الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شُكراً ياإلهي

محمد صادق

2013 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أشكرُ الله لأنّهُ جعَلَني أشعُرُ وأعيشُ في كَفَنِ حُبّهِ , أشكُرُه , لأنّهُ مَنَحَني حق إستخدام عَقلي وأنا طفلٌ صغير , أشكُرُهُ لأنّهُ مَنَحَني مِجهَراً وَعَدَسَةً دقيقةً أكتَشفُ بها ألأشياء , أشكُرُهُ لأنّهُ ساعدَ عيناي برؤية ماوراء الأُفُق وما أبعَدُ, أشكُرُهُ لأنّهُ وَضَعَ سَدّاً مَنيعاً لأذُنَيَّ كي لايَسمحَ بإختراق ضجيج الصارخين , أشكُرُهُ لأنّهُ صنَعَ فلتراً داخل أنفي كي لا أشُمَّ رائحة الجواريب الكريهة في المَعابِد التي بناها الإنسان , أشكُرُهُ لأنّهُ مَنَحني لساناً رَطِباً طيباً لا يَتَعالى ولا يصرُخَ في وجهِ أخيه الإنسان , أشكُرُهُ لأنهُ جَعَلني أتلَذَذُ بحاسةِ لمس المواد وبنَشوة الإحتكاك , أشكُرُهُ لأنّهُ عَلَّمَني فن المُعارَضَةِ بعيداً عن الخُذلان , أشكُرُهُ لأتّهُ ألبَسَني ثوبَ الحرية الشفافة منذ نعومة أظافري , أشكُرُهُ , لأنّهُ صاغ لي طريق العِلمِ والإستقامةِ والنَجاح , أشكُرُهُ لأنّهُ عَلَمَني كيف أُحب الأعداء , بل أوصاني إنّهُ ليس للإنسان أعداء , هو خَلَق الإنسان , هو لم يَخلُق الأعداء , هو لم يخلق القتلة , هو لم يخلق الكفّار والمؤمنين , هو خلق الأنسان , هو خالق الحُب وهو ليس خالق الكراهية , هو خلقَ الجَمال , لكن الإنسان هو الذي زَرَعَ بذرة الكراهية والقُبح.
عَلَمتني إنّ الأُنثى أعظم مخلوقٍ عندما منحتني أُمّاً ’ وأثبَتَّ لي إنها ليست بناقصة بل هي ذَكّرٌ وأُنثى عندما سلبتني عطف الأبوَة وأنا في بداية شبابي , كم أنت رائعٌ ياإلهي عندما تُهديني حِكمَة حتى بإفتقادي لرعاية الابوَّة .
أشكُرهُ لأنّهُ شَجَّعَني بأن لا أكونَ نسخةً من أبي , نسخَةً من زَمَنِهِ , نسخَةً من مَكانِهِ ومن تقاليدِهِ
بل عَلَّمَني كيف أثورُ على أمسي وكيف أبني لغَدي .
أشكُرُهُ لأنّهُ دّلَّني على حديقةِ خضراء نَقيةِ صافيةٍ ذو رائحةِ زَكيَّةٍ كأنها الجَنَة الموعودة أتت قبل ميعادها , وحعلتَني ألهثُ وراءَها كالعاشق الهيمانِ , أشكرهُ لأنَّهُ ساعدني على رَيّ تلك الحديقة الجميلة المُسيَجَة لأحصُدَ ثلاث زهرات أميراتٍ زينَبات وشجرتين متينتين للدار ومازلتُ بإنتظار نعمتك في منحي ثمارِهما الطيبة المذاق ,
أشكُرُكَ لأنك منَحتني جسداً رشيقاً ذو صحةٍ وعافية رغم إنني لا أهتمُ بها من كُثرة إيماني بعطاياك وإمتيازاتك التي أشعرُ بها كل لحظة ,
أشكُرُك لأنّك مَنَحتني وظيفة أرضية و رزقاً حلالاً سلساً مع لَذّةِ الكللِ و التَعَب , وأشكُرُكَ لأنّك جعلتني أشعرُ كيف أتذوقُ بخدمة الأنسان .
لقد مَنَحتني كل شيء , كل ما أحلُمُ به , لقد زَرَعتَ الثقة في نفسي إنك سَتَرعاني هنا وهناك ياإلهي
أشكُرُكَ لأنّك مَنَحتني الجنّة والأحلام الجميلة على الأرض وأبعدتني من النار , إنني مُتَلَهِّفٌ لرؤياك ولقاءك ياإلهي الجميل , أنت ألعطاء , وأنت الحب , وأنت الشفقة , وأنت ألكَمال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي


.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس




.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد


.. 119-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال