الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشهد في واقع ملتبس: إهانة شيوخ عشائر الجنوب في الرمادي!!!

شاكر الناصري

2013 / 2 / 5
المجتمع المدني


مشهد مجموعة من شيوخ عشائر جنوب العراق بعد أن تمتْ مهاجمتهم بالأحذية وقناني المياه الفارغة والنفايات وبسيل لا ينقطع من الشتائم من قبل المتظاهرين في الرمادي، لابد وأن يكون مشهداً ساخراً ومؤلماً ومثيراً ومحرضاً على السؤال في نفس الوقت ولكنه في خاتمة المطاف ، مشهداً حقيقياً وواقعياً جرى في ساحة الإعتصام في مدينة الرمادي وحيث حاول مجموعة من شيوخ عشائر جنوب العراق الإطلاع عن قربٍ على مطالب المتظاهرين !!! مشهد يدلل على عبثية وإنحطاط المشهد السياسي في العراق عموماً ، وأنه بات مفتوحاً على مصاريعه بأبوابه ونوافذه لكلّ من يريد البحث عن حل او مساهمة في التعقيد والتصعيد فلا غرابة مطلقاً لأننا إزاء مشهد عصي على الفهم وتنعدم فيه الجهة المسؤولة أو التي يجب أن يصدر عنها الحل أو إقتراحه على أقل تقدير ، ونقصد هنا الدولة ، الدولة التي غابت وغُيبت فأحتل مكانها مجموعة من شيوخ العشائر أو زعماء القوميات والطوائف ورجال الدين وقادة المليشيات وأمراء الحروب.

لست معنياً كثيراً بتفاصيل المشهد ولكني معني بالأوضاع التي تدفعنا للوصول الى هذا المشهد الذي يضعنا جميعاً أمام سؤال وأحد، أين نحن والى أين نسير؟ وما الذي يعنيه في مسار الدولة او سلطة القانون؟ وهل يمكننا التفكير بمستقبل أفضل مشابه أو على خطى ما يتحقق لدول العالم الذي نعيش فيه؟ الدول التي خرجت من سطوة وسلطة العشائرية والقبلية وأعطت للقومية و الدين والطائفة حجمها الحقيقي لأنها كوابح حقيقة في مسار نهضة وبناء الدول المدنية المعاصرة وأدوات لتقسيم المجتمعات وزعزعت سلمها الإجتماعي والإهلي وإنّ تواصل فاعليه هذه الأشياء لا يعني الا خلق الإضطراب وإنتهاك الحريات وتهميش كرامة الأنسان.

من الواضح أن قيام مجموعة من شيوخ وأمراء العشائر بمسعى لمعرفة مطالب المتظاهرين وكأن هذه المطالب خافية ولم يسمع بها القاصي والداني في العراق وخارجه ولم تتدحرج مثل كرة ثلج عاصفة تتزايد حدتها وتعقيداتها يوماً بعد آخر، يأتي في محاولة للبحث عن حل وفق قيم وأعراف " النخوة والشهامة وإسكات الأصغر ورفع عقيرة صوت العشيرة والعشائرية " أذا لم يفتنا التذكير بأن الكثير من شيوخ العشائر يعملون ويتحركون ويتوسطون بقدر ما يُدفع لهم من هذه السلطة او تلك او هذا الحزب او ذاك.

أعراف وقيم تعمل وفق بنيتها الداخلية وحساسيتها إزاء ما يهددها اصلاً ومن ثم السعي للمساهمة في إيجاد الحلول التي تزيد من مكانتها اولاً ، فحلول الساسة اصبحت اللا حل بعينه وإنّ كلّ محاولاتهم الآن الإبتعاد قدر المستطاع عن الحل، وإنّ كل ممارساتهم الآن تتركز في التمترس كُلّ خلف أجنداته ومصالحه وعقيدته وعشيرته وطائفته لأنها ستكون الأدوات الفاعلة في صراعاته الآنية والقادمة.

هل سيتكرر مشهدنا هذا مرة أخرى؟ وهل يمكن أن يحدث في اماكن أخرى؟ الواقع وللأسف يقول: نعم وإن ما تعرض له شيوخ عشائر الجنوب سوف يزيد من إشتعال الوضع ويضيف اليه لمحات تزيد من تعقيداته. فالإهانات التي تعرض لها وفد شيوخ عشائر الجنوب لابد وأن تُرد بطريقة ما، البعض اعتبر هذه الاهانة ردا على إهانة مشابهة تعرض لها احد شيوخ عشائر الرمادي قبل سنة أو اكثر في النجف، وأن تحول الوضع الى صراع عشائري "غرب وجنوب" أمر ليس مستبعداً فكل شيء وارد في المشهد العراقي القائم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح


.. -طبعاً مش هيشوفها تاني-.. خالد أبو بكر يشيد بالموقف المشرف ل




.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو


.. الترحيل إلى رواندا.. هواجس تطارد المهاجرين شمال فرنسا الراغب




.. نشرة الرابعة | النواب البحريني يؤكد على استقلال القضاء.. وجه