الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفة النساء والإبداع الغائب

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 2 / 17
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


من المفروض أن يسرى قانون العفة على النساء والرجال وليس على النساء فقط، هذا هو المبدأ الأول لقانون الأخلاق فى أى نظام ديمقراطى صحيح يقوم على العدالة والكرامة والحرية، وليس على الصندوق وأصوات الجماهير المعبأة فى علب السردين. تسيطر القوة الحاكمة على القانون والأخلاق والدين والعلم والطب، وتلوى عنق الحقائق العلمية لصالح الحزب الحاكم.

بعد صعود القوى الإسلامية إلى كراسى الحكم ظهرت نتائج بحوث طبية فى مصر تقول إن العفة وراء انخفاض سرطان عنق الرحم. فى أوروبا القرون الوسطى تحت حكم الكنيسة أكدت البحوث الطبية أن مرض الجنون يصيب النساء بسبب احتواء جسدهن على الرحم، وسمى الجنون «هيستيريا» نسبة إلى «هيستر» وتعنى الرحم باللاتينية.

تم ترويج خزعبلات علمية لتأكيد دونية المرأة حسبما جاء بالكتاب المقدس، نقرأ فى «الأهرام» بتاريخ ٤ فبراير ٢٠١٣: السبب الجوهرى فى انخفاض نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم فى مصر هو العفة، وتمسك المرأة المصرية بالقيم الإسلامية، وهذا يفسر الحكمة الإلهية لتحريم زواج المرأة بأكثر من رجل.

هذه المعلومات الطبية ظهرت فجأة فى ظل الحكم الإسلامى لفرض الزواج الأحادى على النساء فقط، وإطلاق الرجال على حل شعورهم وشواربهم ولحاهم للممارسات الجنسية والخيانات الزوجية المتعددة تحت اسم الحكمة الإلهية.

ينتشر سرطان الخصية بين الرجال المصريين بسبب حرية العلاقات الجنسية وتعدد الزوجات، كل رجل يحمل فى خصيته جهازاً أشبه بالكمبيوتر، فإذا أقام الرجل علاقات جنسية مع أكثر من امرأة أصيب هذا الكمبيوتر بالخلل وأصبح فريسة سهلة للفيروسات، ومن ثم تمرض الخصية بالسرطان، لا يذيع رجال الحكم هذه المعلومة بطبيعة الحال.

ومن الخزغبلات الطبية أن عمليات الختان تحمى الرجال من السرطان ومن مرض الإيدز، وتحمى النساء من الخروج على قانون العفة.

أكثر من خمسة بلايين رجل وامرأة فى العالم غير مختونين، يحميهم قانون واحد للعفة، يعيشون فى مجتمعات أكثر صحة وخلقا من مجتمعاتنا.

فى مصر والسودان والصومال واليمن وغيرها من بلاد تُخضع الدين لمزاج حكامها، ويتعرض رجالها ونساؤها لعمليات الختان الجسدى والعقلى، ويقوم فيها القانون على الكيل بمكيالين فيما يخص العفة، يأتى ترتيبها فى ذيل الدول علميا وأخلاقيا.

النخب المصرية المعارضة للحكم الإسلامى فى أغلبها لا تنقد القانون الأخلاقى المزدوج، رغم نقدهم الدائم لقانون الانتخابات، مع أن القانون الأخلاقى يشمل جميع أفراد الأسرة والمجتمع الـ٨٥ مليوناً نساء ورجالا وأطفالا، أما قانون الانتخابات فيشمل بضع مئات من رجال سياسة يتنافسون على كرسى الحكم ومقاعد البرلمان والشورى.

الديمقراطية الصحيحة هى توفير الصحة والقانون العادل والتعليم الجيد والحياة الإنسانية الكريمة للملايين نساء ورجالاً وأطفالاً، الديمقراطية ليست حشد جماهير لا تعرف لماذا تقف فى طوابير الانتخابات ولا أسماء المرشحين، فما بال أن تعرف برامجهم كى تنتخب من يمثلها بوعى، وليس للحصول على السكر والزيت.

تتميز النخب المصرية بكفاءة عالية فى الترجمة والنقل وليس الابتكار. فشلت الديمقراطية الانتخابية عالميا لأنها شكلية تقوم على الكم والعدد، وليس جوهر العدل وتمثيل الأغلبية، إنها تخدم أهداف الأقلية فى النظم الرأسمالية الأبوية الاستعمارية.

جميع الانتخابات والاستفتاءات المصرية فشلت بسبب تقليد هذه الديمقراطية التى لا تؤدى إلا لإعادة إنتاج الحكم الاستبدادى الطبقى الأبوى المدنى أو الدينى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سنرى العجائب الأسلامية.
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 2 / 17 - 00:39 )
تحية لك ست نوال.
لو بقيت على قانون العفة، لسكتنا، ولكننا نخاف فرض الأدوية الأسلامية في الصيدليات، ومنها الطب النبوي، التطبب بشرب بول البعير، ومسح الجسد بنخام شيوخ الفضائيات، ومنع فرشاة الأسنان وفرض المسواك بدلها، تيمنا ً بسيرة المصطفى.

تحياتي...


2 - تعيش مصر الآن زمنها الردئ
ابو داود المحبوب ( 2013 / 2 / 17 - 05:57 )
ما زلت يا سيدة نوال قمة في العطاء والتشخيص الرائع لمأساة الرمل المسلم في شرقنا المنكوب بأصحاب الفضيلة والزبيبة أصحاب اللحوم المسمومة من خلفاء نبي الاسلام الذين يخدعون الناس وأنفسهم بلقب العلماء

ولكن عندي عليك شيئا بسيطا وهو قولك: -تم ترويج خزعبلات علمية لتأكيد دونية المرأة حسبما جاء في الكتاب المقدس-. هذا الكلام غير صحيح نهائيا على فرض انك تتحدثين عن الكتاب المقدس عند المسيحيين، أما إذا كان فصدق قران المسلمين فهذا شان آخر مع ضرورة الإتيان لأمثلة من الكتاب للبرهنة على صحة كلامك. ولك مني كل الاحترام سيدتي


3 - الكاتبة القديرة
نجوي الخال ( 2013 / 2 / 17 - 09:34 )
أشكرك على هذا الابداع المستمر .. للأسف قلوب السياسين و حتى المعارضن منهم محتقنه بأوهام رجولية يحلم بها كل رجل شرقي تعود على الوجهنة و المظاهر من أجل اظهارالذات من خلال احباط المجتمع وحتى الآن لم نشعر نحن النساء العربيات بوجود نساء إلا القليلات من أمثالك من يرفضن الخضوع لقوانين هذا العالم الرجولي التي دمرت العالم العربي و لم تترك مكانا للاطمئنان على الأمهات و أطفالهن .. لا اثق برجال السياسة لأنهم يبحثون عن مناصب من عملهم الدبلوماسي بدلا من البحث عن مرتبة الشعب الذي يمثلونه .. أن نشعر بأنهم خذلوننا هذا شي و ألا نعتقد أنهم يمثلوننا بالشكل الكافي هذا شي آخر .. !!


4 - ربط العفة بالجسد من خلال ربط الدين بالدولة
فؤاده العراقيه ( 2013 / 2 / 17 - 09:58 )

أجمل التحايا بطلتكِ البهية وأبداعكِ الحاضر

لا زال رجال الدين يربطون العفة بالجسد ويربطون الدين بالدولة لا لهدف سوى السيطرة على
عقول الناس وجعلها مغلقة لا ترى ابعد من المجال الذي خصصوه لهم ليهيمنوا على البلاد , هذا بدلا من أن يلتفتوا الى السموم التي تأخذها هذه الشعوب المسكينة والمخدرة بجرعات افيونهم وبدلا من الأالتفات الى ارشادها وتوعيتها صحيأ وتبيان مدى الأضرار اللاحقة بهم من استعمالهم للأغذية المستوردة من معلبات والمواد المخصصة للاطفال والمحتوية على المواد الحافظة والألوان والمنكهات السامة والمسببة للسرطانات
بالأضافة الى التدهور الذي يريدون له في التعليم والأعلام والتي هي اساس انتشار سرطان العقل
ومنه انتشار باقي انواع السرطانات التي تنتشر بغياب العقول وسرطانتها
لكِ محبتي وتقديري الكبيرين


5 - الذي يؤسف له
البغدادي ( 2013 / 2 / 17 - 14:25 )
الذي يؤسف له ان کثيرا من الصفات الانسانيه والسجايا الرائعه مثل العفاف والحياء واحترام الوالدين والکبير اصبحت وببرکه الثقافه الغربيه في خبر کان لان الثقافه الغربيه قطعت الوشائج بين افراد الاسره

اخر الافلام

.. الطبيب العام محمد الأيوبي: الرجال هم أكثر إصابة بمرض باركنسو


.. -تشديد العزلة على القائد عبد الله أوجلان استمرار للمؤامرة ال




.. اللبنانية ريم صايغ فراشة الغوص الحر


.. أخصائية التونسيات تعانين من نقص الوعي وغياب الثقافة الصحية




.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ