤلاء كيف كان حال تركيا زمن الخلافة وكيف هي الأن في ظل العلمانية .ينسي هؤلاء أن الحروب التي خاضها المارشال مصطفي كمال اتاتورك ضد الجيوش اليونانية وقت أن كان السلطان العثماني وحيد الدين محمد الملقب بمحمد السادس ومن بعده عبد المجيد التاني وهو أخر الخلفاء العثمانيين. أنذاك متحالفا مع اليونانيين أعداء بلاده ضد أتاتورك المواطن الذي أحب بلاده فوق كل شيئ.
وأعلن في عام أنهاء الخلافة العثمانية وطرد الخليفة العثماني وألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن أن تركيا دولة علمانية. كان أتاتورك قد وضح لاحقاً أسباب إلغاء الخلافة كالتالي (من كتاب إمام الأتراك وكتاب الخطابات الصادر عن خطابات أتاتورك أمام البرلمان عام 1927) :

1- الخلافة فقدت شرعيتها العالمية حين رفعت الأمم الإسلامية يدها عنها وقاتلت ضدها بالحرب العالمية الأولى وأعلنت نقض التبعية لها.
2-الخلافة تحولت لمصدر لاستنزاف أموال ورجال تركيا لدرجة وفاة مليون من الأتراك في 20 عام من الحروب بسبب احتضان تركيا الخلافة فبات من المستحيل بقاؤها بتركيا.
3-الخلافة تحولت لجبهة تجمع بقايا الخونة من العثمانيين والسياسيين المنافقين الذين تعاونوا مع الاحتلال فإما هي أو هم وبالتالي باتت مشكلة داخلية كبيرة.
4-الخلافة عائق أمام أي تحديث للبلاد سواء التعليم أو المشروعات القومية.

خلال الخمسة عشر عاماً التي أمضاها أتاتورك في الرئاسة أورد نظاماً سياسياً وقضائياً جديداً، محى الخلافة وأنهاها وجعل كلاً من الحكومة والتعليم علمانياً وحقق تقدماً في الفنون والعلوم والزراعة والصناعة من خلال المساعدات من الإنجليز، حل برلمان إسطنبول المعارض له واستبدله ببرلمان أنقره|انقره|انقرة. في عام 1934 عندما تم تبني قانون التسمية أعطاه البرلمان الجديد اسم أتاتورك (أبو الأتراك).* ( المصدر ويكيبديا)
وبالنظر الي الاتهامات الموجهة اليه تجد أغلبها اتهامات في الشكل لا الجوهر كألغائه للنقاب او اليشمك التركي المشهور او الغائه للغة العربية واعتماد اللاتينية الرومانية بدلا منها ولكن بالنظر الي الثورة الاقتصادية -مع وجود بعض الماّخذ علي الطابع العسكري الذي لم يحقق من الديموقراطية المرجو لها- نجده قد قطع شوطا طويلا في تحقيق النمو الاقتصادي وترسيخ مفهوم المواطنة بالحد الأدني المطلوب للعمل بدءا منه.
ونحن هنا لا نسرد المثال التركي علي انه العتيق الاجل بالعلمانية او انه من حمل لوائها منذ عصور فجر الديموقراطية بل نسوقه من قبيل انه المثال الاقرب للخلافة والتحول العلماني مع وجود بعض الماّخذ علي هذه التجربة .الا انه ليس مجال حديثنا الان لكن تعالوا نتأمل ما حققته علمانية تركيا علي ارض الواقع الان.
1- توزيع الثروة بعد أحتكارها في يد الخليفة
2-المساواة بين الجل والمراة وليس بخاف علي أحد وضع المرأة في ظل الخلافة العثمانية وما بعد العلمانية
3- الحرية الدينية -بغض النظر عن مذابح الأرمن- حديثا في ظل النظام العلماني
والسؤال هنا هل العلمانية ضد الدين؟
أقتبس هنا بعض مما قاله سبينوزا العرب الدكتور /العفيف الأخضر المفكر التونسي المثير للجدل دائما .يقول الدكتور العفيف في أحد مقالاته مرفة الموقع لمن يحب الأطلاع علي المقال بالكاملwww.ahewar.org%2Fdebat%2Fshow.art.asp%3Faid%3D36368&ei=nLDXUIDlDorFtAb8poHIAg&usg=AFQjCNE9rcrOKfbA_HFSxBxeZTj-VMUjPQ
هل العلمانية ضد الدين؟
رأينا في تعريف معجم روبير للعلمانية أنها الفصل بين الدولة والكنيسة، أي بين الديني والدنيوي ليس إلا. بريطانيا دولة علمانية تماماً كفرنسا، لكن ملكة بريطانيا تحمل لقب "حامية حمي الكنيسة" وبإمكان المملكة المغربية أن تكون علمانية ويحمل ملكها، لقب "أمير المؤمنين" ، وبإمكان تونس أن تكون علمانية ويحمل رئيسها "حامي حمي الإسلام". يجب أن يكون المرء جاهلاً بتعريف العلمانية في المعاجم الأوربية، لأن أوربا هي أرض ميلاد العلمانية، أو سيء النية ، ككثير من قادة الإسلام السياسي، ليقول أن العلمانية ضد الدين. خاصة وأن العلمانية اليوم في البلدان العلمانية الصافية، كفرنسا، باتت علمانية منفتحة على كثير من الجوانب التي لا تضير في شيء المواطنة الحديثة ، التي تفترض المساواة بين الرجل والمرأة والمؤمن وغير المؤمن في حقوق المواطنة وواجباتها كافة. حياد الدولة العلمانية الفرنسية إزاء الدين لم يمنعها من أن تبني،من مال دافعي الضرائب سنة 1921، جامع باريس الشهير تكريماً لذكري الجنود المسلمين المغاربيين الذين سقطوا في معارك الحرب العالمية الأولي دفاعاً عن فرنسا، ولم تمنع اليوم وزير الداخلية الفرنسي، فيليب دوفلبان، المسؤول عن الشئون الدينية، من تكوين مؤسسة إسلامية خيرية لجمع التبرعات من المحسنيين لبناء المساجد والانفاق على الجامعة والمعاهد الإسلامية التي هي برسم الإنشاء. وقد تلقت هذه المؤسسة بمجرد إنشائها 800 مليون يورو من متبرعين لم يكشفوا عن هويتهم. أما الدولة العربية العلمانية القادمة فإن علمانيتها لن تمنعها من مساعدة ديانات جميع مواطنيها على قدم المساواة. وهذه العلمانية هي التي ستسود مع الوقت أرض الإسلام. على غرار تركيا العلمانية التي يوصيها دستورها ببناء دور العبادة لمواطنيها على اختلاف دياناتهم. فأي مانع من احتضان الدولة العلمانية للتعليم الديني شرط أن تسهر على جعله تعليماً دينياً إصلاحياً حديثاً يكون مواطني الغد الذين يعرفون المواطنة الحديثة، التي لا تميز بين الرجل والمرأة وبين المسلم وغير المسلم في حقوق المواطنة، ويعترفون بها دون تردد أو شعور بالذنب. ولكي يكون التعليم الديني إصلاحياً وحديثاً يجب أن يدرس التلاميذ والطلبة الدين بمساعدة علوم الحداثة: تاريخ الأديان المقارن، سسيولوجيا الأديان، علم النفس، اللأنثروبولوجيا الدينية، الألسنية، الهرمينوطيقا (علم تأويل النصوص المقدسة)، والفلسفة، لتنمية الفكر النقدي لدي الأجيال الطالعة. في تونس يدرس طلبة الجامعة الزيتونية الدينية الفلسفة الإسلامية والفلسفة الحديثة طوال السنوات الأربع. ويدرس طلبة كليات العلوم بما فيها الطب الفلسفة الحديثة طوال مدة الدراسة الجامعية. فلا شيء كالفلسفة والعلوم الإنسانية لتحصين العقول ضد دعاية الإسلاميين الدينية - السياسية. مثل هذا التعليم الديني الإصلاحي والحديث ليس مستحباً من الدولة العلمانية في الفضاء العربي والإسلامي بل هو فرض وواجب عليها لإعادة صياغة الوعي الإسلامي التقليدي وتحصين وعي الأجيال الطالعة ضد التزمت، والتعصب والإرهاب والتمييز الديني، أي النرجسية الدينية التي تأمر باضطهاد دين لباقي الديانات بل ونسخها .
وبالتأمل الي تلك الكلمات المستنيرة نجد سؤالا يطرح نفسه .....
كيف يمكن ترسيخ مفهوم كهذا في مجتمعنا المصري ؟! وكيف يمكن قلب الدفة هكذا كما من يسرة الي الي اقصي اليمين؟؟
أجيب فأقول انه لا بديل عن النضال .لا مناص من وجود رجال مناضلين واعيين بخطورة الأمر والضرورة الملحة للعمل علي تأكيد هذه المبادئ وترسيخها في النشء .العمل المجتمعي الجماعي الشامل لكل الأطياف فمن المضحك ان يتبني فصيل واحد الدفاع عن المواطنة التي تحققها العلمانية .
بلدي وان جارت علي عزيزة وأهلي وأن ضنوا عليا كرام!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب