الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاعر مثلي يلقي قصيدة في حفل تنصيب أوباما

ليلى قصراني

2013 / 1 / 26
المجتمع المدني


في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما القى الشاعر ريتشارد بلانكو قصيدة مؤثرة بعنوان “One Today” وهذه هي المرة الأولى التي يشترك فيها شاعر مهاجر (من دولة ناطقة بالأسبانية) في المراسيم الرئاسية الأمريكية وليس هذا فحسب فبلانكو أول شاعر شاب يشترك في هذا الحفل وأول رجل مٌثلي وهذه حقيقة لا يخجل هو أن يواجه المجتمع بها.

نشأ ريتشارد بلانكو (من مواليد 1968) في مدينة ميامي في ولاية فلوريدا لأبوين كوبييين من الطبقة العاملة وكان حلمهما أن يكمل ابنهما تعليمه. درس الهندسة لكنه شعر بعد فترة بأن لديه ميولا في كتابة الشعر. فأكمل دراساته العليا في الآداب وعمل استاذا ودرّس في جامعة جورج تاو.ن.

إختار البيت الابيض الشاعر بلانكو من بين شعراء كثيرين للمشاركة في حفل التنصيب وكانت هذه مفاجأة للشاعر الشاب. لا تخلو قصيدته One Today والتي أترجمها هنا ب “نحن واحد اليوم” من خبرة ذاتية بحيث تلتصق كلمات القصيدة في ذهن المتلقي. كما أن الأمل حاضر بين أسطرها جنبا الى جنب مع حب الوطن. حرص بلانكو على أن لا تكون في قصيدته أي إشارة للسياسة “لأن ليس للسياسة مكانا في الشعر.” هذا ما قاله بلانكو في لقاء معه غداة مراسيم التنصيب يوم الأثنين.

اليكم مقطع من قصيدته “نحن واحد اليوم”

“…أرض واحدة. أرض واحدة مغروسون نحن فيها مع كل ساق ذرة

ومع كل سنبلة قمح حصدت بأيــدٍ متعرقة

نفس أيدي عمال المناجم و بنائو الطواحين

في الصحراء أو في الهضاب

هؤلاء يحرصون على دفئنا

أيدٍ تحفر خنادق وتمد أنابيب

أيد متعبة مثل يدي أبي وهي تقطعان قصب السكر

تكد يداه وهو يوفر لنا أنا وأخي الكتب والأحذية.

غبار الحقول والصحارى

غبار المدن والسهول

ما هي إلا ريح

وهذه الريح هي نفَسنا نحن

تنفسوا!

استمعوا اليها، الريح

هي في غمرة النهار تأتي مع ضجيج أبواق سيارات الأجرة

والحافلات المنطلقة في الشوارع

وقع الأقدام سمفونية مع القيثارات وصخب مترو الأنفاق

وأغنية تغافلكم لطيور تحط على حبال غسيلكم.

إستمعوا الى صرير الأراجيح في ساحات ملاعب الصغار

الى القطارات وهي تصفر

والى الهمسات المتبادلة بين طاولات المقاهي

اسمعوا أصوات الأبواب التي نفتحها لبعضنا البعض كأنها تقول

هلو…شالوم… بوينجورنو .. هاودي… ناماسته…

أو بوينيس دياس، بالاسبانية التي علمتها لي أمي

في كل لغة، تحملها ريح واحدة في حيواتنا

نتفوه بتلك الكلمات هكذا بدون تعصب….”

لا أخفيكم سرا. عندما سمعت الشاعر وهو يلقي بقصيدته بينما يستعرض التحايا بمعظم اللغات المحكية في أميركا ولم يكن هناك ذكر للعربية مثل (مرحبا …أو سلام ) فأني شعرت بشيء من الغبن وخطرت في بالي للحظة فكرة المؤامرة! ولا أدري هل من حقي أن أشعر بهكذا أحساس أم أن الشاعر حر في عدم ذكر التحية بالعربية والصينية!

للشاعر ريتشارد بلانكو أربعة دواوين. منها ديوان “إتجاهات نحو شواطئ الموتى”. سئل بلانكو في احدى اللقاءات عما اذا كان يكتب ككاتب كوبي وكان رده “أنا لا أضع نفسي في أي فئة ولا أحسب نفسي منتميا لمجموعة معينة. صحيح أنا أبيض ولاتيني وكوبي ومثلي، لكني لا أحب أن احصر نفسي في خانة معينة فأنا أكتب ما أجده صالحا للكتابة. الكتابة الجيدة هي كتابة جيدة بعيدا عن أي إنتماء”








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية