الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو ده الدين الإسلامي أنا خارجة منه

إبراهيم عرفات

2013 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ظهر على شبكة اليوتوب فيديو لسيدة مسلمة محجّبة تعبر عن ألمها مما قد ألمَّ ببلدها مصر منذ أن اعتلى الإخوان المسلمون سدّة الحكم. نعم هي انتخبتهم في البداية وكثير منا يحلم بدولة العدالة المنشودة والتي لا تفرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، دولة العدالة التي تنهي عصر الفساد الذي اتسم به عهد مبارك الطاغية والذي أردى الكثيرين فقراء فهجروا أوطانهم أو رضوا بالكفاف من العيش فعاشوا على هامش الحياة. وسرعان ما يتضح للناس واقع الأمر أن البشر بشر وأن الإخوان المسلمين ليسوا بظالمين وإنما هم في صدق نية يطبقون تعاليم الإسلام كما هي ظاهرة في القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة النبي محمد.

نعم، هذه السيدة الطيبة تؤمن بالإسلام كما فهمته من كتب المدارس وبنسخته المعدّلة ولكنها لم تصطدم بالإسلام الحقيقي والذي ما كنا نعرفه إلا بعد أن قرأنا عن أية الجزية وتفسيرها في ابن كثير ومسألة المحلل ورضاع الكبير وزواج المسيار وتعدد الزوجات وكل هذه المسائل التي طالما أخرسونا من الكلام فيها لزمن طويل بحجة أن هذا فيه تطاول على الإسلام أو أن هذه تخرصات متسشرقين إلخ إلخ. سنسكت ولن نتعرض للإسلام بالنقد وكفى الله الإنسانية شر التهمة الكاذبة بأننا نحقد على الإسلام والمسلمين. لا يهمني ما إذا كانت هذه السيدة تفهم الإسلام بشكل حداثي "مودرن" أي إسلام " ع الموضة" أم أنها تتبع الإسلام الأصلي وبدون ماكياج أو ترقيع. لتفهمه هي كما تشاء وكيفما تشاء ولها حق الاختيار أن تتعبد لله بالكيفية التي هي تريد؛ وما يهم هو الرجوع للأصول وأخذ الإسلام عن مصادره الأصلية وبدون تجميل. يقول المثل الشعبي: ع الأصل دوّر. بالتأكيد البشر يريد براغماتية التطبيق والعبرة بالتطبيق العملي لا بالنص وجموده وخاصة أن البيئة والمجتمع يفرزان النص؛ وهذا ما يسميه الألمان بالـ sitz im leben أي هذا الإطار وذاك المحيط الذي يخرج من أحشائه النص المقدس.

وهل أنا شامت؟ وفيما أشمت؟ في يقظة العقل؟ يكفي أن يكون هناك استعداد لدى شخص ما في أن يقول لو أن هذا هو الإسلام أو أن هذه هي المسيحية فأنا خارج منه؛ وهذا يفيد اختلال الثوابت واستعداد المرء لأن يضع كل شيء على بساط البحث فيقوم بتحليل وتمحيص وتدقيق ومراجعة كل الثوابت الراسخة في النفس ويكفي أنه يسأل السؤال الذي ينقل الشخص من جادة العوام لمنصة الفلاسفة وهو السؤال الذي يبدأ بلفظة "لماذا". لماذا يحدث مما نحن فيه؟ ما هي الحقيقة؟ وأين هي الحقيقة؟ وكيف نعرف كُنه الأمور وجوهر الأشياء؟ ما هي آلية المعرفة؟ أها! إنها ما يسمونها بالابستمولوجيا أي كيفية وصولنا للحقيقة في أمر ما وبالمنهج الموضوعي ودون خوف وبأكبر قدر من التجرد. هنا الثورة الإسلامية تحملها رياح الربيع العربي وتحرك الضمائر وتثير القرائح في الوقوف على الأشياء عوضًا عن العوذلة والحوقلة والتفل يمينا ويسارًا وكل معالم العقل الأسطوري الديني المعروفة. ولا شيء أفضل من مخاض يأتي لأمة من الأمم في نضالها، وعندها تعيد الحساب وتراجع الثوابت من جديد. لتطبع دار الطليعة ما شائت من الكتب التنويرية ولتتحدثوا عن التنوير كيفما شئتم أيها العلمانيين المتلبرلين ولكن التنوير العربي لن يأتي إلا على يد الإخوان المسلمين. صدق أو لا تصدق! الإخوان سيأتون لنا بالنسخة الأصلية من الإسلام بدون ترقيع أو تجميل وسنضرب كفًا بكف وساعتها نقول: أيعقل هذا حقًا؟ أهذا هو الإسلام؟ وكيف أخفوا عنا ذلك طوال هذه المدة ولقّنونا نسخة معدلة من الإسلام في "كتب الوزارة"؟

من المحتمل أن هذه السيدة لن "تترك دينها" وما يشغلني صرف الناس عن أديانهم؛ فما فائدة أن تتحول هي للمسيحية أو أي ديانة أخرى وهي لا تزال ابنة الأمس وبعقلية اجترارية عاجزة عن فحص الواقع ونقده؟ عندها ياريتك يا بوزيد ما غزيت! كون هذه السيدة في أعماق باطنها تعيد فحص أشياء معينة في الواقع العربي الإسلامي، وبدلاً من تجميلها تواجهها في أعماق نفسها وبجرأة هو أجمل شيء وأمامه سأقول لها: سيدتي، لتعتقدي ما شئت في الدين فأنت تفوقت على سيدات الأميركان المسيحيات أنفسهن لأنك تفحصين وتحللين وتنقدين، وطوبى لمن قالت لا في وجه من قالوا نعم! كثيرات من نظيراتها المسيحيات ينلن ما نسميه بالخلاص وهنّ لا يزلن في سجن وعبودية ولا يعرفن السبيل لاستخدام عقولهن ومن ثم فهن عاجزات عن الإنصاف والوقوف في صف الحق بل هنّ تحصيل حاصل للذهنية العشائرية الأميركية. أيّ خلاص هذا وهنّ عبيد تحكمهن النعرة الشوفينية! أنا مع ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب. لكن هذه السيدة المصرية المسلمة اختارت أن تحترم فرديتها وأنها فرد وليست ضمن قطيع لشعب في الكنيسة أو المسجد. ما سعينا لنشره من خلال الكتب التنويرية قامت سيدة تنهض من فيجعة الواقع المؤلم وأعلنته بجرأة لأنها اختارت أن تكون صادقة مع نفسها أمام ضميرها الإنساني.

ملحوظة: الفيديو يوجد على الرابط الآتي

http://www.youtube.com/watch?v=8N3Jv_myGbs








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نصيحة لها
محمد البدري ( 2013 / 2 / 8 - 21:59 )
ولماذا انتظرت هذه السيدة كل هذا العمر حتي تسمع عن رضاع الكبير وقتال المرتد والجزية وزواج السيار ومفاخذة الصغيرات، الم يكفها، في الصغر، انها قرأت القرآن وحفظت بعضا من اياته قبل ان يصل الاخوان للسلطة؟ انصحك يا عزيزي ابراهيم ان تجعلها تثبت قليلا علي دينها و ايمانها لتسمع ما هو اكثر وافدح عندما تدخل مصر بكليتها في الاسلام وتصبح شريعته مطبقة من الالف للياء حتي يكون خروجها منه بلا رجعة.. تحياتي لك ولها ولكل من استرد عقله قبل أو بعد ثورات الربيع.


2 - أغلب المسلمون لايعرفون الأسلام.
أحمد حسن البغدادي. ( 2013 / 2 / 9 - 20:58 )
أغلب المسلمون لايعرفون الأسلام، لأنهم لم يقرأوا ولايتفحصوا مايقوله شيوخهم، وإن قرأوا وفهموا الحقيقة وسألوا عن الصفحات السود فلايجاوبهم شيوخهم عن أسئلتهم، بل أغلب الأحيان يتهمونهم بالكفر ويهددونهم كي يسكتوا، لكن مالم يعرفه هؤلاء الشيوخ، إن َّ شيخ الشيوخ غوغل، لهم بالمرصاد، ولديه أغلب أمهات الكتب الأسلامية، من قرآن وتفسير وحديث وسيرة محمدية،ويعرضها مجانا ً لقرائه، وهي تنطق بالحقيقة السوداء عن الأسلام، بل هناك بحوث وفيديوهات وبرامج تنطق بالحقيقة الصادمة، ولديها الأجوبة الشافية والعلمية، وبدون لف ودوران، وبدون تقية إسلامية.

وما إعتراض شعوب بأكملها على حكم الأخوان، في مصر وتونس وغيرها، إلا ّ إعتراض على الأسلام وشريعته المخزية.

وما هي إلا ّ مسألة وقت، عندها ستكون هتافلات المعترضين، لا للأسلام وشريعته، بكل صراحة.

أنا متأكد من ذلك، أرجوا أن تتذكروني، مؤيدين ومعترضين.

تحياتي...


3 - السلام عليكم
عمر ( 2013 / 2 / 10 - 11:50 )

( المؤمن القوي خيرا من المؤمن الضعيف )
ينطبق على من يفتي ومن يتلقى!

أعرف بأن البعض يطير فرحا بموجود موضيع مثل هذا. .ويراهنون عليها لينل من الإسلام وأتباعة. .لكن نقول لهم أن هذا لا ينال من الإسلام ولن يهز شعرة به. .
وقول لهم : بأن بعض الفتاوي تصدر من هنا وهناك بدون تمحيص ولا تدقيق وهذا عائد إلى مدى علم المفتي بها وهى غير ملزمة لجميع المسلمين لانها تتبع بردود وتفنيد وترفض من علماء المسلمين أنفسهم. .

بالنسبة لقتل المرتد ونظام الجزية وحد السرقة وغيرها فأن لها شروط في الإسلام ولا تطبق عشوائيا لمجرد الإتهام كما يروج البعض وقد تم مناقشتها وتبينها هنا في الحوار المتمدن.

بالنسبة لفتوى الرضاع والمفاخذة وزواج المسيار. .فقد تم الرد عليها من قبل الكثير من علماء المسلمين أنفسهم وبينوا ضعفها أو بطلانها وعدم صحتها من أوجه كثيرة وهى غير مطبقة من قبل الكثير من المذاهب الإسلامية. .والبحث قليلا في الشبكة العنكبوتية سوف يتضح للجميع ما أقوله هنا.
المشكلة التي يعاني منها المسلمين للأسف الشديد ليس خصومة ومناهضية إنما من فئة قليلة من هؤلاء العلماء والشيوخ الذين يتسرعون ويصدرون فتاويهم بدون تدقيق وعلم


4 - اراء جديده تلطف من قسوة الدين
سامر السامري ( 2013 / 2 / 10 - 13:49 )
هناك الكثير من الشيوخ المسلمين بدآو يفكرو بالدين وجاءو باراء جديده تلطف من قسوة الدين
......كالشيخ احمد القبانجي والدكتور عادل ابراهيم وآخرين
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=334895




5 - فتوة باكل المسلم للكافر نيئا والافضل مشويا
مروان سعيد ( 2013 / 2 / 11 - 20:37 )
تحية كبيرة لااستاذنا ابراهيم عرفات ولجميع المعلقين
موضوع رائع وكانه يوجد اكثر من اسلام واحد ونرى هنا بالحوار المتمدن يختلف المسلم باسلامه معل المسلم الاخر وكانه يوجد عشرات الاديان لدين واحد هذا يقول معتدل ومتشدد وفطري ومتوسط ووو
واعتقد كثير من المسلمين لم يعرفو دينهم من الكتب بل من اهلهم ومن المدارس كما تضلت
واصعب ما سمعت اخيرا وبهذا القرن يدرس بلازهر الشريف وضع تحت الشريف خط احمر هذه الفتوة وكم تعجبت واكيد معظم المسلمين يستنكرون هذه الفتاوي ولكن ليتمجد الرب ولينكشف اعداءه ويسقط
واعطانا الرب مثال الاساس المتين بمتى 7
24 فكل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. 25 فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط.لانه كان مؤسسا على الصخر. 26 وكل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل. 27 فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط.وكان سقوطه عظيما
وللجميع مودتي

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي