الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنان سلام جعاز.. كلُ لونٍ فريد.

بلقيس حميد حسن

2013 / 2 / 12
المجتمع المدني


لم تزدحم قاعة المعرض بلوحات كثيرة للفنان سلام جعاز, انما كانت هناك أربع لوحات ملأن القاعة دهشة وجمالا, كنت أتنقل منبهرة بألوانه التي فتحت أمامي عوالم جديدة ماكنت قد حلقت بها سابقا, أنا الزاعمة عشقي للجمال حدّ الانقياد الأعمى .
لست ناقدة ولا أدعي ذلك, لكنني أتحدث عن تأثير اللوحات علي كمتذوقة للفن, وأعتقد ان هذا لا يمس اختصاص أحد..
صافحتني بداية لوحة له زرقاء وانقضّت على إعجابي بعنوان " man in pool " ... كنت أرى اللوحات حسب ما أريد أن أراها دون تأثير العنوان, فما رأيت رجلاً في حوض سباحة أبداً, إنما رأيت شهابا هبط من السماء معلنا بداية كون وزمن جديد, زمن حلمنا به وما أمسكنا حتى بذيل أو خيط من طرف ذيله, هل هو حلم عراقي بحت؟ حلم فنان اغترب ولا زال النوم تحت سقف النجوم في صيف العراق ملء عينيه وذاكرته وريشته؟
قد تختلفون معي في الرؤية, رؤيتي وانا حرة بها, وروحي وأنا التي أسمع عزفها. رأيت حلما لا زال يراود الفنان سلام جعاز دون علمه, حلما قد يكون راودني أنا قبله فأسقطته على اللوحة ظلماً واختلافاً مع رغبة الفنان في العنوان المختار, حلماً رأيتُ أنه يخطف سلام جعاز من دفء بيوت هولندا وشموعها وأجوائها الرومانسية, يأخذه من موضع لا يدريه سكن القلب والذاكرة ليبعده عن نافذة مفتوحة مليئة بإصص الورد مطلة على حدائق خضر أو ثلج أبيض. شاء الفنان أم أبى وشئنا أم أبينا, يطلّ حنين أشبه بحنين فيروز وهي تغني:
أنا عندي حنين ما بعرف لمين ..
لكننا نعرف ما بين الألوان وقلب الريشة, نعرفه حنيناً يشبه زرقة السماء المفقودة في أيامنا والتي تلح علينا للعودة لزمن لا يعود, وهنا يتكشف هذا الهابط من عليائه- هكذا أرادت رؤيتي- السماء وليس ماء حوض السباحة, ليقول لنا حكمة سمعتها من كل من فقد وطنا ً يعشقه.
انتقل الى لوحة أخرى اختلطت ألوانها بين لون جذوع النخيل المقطوع الرأس والمتحول الى سلاح مستقبلي يطلب الحق, واللون العسكري الذي أرهق أرواحنا يمتزج بلون بلازما الدماء البشرية التي تسيل على اللوحة سراً تشابه مع حائط سجن عراقي غارق بالموت والألم, اللوحة بعنوان" eenman"
مَن هو المنصف لهذا الفن ليشرح كل إرادة الفنان ؟ ومن هو القادر على شرح العطاء ساعة وداع الروح في الشهادة, والفن روح تـُمنح في كل لوحة ؟
يضعنا الفنان سلام أمام أوهام أحلامنا هنا, وكأنه يرفع يده ليقول :
توقفوا عن الحلم , فالواقع مرير
دعنا نحلم معك أيها الغريب, فحلمنا أو حلمك كلها بمهب الريح إن جاء الأوان , وكلنا ألاعيب زمن يسحق الفرح ويمزج ألوانك كما يشاء رغم إرادة يدك المخلصة لحركتها, ولروحك الطامحة للانعتاق الأبدي.
فجأة تنقلني لوحة أخرى لعوالم الحب بلون الورد الناضج والمقطوف لهدايا العشق الأزلي, رأيت بهذه اللوحة الحب فوق زرقة السماء.
عجبا!
هل هي فلسفتي وأوهامي أنا العاشقة أبدا, أم هي فلسفة الفنان أراد أن يذكرنا بأن الحب أجمل قيمة عرفتها البشرية؟
اللوحة ساحرة الألوان, ضاربة على أعواد الروح موسيقاها الخفية, متربعة على عرش فردوس يراهُ العاشق وحده ولا شريك له. قد تعجبون لو عرفتم أن عنوان اللوحة هو " sitting persom cryl op linnen
أما أكثر اللوحات مساحة لأفكاري ورغبات روحي المدمنة للحرية والجمال هي لوحة بعنوان "بلا عنوان" zonder titel..
إذن , هنا أقف أنا طويلا, انطلقي يا أحلامي, وغوصي ياروحي في فهم تلك اللوحة ولترسمي خيال الفنان ,وإن احتج على قرائتي لتلك الألوان الأنيقة, العبثية, المتمردة, المتجمعة بروح المحبة كعائلة اتحدت أمام المجهول.
هل هو القصب أيها الفنان ؟
هل هو باب الرحمة في الاتحاد وقوتها؟
هل هو العراق الذي لا يتجمع ولا يتوقف عن الجموح منذ بدء الخليقة؟
ماذا أردت بألوانك؟ ألوانك التي جاءت كدمع نازف من مقل تلونت بألوان الحياة الحضرية, وجوه نسائية وطفولية ناظرة لأبواب مفتوحة, أمل مفقود, حبيب منتظر, وطن في مهب الريح.
ماذا تقول بلا عنوان ونحن نسلّم عناويننا لبلدانٍ ومنافٍ جهلتنا وجهلناها حتى اغتم الفرح وغابت الأرواح في الشتات؟
شكرا للفنان التشكيلي المبدع سلام جعاز , وليعذرني, فقد قادتني لوحاته وشططتُ لعوالم قد لا يعنيها إذ لألوانه قدرة السحر على الخيال.
11-2-2013
المعرض بتاريخ 26-1-2013 باستضافة من جمعية عشتار للمرأة العراقية في لايدن, وجمعية العراق الأخضر في هولندا....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق