الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باب الشمس وباب السجن : وجه واحد لاحتلالين

جمال سواعد

2013 / 2 / 13
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الوعي الشعبوي والتصريحات النارية

قبل سنة بالتحديد وصلت الى مستشفى صفد لتغطية زيارة احد اعضاء الكنيست العرب للأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان ، تصريحات العضو النارية عن الصمود والنضال كانت متدفقة لا تعرف التلعثم الى ان سال احد الصحفيين المشاغبين ذلك العضو السؤال التالي : اي رسالة توجهها للسلطة الفلسطينية وبالتحديد لوزارة الاسرى حيال قضية خضر عدنان؟؟
تلعثم العضو المذكور (والذي من المفترض ان يمثل ناخبيه كما قال)، تلعثم وتحول فجأة الى ممثل للسلطة الفلسطينية وناطقا بلسان وزارة اسراها : السلطة ووزارة الاسرى تفعلان المستحيل للإفراج عن خضر وتصريح كاترين اشتون الاخير جاء بضغوط من السيد الوزير نفسه ...
. ..
مقاومة!! لا تغضب اسرائيل

بعدها بأيام اعتقلت قوات الامن الفلسطيني شبانا فلسطينيين تظاهروا احتجاجا على الاستيطان ، المظاهرة كانت في رام الله ،في قلب رام الله ،وليس بعيدا عن مقر المقاطعة ، قوات الامن الفلسطيني طوقت المتظاهرين، تحرشت بهم (ربما لانهم احرقوا العلم الاسرائيلي ) ،اطلقت الدخان المسيل للدموع واصابت احدهم برصاصة مطاطية في ذراعه لان المظاهرة ، كما قال الامن لاحقا، تحولت الى احداث شغب واعطاء مبررات لإسرائيل بالتدخل
النضال مسموح اذن في سلطة فلسطين العظمى بشرط واحد وبسيط : الا يغضب اسرائيل والا يستفز حذر جنودها ..
....
الهروب الى القمر

باب الشمس الرواية، الفيلم ولاحقا القرية الفلسطينية المقامة على ارض فلسطينية مهددة بالمصادرة اغلقت نافذة للأمل وفتحت مكانها ابوابا على الكثير من الاسئلة المحرمة : الم يكن الاجدى التظاهر والصمود فوق اي ارض حقيقية تستبيحها اسرائيل ؟ الا تدخل اسرائيل يوميا قرى الضفة ومدنها مستبيحة ارضها واشجارها وحريات مواطنيها ؟؟ الا يقيم الاحتلال اكبر حواجزه العسكرية في الضفة جنوب رام الله (حاجز قلنديا ) على مرمى حجر من مقر عباس ؟ فلماذا اذن هذا النضال الهارب من مواجهة اسرائيل بالصدور العارية والمظاهرات السلمية ؟!! لا اقول يجب اطلاق انتفاضة حجارة فإسرائيل في هذه اللحظات ستهزها انتفاضة بيض وبندورة ، يكفي العالم ان يرى جيشا مدججا ودبابات تواجه مواطنين يتظاهرون بصدور عارية وستسقط اسرائيل في قفص الادانة الذي يجهد العرب كثيرا هذه الايام الى زج سوريا به
باختصار : الذين اقاموا باب الشمس لم يخافوا من مواجهة اسرائيل خافوا من مواجهة السلطة الفلسطينية التي اصبحت حاجزا اسرائيليا بعلم فلسطيني ولكنة فلسطينية حاجزا يقول بالنضال السلمي ويعتقل المتظاهرين السلميين بحجة الاخلال بالأمن (اي امن؟!!) لذا هرب الناشطون الى منطقة بعيدة عن متناول اجهزة السلطة الامنية لان المعركة هي مع اسرائيل التي تحتل الارض وتحاول احتلال الوعي
الوعي نفسه الان هو موضوع النهب والسيطرة ، فالأرض اصبحت كلها تحت سيادة اسرائيل . الوعي الذي اصبح يندد باعتقال الاسرى ويمتدح من ينسق امنيا مع اسرائيل ، الوعي الذي يتضامن مع خضر عدنان ومه جلاديه في نفس اللحظة ويغطي على المفارقة- الفضيحة بسيل من التصريحات النارية التي تختفي ما ان تصطدم بارض الواقع ..

خداع الفلسطينيين افضل من تخويفهم

هذا قول مأثور ، يردده الاسرائيليون بكافة مستوياتهم اذ ان الاعتقالات والاغتيالات والقصف والحصار والتجويع لم تمنع الشعب الفلسطيني من ان يثور في الانتفاضة الاولى وكذلك في الثانية ناهيك عن غزة المحاصرة، المقيدة اليدين والرجلين والنازفة ،لذلك لا بد من الضحك على الفلسطينيين لا بد من خداعهم لا بد من ربط حياتهم اليومية وامور معيشتهم برضى الدول المانحة ومؤسسات المجتمع المدني التي توظف الكثير من المثقفين لكيّ الوعي الوطني وتعزيز النبرة الوطنية ورفعها الى مصاف الفاشية التي تساوي بين اسرائيل والدول العربية (بل وتفضل اسرائيل في كثير من الاحيان على العرب ) لم يعد شعار (يا وحدنا ) كافيا بل اصبح الشعار الجديد يا وحدنا نحن واسرائيل .. كل هذا يتم في الضفة في حين تتم اخونة غزة والحاقها بقطار الربيع العربي المتعثر على ابواب دمشق التي تركتها حماس برعاية تركية كان من اهم ملامحها منح دور حقيقي لاردوغان في ابرام صفقة شاليط ، تلك الصفقة التي خرج بموجبها الاسير البطل سامر العيساوي (مضرب عن الطعام للشهر السابع على التوالي ) لتعود اسرائيل وتعتقله في وقت لاحق ، اذ يبدو ان الضمانات التركية المصرية لم تكن كافية لتمنع اسرائيل من اعادة اعتقال المحررين فالصفقة ابرمت على عجل لتمنح اردوغان شرعية الصراخ ضد سوريا ..
العيساوي يعيش الان مرحلة احتضار كما قالت مصادر في الصليب الاحمر الدولي ، وموته صفعة لوجوه شقي المفارقة الفلسطينية بفتحها وحماسها فمن ينسق امنيا مع اسرائيل هو شريك في اعتقال العيساوي وفي شرعنة اعتقاله ومن باع صفقة الاسرى لتركيا ليحررهم دون ضمانات تحميهم هو ايضا شريك في المؤامرة والمثقف الذي يتباكى على حرية الاسرى ويذرف الحبر على مصير العيساوي سنصدقه بشرطين : الاول ان يكتب كلمة واحدة ضد انتهاكات حقوق الانسان (ومنها حق التظاهر ضد الاحتلال ) في سلطة رام الله ،والثاني عندما لا يقبض (على القطعة ) من مؤسسات الدول المانحة ..
العيساوي قد يستشهد بين لحظة واخرى وموته سيكون وثيقة ادانة لكل القيادات الفلسطينية في غزة ورام الله وداخل الخط الاخضر فلو لم تكن هذه القيادات مفلسة سياسيا ولم تكن مضربة عن اداء دورها لما اضرب الاسرى عن الطعام
ولأننا شعب واع فإننا نعرف ان اسرانا في سجون اسرائيل ،واسرانا في سجوننا ،هم وجه واحد لاحتلالين : احتلال اسرائيل لأرضنا واحتلال قياداتنا بإمرة اسرائيل لوعينا ، وان من اغلق باب الشمس هناك لن يفتح باب السجن هنا
صحفي من فلسطين 48








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني