الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة البصرة واسمها الآرامي

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2013 / 2 / 3
المجتمع المدني


مدينة البصرة واسمها الآرامي

تقع مدينة البصرة جنوب العراق فهي ملتقى نهري دجلة والفرات وتحيط بها مياه الخليج من ثلاث جهات , خرجت من رحم هذه المدينة أغلب الفرق الكلامية واللغوية , ففيها كتب اخوان الصفا فلسفتهم ورسائلهم , وكانت هذه المدينة تحتضن مجالس الشعراء والمتكلمين اللغويين , لكن طبيعتها فهي تحتضن بساتين النخيل الوارف وتشرب من حرارة شمس تربتها الغرينية , فكانت شجرة آدم المعروفة ببركتها وثمرها من أطيب ثمار الجنة , لكن البعض يعيد تأريخ هذه الشجرة إلى اربعمائة سنة من الآن ,لا كما يؤكد البعض انها مع نزول آدم في ارضها المباركة , هذه الشجرة هي شجرة السدرة , لكن تنطق المنحوتات السومرية والآشورية بقدسيتها , شأنها شأن مدن العراق ,أما كلمة البصرة حسب ما يذكر الكاتب يعقوب سركيس في كتابه (مباحث عراقية ) المجلد الرابع ص136ان كلمة (بيث بصرياثا) هي كلمة آرامية وتعني بيت الأكواخ , وبعد حذف الألف من كلمة ( باصريي أو باصرا) تصبح الكلمة (بصرة) لسهولة اللفظ , وهنالك معنى آخر لكلمة (بصرياثا) أي القناة أو (بيث صريا ) وتعني الشق أو الصدع , ويذكر المستشرق ماسينيون في كتابه (خطط البصرة بغداد) ص70 " من المفيد أن أشير إلى أن الكثير من الحواضر العراقية قد احتفظت باسمائها الآرامية مثل: بعقوبا , ديالى , بقسايا , عكبرا , باصيدا , بعشيقا , برطلا كوُثا , باجرحي , باحسرا ,, ولعل البصرة من هذه الأصول الآرامية " أما الكاتب عواد العلوجي في كتابه (جمهرة المراجع البغدادية)ص24 يذكر ان " بصراياثا هو اسم لأحد الأنهار التي تحمل الماء إلى البصرة " , البعض يرى اسم البصرة القديم هو (تردم) وهو اسم آرامي يعني بوابة البحر ثم قلبت الحروف فاصبحت تدمر مما قيل فيها (بعد خراب البصرة) أي بعد دمار البصرة , من هذا يعني إن البصريين في ديانتهم هم أراميين أي على الديانة المندائية والتي كان الجنوب العراقي يعتنقها قبل الاسلام مع الديانة المسيحية واليهودية, هي أحد الأديان الإبراهيمية، واتباعها من الصابئة يتبعون يحيى بن زكريا وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق كما أن هناك تواجد للصابئة في إقليم الأحواز في ايران إلى الآن ويطلق عليهم في اللهجة العراقية " الصبّة " كما يسمون، وكلمة الصابئة إنما مشتقة من الجذر (صبا) والذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، غط أو غطس في الماء وهي من أهم شعائرهم الدينية وبذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الحق والتوحيد والإيمان. تدعو الديانة الصابئية للإيمان بالله ووحدانيته مطلقاً، لاشريك له، واحد أحـد، وله من الأسماء والصفات عندهم مطلقة، ومن جملة أسمائه الحسنى، والتي لاتحصى ولا تـُعـَـد عندهم ,الحي العظيم، الحي الأزلي، المزكي، المهيمن، الرحيم، الغفور حيث جاء في كتاب الصابئة المقدس جنزا ربا : باسم الحي العظيم : *هو الحي العظيم، البصير القدير العليم، العزيز الحكيم * هو الأزلي القديم، الغريب عن أكوان النور، الغني عن أكوان النور *هو القول والسمع والبصر، الشفاء والظفر، والقوة والثبات، مسرة القلب، وغفران الخطايا، أن الله الحي العظيم أنبعث من ذاته وبأمره وكلمته تكونت جميع المخلوقات والملائكة التي تمجده وتسبحه في عالمها النوراني، كذلك بأمره تم خلق آدم وحواء من الصلصال عارفين بتعاليم الدين الصابئي وقد أمر الله آدم بتعليم هذا الدين لذريته لينشروه من بعده. , لكن الديانة المندائية تختلف عن بقية الديانات بانكارها قطع الغلف وتعتبرها من المحرمات لأنها ديانة موحدة , وما زال الكثير من أبناء العراق على هذه الديانة , كما ترى فلسفة هذه الديانة في تحريم الختان والطُهّور و إنهُ ليس من حق المخلوق أن ينقص صنعة الخالق التامة .
من خلال متابعة التأريخ تعتبر البصرة مدينة آرامية الاسم والطباع , قطنها أقوام عديدون , ويذكر الكاتب والباحث رشيد الخيون في كتابه (معتزلة البصرة وبغداد) ص100 البصرة " سميت باعظم البوابات نفوذاً منها بوابة السلامة وبوابة المياه وبوابة الجنة , يطل البصريون عبر البوابات الثلاث على العالم " , مع العلم إن هذه المدينة كانت تغتسل بمياه مالحة وأخرى عذبة حيث يجتمع شواطئها بين ملتقى نهري دجلة والفرات ونهاية الخليج , كانت السفن تحمل تجارة العبيد والتوابل والأقمشة وقصص الغرباء والمسافرين من مدن عدة كالهند والبحرين وبغداد والموصل , لكن غابات البردي والقصب تحيط بها اضاف إلى النخيل بانواعه الذي قال بحقه هارون الرشيد " نظرنا فإذا كلّ ذهب وفضة على الأرض لا يبلغان ثمن نخل البصرة" هذا ما ذكره السجستاني في كتاب (النخل )ص45, كما يذكر في نفس المصدر إن " نخل البصرة أظنهُ مثل نخل الدنيا مراراً " , أما الاسكندر المقدوني عند دخوله مدينة البصرة فقد اطلق عليها اسم (بالميرا) أي مدينة النخيل , كما يذكر البصريون انهم أول من عرف زراعة الرز وجعلوه من طعامهم و الرز مولود مائي ومن الماء كانت الحياة , مما أخذ البصريون من المياه طبع الانسياب وسهولة المعاشرة للغرباء والمسافرين , فكانت أكثر بلاد الله علماً وفقهاً وأدباً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - .................
كارلوس ( 2013 / 2 / 3 - 12:49 )
و من ثم جاء الاسلام و طمس المعالم الثقافية و الحضارية لهذه المدينة و غيرها من مدن الشرق و الغرب بإعلاء راية الخرافة و الأساطير على راية العقل و الوجدان اللذين عرفا الله قبل محمد بآلاف السنين و ابتدئ عصر جديد من عصور الظلام و التخلف حيث حرقت المكتبات و لوحق العلماء و المفكرين و الفلاسفة و قتل بعضهم و لا نزال نعيش هذا الطاعون منذ أربعة عشر قرناً بنفس العقلية البدوية و التداوي ببول البعير و الحلم بالحوريات و أنهار الخمر و العسل و التفنن بالفتاوى السخيفة القذرة و التناكح بمختلف الأشكال و الوضعيات بما يرضي ربنا و على سنة رسوله الأعظم
عذراً أخي الكاتب ربما خرجت عن سياق المقالة تحية لك و لجمع القراء الكرام من الآن و حتى عودة العقل و الهوية الضائعة المغيبة بأمره تعالى......شكراً


2 - إلى كارلوس
مثنى حميد مجيد ( 2013 / 2 / 3 - 20:26 )
عن أي عقل تتحدث يا كارلوس وأنت تقابل هذه المقالة المفعمة بالمعاني والروح الإنسانية بهذه الروح الأصولية التي تفوح من تعقيبك ؟ إذا أردت سأزودك بقائمة طويلة بل بمجلدات عن الجرائم المنكرة التي أرتكبت بإسم يسوع المسيح في عصور الظلام في أوربا بحق المذاهب والعلماء وتغييب العقل الذي لم تتحرر منه أوربا إلا في الثورة الفرنسية حين تم فصل الدين عن الدولة .ما دخل الكتب المقدسة ياعزيزي والأنبياء في الجرائم التي يرتكبها الساسة وأصحاب المصالح بإسمهم ؟ أهكذا علمتك المسيحية أن تقابل تسامح أخيك المسلم بالإساءة إلى ديانته ؟
لقد أجاد الأخ الكاتب بإشارته إلى إخوان الصفا ويا حبذا لو كان قد أشار إلى بعض التفاصيل في هذا الشأن فإخوان الصفا يمثلون جوهرة ثمينة في تاريخ الإنسانية المعرفي وتاريخ العراق والبصرة برسائلهم التي هي تراث خالد للبشرية وكان أجمل ما في جماعتهم أنهم كانوا من مختلف الأديان والمذاهب فكان فيهم المسلم والمسيحي والصابئي واليهودي واليزيدي كإخوان صفاء وخلان وفاء.
شكرا للأخ الكاتب وإلى مزيد من هذا العطاء للقاريء الجاد.


3 - إلى الأخ مثنى
كارلوس ( 2013 / 2 / 4 - 05:31 )
أنا لست بوارد الدفاع عن المسيحية هنا أو المقارنة بين الأديان فانا لا أعترف بالكتب و الأنبياء و أومن بأن الانسان العادي يستطيع ان يدرك الله الخالق بوجدانه وعقله و لكنني في تعليقي أشرت إلى وقائع جلية مثبتة كان لها كبير الأثر على منطقتنا المسماة شرق أوسط فسوريا ومصر كانتا قبل الاسلام منارات للعلم والحضارة وموطناً للفلاسفة والمفكرين وانظر ما حدث بعده أصبحنا بؤرة للجهل و التخلف وتم مسح الهوية الأصلية للبلدان واستبدالها بالهوية الدينية التي كانت اكبر مصيبة حلت علينا,الاخ الكاتب ذكر مشكوراً اخوان الصفا و لا احد ينكر أهميتهم لكن لا احد يذكر الفلاسفة السوريين وهم كثر في القرن الثالث و الرابع الميلادي ولا أحد يذكر مكتبة الاسكندرية والفلسفة التي كان يتنفسها رواد المكتبة في مصر كل ما نراه ونسمعه في كتبنا وقنواتنا هو قصص البداوى و الغزوات و الفتح المبين و حكايات عمر وعثمان و ملكات اليمين , يكفي ان تقرأ سيرة ابن هشام أو أي سيرة أخرى حتى تعرف تاريخ أسلافك المليء بالغزو و النكاح و القتل بحجة الكفر و يمكن ان تبحث عن رأي شيوخ الاسلام بإخوان الصفا و سترى كيف يكفرونهم و يصفونهم بالزنادقة المجوس ..يتبع


4 - الأخ مثنى
كارلوس ( 2013 / 2 / 4 - 06:19 )
مكتبة الأسكندرية اكبر مكتبة في العالم في ذلك الوقت حوت بين جدرانها نتاج الامم جميعها من علوم و فلسفة احرقها عمر بن الخطاب الذي يعظمه المسلمون ولا نجد تعليقاً واحداً في تاريخنا المشرف حول هذه الجريمة النكراء بحق الانسانية ما كتبه اخوان الصفا و غيرهم من الفلاسفة كابن سينا والفارابي وابن رشد(و التي احرقت كتبهم ايضاً فيما بعد)كان موجوداً قبلهم في مكتبة الاسكندرية وقد قيل في هذه المكتبة(أنه إذا كان العالم جسداً فإن العقل موجود في مصر)والمسيحية ايضاً كان لها بعض النصيب في ظلم العلم والعلماء هذا لا خلاف عليه و لكن هذا كله يندرج تحت مسمى سيطرة الاسطورة و الخرافة و الارتهان لكتب ليست سماوية تقتل العقل و تغيب المنطق ,الاخ مثنى تعليقي لم يكن بوارد الاساءة للاسلام كدين و انما هذا نقد انتم اولى ان تقوموا به تجاه اولائك الذين يشوهونه و يستخدمونه و هم من يسيء اليه كما اننا لا نجد هذا النقد تجاه شيوخ الفتوى الوهابيين الذين حولوا المسلم الى ارهابي بنظر الاخر,انا احترم كل الاديان لكن لا احترم العميان الذين يسلمون ذواتهم و ارواحهم لشياطين الدين ...و اخيراَ بانتظار الثورة الفرنسية المشرقية
كل الشكر لك


5 - السيد كاتب المقال
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 2 / 4 - 14:24 )
تقول ان كلمة بيث بصرياثا هي كلمة أرامية و تعني بيت الاكواخ
س:ماذا تعني بيت الاكواخ؟
تقول وبعد حذف الالف من كلمة(باصريي أو باصرا)يصبح (بصره) لسهولة اللفظ
س:الالف المحذوف من باصريي او من باصرا:ان كان من باصريي فلا الف فيها وان كان من باصرا فأي الف الذي يلي الباء او الذي يلي الراء
ثم تقول هناك معنى اخر لكلمة (بصرياثا) اي القناة او بيث صريا و تعني الشق او الصدع
س:اي شق و اي صدع؟
بصراياثا هو اسم لأحد الانهار التي تحمل الماء الى البصره
س:هل النهر اخذ اسمه من البصره او بالعكس؟وما اسم النهر اليوم
ثم تقول البعض يرى اسم البصرة القديم هو(تروم) وهو اسم آرامي يعني بوابة البحر ثم قلبت الحروف فأصبحت تدمر مما قيل فيها(بعد خراب البصره )اي بعد دمار البصره
س:هل هناك كلمات قلبت حروفها قبل تدمر؟
هل ان هذا القول هو من ذلك الزمان واعني خراب البصره؟
وهل هذا معقول؟
ثم تقول:من هذا يعني ان البصريين في ديانتهم آراميين اي على الديانه المندائية والتي كان الجنوب العراقي يعتنقها قبل الاسلام...
هل هذا استنتاج مقبول؟
للعلم البصره تكونت في نهاية تشكل السهل الرسوبي اي هناك قبلها الناصرية و ما كان سائدا في الناصرية /يتبع


6 - السيد الكاتب
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 2 / 4 - 14:31 )
الناصرية تشكلت قبل البصره وما كان سائد فيها انتقل الى جنوبها البصره وهذا منذ اول من سكن المنطقة
نعم المندائية كانت سائده في الجنوب وعلى ضفاف النهرين دجلة والفرات و نعم لغتهم لها فضل على اللغات و نعم لديانتهم فضل على الاديان والكثير منها موجود لليوم في الديانات التي تلتها و نعم حماهم الماء وهم اي اتباعها لليوم يمارسون طقوسهم رغم حملات الابادة التي تعرضوا لها
الكثير من عاداتهم وممارساتهم وكلماتهم والعاب اطفالهم وترنيماتهم و اسمائهم و ماكولاتهم و تعاملهم مع المحيط ارض و شجر و حيوا ن و بشر لليوم لها تاثيرها في طباع و فعاليات الناس في الناصرية والعماره لكن تجد ذلك قليل في البصره بالمقارنه مع الناصرية والعماره
ما قرات عنهم انهم تواجدوا على سواحل البحار المالحه وانما الانهار العذبه و تبادلوا العذوبه
اتمنى على من يتصدى لمثل هذه الامور ان يدقق


7 - عزيزي كارلوس
مثنى حميد مجيد ( 2013 / 2 / 4 - 20:26 )
تقول - يكفي ان تقرأ سيرة ابن هشام أو أي سيرة أخرى حتى تعرف تاريخ أسلافك المليء بالغزو و النكاح و القتل بحجة الكفر .-.
أسلافي يا كارلوس ؟
لماذا تظلمني ياكارلوس ؟ أسلافي هم علماء أور وبابل ، هم مؤسس النثر العربي أبو إسحق الصابي والمترجم الفيلسوف ثابت بن قرة وعميد أطباء بغداد في عز مجدها سنان بن ثابت...
أجدادي هم جابر بن حيان والبتاني والحسن بن الهيثم
أسلافي هم صابئة مصر الشيثيون الذين أبادهم عن بكرة أبيهم متطرفو الكنيسة المتحالفة مع السلطة الرومانية من أسلافك بتهمة الإرتداد والهرطقة.ألم تسمع بمخطوطات نجع حمادي التي يمنع الكونغرس الأمريكي تداولها لأنها تؤرخ جرائم الإبادة لكنيستك الأصولية ؟ هذه مخطوطات أجدادي يا كارلوس التي دفنوها في الأرض قبل إبادتهم .هؤلاء هم صابئة مصر وأحفاد الفيلسوفة هيروديا التي قطعها أسلافك إرباً وحرقوها وهي في طريقها إلى مكتبة الإسكندرية التي تدعي أمجادها زوراً .أتعتقد أن الضحايا لا يثأر الله لهم ولا المسيح ؟ أنت مخطيء أيها العزيز!


8 - إلى الأخ مثنى
كارلوس ( 2013 / 2 / 5 - 07:08 )
انا أعترف ان كل ما ذكرته صحيح و أعتقد ان كنيسة الإسكندرية ممثلة بالبابا كيرلس الملقب عمود الدين كانت تمثل الوهابية المسيحية حيث عمل على حرمان الكثير من مخالفيه من الكنيسة الانطاكية كما حرض على قتل المئات من غير المسيحيين ( منهم هيباتيا و ليس هيروديا كما قلت) و حتى المسيحيين أنفسهم و ليس موضوعنا هنا عن الأصل و الفصل و السلف انا نقدي للمسلمين لم يات من اصولي المسيحية فأنا لا أعترف بالأديان و الكتب المنزلة وأقر بجرائم الكنيسة سابقاً لكن وجد اناس قبلنا استطاعوا ان يقاوموا الأصولية المسيحية و مهمتنا نحن اليوم ان نقاوم الأصولية الإسلامية لانها هي الموجودة حالياً و هي ما يؤثر في شعوبنا و بلداننا سلباً و يقتل الفكر و الإبداع و حتى الانسان نفسه و انني لا ادعو لإلغاء الدين و إنما تكريس العقل و إعلائه على الخرافة
تحية لك و لكل الأسلاف العقلاء سواء مسيحيين أو صابئة أو مسلمين او حتى من عبدة الحجارة


9 - عزيزي كارلوس
مثنى حميد مجيد ( 2013 / 2 / 5 - 11:58 )
أعتذر عن لهجتي الشديدة معك في تعقيبي الأخير والخطأ الذي وقعت فيه حين ذكرت هيرودياوأتفق معك تماماً في تعقيبك الأخير فنحن فعلاً بحاجة إلى ثورة فرنسية تفصل الدين عن الدولة...
بإعتقادي أن أغلب الأديان هي أصلا حركات إنسانية أو وليدة ضرورة إجتماعية لكنها تتحول إلى أديان حين تجد سلطة تتبناها فتفقد جوهرها الإنساني بقدر تبني السلطة كليا أو جزئيا لها وبقدر تقبلها هي للسلطة أما الحركات التي تستمر بمقاومة السلطة فتتحول تدريجيا إلى دين بسبب إستمرار القمع فتنتج عندئذ مسيح ، مخلّص ، مهدي لتخفيف ذلك القمع وتأجيل تحقيق أهدافها أو تنكمش على نفسها
وأسمح لي أن أختلف معك في رفضك للأديان فهذا - الرفض - يلتقي في النهاية مع خلفيتك الدينية لأنه - رفض - وأعتبر أن من حسن الحظ إني ولدت صابئيا فخلفيتي الغنوصية التي تقدس المعرفة مهما كان مصدرها ليس فيها - رفض - الرفض كلمة ملغاة عندي فالحقيقة أوسع من أن يضمها دين أو مذهب أو علم أو كتاب . تحياتي الأخوية