الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزمن الديمقرا - طي -

رعد حميد الجبوري

2013 / 1 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ها قد انقضى عاما ، من الزمن الديمقرا _ طي _ ، وابتدأ عاما جديد عليك يا عراق، وانت مثقل بالهموم والاحزان . و قبلها انقضت تسع سنوات من سنوات التحرير. سنوات الزمن الجديد ،سنين الحرية و حقوق الحيوان ،التي بشرتنا بها ، سابقا ، النجمة الحسناء بريجت باردو . مرت كل تلك السنون العجاف، وابناءك المبتلين بحكامهم القدماء والجدد ، مثلما ابتل شعب الامارات بحكامهم مثلا مثلا!! ، يعضون على الجراح ويضربون الكف بالكف ولسان حالهم يقول : اها...ياعراق.
مرت عليك تسع سنوات، كان البعض من أبناءك قد خدعوا وتوهموا ، لا سيما الجياع والمظلومون منهم والمضطهدون و المثقفون ، ظنا ان الأتي ، بلا ريب ، هو الأفضل. وعشتم وعشنا ، نعلل النفس با لآمال ، فلولا الأمل لنقرض شعب العراق ، لهول ما راء وما سمع وما عاش . كنا نحاول ان نمزج الأمل بنسمات الهواء ، وبكل ذرة تراب ، وندعوا الى الله و الطبيعية ان ترحمنا وتنقذنا ، وترسل لنا طيور السلام والمحبة ، ليأتي لنا الخير و لتأتي لنا السعادة والرفاهية والامان والحرية . وصار لدينا حكام جدد ، الهتنا الجدد ، فالحكام في العراق مقتنعون، عبر التاريخ ، بأنهم يمثل العناية الالهية الراعية للشعب العراقي ، فوفروا لنا كل وسائل العيش الرغيد ، فاشبعوا بطوننا انجازات ورقية و رفاهية " جنجلوتية " . بدأنا نترك ابواب بيوتنا مفتوحة على مصرعيها ،آمان ربي آمان ، و صغارنا يلهون ويمرحون في الشوارع والمتنزهات ، وابنائنا يذهبون الى المدارس مشيا على الاقدام، و طالبات الكلية منهن يستقلنا - بلا خوف او وجل - لوحدهن سيارات الاجرة . بدأنا نصدر الكهرباء والافراح والابتسامات الى دول الجوار، فقد اصبح لدينا فائض من الكهرباء والافراح فماذا نفعل بهما ؟
حكامنا الجدد ، معجبون جدا جدا بمدينة البندقية الايطالية ، لذا قرروا تغيير شكل مدينة بغداد العراقية ، وجعلها تشبه مدينة البندقية و كأنها تؤمها، وتتنافس معها على جذب السياح او حتى سرقتهم منها .لذا قرروا ان تغرق احياء وشوارع بغداد، فهطل المطر، و اغلقت مداخل مجاري مياه امطار العاصمة ، واصبحت بغداد خلال عشر سويعات، ليس الا ، مدينة على شكل جزيرة سياحية تعوم على الماء الاسن .. انجاز والله انجاز ، بل انجازات !! .
نعم ، ها نحن نقطف ثمار التغيير ونسائم الحرية والعدل. كيف لا ونحن شاهدنا العدالة الاجتماعية والمساوة تطبق بكل حذافيرها ، فلا فرق بين رواتب ومعيشة ورفاهية ،مثلا مثلا ، كلا من المواطنين : دولة رئيس الوزراء وومعالي الوزاء و رئيس البرلمان و البرلمانيون ، مع ابسط مواطن عراقي هو وعائلته . يتم كل ذلك من خلال توزع العادل لعائدات النفط على جميع افراد الشعب العراقي ، لا سيما الفقراء،اصحاب البسطيات والجنابر، و الايتام والارامل. اما اعضاء البرلمان والحكومة المساكين الفقراء والطيبين جدا جدا، فهؤلاء يحرقون قلوب الشعب عليهم حزنا وكمدا. واحسرتاه عليهم ، لا يجدوا ما يأكولنه هم وعيالهم ولا ما يلبسنوه من ثياب ،الا من حب الشعب و حب تقديم الخدمات له ، والمحافظة على ماله العام ، وآه من المال العام ،كم هم محافظون عليه . احدهم يمو ت جوعا هو واطفاله ولا ياخذ فلسا واحد منه ، فهذا حرام شرعا وقانونا واخلاقا ، كيف لا ، وهم يسبحون باسم الله ليلا ونهارا، .
نحتفل بعام جديد من الخير والعطاء والعدلة الاجتماعية و الديمقراطية. يعامل ويحاسب فيها الرؤساء الثلاث ، الجمهورية والوزراء والنواب، مثلما يحاسب أي موظف حكومي بسيط ،اذا اخطأ او قصر ، عن عمد ، باعتبارهم موظفون في الدولة العراقية وخدم للشعب العراقي ، يتقاضون رواتبهم من اموال النفط ، والنفط ملك الشعب ، وليس لديهم أي فضل او احسان على أي مواطن، وان كان ، الاخير ، صاحب جنبر اوبسطية بائسة . والحال هكذا ، فنحن سنحسد على رجالات دولتنا ، العظام ،من قبل شعوب المعمورة كافة . فلندعوا لهم ، كما دعا النجم " عادل امام "على حسني مبارك وجوقته، بطول العمر ، وندعوا لهم بالصحة والعافية ،وامتلأ جيوبهم!! . اللهم وسع بيوتهم ، الطينية الصغير، يارب ،واجعلها فلة في باريس ولندن وفي جزيرة النخلة في دبي ، يارب ، كبر معدتهم حتى يستطيعوا ان ياكلوا ما لذ وطاب من لحم الضآن والتشريب ،ا للهم ابعد عنهم مرض السكري ، حتى يأكلو شكلاتة الماكنتوش بدل من تمر الزهدي الرخيص،.اللهم قوي فحولتهم الذكورية ، ليتمكنوا من الزواج ويتروكوا حياة العزوبية والرهبنة ، وليتزوجوا مثنا وثلاث ورباع ، وما ملكة ايمانهم ويسارهم وغربهم وشمالهم، فهؤلاء لا وقت لديهم للتفكير حتى بالزواج، من كثر اهتمامهم بمشاكل وهموم الشعب .
الله اكبر الله اكبر على عين الحسود ،اللهم اجعلها لا تبصر ابدا.
وفرق شمل كل من يحسدنا على حكامنا الراشدين، انشاء الله يناموا ولا يصحوا ،اي الحاسدين . ادام الله لنا ولات امرنا النجباء الطيبون..قولوا قولوا قولوا اميين ..عفوا امين !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ