الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية المدنية مطلب حضاري

حازم صافي

2013 / 2 / 3
المجتمع المدني



ليس من شك في الاهمية الاستثنائية للبطاقة التموينية . فهذه البطاقة السحرية العجيبة تعتبر ورقة شبه مقدسة عند جميع العراقيين الفقراء حتى انها ولاهميتها الفائقة احتلت مكانا مرموقا بين اوراق العائلة العراقية المحرومة فهي تتنافس على مكان الصدارة في مجال الحفظ والصون والحماية مع ورقة عقد الزواج التي تراجعت الى المركز الثاني من حيث الاهمية . وبأعتراف الجميع , فأن هذه البطاقة (المحترمة) لا تعادلها في الأهمية أي شهادة وفاة او أي شهادة تخرج او شهادة حسن سيرة وسلوك . على أية حال , فأن البطاقة التموينية مهمة لأنها ترتبط ارتباط مباشر بالغذاء وهو أساس حياة الإنسان في كل زمان ومكان , ولان الامر كذلك فأن بيانات البطاقة التموينية هي التي تعتمدها الحكومة العراقية في الأمور المهمة التي تحتاج الى إحصاءات دقيقة لا يمكن التلاعب بها ليس هذا فقط , بل ان معرفة عدد سكان العراق يمكن ان يتم ألان عن طريق معرفة عدد البطاقات التموينية . اذن البطاقة التموينية هي الأساس الإحصائي العلمي الوحيد الموجود في بلاد وادي الرافدين حاليا . ومع التقدم الهائل الحاصل في الحياة العراقية ومع تطور تقنيات الإحصاء يبرز الى الذهن سؤال جوهري وهو : الى متى ستبقى البطاقة التموينية بديلا مشوها ومتخلفا عن البطاقة المدنية التي أصبحت امرا عاديا في معظم دول العالم شرقيها وغربيها . والبطاقة المدنية كما سمعنا هي وثيقة تولد مع ولادة الإنسان لها رقم خاص ويمكن استخدامها الكترونيا وهذه البطاقة يمكن ان تحتوي على جميع المعلومات التي يراد معرفتها عن شخص ما في وقت ما ومكان ما . مستوى تعليمه وتحصيله الدراسي وممتلكاته وموقفه من الخدمة العسكرية والمدنية وسجله المدرسي والأمر المهم في هذه البطاقة انها تستطيع تفريغ وإتاحة هذه المعلومات لمن يحتاجها بشكل سهل وسلس لا يحتاج إلى المعانات الأسطورية التي يعانيها الفرد العراقي المنكوب في رحلته المضنية لاثبات عراقيته وانه من أبوين عراقيين بالولادة . هذه دعوة الى الحكومة العراقية بضرورة تبني واعتماد سياسة مدروسة لتقليص عدد الوثائق الثبوتية التي يحملها الفرد العراقي , خاصة وان هذا الفرد وفي خضم المعانات الحياتية اليومية مضطر الى استخدام عدد كبير من المعاملات الرسمية التي ترهقه نفسيا ومادية , فهو مضطر غالبا الى ابراز نسخ ضوئية ملونة من ما يقرب من خمس وثائق ثبوتية وهذا امر صعب خاصة مع التكرار . والدعوة موجهة ايضاً الى السلطتين القضائية واللتشريعية ومنضمات المجتمع المدني والمنضمات الدولية الصديقة والنقابات المهنية ووسائل الاعلام لمساندة جهود الحكومة والتي تتمثل في جهد وطني مخلص ستكون نتيجته الاخيرة مفرحة ولا شك حيث سيجد المواطن العراقي نفسه اخيرا وهو يمسك بطاقته المدنية الموحدة وينسى كومة الاوراق الثبوتية الاخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل أمريكي: مشهد احتراق النازحين أفظع مقطع شاهدته على الإطل


.. ماكرون: يجب على نتنياهو ألا ينسى أن بلاده أنشئت بقرار من الأ




.. الجيش الإسرائيلي يستخدم معتقلين فلسطينيين دروعا بشرية.. ما ا


.. العربية تتابع تجهيز الطائرة الرابعة ضمن الجسر الجوي السعودي




.. إيطاليا تشرع بنقل أول مجموعة من المهاجرين إلى مراكز في ألبان