الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


کرکوک.. لاتتعطل فيها لغة الکلام

نزار جاف

2005 / 4 / 1
القضية الكردية


أن يبدي الاخوة العراقيون شئ من القلق أو الخوف على کرکوک من مطالبة الکورد بها، فذلک أمر مشروع و له مبرراته(برغم التحفظات الکثيرة على ماهية تلک التحفظات و الاسباب الحقيقية الکامنة ورائها)، لکن أن يبدي کاتب موريتاني و آخر مصري ثم ترکي و إيراني آراءا يتطاير من شرر التهديد(المباشر و غير المباشر)، فذلک هو الکلام الذي لاطائل من ورائه سوى صب المزيد من الزيت على النار. وقد وصل التجديف في الکلام الموجه من أولئک الکتاب (وهم کثر!!) الى حد العزف على النغمة البائسة" علاقة الکورد بإسرائيل"، متناسين السفراء الاسرائيليين المتواجدين في عواصم "أولاد عمومتهم الساميين" ناهيک عن ماتم و يتم في الخفاء"ودوما ماخفي هو الاعظم" من علاقات و إرتباطات متعددة الجوانب بين الحکومات العربية و إسرائيل. کرکوک تذکرهم باليهود ولکن شخصية مثل(صلاح الدين الايوبي) لايذکرهم بأنه الوحيد الذي إستطاع حماية و تحرير بيت المقدس من الصليبيين، بل وأن"العديد من الاقلام العربية" مازالت ترفض هوية صلاح الدين الايوبي القومية و تراه(بطلا عربيا إسلاميا). کرکوک صارت سببا لتقسيم العراق و تفتيته، وکرکوک صارت سببا لعنصرية و شوفينية الکورد، و کرکوک صارت مرادفة للدولة الکوردية. ويطول کلام أوله شجن و آخره شرر، يبدأ من حيث کان يجب أن ينتهي، لقد صار الخوف و القلق کله من الکورد و مطالبهم، وتناسوا دول الجوار التي لاتبکي على وحدة التراب العراقي بقدر ماتبکي على الخوف من حلحلة وضعها الداخلي الهش المبني أساسا على هضم حقوق الاخرين و إنکارها بذرائع متباينة. والحق کان الاولى بالکتاب العرب قبل أن يرددوا المخاوف الترکية ـ الايرانية على أنها مخاوف مشروعة، يبحثوا في ماهيتها و جذورها العميقة التي تتعلق بالکورد فقط! لکن هذه المخاوف "المشکوکة فيها أصلا" تحلو للکثير من الاقلام الى الحد الذي يذکرون فيه "حرص ترکيا لوحدها فقط على وحدة التراب العراقي!!" کوردستانية کرکوک قادت العقلية (المتنورة و المتفتحة) لبعض من الاقلام العربية" والمتخفية قسما منها تحت أسماء عربية" الى ترديد کلام يصل في سماجته الى حد الهذيان و الخرف، وذلک حين يعلنون بصفاقة و دون خجل أن دهوک آشورية و أربيل ترکمانية وليست کوردستان سوى السليمانية التي لايمانعون من إنفصالها عن العراق و ذهابها الى الجحيم!!! کرکوک صار سبب عدم تشکيل الحکومة العراقية، وهذا يقود الى عدم إستتباب الامن و النظام في العراق، وکرکوک، کرکوک على طول الخط و لاشئ سوى کرکوک. ولکن لماذا لم يتکرم قلم من هذه الاقلام التي "تتنافح شرفا" دفاعا عن عروبة وهمية لکرکوک و تتناسى الاسکندرونة و سبتة و مليلة و باقي التراب الفلسطيني المحتل، ترى هل سيبدأ تحرير التراب العربي من کرکوک ؟ وهل يمر طريق تحرير القدس من کرکوک ؟ إنه سؤال موجه لتلک الاقلام التي تکتب بمنطق" النعامة" وهي تتصور أن کلامها المتضمن الکثير من التزييف و التحريف و الوعيد و التطاول کفيل بحل المشکلة. هم يقرون بحقيقة الظلم و العسف البعثي الذي جرى بحق الکورد في کرکوک، لکنهم يطالبون ببقائه!! کرکوک في رأي هذه الاقلام "الحصيفة" عراقية ، ترکمانية، آشورية، کلدانية، عربية وحتى فرعونية بشرط أن لاتکون کوردية، فکلمة(کوردية) ممنوعة من الصرف ولامکان لها في النحو العربي! ولکن هل مثل هذا الاسلوب ال(أحمد سعيد)ي کفيل بحل و معالجة جوهر القضية ؟ هل تتصور هذه الاقلام أن الظرف الدولي الحالي و المنظور مستقبلا سوف يهئ الاجواء لعودة نظام شبيه بنظام البعث المقبور کي (يؤدب الکورد) و يحفظ کرکوک من الغزاة و المغول العائدين بصفة الکورد!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تدمر مقر الأونروا في جباليا شمالي قطاع غزة


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح ا




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - استشهاد طفلين بسبب المجاعة في غزة


.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين




.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت