الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمادة يقلع .. حكاية تعرية وإغتصاب شعب

شريف خوري لطيف

2013 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جسدت واقعة «مسحول الإتحادية» المشهد السياسي الكئيب الذي يعيشه المصريين في ظل حكم دولة الإخوان الفاشية، فسحل وتعرية مواطن مصري هو سحل لهيبة القانون الهشّ أساساً وإغتيال لدولته وإنتهاك لحقوق الإنسان التي يكفلها القانون الدولى، وكشف وتعرية لوجه الإسلام السياسي الدميم وإظهار عورة النهج السياسي الترهيبي الذي يريد الإخوان ممارسته لقمع المواطن المصري الأعزل، الواقعة أكبر من أن ينكرها المسحول حمادة صابر تحت تهديدٍ من رجال الأمن، ثم يرجع في إنكاره ليتهم الشرطة بتعذيبه وسحله وإطلاق الرصاص الحي عليه، بعدما شاهد الملايين حول العالم مشهد سحله وتعريته أمام كاميرات وكالات الأنباء العالمية .

فهي واقعة لاتجسد فقط إنتهاكاً صارخاً لآدمية إنسان، بل إنتهاك وإغتيال حقوق شعب بأكمله أمام العالم وخاصة أمام من آزروا وساندوا النظام الإخواني والإسلامي في إستيلائهم على السلطة والآن أصابهم الصمم والبكم لتواطؤهم وتورطهم في الجرائم التي تُمارس الآن ضد المصريين، ماحدث للمواطن حمادة من ترهيب وضغط ثم ترغيب ورشوة هو نموذج يفضح إستغلال الإخوان لحالة الفقر والجهل التي يعيشها المصريين من ضياع حقوقهم وإهدار كرامتهم وحريتهم ، حمادة ليس حالة فردية بل أصبح ظاهرة تمارس ضد الشعب كله، رجال كانوا أم النساء.

وخاصة بعد أن ظهر الوجه القبيح للنظام الفاشي وخططه الجهنمية في إغتصاب النساء والفتايات في الشوارع والميادين لإبعادهم عن التظاهر وعن ميدان التحرير وإلحاق العار بهم وبعائلاتهم ولكي يظهر ميدان التحرير بإعتباره ميداناً للتحرش وليس رمز للثورة التي كانت السبب في خروجهم من سجونهم وإغتصابهم لكرسي الحكم. فما بين تعري علياء مهدي ومطالبة شيوخ العار وتجار الدين بإباحة دمائها وإسقاط الجنسية عنها، وبين مخطط ممنهج لإغتصاب نساء وفتايات مصر تحت نظام إخواني فاشي يوجد تناقض كبير ممن يتشدقون بالدين ليلاً نهاراً، وتوجد مليون علامة إستفهام على صمتهم المطبق كصمت القبور؟!

يادي الخِسة يادي العار، عندما يخطط المغتصب والمحتل، فخطته دائماً قائمة على إتقان« فن تضليل الشعوب» إنهم يتنفسون كذباً حتى يصلوا بنا إلى أن نكذِّب أعيننا لنصدق تضليلهم وأكاذيبهم ! فبين إنكار حمادة لواقعة ضربه وسحله وتعريته من رجال الشرطة تحت ضغوطهم وبين تغييره لأقواله وإتهامه لهم والثابت في فيديو قناة الحياة فهو بهذا فضح كذب قيادات الداخلية وتواطؤ وزير الداخلية مع النظام الرئاسي الفاشي، وأن الداخلية فعلا طعَّمت نظامها بمليشيات خيرت الشاطر من شباب جماعة المحظورة الذين تم تسليحهم وإلباسهم زي الشرطة داخل قصر الإتحادية كما وعد الشاطر شباب الإخوان بمفاجأة ستسرهم وتشرح صدورهم وهو إعطائهم الفرصة لينتقموا من الشعب أبشع إنتقامٍ للقضاء على أى مظاهرات قادمة، فكان مشهد تعرية وسحل المواطن حمادة أمام كاميرات وكالات الأنباء العالمية، إن هدف الإخوان منذ توليهم للحظة الأولى هو تفكيك المؤسسة الشرطية وإستبدالها بمليشيات جماعة المحظورة والحرس الثوري بناء على خطة خيرت الشاطر الذي خطط لتلك اللحظة، لهذا نشم ريحة غير نظيفة وغير شريفة عندما نسمع راندا إبنة المواطن حمادة وهي تقول بأن الشرطة أحضرت لأسرتها« سكر وزيت وسمن وشاى»، حتى لا تنطق بالحقيقة، فمنذ متى و وزارة الداخلية تعطي رشاوي للمواطنين عبارة عن زيت وسكر ؟! ألا يذكرنا هذا برشاوي الإخوان عند إغتصابهم للبلد بصندوق إنتخابات ملعوب في شرفه ونزاهته؟!

المواطن حمادة كشف وهم كبير إسماه الإسلاميين« ثورة الربيع الإسلامي العربي» و« الصحوة الإسلامية» وفي الحقيقة أنها الموجة الثانية للإحتلال الإسلامي الفاشي بوجهٍ قبيح تعود لتطل علينا مجدداً بعد 1400 عاماً، ولكن هذه المرة بشراسة وبتبجح وعدم إستحياء في إعلان أفكارهم الأصولية التي تبنتها هذه الجماعات الإسلامية الخطرة والمحظورة في المجتمعات الإنسانية المتحضرة والتي تمارس إجرامها الممنهج تحت هذا الفكر الإسلامي الأصولي المتطرف، مثل كسر النساء في شرفهم وكسر الرجال في رجولتهم وأعراض نسائهم وبناتهم. وصدق شهيد الكلمة فرج فودة حين قال في« الحقيقة الغائبة» { إن الفرق بين الإنسان والحيوان، أن الأول يتعلم من تجاربه ويختزلها مكوناً ما نعرفه بإسم« الثقافة» ويبدو أن المنادين بعودة الخلافة يسيئون بنا الظن كثيراً، حين يدعوننا إلى أن نجرب من جديد ماجربناه من قبل، وكأن تجربة ثلاثة عشر قرناً لاتشفع، أو كأنه يفزعهم أن تسير على قدمين فيطالبوننا بالسير على أربع }

نداء عاجل للمواطن حمادة وكل حمادة شريف يريد العيش بكرامة على أرض المحروسة « ياحمادة صُنْ عرضك، دا الدور على بنتك»، اليوم يغتصبون بناتك في الشوارع والميادين وغداً سيغتصبونهم أمام عينيك في حُرمات بيتك، وفي هذه الحالة فالموت ليس الخسارة الكبرى، لأن الخسارة الأكبر هي أن نموت ونحن أحياء حين نجبُن ونصمُت على نظام طاغي وظالم وداعر لانستطيع معه الدفاع عن شرفنا وأعراضنا وكرامتنا ويموت فينا الأمل في حياة آدمية بشرف وكرامة.
فالمعركة الآن بين الشعب وبين نظام فاشي متغول سقطت شرعيته وستزداد شراسته ودمويته ليس كما يدعون لأجل المحافظة على شرعية نظام ولا لأجل السيطرة على أمن وسلامة الوطن، ولكن المعركة بالنسبة للإسلاميين عبارة عن حياة أو موت لإبعاد حبل المشنقة عن رقابهم، لأنهم في سقوطهم لن يرحمهم الشعب لأنهم أجرموا في حقه بمقدار أضعاف ما فعله مبارك على مدار ثلاثين عاماً، ولأنهم أصبحوا قتلة وسافكي دماء بريئة أصبحت كابوس يطاردهم في منامهم ويزعجهم في أحلامهم، ولابد أنهم سيحاسبون يوماً لأن هذه الدماء تصرخ لباريها طالبة القصاص العادل على الأرض قبل أن تأخذ عدالة السماء مجراها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت
مجدي سعد ( 2013 / 2 / 5 - 23:07 )
شكرا سيدتي

صدقتي في كل كلمة


2 - الفاشيه الدينيه الاسلاميه
حكيم العارف ( 2013 / 2 / 6 - 04:17 )
كانوا زمان بيتشدقوا بالرجل المصرى الاصيل الشجاع الذى يقول الحقيقه ... الجدع الذى يعطى الحق ولايتعدى على حرمة البيوت ..

الان المصرى اصبح زى المرة (ولامؤاخذه) لايهب لمساندة الضعيف والوقوف جانبه ... الذى ليس له كرامه او عرض .... حزنى عليكى يامصر لان ليس فيكى رجاله .... السبب ... الفاشيه الدينيه الاسلاميه

اخر الافلام

.. 117-Ali-Imran


.. 118-Ali-Imran




.. 119-Ali-Imran


.. 120-Ali-Imran




.. 112-Ali-Imran