الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتحكم القدر فى حياتكم ؟ (1 - 2)

مجدى زكريا

2013 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" ألا نو دو. " فى اللغة البامبارية فى مالى , افريقيا الغربية , تعنى هذه العبارة, " انه عمل الله. "
ان شعارات كهذه شائعة جدا فى هذه الناحية من العالم. وفى اللغة الولفية يقال " يالا مو كو دف " ( الله فعل ذلك ). وفى احدى لهجات الدوغون الريفية يقولون " أما بريه " ( الله سبب ذلك ).
ولهذه العبارات نظير فى بلدان اخرى. فكثيرا ما نسمع اقوال مثل " اتت ساعته " و " انها ارادة الله " عند حدوث كارثة او موت. وفى افريقيا الغربية من الشائع ان تكتب بالدهان شعارات مثل " الانسان فى التفكير , والله فى التدبير " على وسائل النقل العام وتوضع كلافتات فى المتاجر. وبالنسبة الى كثيرين , هذه الاقوال مجرد تعابير متداولة. ومع ذلك , كثيرا ما تعكس ايمانا عميق الجذور بالجبرية او القدرية.
فما هى الجبرية ؟ تعرفها دائرة الكتاب العالمى بأنها " الاعتقاد ان الحوادث تقررها قوى لا يمكن للكائنات البشرية ان تتحكم فيها. " وماهى هذه القوى ؟ اعتقد البابليون منذ الاف السنين , ان تشكيلة النجوم تؤثر بشدة فى قدر الشخص عند ولادته. ( قارنوا اشعياء 47 عدد 13 ) واعتقد اليونانيون ان القدر فى ثلاث الهات قويات يقمن بغزل وقياس وقطع خيط الحياة. لكن لاهوتيى العالم المسيحى هم الذين اقترحوا الفكرة القائلة ان الله نفسه يقرر قدر الانسان.
على سبيل المثال , رفض القديس اوغسطين " الاراء الزائفة والمفسدة ". للمنجمين. ومن ناحية اخرى , ادعى انه " من السخافة جدا ان نعترف بوجود الله وأن نرفض فى الوقت نفسه الفكرة انه يعرف المستقبل مسبقا. " وأكد انه كى يكون الله حقا قادرا على كل شئ , لا بد ان " يعرف جميع الاشياء قبل حدوثها ". دون ان يترك شيئا غير مقدر. ومع ذلك ادعى اوغسطين بحماسة انه رغم معرفة الله المسبقة لكل ما يحدث , لا يزال البشر يمتلكون ارادة حرة. - مدينة الله.
بعد عدة قرون طور اللاهوتى البروستانتى جون كالفن الفكرة اكثر , مدعيا ان فى حين قدر الله ان يكون البعض اولادا وورثة للملكوت السماوى , قدر لاخرين " تلقى سخطه "
واليوم , يحمل الايمان بالقدر محمل الجد فى انحاء عديدة من العالم. تأملوا فى اختبار عثمان , شاب فى افريقيا الغربية. كان عثمان من افضل التلامذة فى مدرسته , ولكن عندما اجرى امتحانات اخر السنة , رسب. ولم يعن ذلك اعادة السنة الدراسية فحسب بل معاناة الاحراج ايضا امام عائلته وأصدقائه. فحاول صديق له ان يعزيه قائلا انها مشيئة الله. وكذلك والدة عثمان لامت القدر على رسوبه.
فى بادئ الامر كان سعيدا بتقبل محاولاتهم للتعاطف. فاذا كان رسوبه هو ارادة الله فعلا , فلم يكن بامكانه فعل شئ لتجنب ذلك. ولكن والده كان ينظر للامور بطريقة مختلفة. وقال لعثمان انه هو المسؤول عن رسوبه فى الامتحانات وليس الله. فانما رسب عثمان لأنه اهمل دروسه.
فقرر عثمان ان يتحرى المسأله هو بنفسه بعد ان تزعزع ايمانه بالقدر.
تشهير افتراء عندما يعتقد شخص محترم فى المجتمع ان اشاعة كاذبة الحقت الاساءة باسمه او سمعته , يشعر بانه مرغم على اصلاح الامور. حتى انه قد يتخذ اجراء قضائيا ضد المسؤولين عن التشهير.
فى الواقع , ليست الجبرية الا افتراء على الله القادر على كل شئ. فهذه النظرية تدعى ان الله مسؤول شخصيا عن كل الماسى والمصائب التى تحل بالجنس البشرى. واذا كنتم تؤمنون بالقدر , فربما تتخيلون حاكم الكون وقد جمع فى مذكرة امورا مثل : سوف يتأذى اليوم جون من جراء حادث سيارة , وسوف تصاب فانو بالملاريا , وسوف تدمر عاصفة بيت مامادو. فهل تندفعون حقا الى الايمان باله كهذا ؟
ولكن يسأل المؤمنون بالقدر : ان لم يكن الله هو المسؤول عن بلايانا , فمن المسؤول ؟ هذا ما تساءل عنه عثمان الشاب المذكور. ولكن لم يكن عليه ان يخمن او يتحزر كى يصل الى الحقيقة. فقد تعلم ان الله برأ نفسه من هذا الافتراء من خلال التعاليم الموجودة فى كلمته الموحى بها , الكتاب المقدس. ماذا سيقول الكتاب المقدس عن هذا الموضوع ؟
" يتبع "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah