الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معلبات فكرية متجمدة !

اسلام موسي

2013 / 2 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد مرور حوالي أكثر من مائتي عاما من تراكم فكري وثقافي وحضاري متصل علي مجتمعنا المصري امتد منذ بداية حقبة محمد علي وحكمة سنة 1805 م وحتي الان فمازلنا نعيش في الوقت الراهن حالة من التخبط وازمة حادة في الهوية .. والسبب في ذلك ان البعض من أفراد مجتمعنا مازالوا يعيشون حياتهم بشكل قدري عفوي يسيطر علي عقولهم أفكار وثقافات ما هي الا معلبات تاريخية منتهية الصالحية منذ قرون ولت . فأصبح الذات عندهم ما هو الا جوهر ثابت اكتمل مرة واحده والي الابد لا يتغير مع الزمان والامتداد الزمني عندهم لا يعبر عن فعلا انسانيا نشطا ومتغير متصلا.
مجتمع الأمس عندهم مثل مجتمع اليوم ومجتمع اليوم مثل مجتمع الغد وهكذا دواليك فالمتغيرات الزمنية عندهم لا وجود لها فانها ثابتة جامدة غير قابلة للتغيير أو حتي التجديد ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل امتد الي أن مجتمع الأخر فلابد وحتما أن يكون مثل مجتمعهم مجتمع الأنا ثقافة وسلوكا فالجميع عندهم سواء وما يطبق علي هذا يطبق علي ذاك فلا مجال للتنوع ومن ثم لا مجال للأخر ولا للمناقشة او الحوار فالمجال ببساطة ليس متاحا للتسامح مع المخالف في الرأي أو حتي الرغبة في فهم ومعرفة أسباب الاختلاف.
وسبب هذه الكارثة ايمانهم بالحقيقة الواحدة المطلقة في الزمان و المكان .. فهكذا يتم تلقينهم نمط معيشي وثقافي جامد غير قابل للتفاعل مع الأنماط المعيشية والثقافية الأخري المختلفة فهو نمط لا يقبل الشك فيه حتي ولو اختلف معه الأخرون ورفضوه !
فهم لا يدركوا ان الحقيقة ماهي الا وليدة فعل وتفاعل و حوار ونقاش بين أفراد المجتمع بعضهم البعض وبينهم وبين الواقع من جهة اخري وتغير الزمان يعني تعدد الحوار وتغير مضمون هذا الحوار علي مستوي المجتمع زمانا ومكانا.
ان المشكلة الحقيقية في التركيب البنائي الفكري لهؤلاء الافراد انما يرجع الي أن هذا البناء الفكري أسير مجموعة من الأفكار الثقافية والاجتماعية ذات الصلة بحقبة زمنية بعيدة انقطع اتصالها بما تلاها من حقب زمنية أخري فافتقدت الي التفاعل والتغيير والتغير بمرورالزمن وافتقدت ايضا الي التراكم البنائي المتصل فأصبحت لا تصلح لبناء فكري سليم قابل للتطبيق الي تجربة عملية حية متكاملة او شبة متكاملة قابلة لاحتواء جميع العناصر المتنوعة داخل المجتمع واصبحت من جهة أخري غير قابلة للتأقلم مع فجوة زمنية كبيرة أضحت الي واقع مختلف تماما عما عاصرته وبالتالي فالاصرار علي المضي قدما في تنفيذ وتطبيق هذا النمط الفكري المعيشي الجامد علي المجتمع ككل دون النظر الي كافة هذه المتغيرات فانما يعد ذلك نوعا من وضع حجابا ابديا بين العقل والواقع الحي وبداية الانزلاق الي هاوية الجمود والتراجع الحضاري والفكري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا