الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكم التفتيش وإضطهاد الساحرات

عزت اسطيفان

2013 / 2 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



من كتاب صراعات الكنيسة وسقوط القسطنطينية للاستاذ نجيب اسطيفان
محاكم التفتيش وإضطهاد الساحرات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعتبرت الكنيسة الرومية ممارسة السحروسيلة لخدع وتضليل الناس وتؤدي إلى التقليل من شأن الكنيسة وإبعاد المؤمنين عنها. وإعتقدت كذلك بأن الساحرات يمتلكن قوة شيطانية تفوق قدرة الإنسان العادي ، لذلك أطلقت حملة لإضطهادهم وإبادتهم ، بدأت هذه الحملة في القرن الثالث عشر وإنتهت في القرن الخامس عشر.
عندما جلس البابا غريغور التاسع على الكرسي الرسولي سنة 1231
تسلم معلومات من محققي محاكم التفتيش تُظهر إزدياد عدد الساحرات بشكل ملفت للنظر ، مما استوجب القيام بعملية إستجواب لأعداد كبيرة من النساء بتهمة ممارستهن للسحر. من أجل إعطاء الخطة ثقلاً مؤثراُ، أطلق البابا غريغور حملة لإبادة الساحرات في المانيا وأوكل المهمة للكونت كونراد ( Konrad ) ،الذي بدأ على الفورالتحقيق مع عدد كبير من الساحرات . لقد مارس المحققون أساليب وحشية للتعذيب بقصد إنتزاع إعترافات من المتهمات ، مما حول تلك الاعترافات إلى هلوسة وإختلاق قصص لا يقبلها العقل والمنطق. إضطرت بعضهن للإدلاء بأنهن يعشقن آلهة ، وإعترفت إحداهن بأنها جامعت الشيطان وأنجبت منه قطة وذئباً.
في تلك الفترة إنتهج البابوات نهج غريغور التاسع نفسه تجاه السحر والساحرات ، فنشر اينوسنس الثالث رسالة بابوية سنة 1484 هذا نصها:
( إن الرجال والنساء اللذين ينحرفون عن العقيدة الكاثوليكية إنما يحملون الشيطان في داخلهم ، وإن ممارستهم السحر تؤدي إلى إقتراف الجريمة وإلى قتل الجنين في رحم الأمهات وإبادة صغار الغنم وفساد فاكهة الأرض وحرمان الرجال من التقرب إلى نسائهم بقصد إنجاب الأطفال. لكل هذه ألأسباب يجب وضع السحر بمصاف الهرطقة ، وينبغي عدم التساهل في الأمر، بل التعامل معه بأقصى الحزم والصرامة ).
ما تسبب في تهويل الأمرأن عدّت الساحرات سبباً في دمار الأرض والبشر لأنهن متعاقدات مع الشيطان يمارسن الجماع معه بقصد إنجاب حيوان أو إنسان شاذ الشكل والصفات. لقد نُسِجت الأساطير والخرافات حول الأعمال الخارقة للساحرات وتأثيرها الكارثي على سلوك ونشاط الإنسان وقابليتهن على تسميم الحيامن الذكرية. في ضوء هذه الإعتقادات ، خول البابا اينوستس الثالث إثنين من رجال الكنيسة الدومينيكان بإقامة محاكم تفتيشية خاصة بالساحرات لتعذيبم وإبادتهم لأنهن عدوات المسيح ( حسب زعمه ).تم تعذيب الساحرات عن طريق تهشيم أصابع القدم أو اليد والجلد والضرب المبرح وقلع الأظافر او وضع قطعة من الحديد الساخن المحمرعلى اللسان ..الخ. في حالة الشك فيما إذا كانت المتهمة ساحرة ، يتأكد المحققون من وزنها وفيما اذا تستطيع المكنسة الطويلة من حملها في الجو .دفع الترويع المتهمات إلى إختلاق الأساطير والإعتراف بممارسة أبشع الأفعال بحق البشر والزرع والتسبب في الكوارث الطبيعية والمجاعة وموت الملوك وأبنائهم وزوجاتهم . وإذا ما ادينت المتهمة يتم حرقها على كومة حطب في حفل بهيج ويقيم المحققون والجلادون مأدبة فاخرة يؤدي تكاليفها أقرباء المدانة .
لقد أحرق أحد الأساقفة في جنيف عشرات الساحرات خلال ثلاثة أشهر وأحرق أسقف بامبيرغ ( Bamberg) واسقف فورتسبورغ (Wurzburg) في المانيا مئات النساء. أما أسقف تريفيز( Trevies) فلقد أحرق 120 إمرأة لإتهامهن بإطالة فصل الشتاء والتسبب في موسم زراعي ردئ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة