الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك حياه ابديه كما يدعي الانبياء ومن اين جائوا بهذه الفكره واذا كانت هناك حياه ابديه فما هيه واجبات ومهام الانسان في هذه الحياة

سعد كريم مهدي

2013 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



عندما امتلك الانسان صفه التفكير واكتشف ان وجوده في هذا الكون موقت بعد ان شاهد ابن جنسه الانسان وباقي الكائنات الحيه تموت واجسادها تتحلل وتتلاشى ان هذا الاكتشاف جعله يبحث ويفتش عن افكار يستطيع من خلالها التخلص من فكره الموت التي شاهدها بعينه وتحقق له الخلود والحياه الابديه وبعد التطور الحضاري للمجتمعات الانسانيه وظهور بعض العلوم المعرفيه ظهرت الفلسفه في العالم القديم كي تضع تصورات جديده عن الحياة الابديه لان تعريف الفلسفه المبسط هو ( بحث الانسان عن مكانه في هذا الكون الواسع ) لذلك فان الفلسفه القديمه حاولت ان تتعرف على القوه التي تربط بين وجود الانسان الموقت وبين هذا الكون الازلي المترامي الاطراف الى ما لانهايه ولكون الفكر الفلسفي هو من انتاج الانسان وهذا الانسان لايملك القدرات الحسيه والعقليه والفيسلوجيه التي تساعده على تحقيق هدفه هذا لذا فهو لجأ الى عقله وخياله الواسع كي ينسج منها قصصا يستند اليها في التعرف الى القوه التي سببت وجوده الموقت ومحاوله معرفه الغايه من هذا الوجود كي يستنتج الحياة الابديه منهاعلى ان تكون هذه القصص يقبلها المنطق القديم ومن نتاج هذه الفلسفه انها اوجدت فكره وجود الروح او النفس داخل الانسان مع جسده وعند موت الانسان يتحلل ويتلاشى الجسد لكن الروح لاتموت وانما تنتقل الى الحياة الابديه واهم هذه الفلسفات في التاريخ القديم هي الفلسفه اليونانيه القديمه لذا سوف نبحثها بشكل مبسط كي نتعرف على المعاير التي وضعتها للانسان كي ينتقل الانسان من خلالها الى الابديه

الابديه في الفلسفه اليونانيه
كان سقراط هو الرائد الاول للفلسفه اليونانيه وقد اقر بوجود قوه مسئوله عن وجود الكون اسماها العقل الالهي الازلي وارجع اليها جميع القوانين التي تنظم حركه الكون سواء التي تعرف اليها الانسان او التي لم يتعرف عليها بعد من خلال قوله ((ان النظام وغايه الكون هي ليست وليده الصدفه وانما هي نتيجه العقل الالهي الازلي الذي ترجع اليه جميع القوانين والتغيرات الامكتوبه)) وكان الرابط بين الانسان والعقل الالهي في فكر سقراط هي النفس او الروح والتي اعطاها اهميه كبيره في استخراج الحقائق عن الكون التي لايستطيع الانسان بقدراته العقليه والفسلوجيه الوصول اليها وجاء ذلك من خلال قوله (( يجب على الروح ان تهبط الى اعماق نفسها كي تستنبط الحقائق الاساسيه في تلك الاعماق وبذلك تكون النفس قادره على الاحاطه بالمعرفه دون تاثير المحيط الخارجي )) , وقد اعلن سقرط عن وجود العالم الاخر وان هذه الروح او النفس هي التي تخلد فيه بعد ان يمتلك الانسان صفه الخير وان هذه الصفه لايصل اليها الانسان الابعد ان يكتسب الاخلاق الكونيه والتي تنتهي في سلوكها الى الفضيله وهذه الاخلاق لاتوجد لها قوانين مكتوبه ويجب على الانسان قبل اكتساب هذه الاخلاق ان يمتلك العلم لان الانسان عندما يعلم بالشر لايفعله , يتضح لنا من مفهوم سقراط للخير والشر عند الانسان قد استند الى مبدا الوسط المرفوع اي ان الانسان اما ان يكون خيرا بالكامل اوشرا بالكامل وهذا مارفضته الفلسفه الحديثه حيث انها اقرت بان الخير والشر وموجود عند كل انسان ولكن نسبه احدهم الى الاخر تتفاوت بين انسان واخر
اما افلاطون وهو تلميذ سقرط وان الافكار التي جاء بها لاتختلف عما ذكرناه سابقا لكنه اضاف ان النفس او الروح نزلت من عالم الابديه (عالم الروح المطلق ) الى عالمنا هذا عالم الزمان والمكان وكي تحافظ على ابديتها تتقمصت الاجساد وكي تتمكن هذه الروح او النفس من عودتها الى ابديتها عليها ان تتغذى على قيم الخير والجمال ( ومنها العلم والحكمه والعدل والاخلاق ) من خلال ادركاها الحسي ووسيلتها الى ذلك هو التأمل والتفاعل الفكري الذي يمارسه العقل للاشياء في هذا العالم المادي واذا كان غذائها غير الذي ذكرناه فهيه لن تستطيع العوده الى الابديه , يتضح لنا من هذه الافكار انها كانت موجهه فقط الى الطبقه المتعلمه وهي كانت اقل من القليل جدا في العالم القديم ولكون وسائل الكتابه والاتصال كانت محدوده جدا او معدومه لذا فان هذه الافكار الفلسفيه لم تنتشر في مجتمعات بلدان العالم القديم لان الغالبيه الكبيره لهذه المجتمعات هي من الاميه والجهله وصعب عليهم فهم هذه الافكار الفلسفيه المعقده لذا فهم بحاجه الى تفسيرات مبسطه وسهله عن الوجود كي يتمكنوا من فهمها والقبول بها وهنا ظهر جيل جديد من رجال الدين تطفلوا واقتبسوا الافكار التي جائت بها هذه الفلسفات وبسطوها واعدوها بشكل يتناسب مع العادات والتقاليد التي اعتادوا عليها في المجتمعات التي ظهرفيها رجال الدين هولاء الذين اسموا انفسهم بالانبياء وان مفرده الانبياء هي كلمه النبي وهذه الكلمه هي صفه للفعل يتنبأ ومعنى ذلك ان هولاء الانبياء قد تنبئوا ببدايه الوجود الخلقي ونهايته داعمين افكارهم هذه من خلال ادعاهم بان الخالق الذي اسموه الله هو الذي اوحى بها اليهم


الابديه في دين الانبياء
كان مفهوم العقيده الدينيه عند الانسان قبل ظهور الفلسفه هي التملق الى الاله مشخص بشكل معين اوهيئه معينه او التملق لاحدى قوى الطبيعه ويكون هذا التملق عن طريق ممارسه بعض الطقوس الدينيه التي يتم التوجيه بها من قبل رجال الدين لتلك المجتمعات التي توجد فيها هذه العقائد الدينيه وكانت الغايه من هذا التملق هو ان يجلب لهم هذا الاله الحظ ويمنع عنه المخاطر التي يواجهها خلال ممارسه حياته اليوميه وبعد ظهور الفلسفات في العالم القديم ظهر الانبياء كجيل جديد من رجال الدين تطفلوا على الافكار التي جائت بها هذه الفلسفات واقتبسوا منها فكرهم الديني الجديد المستنده الى الروايه التي تقول ان حياة الانسان بدئت في الحياة الابديه من خلال قصه ادم وحواء والتفاحه وبعد ان خاصمهم الخالق الذي اسموه الله رماهم على سطح هذا الكوكب وبعدها خرجت كل اجناس الانسان من ذريه هذا الشخص وان هذه الاجناس من الناس الذين ولدوا اوسوف يولدون سوف يعودون الى الحياة الابديه بعد ان تنتهي الحياة على هذا الكوكب في يوم يسمى يوم الدينونه او القيامه ومن نفذ منهم تعليمات هولاء الانبياء والطقوس الدينيه التي جائوا بها ((وتعليمات هولاء الانبياء هي العادات والتقاليد للمجتمع الذي ظهر فيه النبي ام الطقوس الدينيه فهيه بعض الحركات والتمتمات التي تدل على التملق والعبوديه)) سوف يرسلون الى الحياة الابديه اما الذين لم ينفذ تعليمات هولاء الانبياء سوف يعاقبون اشد العقاب وسوف نستعرض وصف الحياة الابديه كما جائت بها الاديان كل من اليهويه والمسيحيه والاسلاميه على سبيل المثال وفق الاتي

1) الابديه في الديانه اليهوديه
ان الديانه اليهوديه هي الاقل اهتماما من باقي الديانات الاخرى بالحياة الابديه وفكرتها انه بعد موت الانسان تنفصل روحه عن جسده لكنها تبقى على ارتباط مع هذا الجسد لمده سنه حتى يتحلل الجسد ويفنى وفي هذه الفتره اذا كان الانسان يطبق طقوسهم الدينيه وتعليمات انبيائهم والذي يسموه من المتقين فان روحه تذهب الى الحياه الابديه في مكان يسمى (عدن غان) مباشرتا بعد موته اما الذي لم يطبق ذلك ويسموه من المذنبين فان روحه تذهب للعذاب لمده سنه في مكان يسمى ((جيهنوم اوجهنم) (وهذه التسميه ماخوذه من اسم وادي خارج بوابات بيت المقدس يسمى جي هنوم كان الكنعانيون يقدمون قرابين بشريه للصنم مولك في هذا الوادي وكذلك كان يفعل بني اسرائيل ذلك)) وبعد مده السنه هذه تذهب الروح الى الحياة الابديه وبعد مده من الزمن او مايسمى بيوم القيامه تستيقض اجساد الاموات المدفونون في تراب الارض وتتوحد مع روحهم ويذهبون الى الحساب في مكان يسمى (هعولم هاياه اي الحياة المقبله) ومن كان منهم من المتقين كما يسمونهم يذهب الى الحياة الابديه اما من كان من المذنبون فانه يلقى الذل والعار والازدراء

2) الابديه في الديانه المسيحيه
ان فكره الابديه في الديانه المسيحيه مرتبطه بشخص نبيها عيسى ابن مريم لانه ادعى انه ابن الله وكذلك ادعى انه دفع نفسه فديه عن كل البشر الذين ولدوا والذين وسوف يولدون وكانت هذه الفديه هي عن خطا ادم وحواء الذين اكلوا التفاحه وخاصمهم الله ورماهم الى سطح هذا الكوكب لذلك فان الله الذي هو والد عيسى كما يدعي قد حول اليه الحساب يوم الدينونه او القيامه لانه استلم حقه من البشر عندما قام عيسى بدفع نفسه كفديه عنهم لذلك فان عيسى ابن مريم هو الذي سوف يحاسب الناس في يوم القيامه اوالديننونه وسوف يقسم البشر من كل الشعوب الى قسمين قسم امن بانه ابن الله ودفع نفسه فديه عن البشر سوف يوقفهم على اليمين وبعدها يرسلهم الى الحياه الابديه اما الذين لم يومنوا به فيضعهم على اليسار ومن ثم يرسلهم الى العذاب , وان الذي ينتقل الى الحياة الابديه هي الروح فقط وليس معها الجسد ويعيش مثل الملائكه لايتعب او يمرض اويجوع او يتزوج وما الى ذلك

3) الابديه في الديانه الاسلاميه
ان الديانه الاسلاميه كانت الاكثر افراطا من باقي الاديان في ممارسه الطقوس الدينيه التي تودي الى عبوديه شامله للانسان من جانب ومن جانب اخر ايظا افرطت كثير في وصف الملذات سواء ملذات الطعام والشراب او الملذات الجنسيه في الحياة الابديه التي يكافئ بها من يمارس الطقوس القاسيه التي ذكرناها ويرجع سبب ذلك الى ان الدين الاسلامي ظهر في المجتمع البدوي للجزيره العربيه ذات الطبيعه الصحراويه والذي جعله يبتعد عن الحضاره التي كانت موجوده في بلدان العالم القديم وينغلق على نفسه لذا فان الطقوس الدينيه التي تودي الى العبوديه والتي جائت بها هذه الديانه مكتسبه من الطريقه التي يعاملون بها اسياد هذا المجتمع القاسيه لعبيدهم هذا من جانب ومن جانب اخر كانت المجتمعات التي تعيش في الجزيره العربيه محرومه من لذات النعم التي كانت تتنعم بها مدن العالم القديم المتحضره لذلك وجدنا هذه الديانه تفرط في وصف الملذات في الحياة الابديه وكي يتمتع الانسان بهذه الملذات في الحياة الابديه وكانت فكره هذه الديانه ان تنتقل الروح مع الجسد الى الحياة الابديه كي يتمتع هذا الجسد بهذه الملذات وفكره انبعاث الروح مع الجسد الى الحياة الابديه هي مشابهه للتي وردت في الديانه اليهوديه


صفه الانسان في هذا الكون

تعاملت الفلسفه القديمه واديان النبي مع الانسان على انه نكره اصولها من السماء وان واجبهم الوعظي هو اصلاح هذه النكره وجعل الانسان يدور في الحلقه الوعظيه التي رسموها له ولم ينتبهوا او يدركو الى ان الانسان يمتلك طبيعه فسلوجيه يشابه فيها الكائنات الحيه الاخرى ومنها الحيوانات الثديه لكنه في نفس الوقت يملك جسد يساعده في ان يخلق من الماده والطاقه التي بين يديه ادوات ارتكز عليها وعلى قدراته العقليه التي استطاعت ان تتعلم وتخزن وتحلل الكم الكبير من المعلومات التي توصلت اليه هذه القدرات من خلال البحث المستمر عن المعرفه العلميه والفكريه ولكون الماده الموجوده في الكون المنظورمتكونه من حجاره بناء اساسيه تسمى الذره وهذه الذره تحوي في داخلهاعلى اربع قوى هي( القوه النوويه, والكهرومغناطيسيه, والجاذبيه, والضعيفه ) ومن هذه القوى تنتج الطاقه واذا اردنا ان نضع تعريفا لاي خالق في هذا الكون فلابد ان يكون ((هو كل من امتلك المعرفه العلميه واستطاع ان يستخدمها في تحويل الماده والطاقه من حاله الى اخرى )) وهذا مافعله الانسان على سطح هذا الكوكب عندما امتلك المعرفه العلميه واستطاع من خلالها ان يحول الماده والطاقه من حاله الى اخرى ويخلق بذلك هذا العالم الجديدعلى سطح هذا الكوكب الذي لامثيل له في هذا الكون المنظور لذلك فان استحق وبكل جداره صفه خالق لاحد مكونات هذا الكون , وكي نفهم علاقه هذا الانسان الخالق بالكون علينا اولا ان نفهم مكونات هذا الكون ضمن المعطيات الجديده لعوم الفزياء الطبيعه وفق الاتي

علاقه الانسان كخالق في هذا الكون

ان المعطيات العلميه التي جائت بها علوم الفيزياء الطبيعيه عن مكونات الكون حديثا والتي لاتركها حواسنا ولكننا نشعر بها ومنها الماده السوداء والطاقه السوداء والتي تقدر نسبتها في الكون حوالي 75% من نسبه الماده والطاقه الموجوده في الكون وان العلم الحديث لم يتمكن منم معرفه ماهيتها او حجارتها الاساسيه المكونه لها كون حواسنا الانسانيه لاتستطيع ادراكها والتي بالتكيد تختلف عن مكونات الذره التي تكون هذا الجانب المنظور من هذا الكون وكذلك الثقوب الدوديه التي تختصر المسافه والزمن في الكون وتعتبر مسالك وطرق قصيره بين الاجرام السماويه علما ان هذه الثقوب الدوديه وكذلك الماده السوداء والطاقه السوداء موجوده في كل مكان في وحتى على سطح كوكبنا هذا وكذلك هناك الثقوب السوداء التي تبتلع نجوما واجرام سماويه يفوق حجمها ملاين المرات حجم هذا الثقب الاسود والتي لاتسمح حتى للضوء للخروج منها وفيها يتساوى الزمان والمكان وقد تكون هذه الثقوب السوداء هي مصانع عملاقه لتحويل الماده والطاقه المكونه لهذه الاجرام من الذرات الى الماده السوداء والطاقه السوداء التي لانعرف ماهيتها كما اسلفنا لانه اذاهناك مخرجات من الماده السوداء او الطاقه السوداء لاتدركه حواسنا او نشاهد وجودها كما اسلفنا وكذلك هناك المفهوم الجديد للزمان كبعد رابع اضيف الى الابعاد الثلاثه التي تعرف عليها الانسان والتي هي ((الطول والعرض والارتفاع )) لاعتباره بماضيه وحاضره ومستقبله خطا ممتدا في الكون وهو واقف في مكانه لايذهب ولاياتي وان مايحصل هو اننا نسير على هذا الخط خطوه بعده خطوه وان اي خالق او مخلوق امتلك قدره الابعاد الاربعه يستطيع مشاهده الحوادث الماضيه والحاليه والمستقبليه مثلما يشاهد الطول والعرض والارتفاع وقد دلت التجارب النفسيه الحديثه على ان الانسان في بعض تجلياته اللاشعوريه يرى حوادث المستقبل وهذا يعني ان الانسان في لحظات معينه يمتلك قدرات خالق يشاهد فيها خط او بعد الزمان
ان هذه المعطيات العلميه الحديثه جعلتنا نتصور اننا نعيش في كونين متداخلين احدهما مع الاخر الاول فيه هو الذي تدركه حواسنا وفق الابعاد الثلاثه والتي هي (الطول والعرض والارتفاع) والماده والطاقه المكونه له هي الذره والكون الثاني هو الذي لاتدركه حواسنا وانظمته تعمل وفق الابعاد الاربعه والتي هي (الطول والعرض والارتفاع والزمن) والماده والطاقه المكونه له هي الماده السوداء والطاقه السوداء

هل هناك حياة ابديه وما دور الانسان فيها
لم يسبق في هذا الوجود ان شاهدنا او سمعنا عن انسان مات وانتهت حياته من هذا الوجود ومن ثم عاد ثانيه الى الحياة كي يخبرنا عن الذي يحصل معه بعد الموت لكننا نعلم ان الانسان بصفاته الخلقيه يولد في هذا الوجود ومعنى ذلك ان نقطه انطلاق الانسان تبدأ من هذا الوجود ولانعلم عن مسيرته الخلقيه هل تنتهي في هذا الوجود ام لا, لكننا نقول ان القدرات الخلقيه والابداعيه التي بحث عنها الانسان وتعلمها وطورها وامتلكها وخلق هذا العالم على سطح هذا الكوكب من خلالها لايمكن لها ان تنتهي بموت الانسان لان نهايته هي خساره للكون اولا قبل ان تكون خساره لهذا العالم الذي نعيش فيه او خساره للانسان نفسه وهذا ما يدفعنا الى الاعتقاد ان موت الانسان يعني انتقاله من الكون المنظور الذي نعيش فيه والذي تدركه حواسنا ذات الابعاد الثلاثه (الطول والعرض والارتفاع) والذي تكونه الذره كماده وطاقه له كما اسلفناه الى الكون غير المنظور الذي لاتدركه حواسنا وتحكمه الابعاد الاربعه (الطول والعرض والارتفع والزمن) كي يكمل مسيرته الخلقيه التي تعلمها منذ ولادته في هذا الكون المنظور الذي تدركه حواسنا وما يساعدنا على هذا الاعتقاد ان هناك في جسد الانسان مكونات واجهزه لانلمس لها وجود ولانعرف لها اي ديناميكيه لكننا نلمس تاثيرها على هذا الجسد ومنها المشاعر والعاطفه والغضب والحزن وغيرها من الامور الاشعوريه ويقول علماء النفس ان هذا الاشعور اومايسمى احيانا بالعقل الباطن لاسيطره للانسان عليه وهو في نفس الوقت الخزين لكل ماتعلمه الانسان من معلومات ولكل الحوادث التي عاشها خلال مسيره حياته الطويله وهي محصنه من اي تلف او زوال وان مايصيب الانسان في عقله الظاهر من نسيان للمعلومات او الحوادث لاعلاقه له بهذا الاشعور او العقل الباطن ويصف علماء النفس هذا الخزين على انه ((كومه من الكنوز وكومه من القاذورات وزياده احدى الكومتين على الاخرى تحددها التجربه الشخصيه للانسان)) هذا يجعلنا نميل الى الاعتقاد بان الانسان ككيان مستقل بذاته جسده يتكون من نوعين من الماده والطاقه الاول هو الفسلوجي والذي تشكله الاجهزه المكونه من الخلايا وهذه الخلايا هي التي تنتجها الذره وهذه الاجهزه هي التي تدركها حواسنا ونشاهدها بعيننا اما النوع الثاني يتكون من الماده والطاقه التي لانشاهدها ولانعرف ماهيتا ولا تدركها حواسنا ويمكن ان تكون هذه الماده والطاقه هي من منتجات الماده والطاقه السوداء التي لاتدركها حواسنا كما اسلفنا وفي الغالب هي التي تشكيل الجهاز الاشعوري الذي يحمل تركه الانسان التي ورثها من تجربته الحياتيه دون نقص لاي حادثه مربها اومعلومه اكتسبها , وان رسوخ الحوادث التي مر بها الانسان والمعلومات التي اكتسبها في جهاز الاشعور او مايسمى بالعقل الباطن بهذه الدقه وعدم فقدان اي جزيه منها يجعلنا نعتقد ان الماده والطاقه المكونه لجهاز الاشعور لها صفات الازليه لانها لاتسمح لاي حادثه او معلومه ترسخ فيه بالزوال . من هذا الوصف يمكننا تفسير موت الانسان هو ان الانسان عند موته يفقد فقط الاجهزه التي شكلت من الخلايا التي مصدرها الذره وهذه الاجهزه هي التي تدركها حواس الانسان اما جهاز الاشعور الذي يحمل تجربه الانسان الحياتيه فهو لايموت لان الماده المكونه له تحمل الصفات الازليه لذلك فاننا نعتقد ان هذا الجهاز الاشعوري ينتقل الى الكون الثاني ذات الابعاد الاربعه والتي هي(الطول والعرض والارتفاع والزمن ) كي يولد فيه من جديد ويكمل مسيرته الخلقيه والابداعيه التي بدئها في هذا الكون ذات الابعاد الثلاثه .
من هذا الطرح الذي قدمناه يتضح لنا في ما اذا كانت هناك حياه ابديه للانسان بعد موته فلابد ان تكون هي استكملا للمشروع الخلقي الذي بدئه قبل موته وقد يجهز بقدرات حسيه اظافيه تمكنه من التعامل مع الكون الجديد ذات الابعاد الاربعه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحياة الابدية !!
ساسان ( 2013 / 1 / 26 - 20:14 )
جوابي للكاتب الكريم وعل قدر قناعتي وبالمختصر المفيد ان الحياة الابدية غير ممكنة لاعمليا ولا منطقيا لانه ببساطة صريحة ان الانسان في هكذا حياة يصاب بالملل مهما تعددت وسائل اللهو واذا علمنا ان وسائل اللهو المعهودة في زمن بعث الديانات كانت محدودة ومعينة فكيف الانسان يعيش الاف السنين ؟؟!! ويمكن الاستدلال برأي علماء ومختصين في علم النفس وعلم الاجتماع وانا لست منهما ..


2 - إذا كان للأنسان أبدية إذن لحمار جدي كذلك
حميد كركوكي ( 2013 / 2 / 7 - 14:22 )
كان جدي عليه الصلات والسلام متدينا -شيعي- صارم ، كان له حمارا رمادي ذكي وشاطر، كان يقول مازحا وجدي في نفس الوقت :قسما ب علّي المرتضى (ع) لا أذهب إلى الجنة إذا ما دخل معي قوته{إسم حمار جدي بالكوردية الفيلية} نعم لم لا حمار جدي له الحق في الجنة، رحمه الله حمار جدي كان كادحا وصريحا ، كنا نفرح من نهيقه الصارخ، حيث جدي كان يسيقظ من النوم للصلات من سوطه العزيز بدلا من آذان الصبح!! أصبحتم بخير ياجماعة المسلمين ،آمين وبحق أمير المؤمنين.

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah