الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمنجي الملتحي والملتحي الإخوانجي والإخوانجي البلطجي

شريف صالح

2013 / 2 / 12
المجتمع المدني



1.
في أوائل التسعينيات ذهبت مع صديق فنان تشكيلي، أطلق لحية شهباء ومشذبة، إلى سينما "ميامي" مقابل سينما "مترو".. لمشاهدة فيلم "غريزة أساسية" والاستفادة من نعمة عدم عرض الأفلام المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي على الرقابة.
كان الزحام جديراً بكل مشاهد "السكس" التي تؤديها شارون ستون، ورواها لنا أصدقاؤنا الذين سبقونا إلى المشاهدة.
وكانت هناك إجراءات أمنية مشددة، في ظل النشاط الإسلامي المسلح ضد نظام مبارك آنذاك. ومن وسط الزحام الشديد أوقفنا ضابط شاب وطلب منا أن "نركن على جنب"، ثم نادى على شاب في العشرينيات له لحية من شعيرت متفرقة، ويميل إلى القصر. كان يشبه هؤلاء المنتمين إلى الجماعات الإسلامية الذين أعرفهم تماماً في كلية "دار العلوم".
طلب منه الضابط باقتضاب أن يتأمل "سحنة" صديقي الفنان "الملتحي" فأشار إليه، بما معناه أننا بريئان من تهمة الانتماء إلى تلك الجماعات، ولا غبار علينا!
على بساطة المشهد، لم يفارق ذاكرتي على مر السنوات. فهذا الشاب "الأمنجي" يعيش حياته كلها ك "مؤمن ملتحي" يحضر الندوات والمظاهرات وخطب الجمعة والجلسات الأخوية.. ثم في نهاية المطاف يقف أمام سينما "ميامي" لفحص لحى من يدخلون للاستمتاع بغريزة شارون ستون الأساسية.
2.
في تلك الفترة أيضاً تحدث صفوت الشريف أحد أركان النظام، عن عمليات التمويه التي يقوم بها الإرهابيون، فهم ليسوا كما نظن بجلابيب قصيرة ولحى طويلة، بل يرتدون "تي شيرتات وبنطلونات جينز على الموضة". بعدها عزفت جوقة الصحافيين والمحللين في البرامج البائسة، وأمنت على ما قاله الوزير.
وبحكم معرفتي الوطيدة بالإخوان ـ آنذاك ـ فمعظمهم كانوا من فلاحي الريف، أو من أبناء الطبقة المتوسطة المجهضة في المدينة، وكانوا بالفعل يرتدون ملابس شبابية ولا يطلقون لحاهم.
وهكذا بدا المشهد: تنكر "الأمنجي" في صورة "الملتحي"، فتنكر له الملتحي في صورة "شاب روش"!
3.
في جمعة 3 أغسطس التي دعا إليها محمد أبو حامد ومصطفى بكري وتوفيق عكاشة وأيتام شفيق، كنت أجلس مع الصديقين عبد المنعم رمضان ووحيد الطويلة على زهرة البستان، وفجأة سمعنا دوي رصاص.. فنهضنا مسرعين باتجاه شارع طلعت حرب نستكشف.
كنتُ أحمل الكاميرا وبدأت في تصوير مقطع فيديو وبعض الصور، لمن يهاجمون المتجمعين في التحرير ويدافعون باستماتة عن "الإخوان".. كانوا يشتمون بعبارات بذيئة ويشيدون بعبقرية الريس مرسي. وطلب مني وحيد أن أنتبه أثناء التصوير حتى لا أتعرض لأذاهم.
قلتُ في نفسي: من رابع المستحيلات أن يكون هؤلاء من شباب "الإخوان"، ليس لأن الإخوان ملائكة، بل لأن ملامحهم المعجونة بالفقر أقرب إلى أطفال الشوارع وعتاة البلطجية، وهم يحملون بخبرة ولياقة عالية السنج والسيوف والأحزمة الجلدية والقطع الخشبية.
من الذي يدفع لهؤلاء كي يدافعوا عن الإخوان؟ وهل يعقل أن يكون الإخواني بلطجياً وهو يتلو كتاب الله؟ ربما لديهم تنظيم بلطجي لمثل هذه الحالات؟ فهؤلاء كانوا مبرمجين وبارعين في ظهورهم واختفائهم.. وهم أنفسهم، ظهروا أيضاً في وقفة الدفاع عن الحرية والإبداع أمام تمثال طلعت حرب. وبالطبع التقطت لهم صوراً أخرى.. لكن لا أحدً يهمه فعلاً أن يعرف من هؤلاء ولا لحساب من يعملون!
الطريف أنني سألت لاحقاً أحد شباب الإخوان عن أمثال هؤلاء، وطبعاً استنكر أن يكون هؤلاء من شباب الجماعة المباركة، وأكد لي أنهم "قلة مندسة" لتشويه صورة الجماعة لدى الرأي العام! طبعاً لا داعي لأن أسأله: ولحساب من تعمل القلة المندسة، لأن الإجابة معروفة: تعمل لحساب الفلول وأمن الدولة!
مرة أخرى، تكتمل الدائرة: من البلطجي.. نعود إلى "الأمنجي"!
4.
حفلة تنكرية، يتبادل فيها كل طرف السطو على هوية الطرف الآخر، فليس شرطاً أن تكون اللحية علامة تدين، ولا "التي شيرت" علامة "روشنة"، ولا السيف والسنجة من أدوات "البلطجي" دون " الإخوانجي". ففي عملية تضليل واسعة للعلامات مثل هذه، لا يسعى كل طرف لتحقيق أكبر المكاسب فقط، بل أيضاً إدانة الخاسر وعقابه بقسوة!
حتماً من سيحاول فك شفرات "اللعبة" سيصل في النهاية إلى قناعة بأن يكتفي بدور المتفرج اللامبالي، ويصدق أي شيء.. أو دور العدمي الذي لا يصدق أي شيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - والكاتبجي لمن يكتب؟
عبد الله اغونان ( 2013 / 2 / 13 - 21:30 )
يمكن أن نضيف اللاحقة جي لكل ذي صفة قصد التحقير
فنقول الكاتبجي أي الكاتب الذي يكتب تحت الطلب وينظاهر كأنه مناضل ومرت عقود الاستبداد والفساد وكان شيطانا أخرس
لمصلحة من يكتب الكاتبجي؟
لو كان ذا رسالة لكتب مايعتقده الحقيقة
أما أن يغض الطرف عن حقائق كثيرة وينحاز الى جبهة من خدموا الفساد أو سكتوا عنه
فمن حقنا ان نصنفه بأنه مجرد
كاتبجي

اخر الافلام

.. بيان عاجل من مصر بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في


.. عشرات الآلاف من البريطانيين يتظاهرون أمام مقر الحكومة للمطال




.. نتنياهو: لا تقدم في الاتفاق مع حماس قبل تسلم قائمة الأسرى


.. مصادر العربية: حماس ستسلم قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم غ




.. الآلاف في لندن يتظاهرون ضد الحرب الإسرائيلية على غزة والشرطة