الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة علمانية ؟ الجزء الأخير

عادل كنيهر حافظ

2013 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟
الجزء الأخير
يعتقد الاخوة الإسلاميين جازمين , ان المستقبل لهم , وليس للنظام العَلماني , في الوقت الذي تراهم منشدين بقوة الى الماضي , لا بل يستحضرون ادواته البالية و المتخلفة , عاقدين العزم على أن يبنوا فيها اركان المستقبل المتطور , في الوقت الذي تؤشر كل معطيات التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والفكري والنفسي , على ان المستقبل , يتطلب نظام غير منحاز لدين سماوي معين , وإنما يرعى كل الديانات ويمنع المساس بأيً منها , ويضع نصب العين , وفي المقام الأول , وحدة وتجانس المجتمع , والعيش المشترك لكل أبنائه . في الحال يرفض تطور الحياة البشرية , نظام الدولة المنحاز لدين معين , فقد ادانته وقائع الحياة , ولفضته الشعوب , وغادر مسرح الحياة غير مأسوف عليه, وبات شيء من تراث العالم .
أما هستيريا الإسلام السياسي , وتكفير العَلمانية والعلمانيين ,فهوَ ليس دفاعاً عن الدين , وإنما محاولة لأبعاد الجماهير عن القوى الوطنية واليسارية , وتلك الجهود تندرج في مساعي الاحزاب الدينية للوصول للحكم , والتي هي مساعي دنيوية , لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد برغبة الرب الخالق في ذلك , حتى وان اجهدت احزاب الإسلام السياسي نفسها , في ان تبرقع مساعيها ببرقع القداسة والإرادة السماوية , لا تتمكن من ان تدخل في روع الناس , عدم شراهتها ورغبتها الجامحة , للجلوس على كرسي الحكم , والاغتنام من المال العام , وهذا ما اكدته سيرة الأحزاب الإسلامية الحاكمة في تونس ومصر وتركيا والعراق وغيرها , لا بل اكدت التجربة ان اكثر الأنظمة السابقة , هي اقل فساداً وأكثر رحمة بشعوبها , من الأنظمة التي تدعي الورع والتقوى , والذي يقود حكمها احزاب الإسلام السياسي , الذي نسى وعده للرب ولأنصاره ومريديه ,في ان يطبق شريعة المولى تعالى {الشريعة الإسلامية } ولتهى بجمع المال الحرام , واغتنام ما امكن من اموال الشعب , حيث وجد حضوره طاغياً في التحكم بمقدرات الدول التي يقودها , بيد ان هذا الحضور الطاغي , للإسلام السياسي هوَ بداية النهاية بعد ان ترك مداراته الروحية , وهبط في ميدان الصراع حيث اناخ بكامل ثقله وضلهُ الثقيل على المجتمع , مما حتم التصادم معَ قيم الشعوب الجديدة , وفي خضم هذا التصادم والصراع , تنمو مبررات , النقد المتبادل حيث تنتقد قوى الإسلام السياسي النافذة في الحكم , سلوك وأفكار الشرائح الاجتماعية والأحزاب اليبرالية ,وتعتبر ذلك خروجاً على تعاليم الدين , الأمر الذي يدفع الأخيرة ان تدافع عن نفسها بتوجيه النقد للوسائل والأساليب الدينية وصولاً لنقد التعاليم الدينية , وكلما يتطور المجتمع ويتراكم الوعي وتظهر قيم اجتماعية جديدة تشتد وتيرة الصراع بين الفريقين , وتأخذ اشكال منها فئوية وقومية وعفوية , لاسيما قضية المرأة التي تكوّن نصف المجتمع عندما تتأكد ان الثقافة الإسلامية تنال منها وتقوض وجودها , فأنها لا تلتزم الصمت , خصوصاً وان لها انصار كثيرين في المجتمع , ايضاً ستجد الأقليات الدينية نفسها منخرطة في تيار النقد الديني , ليصبح الخوض في التراث الديني , على ارضية المصالح وليس ترفاًً ثقافياً في محافل المثقفين وحسب , وإنما شاع وذاع وبات عنصراً فاعلاً من عناصر الصراع الاجتماعي , يتجلى تأثيره في ملمح ثقافي ناقد لسياسة الأحزاب والقوى الإسلامية , والحاكمة منها خصوصاً . وبقدر تطور ذلك الملمح الثقافي الذي يعتمد البراهين العلمية في جدله مع الاخر في حلبة الصراع الاجتماعي , بقدر ما يتطور فعله في ميدان السياسة , حتى يتمظهر على شكل احتجاجات ومظاهرات وإضرابات واعتصام وغير ذلك من الفعاليات الجماهيرية التي تقوض تدريجياً جهود وأفكار الإسلام السياسي , وتجبره على الاذعان لمشيئتها في فصل الدين كداعم وساند ومُبرّر لسياسة السلطة , ليواجه رجلها مصيرهم في مسائلة الشعب لهم , ويوم ذاك سيجدون انفسهم في حال لا تختلف كثيراً , عن حال القساوسة ورجال الكنيسة ومحاكم التفتيش قذرة السمعة , حيث تُرغم عموم التيارات الإسلامية ,على حرق كل زوارق العودة للحكم , وتتحول إلى شيء من التراث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام انقذ ايران ولبنان
البغدادي ( 2013 / 2 / 18 - 13:46 )
بعد ان کانت ايران دوله مستهلکه وتحت الهيمنه الامريکيه اصبحت وبعد الثوره الاسلاميه وببرکه الاسلام المحمدي الاصيل دوله عظيمه يحسب لها الف حساب وبعد ان کانت اسرائيل تصول وتجول في لبنان وبلا رادع او منازع استطاعت المقاومه التي تؤمن بالاسلام المحمدي الاصيل ان تطرد الجيش الاسرائيلي الذي يدعون انه لايقهر فهل من مدکر

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في