الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياريت نتعلم

امال رياض

2013 / 2 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


علمتنى الحياة ان القوة الحقيقية تكمن فى إرادة الفرد الذى يوجه أفكاره الى كل ما هو أسمى . وعندما يحول كل أفكاره وسموّ همّته في خدمة العالم حوله وتتّسع دائرة أفكاره اتّساعًا بحيث يرى منفعة عموم البشر أساسًا لسعادة كلّ فرد من أفراد البشر، ويرى ضرر كلّ الملل والدّول عين ضرر دولته وأمّته، بل ضرر نفسه بالذّات، ولهذا فهو يجهد بجسمه وبروحه ليجلب السّعادة والمنفعة لعموم البشر ويدفع الضّرر عن عموم الملل ويسعى في ترقية عموم البشر ونورانيّتهم وسعادتهم ولا يفرّق في المعاملة لأنّه يرى العالم الإنسانيّ عائلة واحدة وعموم الملل أفراد تلك العائلة بل إنّه يرى الهيئة الاجتماعيّة البشريّة كشخص واحد، ويعتبر كلّ ملّة من الملل عضوًا من أعضاء ذلك الجسم. ينبغي للإنسان أن يبلغ بسموّ همّته إلى درجة يخدم الأخلاق العامّة، ويكون سبب عزّة العالم الإنسانيّ .
واعتقد ان من طالبوا بالحرية والعدالة والمساواة فى ثورة الكرامة المصرية كانت هذه مطالبهم فكانت ثورة من اجل إستعادة كرامة قد تاهت فى غابة من السيادة التى كان يسودها قانون التوحش والأفتراس الذى فتك بكل ضعيف فكانت ثورة حق تتقدمها نداءات من الملاء الأعلى تنادى ببزوغ فجر العدالة على الشعوب وبداية مرحلة سوف تطوى فيها عهود من القهر والأستبداد والمهانة لكرامة الإنسان . وهذه كانت صرخة مملؤة بالألم والمعاناة فالجروح اشتدت وتفاقمت الأوجاع حتى تعالت الصيحات تنادى كلنا واحد على أرضنا الحبيبة ..كلنا مصريين ومصر لكل المصريين وأختلط دم الشهداء من كل خلفية سواء كان عقائدية او فكرية فالموت ليس له عقيدة ولكن الأهم ان الدماء سالت لتخط بداية تاريخ سوف تسجله الأجيال القادمة لتفخر بأنه كان شرارة النور لتحقيق العدالة والحرية والمساواة بين بنى البشرية .
وقد انكسر حاجز الخوف وتخطوا كل الفروقات التى تفصل بين الحياة والموت , فأثبتوا ان الحياة بدون حرية وكرامة هى الموت الحقيقى والموت فى سبيل تحقيق الحرية والعدالة لمن حولهم هى الحياة الحقيقية . من هذا المنطلق انبثق فجر جديد يدل على قوة إرادة الإنسان وانطلقت مسيرة الحريات للشعوب بعد ما عانى الجنس البشرى طويلآ من التفكير السائد لدى ملل العالم وهو ترقية نفسها وإنحطاط الآخرين بل إنها فوق ذلك تفكر فى جلب النفع لنفسها والضرر بالآخرين وتحسب هذا التنازع على البقاء وتقول ان هذا هو الأساس الفطرى للعالم الإنسانى وبالتأكيد هذا خطأ مروع وقعت فيه الإنسانية وادى بها الى فرض روح الأستعلاء والتكبر على كل ما هو ضعيف وأصبح قانون الغاب هو قانون الحياة وكأنه هو الطبيعة المتأصلة فى طبيعة البشر . فى حين ان التفكير فى التعاضد والتعاون يجلب الخير والمنفعة للجميع والتضحية من اجل حياة الآخرين كان هذا منهاج الثورات فهؤلاء الذين دفعوا حياتهم ثمن لحرية الآخرين لن تضيع دمائهم هباء بل اقول لكل من ضج ونفذ صبره ويدعى انه لا يشعر بأمان ولا اطمئنان فالنتمسك بمبادئنا والقيم الإنسانية التى وهبنا الله إياها وقد جعلنا الله أحرار لا مستعبدين . جعلنا إعزاء لا ممتهنين .الكرامة لنا هى كل بد . جعلنا سواء على اى ارض . الله سما بالإنسان وأجل الله هذا البنيان حتى ينشر الخير والآمان ويعكس آية الرحمن … فالنتمعن من يرعى إرادة المنان ؟! غير الإنسان !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي