الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يا وزير الثقافة العراقي

زاهد الشرقى

2013 / 2 / 5
المجتمع المدني


العقبات هي تلك الأشياء المخفية التي تراها عندما ترفع عينيك عن الهدف . وما أكثرها تلك العقبات والحواجز التي يتم وضعها في طريق ألأمل والطموح لدى ألإنسان المتطلع إلى الأفضل والأحسن . تُرى كيف الحال بإنسانة درست وتعلمت واجتهدت في سبيل تحقيق ذلك الحلم الجميل بخدمة بلدها ووطنها , ولكنها تصطدم ببعض ممن لازال يعمل وفق مفهوم عدم الإدراك والوعي بالمسؤولية التي أوكلت له مع شديد ألأسف .
وزارة الثقافة العراقية والتي وزيرها مشغول ما بين الدفاع وبينها . لازالت بعيدة جداً عن الواقع الثقافي ومشغولة كالعادة بالصور والتكريم التي تُمنح لمدرائها وغيرهم هنا وهناك ولا نرى الوزير سوى في شعار أي مهرجان ( برعاية وزير الثقافة يقام مهرجان كذا .. وكذا) أو في بطاقات الدعوة !!!. تلك الوزارة يبدو بأن وزيرها الذي في نفس الوقت يعتبر وزير للدفاع وكالة قد أخذ على عاتقة أسلوب وشعار الجيش القائل ( نفذ ثم ناقش) , ولكنه حتى النقاش حرمه وباشر بتوزيع الهبات الوظيفية لنفسه وكيفما يشاء متناسياً ألأسس التي من شأنها أن تعطي فائدة لصرح كبير ومهم في العراق وهو (الثقافة).
كتاب( الدار العراقية للأزياء /قسم إدارة الموارد البشرية ) المرقم (2190) والصادر بتأريخ 5/8/2012 . الموجه إلى( وزارة الثقافة / مكتب المشاور القانوني ). مضمون الكتاب طلب الحصول على موافقة وزير الثقافة بتعيين أسماء على الملاك الدائم وبالدرجات الشاغرة المتوفرة !! أكرر درجات وظيفية شاغرة .ولحاجة دار ألأزياء الماسة لهم . تم رفع ألأسماء للسيد الوزير فيقوم بمسك القلم ذي اللون ألأحمر ويباشر بمهمة الاختيار وفق الأهواء والرغبات أو وفق ما يريد فلان وعلان منه , كيف لا ونحن في دولة المحسوبية والتحزب والمصالح الشخصية الضيقة .
الطامة الكبرى هي وجود أسماء لم تعجب السيد الوزير فلم يشملها بمكرمة ( القلم ألأحمر) , هذه ألأسماء كانت تعمل ولمدة ستة أشهر بلا أي مرتب في دار ألأزياء العراقية لأنه تم التأكيد لهم بأن كتاب تعيينهم سوف يكون جاهزاً وكاملاً .ولم يبقى سوى تأشيره من سيادة وزير الثقافة والدفاع الموقر !!. وكذلك لكون الدار نفسها أكدت حاجتها الماسة لهم . ومنهم على سبيل المثال المواطنة (ذكرى كاظم) خريجة معهد المعلمات / فرع العلوم والرياضيات. وهذه المواطنة كان لنا حوار معها وتألمنا كما هي لما بدر من الوزير عندما حرمها من حقها في الوظيفة وكذلك لأنها عملت ستة أشهر من دون مرتب !!. وكلها أمل وإصرار وصبر على وصول كتاب تعيينها . لكن الآمال خابت وذهب الأشهر أدراج الرياح لان الوزير أطلق رصاصة الرحمة التي يبدو أنه جلبها من وزارة الدفاع في جيبه الخاص حتى ينخر بها جسد الثقافة والأحلام الجميلة .
ترى ماذا سيكون رد الوزير . وهل سوف يرمي التهمة على غيره كعادة الوزراء ؟؟ أم سوف يتعذر بعدم وجود وظائف شاغرة ؟؟ أم سوف يعطي وعد وعهد بقادم ألأيام . وما أكثر الوعود والعهود المخيبة للآمال فيك يا عراق .
والأشهر الستة التي تم اغتيالها وفرحة العمل في حياة تلك المواطنة من الذي سوف ينصفها . لقد كان ألأجدر بالوزير النظر بفحوى الكتاب جيداً ويدرك بأن هؤلاء أناس يستحقون ما هو حق لهم . لكن كما قلنا يبدو بأن الأمور اختلطت عليه ما بين فوهة البندقية وبين القلم والحرف . والكثير مما يحصل في مرفق لابد للجميع من التحرك لانتشاله مما هو فيه , ولا يغر الكثيرين العناوين البراقة والشعارات التي ترفع هنا وهناك فالحال سيء ويسير إلى السواد الأعظم بفضل أفكار نزلت من دون سابق إنذار ونصبت أنفسها قيادة لثقافة العراق التي تصرخ من ألألم والظلم والسير بها إلى الهاوية.

ختاماً .. نطالب بحق المواطنة (ذكرى كاظم) وكل من تم إصدار قرار الحرمان بحقهم , وسوف نبقى نطالب بالحق لكل العراقيين , ونطالب بالخير للوطن الجريح . ونطالب المسؤولين بكل مكان بأن يرحموا أبناء شعبهم من كل تدخل وضياع للحق . فاليوم قد يتخلص الكثير من الحساب والعقاب , لكن ليفهم الجميع هناك حساب عند رب العباد .
سلامات يا وظيفة .. اخ منك يالساني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري


.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان




.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو


.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا