الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أثبات الذات
حنين المعموري
2013 / 2 / 2الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الصراع هو نمط من أنماط اثبات الوجود
وهزيمته يعني أخضاعه....من هذا المنطلق..
كيف يمكننا اثبات الذات؟؟
وهل نستطيع أنكار الغير؟؟
.. قبل ان أدخل في تفاصيل موضوعي وددت ان اقول .ان مقالتي قد تأخذ باكثر من مفهوم ويفسر باكثر من وجه نظر لأنها قد تبدو بالمنظور الظاهري متشابه في التفسير ولكنها مختلف اي(متشابه رغم اختلافه) وهذا ماجعلني اطرح موضوع مهم لاثبات الوجود عن طريق الصراع ولربما قصدت به ايضا غير التفسير الفلسفي ....صراع اثبات ذاتك عن طريق تحقيق أهدافك الحياتيه وتحقيق طموحاتك التي بتحقيقها وصمودك ستثبت ذاتك..اما على العكس عندما تتنازل عن طموحاتك ولاتدخل في صراع مع الغير لتثبت ذاتك فااعلم انك من غير الممكن ان تحقق وجودك وبالتالي انت ستنكر ذاتك بنفسك قبل نكران الغير لك ...
وان مقالتي تأخذ حديثا مطوله.. فبدأ بالصراع مروراً بكيفية أقبال الذات.. نهاية بالسؤال الغريب: هل نستطيع انكار الغير؟؟ .. ومبدئيا يجب التعامل مع كلمة صراع مجردة كمعنى والبحث في تصريفاتها ( المادة والمعتى ) .. فبداية الخلق الانساني قد ميزها الصراع فآدم الذي لم يخلق قبله بشر لكي يعلم الصواب والخطأ وكانت كل الأشياء أمامه محكوم عليها فقط بحكم واحد لا يحمل إحدى الصفتين ( الصواب والخطأ ) وهما أصل الفكر الانساني وبالتالي اعتقاده وإيمانه ومن ثم تكون أعماله التي تحمل نفس الصفتين ( الصواب أو الخطأ ) ولأنه لم يكن يعلم كيف يحكم على الأشياء فهو قد واجه صراعا مع نفسه عندما تخطى حدود الله وأخطأ أول خطأ بعد صراع طويل مع أمر الله بألا يأكل من الشجرة وكان أكله وتذوقه لطعمها هو التجربة التي اعتبرها أحفاده فاشلة لأنها أخرجته من الجنة وأرسلته لجحيم الاختيار بين النقيضين المتلازمين ( الصواب والخطأ ) ولكنه بعد صراعه وخروجه عن حدود الله فهذا ذنب وخطيئة طبيعية ولكنها كانت الطريق الوحيد للمعرفة والايمان من خلال التجربة بعد مرحلة صراعية شكية دارت بذهنه وكان هذا الصراع بين النقيضين ( الصواب بألا يأكل ) و ( الخطأ بأن يأكل من الشجرة ) ولأن الصواب الذي كان به لم يكن يوصله لحقيقة مطلقة .. فإنه اختار طريق
( الخطأ ) الغير محكوم عليه بهذه الصفة مسبقا ولكنه فقط أراد اليقين وهاهو قد وصل لليقين بأن هناك خطأ وهناك صواب وسيظل الصراع بينهما للفصل في الحكم على الأشياء من خلال التجربة ..(صراع المعنى)....
هل نستطيع إنكار الآخر ... ونعكس السؤال .. هل يستطيع الآخر إنكار وجودك ؟؟
بتطرقي للموضوع سوف أجمع الاثنين معاً لأن أرتابطهما متعلق بالاخر وهو(الآانا والغير الذي ليس أنا) فمن المعروف أن اثبات وجود الذات او مايعرف( بالكوحيطو)يأتي تتويجا لمغامره الشك الشامل. أن الشك هو الحقيقه الاولى التي لايستطيع الشك فيها دون أن نؤكدها ....والشك يكشف إذن عن وجود الذات وطبيعتها المفكره. ولكن بما ان الكوحيطو ترجمه لوعي الذات بنشاطها المفكر وعياً مباشراً بواسطه حدس باطني فهل يمكن أستعمال الكوحيطو في غير ضمير المتكلم واستغلال قوته الاثباتيه في اثبات وجود الغير كذات وأنا واعيه؟
أن ديكارت وهو ملتزم بالحذر المنهجي وبأن لا يعلن قضيه على أنها حق قبل إجتيازها أختبار الشك الصارم يعلن انه عندما ينظر من النافذه الى الاسفل يحكم بأنه يرى أناساً يسيرون في الشارع رغم أنه لايدرك في الحقيقه غير قبعات ومعاطف قد تكون غطاءا لآلات تحركها لوالب !!!!
ومع ذلك أحكم انهم أناس ! أذن فأنا أدرك بمحض مافي ذهني من قوه الحكم ماكنت أحسب أنني أراه بعيني وبالمثل فأن الأعلان عن وجود الغير كذات لايمكن النظر اليه الا كاستدلال عقلي قائم على ملاحظه التماثل في صفات الانا والغير كالكلام والسلوك التلقائي الذكي....
ثم الاستنتاج بأنها تمظهرت داله على وجود ذات مفكره واعيه يستحيل أدراكها مباشره لأن ذلك مناقض لمعنى الوعي باعتباره حضور الذات أزاء نفسها..... وما دام الشك ضرب من ضروب التفكير( أنا أفكر فأنا اذن موجود )هكذا برهن ديكارت على وجود ذاته من خلال التفكير الممنهج دون الأعتماد على أحكام الغير ، وبواسطة الكوجيطو يدشن مرحلة وحدانية الذات أنا وحدي موجود حيث كل ذات تعتبر ذاتها حقيقة مكتفية بذاتها ، وتملك يقين وجودها بشكل فردي عبر آلية التفكير ، فالإنسان يعي ذاته بذاته دون الحاجة إلى وساطات الغير حتى ولو كان هذا الغير مشابها لي . نفس الفكرة تبناها السوفسطائيون قديما عندما قالوا " الإنسان مقياس كل شيء" فما يراه خير فهو خير و ما يراه شر فهو شر. أي أن المعرفة تابعة للذات العارفة و ليست مرتبطة بأمور خارجية...
اما النقد: أن الأحكام الذاتية غالبا ما تكون مبالغ فيها ، و وعي الذات لذاتها ليس بمنهج علمي ، لأنه لا يوصلنا الى نتائج موضوعية ، فالمعرفة تتطلب وجود الذات العارفة و موضوع المعرفة ، في حين أن الذات واحدة لا يمكن أن تشاهد ذاتها بذاتها ، فالفرد لا يمكن أن يتأمل ذاته و هو في حالة غضب أو فزع...
و يرى سيجموند.فرويد أن معطيات الشعور ناقصة جداً ، و أن الكثير من الأفعال تصدر عنا و لا نعي أسبابها ، مثل الأحلام و النسيان و فلتات اللسان ...فالحياة النفسية تبقى غير مفهومة دون الدوافع اللاشعوريـــه.
اما عندما تناول هيغل لاثبات الانا والغير كان باعتماده على مبدأ (التناقض والضروره) أي كل كائن يحمل بالضروره نقيضه كشرط لوجوده ومن ثم فالوعي يحمل بالضروره نقيضه كعنصر سلب ونفي متمثل في ماسواه.يتخذ هذا الاخير شكل الطبيعه أولاً :فمن خلال تغيرها وترك اثار عليها واشباع الحاجات البيولوجيه يبدأ الوعي في اكتشاف نفسه "ووعيها" لكن هذا الاكتشاف لايتجاوز درجه الاحساس المباشر بالذات التي تظل مع ذلك غارقه ومنغمسه في الطبيعه لكون رغباتها لاتتجاوز الرغبات الطبيعيه..لكن هذا يدلنا على كل حال على أهميه "التوسط" في وعي الذات..وبعباره اخرى لايمكن للوعي أن ينبثق من خلال العلاقه المباشره للأنا بذاته بل عبر أخر يتوسط بينه وبين ذاته ولن يكون هذا الاخر في المرحله التاليه سوى الغير اوالذات الاخرى التي يتعين ان يكتشف الانا نفسه فيها من خلال اعترافها به....وهكذا ينتقل الأنا من الرغبه في شيء طبيعي الى الرغبه في رغبه اخرى هي هذا الاعتراف الذي لايمنح بشكل سلمي لانه أعتراف منشود من الطرفين معا.
وأنا أميل اكثر لرأي جون بول سارتر بأن معرفة الذات تتوقف على وجود الغير ، و المقصود بالغير الطرف المقابل الموجود خــارج عنا ، و ما يؤكد ذلك : إن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد ، و التفاعل الذي يحصل بينه و بين الآخرين هو الذي يمكنه من إدراك نفسه و باختلافه عن الآخرين ، هذا الغير الذي يواجهنا ، يصدر أحكاما حول ذواتنا مما يدفعنا الى التفكير في أنفسنا.
وكما يقول سارتر: " وجود الآخر شرط وجودي"فبالقياس الى الغير ندرك نقائصنا و عيوبنا أو محاسننا ، و أحسن مثال على ذالك أن التلميذ يعرف مستواه من خلال تقييم الأستاذ له ، كذلك وجودي مع الغير يحد من حريتي و يقلقني ويقدم سارتر هنا مثال النظرة المتبادلة بين الأنا والغير؛ فحين يكون إنسان ما وحده يتصرف بعفوية وحرية، وما إن ينتبه إلى أن أحدا آخر يراقبه وينظر إليه حتى تتجمد حركاته وأفعاله وتفقد عفويتها وتلقائيتها. هكذا يصبح الغير جحيما، وهو ما تعبر عنه قولة سارتر الشهيرة:
"الجحيم هم الآخرون". هكذا يتحدد وجود الغير مع الأنا من خلال عمليات الصراع. لكن مع ذالك يعتبر سارتر أن وجود الغير شرط ضروري لوجود الأنا و وعيه بذاته بوصفه ذات حرة ومتعالية …(وهذا هو معنى الصراع بالنسبه للمفهوم المادي) .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت
.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا
.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و
.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن
.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا