الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات وجودية عبثية حول الموت

مروان المعزوزي
أخصائي نفسي من المغرب

(Merouane Elmaazouzi)

2013 / 1 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(كتبت هاته الخاطرة اليوم إثر حادث موت أم صديقة عزيزة )

لماذا هناك موت ? ما هي الحكمة من أن يخلق إله شيئا في أي وقت شاء ثم يميته في أي وقت شاء ? ما هذا القدر المشؤوم الذي كتبه الله على البشر و الإنسانية جمعاء ?
" لأنه هكذا أحب الله العالم " و الإنسان حتى خلقه لكي يتعذب
حتى أحياه لكي يُميته .. حتى أوجده لكي يُعدمه
حتى خلقه في هاته الحلة التي تجعله في حاجة دائمة إلى أكل و شرب مثل السيارة التي بحاجة إلى البنزين
حتى خلقه ليحيا و يموت
ما الفائدة إذن من هذا كله ? هل هي لعبة ? هل هو عبارة عن - ( تخاطيرة بين الآلهة و تقميرة على البشر و لا شنو ? ) - رهان بين الآلهة لخلق مخلوق ينتهي بعد تحديد مدة الصلاحية و الاستهلاك كمنتوج ? أم هو مجرد عبث إلهي لأن الآلهة هي أيضا تحس بالملل مثلنا و متى لم تجد بما تلعب و تعبث به تبدأ بطرح ورقتنا فتبدأ بخلق هذا المخلوق الميت بحياته أو الحي بموته ?
ألم تكفي دموع كل الرجال و النساء و الأطفال الصغار و الأيتام من تحريك و لو شعرة صغيرة في قلب الآلهة لتغيير هذا القدر المقدر ? تخيل لو جُمعت كل دموع العالم منذ بداية العالم فهل سيكفي هذا الكون لحملها أو هل يسعها بحر أو محيط ? ألم تؤثر كل هاته الدموع على أسياد الكون ?
لقد سمعنا أنه قيل أن آدم كان سيعيش للأبد و أنه لم يكن يعرف موتا لولا أكله من التفاحة – لكن كيف يُعقل أن يغير شخص ما كالشيطان مثلا أو حادث ما من قرار إلهي وضعه قبل خلق الإنسان و الكون ? إذا كان هدف الله من البداية هو أبدية الإنسان إذن فقد غير من قرار الله حادث ما أو أشخاص معينين إذن فالله يغير من قراراته الشخصية بسبب حادث إذن فهو مثلنا شئ حادث و هو مثلنا يغير من آرائه و يغضب و ينتقم !!!
لماذا تجعلنا الآلهة كائنات موقوتة و مؤقتة مثل القنبلة الموقوتة ? ما معنى هذا ? إن ما يلزم هو إما حي حي أو ميت ميت و ما زاد على هذا فهو من الشرير – على أسلوب الإنجيل
فإما أن نكون أحياء أحياء فنحيا منذ البداية إلى الأبد أو ميتين ميتين فلا نحيا إلى الأبد منذ البداية
إننا عبارة عن كائنات حية تحمل بداخلها الموت مع عداد تنازلي فنحن أحياء أمواتا فهل صحيح عند الموت نكون أمواتا أحياء ?








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه نتيجه طبيعيه
البغدادي ( 2013 / 1 / 25 - 05:54 )
هذه هي نتيجه طبيعيه للانسان الذي لا يؤمن بالله ولا يؤمن بالحياه بعد الموت ولهذا يرى حياته عبثا في عبث وقد يقدم علي الانتحار اما الانسان الذي يؤمن ان الانسان خالد وسرمدي وانه ينتقل بالموت من دار الي دار وانه في سفر فانه يتحمل صعاب الحياه ومکاره العيش ووعثاء السفر ويحاول ان يحصل علي الزاد لذي ينفعه في هذا السفر الطويل فکل هذه الاسئله والشبهات محلوله عند الانسان المؤمن


2 - المسلم بالفطرة إسلامه لا يقبل منه
مروان المعزوزي ( 2013 / 1 / 25 - 12:33 )
...أنا لم أقل أنني مؤمن أو أنني لست مؤمنا
كفانا إيمانا بالفطرة و كفانا حلولا جاهزة من الحلول التي قلت أنها محلولة عند المؤمن تلك حلول جاهزة و بضاعة سوقية رخيصة - إن المؤمن الذي يظل مؤمنا بالفطرة فقط لا يقبل منه ( كما قال إمام كبير) ا
إن المؤمن الذي لا يتساءل و الذي يتلقى فقط ليس مؤمنا و إيمانه ليس على الصخر
إن المؤمن الذي لا يستطيع أن لا يؤمن ليس بمؤمن كما أن الذي لا يؤمن إذا لم يستطع أن يحس بالإيمان فهو أيضا ليس لا دينيا
أشكرك أخي على مرورك الطيب و في انتظار طلاق سراح إيمانك الفطري حتى يتحرر و يخرج إيمانك المكتسب الذي لا تزعزعه الرياح
لك مني أجمل تحية

اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها