الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة لأرض الموعد (2 - 2)

مجدى زكريا

2013 / 2 / 4
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعض الخصائص الجغرافية الفريدة لأرض الموعد , خصوصا للجزء الجنوبى منها
شفيلة
ان شاطئ ارض الموعد الغربى هو شاطئ البحر المتوسط. وعلى بعد حوالى 40 كيلومترا نحو الداخل تقع شفيلة. والكلمة "شفيلة" تعنى "منخفض" لكنها فى الواقع منطقة كثيرة التلال ولا يمكن ان تعتبر منخفضة الا بالمقابلة مع جبال يهوذا نحو الشرق.
تقع شفيلة بالنسبة الى المقاطعات المحيطة بها. نحو الشرق هنالك جبال يهوذا. ونحو الغرب , سهل فلسطية الساحلى. وهكذا , شكلت شفيلة منطقة فاصلة , حاجزا فصل شعب الله فى ازمنة الكتاب المقدس عن اعدائهم القدامى. فأى جيش جيش غاز من الغرب كان يجب ان يجتاز شفيلة قبل ان يهاجم اورشليم عاصمة اسرائيل.
اقليم تلال يهوذا
اذا توغلنا من شفيلة من الداخل نجد اقليم تلال يهوذا. وهذه منطقة جبلية كانت تنتج حبوبا , زيت زيتون , وخمرا جيدة. وبسبب ارتفاع يهوذا الشديد , كانت ايضا ملجأ ممتازا. لذلك بنى الملك يوثام "قلاعا وابراجا" هناك. وفى اوقات الاضطراب , كان الناس يستطيعون ان يهربوا اليها طلبا للامان.
كانت اورشليم , المدعوة ايضا صهيون , جزءا بارزا من اقليم تلال يهوذا. وبدت اورشليم امنة لانها كانت محاطة من ثلاثة جوانب بأودية شديدة الانحدار , وبحسب المؤرخ يوسيفوس فى القرن الاول , كان سور ثلاثى يحمى الجانب الشمالى. لكن الملجأ يحتاج الى اكثر من اسوار واسلحة للحفاظ على امنه. فلابد ايضا من وجود الماء. وهذا ضرورى خلال الحصار , لأنه بدون ماء و يضطر المواطنون المحتجزون ان يستسلموا بسرعة.
كانت اورشليم تتزود بامداد مائى من بركة سلوام. ولكن خلال القرن الثامن قبل الميلاد , تحسبا لحصار من الاشوريين , بنى الملك حزقيا سورا خارجيا لحماية بركة سلوام, جاعلا اياها ضمن المدينة لكى يواجه الاشوريون المحاصرون صعوبة فى ايجاد ماء لانفسهم. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد. فقد وجد حزقيا طريقة لتحويل كمية اضافية من الماء مباشرة الى اورشليم.
ففى ما يدعى احد الاعمال الهندسية العظيمة فى العصور القديمة , حفر حزقيا قناة من عين جيحون الى بركة سلوام. ( كانت عين جيحون تقع مباشرة خارج حدود اورشليم الشرقية. وكانت مخبأة فى كهف لذلك , لم يعلم الاشوريون على الارجح بوجودها ) وقد بلغ معدل ارتفاع هذه القناة 1,8 مترا(6 اقدام) , وطولها 533 مترا. تخيلو قناة يبلغ طولها نصف كيلومتر , محفورة فى الصخر. واليوم , بعد نحو 2,700 سنة , يمكن ان يجتاز زائروا اورشليم فى الماء عبر تحفة الهندسة هذه و المعروفة عموما بقناة حزقيا. - ملوك الثانى 20 عدد 20. اخبار الايام الثانى 32 عدد 30.
البرارى
شرقى جبال يهوذا تقع برية يهوذا المدعوة ايضا بشيمون , التى تعنى "صحراء" وعند بحر الملح. تتميز هذه المنطقة القاحلة بممرات جبلية صخرية ضيقة وجروف مسننة. ولأن ارتفاع برية يهوذا يهبط نحو 1,200 مترا فى مجرد 24 كيلومترا , فهى محمية من الرياح الحاملة الامطار من الغرب. لذلك لا تهطل فيها الا كمية محدودة من الامطار. ولا شك ان هذه هى البرية التى كان يرسل اليها تيس عزازيل مرة فى السنة فى يوم الكفارة. واليها ايضا هرب داود من شاول. وهنا صام يسوع اربعين يوما وجربه ابليس بعد ذلك.
نحو 160 كيلومترا جنوبى غرب برية يهوذا توجد برية فاران. والكثير من مواقع تخييم الاسرائليين خلال رحلتهم طوال اربعين سنة من مصر الى ارض الموعد كان هناك. وقد كتب موسى عن "القفر العظيم المخوف مكان حيات محرقة وعقارب وعطش حيث ليس ماء" (تثنية 8 عدد 15) وهو امر عجيب ان ملايين الاسرائليين بقوا على قيد الحياة فى هذا المكان , لكن الله دعمهم.
تلال الكرمل
يعنى الاسم كرمل "بستان" وهذه المنطقة الخصبة الواقعة نحو الشمال , والتى يبلغ طولها نحو 50 كيلومترا. مزينة بالكروم , وبساتين الزيتون , والاشجار المثمرة. ان رأس سلسلة التلال هذه لا يغيب حسنه وجماله عن البال. وتتحدث اشعياء 35 عدد 2 عن "بهاء كرمل" كرمز الى المجد المثمر لارض اسرائيل المستردة.
حصلت فى الكرمل حوادث عديدة جديرة بالذكر. فهنا تحدى ايليا انبياء بعل وسقطت نار الرب برهانا على تفوقه. ومن رأس الكرمل ايضا لفت ايليا الانتباه الى الغيمة الصغيرة التى صارت مطرا عظيما و منهية بالتالى بشكل عجائبى الجفاف فى اسرائيل. (ملوك الاول 18 من 17 - 46) وكان اليشع خلف ايليا , عند جبل الكرمل عندما اتت المرأة من شونم تطلب مساعدته من اجل ولدها الميت و الذى اقامه اليشع فى ما بعد.
ولاتزال توجد فى منحدرات الكرمل بساتين فواكه و بساتين زيتون , وكروم. وخلال الربيع , تكتسى هذه المنحدرات بساط رائع من الازهار. "رأسك عليك مثل الكرمل." قال سليمان للعذراء الشولمية , ملمحا على مايبدو الى شعرها الغزير الرائع او الى الطريقة التى بها يعلو رأسها الجميل عنقها بجلال. - نشيد الانشاد 7 عدد5.
" كجنة الرب "
كانت ارض الموعد القديمة بهجة للعيون. وصفت بالصواب بأنها " تفيض لبنا وعسلا. " وقد دعاها موسى ارض جيدة ارض انهار من عيون وغمار تنبع فى البقاع والجبال. ارض حنطة وشعير وكرم وتين ورمان. ارض زيتون زيت وعسل. ارض ليس بالمسكنة تأكل فيها خبزا ولا يعوزك فيها شئ. ارض حجارتها حديد ومن جبالها تحفر نحاسا. - نثنية 8 من 7 - 9. فاذا كان الله قادرا على منح شعبه القديم موطنا غنيا وجميلا كهذا , فهو قادر بالتأكيد ان يعطى خدامه الامناء فردوسا مجيدا يمتد الى كل الارض - بجبال , اودية , انهار , وبحيرات. نعم , كانت ارض الموعد القديمة بكل تنوعها مجرد نموذج للفردوس المقبل فى عالم الله الجديد. وهناك سيتم الوعد المسجل فى المزمور 37 عدد 29 : " الصديقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد. " وعندما نعطى هذا البيت المثالى كم سيسعدنا ان نفحص كل " غرفه " وان تكون لدينا الابدية لنفعل ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ