الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجد والخلود للشهيد منتصر- مشتاق جابر عبد الله

محسن صابط الجيلاوي

2005 / 3 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


لقد قرأت بحزن مقالة الأخ- أحمد الناصري- عن المناضل والإنسان - الشهيد منتصر - الذي عايشناه عن قرب وعرفنا معدنه القوي والشجاع..، أشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بالمرارة والأسى وحجم الخسارة عن ضياع أحلام شبيبتنا بعراق يحفظ تطلعاتهم وأملهم بغد أفضل...لقد ضيعنا وحرمنا الطغاة وأشباههم بان تكون لنا ولو فسحة بسيطة من الحرية ومن احترام الإنسان كقيمة عليا حافظة ومنتجة للفكر الإنساني...


الشهيد منتصر هو صورتنا جميعا، نحن أبناء الصدفة أن نبقى أحياء..كانت الخطة أن نموت بلا قبور وبلا شواهد، لكي تبقى قلة قليلة سارقة لهذا الوطن ولروحه ولأي جذوة للخير والحب...منتصر أنتمي للوطن بروحة وجسده الشاب، دافعا أغلى ما يملك – الحياة- ثمنا لذلك...، سيرته إدانة لحماقة الايدولوجيا وتلك القيادات الأمية السافلة، انها سيرة تعبر عن وجع العراق، عن وجع الذين حلموا بأن الوطن قادم في صورة أبهي وأجمل.. لكن أولئك الذين امتهنوا دمنا وحولوه إلى مغانم ومزايدات ومهنة وعيش رغيد، كان لابد لسلطتهم من دماء تُسفح ومن غدر لكل من يقول لا جريئة وقوية..أعترف أن ما أراده منتصر كان بسيطا وعاديا بكل معايير النقد التي نعرفها اليوم..كان يريد حزبا نظيفا منتميا للناس، قائما على الحب والسعي المخلص من أجل العراق...لهذا لم يكن لسكرتير نكره إلا أن يوعز بسجنه مع رفاق آخرين، وسواء نتفق أو نختلف مع أفكارهم لم نكن نصدق أن تقوم قيادة جبانة بهكذا ممارسة وتتفتق عقيرتها عن سجون وعن جلادين قاموا بواجبهم إزاء جسد وروح رقيقة وشفافة وشاعرة كالتي يمتلكها الخالد أبدا الشهيد منتصر...

أتمنى من الحزب الشيوعي وبروح ديمقراطية ملحها التجديد الذي يدعيه أن يمارس النقد العلني والواضح إزاء هذه الجريمة ومرتكبيها..





صورة نادرة لشهداء نذروا أنفسهم للشعب والوطن – القاتل واحد وان تعددت العناوين

( الشهيد منتصر على اليمين استشهد تحت التعذيب في سجن شيوعي، مع الشهيد جمال عاكف أبو فيروز، ابن المربي المعروف عاكف حمودي في الوسط استشهد في عملية بطولية ضد النظام الدكتاتوري - والشهيد أبو سعيد الذي أستشهد على أيدي عصابات الاتحاد الوطني بزعامة جلال الطالباني في دشت أربيل )



نحن أصدقاء الشهيد وأهله وسائر محبيه نريد وبلا تأخير معرفة مكان جسده الطاهر، ظروف استشهاده، ممارسة علنية بنقد هكذا تصرف، تحديد من وقف وراء هكذا جريمة، إبلاغ أهله وأن يعاد تكريمه كشهيد قدم حياته من أجل حريتنا جمعيا...تلك هي أبسط الخطوات التي على الحزب واجب إتباعها للتخلص من ماضي مريض ومهزوم...وليعرف بعض المدعين ان هزيمة الحزب في الانتخابات كان وبلا شك أحد أسبابها هو دم الشهيد منتصر الذي هو محل تساؤل من كل شريف ووطني ينتمي حقا ليسار عراقي نظيف...

إذا للسياسة بعض من حساباتها التافهة لتغييب جرائم- كما( يُفعل) مع جلال الطالباني- اليوم، لكن المؤكد ان أهالي الضحايا الذين سقطوا بالحروب الصغيرة العبثية سواء في بشتشآشان أو بارزان أو غيرها سيحملون هذا الهم دوما حتى يعاد لهم ثمن الدماء الغالية التي لا تعوض والتي ذهبت غدرا وعدوانا...!

هل في التاريخ أم أو أخت أو أخ أو أب أو عم أو....ينسى ذلك العذاب بفقدان عزيز..؟؟هل جربتم مرارة ذلك..؟؟

لا تصدقوا أن الدم يذهب بلا حساب، فالدائرة تدور، وليس من حد يستطيع أن يوقف عجلة التاريخ...!

والله ! أرى كل شهيد يتجول مرفوع الرأس، أما القاتل له( الحيط)، يجلله الخزي..!

القاتل يتلفت مذعورا، يعيش الخوف كل لحظة تلاحقه دائما لعنة وعار وهول الجريمة... ، أي حياة يمتلكها..؟

أهالي الضحايا على يد هذا وذاك تقول بالتصالح وبالحوار وبالمعروف لماذا لا، فهذا نصف الطريق للاعتراف بالخطأ.....عكسها الثأر قادم...ويا الويل: للقتلة...!

قد يكون القاتل رئيس قادم أو سياسي فاشل ولكن ليعرف كل من استرخص دمائنا ان خلف كل شهيد راية وحناجر تصدح بالحق ( وين يروح المطلوب إلنه )..نقولها دائما: الأيام هي الفاصلة..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا


.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ




.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي