الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المسلمون والمعرفة العلمية
محمد ماجد ديُوب
2013 / 1 / 27العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مما لاشك أو هو من نافل القول أن يقول العلم أن البيئة الحاضنة للإنسان هي المساهم الأول والأساس في تشكيل بنيته المعرفية إذ أن المخزون الثقافي للفرد هو مما يتلقاه في سني عمره الأولى والتي تمتد حتى سن الخمس سنوات ويصبح هذا الفرد أكان ذكراً أم أنثى هو أسير لهذه الثقافة المعرفية ويصعب عليه بالتالي تجاوزها إلى معارف تتناقض مع هذا المخزون الذي تلقاه من بيئته خصوصاً إذا أصرت هذه البيئة على الإستمرار في عملية تغذية راجعة لمفاهيم تعتبرها أساسية في حياة الإنسان الذي ينتمي إليها
وهنا لابد من الإعتراف أن المفاهيم والمعارف الدينية هي الأبعد أثراً والأكثر رسوخاً وتجذراً في عقل هذا الفرد سواء أكان العقل الواعي أو العقل غير الواعي والذي نسميه لاشعوراً أو لاوعياً أو خافية أو عقاًل باطناً فأياً كانت كانت التسمية فهذا لايهم لأن المدلول واحد لها كلها
إن هذه المفاهيم تستمد قوتها من عاملين إثنين هما التكرار والقداسة فالتكرار يؤدي دوراً خطيراً على صعيد تعمق الفكرة بعيدا في ذهن الفرد بحيث يصبح العمل على إزالتها أو تغييرها هو من الأمور الشاقة جداً على المحلل النفسي أو الطبيب الذي يمارس التنويم المنغاطيسي كما أن القداسة تجعل تأثيرها على الفرد تأثيراً سحرياً ولنا هنا في الإيمان دليلُُ قطعي على مدى قوت المفاهيم في تحريك طاقات الفرد الدفينة
وبسبب تعدد البيئات الحاضنة للمجتمعات البشرية المختلفة نجد تعدد المفاهيم بين البشر فذلك الهندوسي الذي يرى في براهما مخلصاً وفي البقرة التي أرضعته من لبنها كائناً مقدساً هو غير ذلك البوذي الذي في بوذا مستنيراً يمكن للإنسان العادي أن يرتقي إلى مصافه هو غير المسيحي الذي يرى أن المسيح قام بما يجب على الفرد القيام به ومن هنا إنطلقت فكرة الغفران في المسيحية إذ يكفي الإعتراف عند الكاهن وتسير الأمور بعدها سيراً حسناً وهذان هما غير اليهودي الذي لايرى يهودياً ومن شعب الله المختار إلا إبن اليهودية وهؤلاء غير المسلم الذي يؤمن إيماناً مطلقاً أن الدين عند الله الإسلام والأخطر هو إيمانه أن القرآن قد إحتوى علوم الأولين والآخرين
وما يعنينا في هذا المقام هو المسلم بسبب إرتباط معارفه التي تلقاها بالقرآن حيث أننا نجد أن هذا المسلم لايرعوي عن الإدعاء بأن كل منجزات العلم ماهي إلا بعضُُ مما جاء في هذا القرآن
علماء الدين المسلمين مافتئوا يشحنون عقول مريديهم بكل التوافه التي تؤكد أن مسيرة العلم في إنجازاته ليست إلا بعضاً يسيراً مما ورد في القرآن الجامع لكل العلوم
بل ويؤكدون أن ما سينجزه العلم أو ماسيأتي به كله مذكورُُ في القرآن ويعزون عم دم قدرتهم على الدخول في ميدان العلم ومسيرة إنجازاته إلى تفتت الدولة الإسلامية وهم بذلك يخطئون خطاً قاتلاً يرتد عليهم وعلى البشرية كلها بإعتبارهم أن الدين أمة فهم لايتحدثون إلا عن أمة ٍ إسلامية ٍ وخلافةٍ إسلاميةٍ وهم بذلك وضعوا أنفسهم في معركة ٍ مع العالم كله وهي معركةُُ لابد تحمل إليهم خسارةً هي فوق طاقتهم على تحملها
نعود إلى علاقتهم بالعلم أو بالأحرى المفاهيم المعرفية
يدعي علماء الدين الإسلامي زوراً وبهتانا ً أن القرآن كما أسلفنا هو كتاب يحتوي علوم الأولين والآخرين وهذه هي إحدى أكبر الكوارث على رأس المسلم إذ أن هذا المسلم لن يؤمن بشيءٍ لم يذكره القرآن فمثلاً وجدت من خلالٍ حواراتٍ متعددة مع بعض إختصاصي الفيزياء أنه ليس لديهم القدرة ولاالقبول على أن فكرة تمدد الزمن هي فكرة علمية مثبتة وإن آمنوا بها فهم يرفضون جملةً وتفصيلاً معانيها الفلسفية لأنهم يستشعرون أنها تضرب عرض الحائط بكل ما فهموه من الدين عن إستقلالية الزمن عن الحركة والتي هي الوجود بعينه
كما أنهم يرفضون رفضاً مطلقاً القول بلانهائية الوجود ولامحدوديته في آن لأنها تتعارض مع فكرة الله والعرش والكرسي والسماء إلخ.....
إن كل مايعترض عليه المسلم من مفاهيم علمية حداثية سببه القداسة التي زرعت في رأسه والتي يتمتع بها القرآن ومالزالت التغذية الراجعة عن طريق الصلاة خمس مراتٍ في اليوم تؤدي إلى مزيد من التكلس لعقل هذا المسلم
عندما نقول مثلاً وكما أثبتت الرياضيات والفيزياء أن اللامتناهي في الصغر واللامتناهي في الكبر قد وضعا حداً لكل معرفة بشرية كانت أو غير بشرية يتنطح لك المسلم بالقول أن الله خارج هذه الدائرة ونسي أن اللامتناهي في الكبر والذي هو غيرمحدود أيضاً قد وضع حداً لوجود مثل هكذا إله إذ لايمكن أن يحتمل الوجود وجود لامتناهين فيفي الكبر وغير محدودين معاً إلا إذا كانا شيئاً واحداً أي أن الوجود والله شيء واحد ُُ
يحدثك المسلم عن السماء وكأنها شيْ محدود في حيزٍ ما من الوجود ومع وجود النظرية النسبية لاأجد مفهوماً أكثر سذاجة ً من هذا المفهوم إذ تؤكد النظرية النسبية أن السماء هي مفهومُُ مضللُُ من الناحية الفلسفيةوالعلمية المادية البحتة فلا وجود لما يسمى سماء كما ورد في الكتب الدينية المقدسة فقط في عقول من يؤمنون بها فالشمس التي هي فوق رأسك في رابعة النهار هي تحت قدميك في منتصف الليل وهنا يلوي علماء الدين عموما ً وخصوصاً المسلمين منهم عنق العلم بقولهم أن الغلاف الجوي هو المقصود من مفهوم السماء وبهذا يخلطون خلطاً عجيباً بين مفهوم السماء كما وردت في القرآن إذ بعد السماء السابعة نجد سدرة المنتهى وبين شيءٍ هو من مكونات الأرض لأن كل ماهو موجود في الغلاف الجوي الأرضي هو حالة مادية أساس منشئها هو الأرض وبسبب خفتها علت وبقيت أسيرة الجاذبية الأرضية
وأخيراً أتحدى علماء المسلمين أن يأتوني بمفهومٍ علميٍ خارج سياق عصر القرآن وعصر من سبقوه خارج لي عنق الآيات القرآنية وتحميلها مالا تحتمل
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الإشكالية فى تزاوج المثالية والمنهج العلمى
سامى لبيب
(
2013 / 1 / 27 - 22:32
)
تحياتى عزيزى ماجد ديوب
تحليلك رائع ومن زاوية جديدة وارى أن مقالك يقدم رؤية ثرية لمقالى الحالى ويضيف تفسير من زاوية مغايرة
دعنى اقدم تحليل إضافى وهو ان مشكلة شعوبنا العربية أننا مازلنا نتعامل بالفكر المثالى الميتافزيقى والمنهج المادى العلمى معا فتكون النتيجة اننا لا نحظى على بلح الشام ولا عنب اليمن .. فنحن يمكن أن ندخل المعمل بعقلية ونخرج بعقلية ثانية مما يؤدى دوما إلى طريقين للحل نتذبذب بينهما وليغلب الميتافزيقا فى لحظات الإنكسار .
اوربا تعاطت مع هذه القضية وحسمتها منذ عقود طويلة واكبت ثورة التنويرعندما دار الصراع الفكرى الفلسفى حول المثالية والميتافزيقتا والمادية وإستحالة تعايش المنهجين معا لذا فهى حسمت موقفها ورؤيتها ومنهجها فنالت التقدم .
يلزمنا بالفعل ثقافة تنويرية جديدة حتى نتحرر من ربق التخلف
خالص مودتى
2 - أخي سامي
محمد ماجد ديُوب
(
2013 / 1 / 28 - 00:23
)
نعم لقد أردته فعلاًإضافة لمقالك الرائع ومن زاوية أخرى وإضافتك صحيحة وهذا كانت ألمسه في حواراتي مع البعض ممن يتقنون الفيزياء فهم يرون أن العلم نظريات جامدة بلاروحٍ فلسفية لأن هذه الروح على ما أعتقد كفيلة بأن تضرب مفاهيمهم المثالية وبعنف
شرفني مرورك
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت
.. 78-Al-Aanaam
.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال