الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الحب بين الوعي والاستحمار

ثائر ارحيمة

2013 / 2 / 16
المجتمع المدني


عيد الحب بين الوعي والاستحمار

ان الاستهلاك والتقليد السلبي يأخذ مأخذه في جسد مجتمعنا وأكثر المتأثرين والمقلدين هم الشباب وهذا لم يأتي صدفه ومن راءه ايادي من لا يريدوننا ان نكون ذات شخصية وأمة مستقلة ولعل البعض سيقول انك من المتأثرين بنظرية المؤامرة لكن الواقع هو جوابي
مر علينا ما يسمى بعيد الحب عيد التحلل والإباحة والدعوة للاختلاط المحرم بحجة الثقافة والانفتاح والتقدم وما شئت قل
ما دعاني لكتابة هذه السطور هو انني طلبت من احد المتأثرين بهذا التقليد ان يرفع لفظ الجلالة من خاطره كتبها بمناسبة عيد الح.... التي رفقها مع صورة عارية وبدئها (ببسم الله ) فكان رده غريب ومنزعج جدا
والأغرب من ذلك كم الردود من المعلقين هطلت كأفواه القرب تصفني بالتخلف والظلام والوقوف بوجه التقدم في هذه الامة
ولا ادري ان عيد الحب من مقومات التقدم بل من الاساسيات فيه !!!!
ان المشكلة الكبيرة ان يتصف الانسان بالجهل المركب فيتشدق وهو لا يعلم انه لا يعلم فيضن انه قد توصل الى قمة الفهم والفكر
نعم ان الاستفادة من الامم الاخرى شيء ضروري لكن الامر ليس في اخذ القشور والعادات فقط خصوصا نحن امة لها تاريخ وثقافة وعادات وليس كل ما عند الغرب هو جيد وصالح للاستخدام وفيه فائدة
وعيد الحب هو الدعوة لعلاقات غير شرعية ومن يعترض على ذلك فكأنه يرد على الله ويقول انه ليس بحكيم والعياذ بالله ,كيف ؟
ان الاختلاط محرم شرعا من قبل الله وهذا التشريع جعله الله جلا وعلا وكل تشريع فيه حكمة اما ان تكون في جلب منفعة او دفع ضرر ومن يخالف فسيخالف هذه الحكمة ومن وضعها وشخصها وهو رب العباد العالم بكل شيء
نعود الى التقليد والتبعية السلبي وهو احد انواع الاستحمار كما يسميه شريعتي وهنا يذكر قصة قديمة ومثل في كتاب النباهة والاستحمار ((يقول ان الصيادين كانوا يذهبون الى الغابات لصيد القردة حية سالمه , فيضع الصيادون اناء مملؤً بالصمغ اللزج تحت الاشجار او على ضفاف الانهار في ممر ألقردة , وإناء اخر في زاوية اخرى يشبه الاناء الاول لكن فيه ماء ويجلسون ازاءه بانتظار مرور القدرة.... وعندما تأتي وتقف حذاء الاناء المليء بالصمغ يرفع الصيادون ايديهم , فترفع القردة ايديها , يغمس الصيادون ايديهم في الاواني المليئة بالماء فتغمس القردة ايديها بالأواني المليئة بمادة الصمغ اللزج , يخرج الصيادون ايديهم ويضعونها على جباههم كحالة التيمم , فتعمل القردة مثلهم تماما , يمسح الصيادون بأيديهم على وجوههم وعيونهم فتمسح القردة ايضا على الوجوه والعيون , يقف هؤلاء مقابل الشمس فتقف القردة مقابل الشمس ّ!! وبعدها تجف تلك المادة على وجوه القردة فتلصق اجفانها ويتعذر فتحها ! فعندها يذهب الصيادون اليها ويلقون القبض عليها بسهولة !!.))
فهل يريد دعاة عيد الحب والايمو والموضة والقصات الغريبة والتسريحات العجيبة هل يريدون ان نكون كحال القردة فهذه الامور خلاف النباهة الانسانية والنباهة الاجتماعية والأمر لا يقتصر على ذلك فقط بل للاستحمار عدة انواع وستكتشفها بطريقه سهله جدا والشرط فيها ان وجدة اي شيء تحول من اجله فبدل ان يكون وسيلة للوصول لغاية وهدف تكون الوسيلة هي الغاية الشعر للشعر , والعلم للعلم ,والفن للفن وما الى ذلك وهنا لا يؤدي كل ذلك غرضه ويتحول الى استحمار مقابل النباهة والوعي والتي يجب ان يكون كل شيء وسيلة لها
وفي الختام اقول ان الكثيرين من دعاة عيد الحب او ممن احتفل به لا يعرفون عن فالنتالين القديس فارس عيد الحب شيء ولا تاريخه وأسطورته ليموت او يعدم في الربع عشر من شباط ليتحول تاريخ هلاكه مناسبة لإتباعه ومقلديه , ليتنا احتفلنا مناسبات ابطالنا وأخذنا منهم معنى الحب الحقيقي والإيثار والجمال ,جمال الخلاق لا جمال الحلاق .

ثائر ارحيمة
16/2/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر