الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-لوشيتا- والبسطة!

ماهر علي دسوقي

2013 / 2 / 4
المجتمع المدني




كانت الساعة تقترب من الواحدة بعد الظهر، وهي ما زالت "تتمطى" في فراشها، الاطفال ذهبوا الى المدرسة صباحاً وقد تكفلت بهم الخادمة، وزوجها غادر الى شركته كالمعتاد ، وما زال ذهنها شارداً بسهرة الأمس في المطعم الجديد المطل على القدس، همست لنفسها "كانت رائعة" .
أرادت ان تعود الى النوم ، لكن "لوشيتا" ازعجتها وحالت دون ذلك، حاولت جاهدة ابعادها واخراجها من الغرفة، عبر بعض الكلمات التي تكررها على مسمعها، ولا فائدة.. نظرت الى الساعة الذهبية التي وضعتها الى جانب السرير فأدركت إصرار الكلبة المدللة.
نهضت سريعاً ، وارتدت لباس المشي والتنزه الخاص وانطلقت بها الى الجوار، عبثت "لوشيتا" هنا وهناك بين الشجيرات، وقضت حاجتها بعد ان اطلقت لها عنان الشريط الموصول بدولاب صغير.
سمعت صوتاً قريب، لماذا تأخرت اليوم؟ التفت واذ بصديقتها عائدة و "لوشي" من نزهتيهما، تعانقتا وكذلك فعلت "لوشيتا" و "لوشي" .
بادرت الصديقة للقول : انهم يحضرون لإزالة البسطات عن الأرصفة والشوارع قريباً وقد سمعت ذلك من أكثر من صديقة الآن "انا افضل ذلك" لأنها تترك الكثير من الاوساخ وتحول بعض شوارع المدينة لمكب نفايات.
قاطعتها قبل ان تفرغ ما بجعبتها سائلة: وكيف سيتدبر "هؤلاء" امرهم ، لا ، لا بد من دعمهم.
تركت صديقتها على غفلة منها وعادت الى البيت، بدلت ثيابها واعادت تصفيف شعرها وتعطرت وحملت لوشيتا وهبطت الى المرآب، احتارت قليلاً في امر المركبتين الموجودتين امامها، واخيراً استقر رأيتها على الجيب الرمادي ، قالت: انه اكثر اتساعاً!
جالت في وسط المدينة قليلاً، تفحصت اماكن البسطات ، اقتربت من تجمع لها، اطفأت المحرك ونزلت وهي تحمل "مدللتها" ، نظر الجمع اليها باستهجاب واستغراب .. ماذا تفعل مثل هذه هنا؟! وهم لتوهم انهوا لقاء سريعاً لمواجهة سياسة قطع العيش.
لم تطل حيرتهم حين جاء صوتها ناعماً غانجاً ، أليس هذا هو تجمع البسطات المراد ازالته؟ اجاب الجميع بصوت واحد: نعم .. ورائحة العطر تغالبهم وتغالب ما علق بالمكان من روائح أخرى.
نظرت اليهم بعيون شاخصة وقالت: جئت لأعبر عن دعمي لكم ورفضي ازالة مصدر دخلكم.. فهلّا ساعدتموني بايجاد طعام معلب للكلاب هنا؟
جاءها الصوت عالياً خشناً: لا نجد الطعام لأنفسنا حتى نطعم الكلاب!
عبست بوجهه بعد ان ارتجفت "لوشيتا" بين يديها لوقع صوت بائع البسطة، وما هي الا لحظات حتى سمع الجمع صوت كعب حذائها العالي المدبب يبتعد عن المكان!!
ادارت محرك السيارة بعد ان هدأت روع "صغيرتها" وتوجهت الى مجمع "ليفي" التجاري حيث اعتادت ان تكون !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع


.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و




.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا