الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة والمستهلك

عبدالله عيسي

2013 / 2 / 18
المجتمع المدني


دور الاحزاب السياسية في الدول هو بمثابة شركات متنافسة لأرضاء المستهلك والمستهلك هنا هو الشعب والسلعة هي برنامج اصلاحي متكامل اقتصادي تعليمي ,, الخ .
ويبدأ كل حزب يبذل ما عنده من طاقه في الوصول للبرنامج الافضل والاصلح والواقعي بطريقته وفي النهاية يفوز بها افضل مشروع وفكره ورؤيه .
لكن احياناً كثيره تفشل هذه العملية وتفرز الأسوء ويرجع الي امرين اولاً المستوي الثقافي المتدني للشعب بشكل عام وبالأخص في السياسة ثانياً ممارسات الأحزاب في المنافسة حيث من المعروف ان كل حزب سوف يسعي الي التواصل مع الشعب بكل طبقاته حتي يستطيع إيصال مشروعه وفكرته للشعب ويفتح جسور معه بالأخص اذا كان شعب غير مثقف وواعي .
وعندما يخترق هذه الاسس احزاب تتواصل مع الشعب عن طريق الدين هي تهدم العملية التنافسية برمتها هي مثل الشركة التي تستخدم الغش والتدليس لتكسب عملاء .. لماذا ؟
لأن السلعة الدينية في المجتمع الفقير المهمش الغير مثقف هي الأكثر رواجاً والأكثر انتشاراً بمجرد ان تعطي (بضاعتك - مشروعك) صبغه دينيه يكسب لأن هذه المجتمعات غير مطلعه ولا تعرف الديموقراطيه كمنهج سياسي وأجتماعي وتعتمد علي الاجابة السهلة المريحة لهاذا يكون لرجل الدين الكلمة العليا ولأن هذه المجتمعات لا تفهم اصلاً معني البرنامج السياسي وما يوجد داخل هذا المشروع بل تهتم بمظهره وعندما يأخذ شكل ديني ورجل الدين يؤشر عليه تكسب لا محالة حتي لو كان بداخله الخراب بعينه .
واتذكر هنا كلمة لشهيد الهمجيه والجهل الدكتور فرج فوده حيث قال :- المسأله بإختصار أنه عندما تفلس الأحزاب ويفلس السياسيون ، يلعبون على المشاعر الدينيه لأنها المدخل السريع لمشاعر الناس وليس عقولهم
والأحزاب نفسها لن تحتاج التواصل مع الشعب بشكل أعمق وأكثر واقعية ولن تحتاج للتحدث عن مضمون مشروعها بشكل مفصل واوضح وهل هو افضل من غيره ام لا لأنها بالفعل متواصلة مع الشعب عن طريق الدين ويصبح الدين بالنسبه لهم مطيه (كوبري) حتي تصل الي المناصب والكراسي وبطبيعة الحال هذه الأحزاب لن تحتاج الي جسور من التواصل مع الشعب لأن الجسر موجود فعلاً وهو الدين اذن هي أخذت الطريق الأيسر والأسهل والأقل جهداً ولن تحتاج الي بذل جهد في العملية التنافسيه علي البرنامج الأصلح كل ما تحتاجه هو اسم وخدمات تموينية واجتماعية وتنتهي القضيه .
والمستهلك اصلاً لن يهتم بالمشروع السياسي لهذه الأحزاب يكفي انه تأخذ شكل ديني وسوف تكسب اياً كانت لأن المشروع اخذ شكل مقدس اصلاً ولم يسئل احد عن فحواه وهل هو صالح للواقع العام ام لا بل والأسوء انه من لا يختارهم يصبح اثم وفاسد دينياً وطبعاً هذا الاحزاب بهذه السياسيات تقوم بعمل كوارثه طائفية والطائفية كفيله بأن تقضي علي اي فرصة للتطور والتقد بالاضافة طبعاً الي موضوعنا .
إذ هي تقضي تماماً علي مبدأ التنافس النظيف ولا أحد يتحدث في تلك الأجواء ابداً عن تنافس واختيار سليم وبالتالي لا نتنظر الا ان تفرز هذه العمليه الاسوء والاكثر جهلاً بالمصلحة العامة والعملية السياسية .

Abdala Essa









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه


.. شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو




.. بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل