الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تناظروا المسلمين حتى ...

هشام آدم

2013 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


[تنبيه: هذه المقالة طويلة جدًا]

قدمت لي دعوة لعقد مناظرة بيني وبين شخص مسلم حول موضوع (هل الله موجود) في جروب (نقاش فكري) على الفيسبوك، وقبلت المناظرة حسب الشروط التي صاغوها دون أدنى تحفظ مني على أيٍّ من بنودها، وفي اليوم السابع من الشهر الحالي بدأت المناظرة بيني وبين أخ مسلم يستخدم اسم (Abo Hob) كاسم مُستعار له، ويبدو أنه أحد الكُتَّاب الراتبين على موقع التوحيد، والحقيقة أنَّه شخص مهذب ومحترم للغاية. وكانت هنالك مشاورات طويلة للإعداد والتنسيق لهذه المناظرة، حتى تم الاتفاق أخيرًا على الخطوط العريضة للمناظرة وشروطها. مع بداية المناظرة طلبتُ من الأخ أبوحب أن يفرد لي الأدلة التي يعتمد عليها في إثبات وجود الإله الخالق، فسرد ست نقاط، وكلها لا تعدو كونها حججًا (Arguments) وليست أدلة (Evidences). خلال الأحد عشر يومًا التالية دار حوارنا حول أول نقطتين فقط، قبل أن أقرر الانسحاب من المناظرة، والحقيقة أنني أوضحتُ سبب انسحابي من المناظرة في وقته ومكانه المخصص لذلك، ولكن ولأنَّ قرار الانسحاب تم فهمه على نحو خاطئ وبصورة مقصودة، وأثيرت ضجَّة كبيرة حول هذا الانسحاب ليُفهم على أنّه هروب، وعلمتُ أنهم ينوون نشر أخبار هذه المناظرة في بعض المواقع الإلكترونية، فقد قررتُ أن أفرد هذه الأسباب هنا، لنفهم أيّ نوع من المناظرات كانت تلك المناظرة، لأنَّني أزعم أنَّ تلك المناظرة كانت مهزلة حقيقية، توضح وبجلاء العقلية التي ينطلق منها المتدينون في فهم العلوم، وتلفيقها حسب أهوائهم، وحتى لا يكون كلامي مجرّد ادعاء فقط، فإنَّ هذا المقال مخصص لسرد هذه التفيقات:

التلفيق الأول: بدأنا المناظرة بالحوار حول أزلية المادة أو عدم أزليتها، فاعتمد الأخ Abo Hob على أقوال بعض العلماء التي حاول التدليل بها على عدم أزلية المادة، ونقل نصًا من موقع الهايبرفيزيكز وهذا نصّ نقله وترجمته: (دعني أزيدك تاكيدا على أن المادة والطاقة والزمكان لم يكونوا معروفين قبل لحظة الانفجار الكبير أو ما يعرف بما قبل زمن بلانك (وهو يساوي جزء صغير جدا ًمن الثانية 10 أس -43) .. حيث نقرأ من الـ Models of Earlier Events ومن أحد أشهر المواقع الفيزيائية العالمية hyperphysics.phy-astr.gsu.edu الكلام القيم الواضح التالي : Before a time classified as a Planck time, 10^(-43) seconds, all of the four fundamental forces are presumed to have been unified into one force. All matter, energy, space and time are presumed to have exploded outward from the original singularity. Nothing is known of this period. والمعنى التقريبي لمَن يريد الترجمة: "أن الكون الذي نعرفه وتتبعه القوانين التي نعرفها اليوم: لم يكن له وجود قبل زمن بلانك !!!!.. وحتى القوى الأربعة (وهي قوى الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة والنووية القوية) : كانت قوة واحدة !!.. وأنه لم يُسجل أو يُعرف أي شيء عن المادة أو الطاقة أو الزمان أو المكان قبل هذا الزمن.)(انتهى الاقتباس) والحقيقة أنني صدمتُ كثيرًا من هذه الترجمة الخاطئة للكلام المنقول، وأوضحتُ له هذا الخطأ وقلتُ حرفيًا: (ودعني مثلًا أشير إلى خطأ ربما قد تكون وقعت فيه دون قصد في ترجمتك لما نقلته عن موقع الهايبرفيزيكز Before a time classified as a Planck time, 10^(-43) seconds, all of the four fundamental forces are presumed to have been unified into one force. All matter, energy, space and time are presumed to have exploded outward from the original singularity. Nothing is known of this period. والترجمة الأقرب هي: قبل زمن ما يعرف بزمن بلانك ("سالب43" مرفوع للقوة 10 ثانية) يفترض أن القوى الأساسية كانت موحدة في قوة واحدة. كل المادة والطاقة والزمان والمكان يُفترض أنها انفجرت من هذه القوى الأصلية، ولا يُعرف شيء عن هذه الفترة "فترة الانفجار أو ما قبلها"(انتهى ترجمتي) علمًا أن الترجمة بها إضافات توضيحية لا أكثر، فهذا الكلام لم يشتمل على ما يمكن الاستناد إليه في ترجمتك: "وأنه لم يُسجل أو يُعرف أي شيء عن المادة أو الطاقة أو الزمان أو المكان قبل هذا الزمن." فالمعنى أنه لا أحد يعرف أي شيء عن تلك الفترة (أي فترة الانفجار أو ما قبلها) وهو ما يبحث العلماء عنها الآن، فالجملة لم تتحدث عن (عدم معرفة القوى الأساسية أو وجودها قبل الانفجار) ولهذا فإنه أضاف بعد ذلك: " It is not that we know a great deal about later periods either, it is just that we have no real coherent models of what might happen under such conditions." وترجمة ذلك: "وهذا لا يعني أننا نعرف الكثير عن الفترة اللاحقة على الانفجار أيضًا، ولكننا فقط لا نملك أدلة قوية عمّا قد يحدث في ظروف مثل الانفجار الكبير." وما تجربة سيرين إلا محاولة للإجابة على هذا السؤال، فالأمر ليس فيه إشارة إلى "عدم وجود المادة قبل الانفجار" ولكن "توحد القوى الأساسية وعدم معرفة أي شيء عمّا كان قبل الانفجار)(انتهى الاقتباس) ومن الواضح أنَّه أضاف جملة (وأنه لم يُسجل أو يُعرف أي شيء عن المادة أو الطاقة أو الزمان أو المكان قبل هذا الزمن.) من عنده، وهي ليست موجودة في النص الأصلي، ومن الواضح أنَّ الأخ Abo Hob لا يفهم الفارق بين أزلية الكون وأزلية المادة أو أنَّه يفهم، ويُريد أن يخلط الأوراق ببعضها، مستغلًا جهل المسلمين المتابعين للنقاش، وجميع المنقولات التي ساقها كانت تصب في توضيح عدم أزلية الكون، وليس المادة. كانت هذه بداية التلفيقات، والتي سوف تستمر فيما يلي من نقاط.

التلفيق الثاني: عندما انتقلنا إلى نقطة حوار أخرى عن "الإحكام في الخلق" طلبتُ منه توضيح موقفه: أيّ ما إذا كان خلقيًا Creationist أو تصميميًا يتبع فرضية التصميم الذكي Intelligent Design فقال بالحرف الواحد:"أنا خلقي أؤمن بالخلق المباشر والمنفصل لكل كائن حي وقتما أراد الله تعالى .. ونظرية التصميم الذكي بالنسبة لي - كمسلم في الأصل - تبرهن وتظهر (((بديهيات))) ولكن: بصورة علمية لمحاججة أهل الإلحاد وإنكار الإله أو حتى إنكار (((تشخيص أو تحديد))) إله معين له علم وحكمة وإرادة وغائية إلخ .. إذا : أنا - كمسلم - آخذ من التصميم الذكي : استدلالاته (العلمية) على (بعض) بديهيات وجود خالق حكيم عليم مريد من وراء خلق الكون والمخلوقات"(انتهى الاقتباس) فهو اتخذ موقفًا زئبقيًا، فهو خلقي ولكنه يأخذ من التصميميّة ما يتوافق مع عقيدته، مع ملاحظة قوله (تبرهن وتظهر بديهيات ولكن بصورة علمية) هذا على أساس أنَّ التصميم الذكي نظرية علمية(!) علمًا بأنَّ التصميم الذكي تم رفضه من الأوساط العلمية، لأنَّه لا علاقة له بالعلم أصلًا، ولكن على أيّ حال، فكان هذا هو موقفه، وهذا الموقف الزئبقي أوقعه في ورطة حقيقية، وقد أبنته له هذا الأمر على النحو التالي: (علماء الأحياء جميعهم يؤمنون (أو فلنقل "معترفون" حتى لا تختلط علينا الاصطلاحات) بالتطور، وأنَّ الكائنات الحيَّة (بلا استثناء) تطوّرت عبر الزمن من سلف مشترك، ولم تكن على شكلها الحالي منذ بداية الوجود على كوكبنا الأزرق، ويبقى الخلاف الأساسي بين العلماء (التطوريين والتصميميين) قائمًا فقط حول آلية هذا التطوّر؛ ولذا فإننا نقرأ في موقع التصميميين ما يلي ردًا على سؤال حول ما إذا كانت "نظرية" التصميم الذكي متعارضة مع التطور أما لا: " It depends on what one means by the word "evolution." If one simply means "change over time," or even that living things are related by common ancestry, then there is no inherent conflict between evolutionary theory and intelligent design theory" وترجمة ذلك: "هذا يعتمد على ما نعنيه من كلمة "تطوّر" فإذا كان المقصود: "التغيّر مع مرور الوقت" أو حتى ارتباط الكائنات الحيّة بأصل مشترك؛ فليس هناك تعارض يُذكر بين النظريتين"(انتهت الترجمة – المصدر: intelligentdesign.org) ومن هذا يتضح ببساطة أنَّ التصميميين يتفقون مع أصحاب نظرية التطوّر حول عملية التطوّر نفسها، وكذلك حول مفهوم السلف المشترك الذي يربط بين كل هذه الأنواع. وربما من المفارقات الغريبة كذلك أنَّك كخلقي Creationist تؤمن بنظرية الانفجار الكبير وتدافع عنه، في الوقت الذي لا يعترف فيه الخلقيون أصلًا بهذه النظرية، ونقرأ لهم في موقعهم ما يلي: " Creationism is the theory that man, the earth, and the rest of the universe were originally created rather than randomly exploding from nothingness into chance existence" وترجمة ذلك: "علم الخَلق هو النظرية التى تناقش أن الإنسان والأرض وباقى الكون قد خلقوا فعلياً، ولم يوجدوا بالصدفة نتيجة انفجار من العدم أدى إلى وجود عشوائي"(انتهت الترجمة. المصدر creationism.org)(انتهى الاقتباس) فهو قد وضع نفسه بين فكّي أسد، فالخلقيون يرفضون نظرية الانفجار الكبير التي يُدافع عنها، والتصميميون مقتنعون بالتطوّر والسلف المشترك التي ينكرها، فأين المفر؟ وقد أنبته له هذه الورطة في وقتها، ولكن أصرَّ على المعاندة والمكابرة

التلفيق الثالث: خلال نقاشنا عن أزلية المادة بدأ الأخ Abo Hob حديثه قائلًا بالحرف الواحد: "المادة ليست أزلية: بل العلم الآن يثبت ظهورها فجأة منذ لحظة الانفجار الكبير."(انتهى الاقتباس) وفي الوقت ذاته فإنَّه وضع نفسه في مأزق غريب عندما اعترفه بأنَّه خلقي Creationist وأبنتُ له أنَّ الخلقيين لا يقتنعون بمسألة الظهور المفاجئ للمادة والعالم ولا يقتنعون بنظرية الانفجار الكبير، وقد تم ذكر ذلك في النقطة السابقة، ولكن فقد للإعادة أذكِّر: (أنَّك كخلقي Creationist تؤمن بنظرية الانفجار الكبير وتدافع عنه، في الوقت الذي لا يعترف فيه الخلقيون أصلًا بهذه النظرية، ونقرأ لهم في موقعهم ما يلي: " Creationism is the theory that man, the earth, and the rest of the universe were originally created rather than randomly exploding from nothingness into chance existence" وترجمة ذلك: "علم الخَلق هو النظرية التى تناقش أن الإنسان والأرض وباقى الكون قد خلقوا فعلياً، ولم يوجدوا بالصدفة نتيجة انفجار من العدم أدى إلى وجود عشوائي"(انتهت الترجمة. المصدر creationism.org)(انتهى الاقتباس) ولكنه عوضًا عن توضيح موقفه بطريقة صحيحة، أخذ يُكابر فنجد يقول ردًا على ذلك بالحرف الواحد: "فأنا أوافق بالفعل على ما جاء فيه أنه لم يُخلق شيء صدفة: ولا انفجار من عدم > أدى إلى وجود عشوائي !!!!.. فأين الخلل هنا إذا سمحت ؟!!.. بل الكلام يؤكد ما حاورتك فيه من قبل ولا يعارضه !!!.. ولا أعرف صراحة أستاذ هشام الهدف من ذكرك لأشياء واقتباسات وآراء : هي في الحقيقة حجة عليك لا لك !!.. وأما بالعودة لمسألة الانفجار الكبير : فقد أخبرتك من قبل أنه يمكن الاستدلال علميا عليها - مع مراعاة عدم حرفية وصف الانفجار ولكن: الظهور المفاجيء - ولكنه يستحيل أن نراها كما حدثت - وهذا اعتراف العلماء أنفسهم"(انتهى الاقتباس) ولا أدري أيّ منطق يُمكن أن يُمرر هذه الفكرة: أنا أؤيد ظهور المادة فجأة، ولا أؤيد ظهور المادة فجأة في الوقت ذاته(!) إنَّها حربائية المسلم المعهودة، فقط دعوني أوضح لك موقف الإسلام والقرآن بكل وضوح من نظرية الانفجار الكبير، فهو لا يؤمن بها، بل يُؤمن ويُقر بما يُسمى بفرضية الرتق، ونقرأ في القرآن: {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}(المؤمنون:30) وحتى لا أعتمد على فهمي الخاص في تفسير هذه الآية، دعونا نرجع إلى أمهات كتب التفسير لنعرف كيف فهم وفسّر كبار الصحابة هذه الآية، فنقرأ في تفسير ابن كثير مثلًا: "ألم يروا أن السموات والأرض كانتا رتقا أي كان الجميع متصلا بعضه ببعض متلاصق متراكم بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر ففتق هذه من هذه فجعل السموات سبعا والأرض سبعا وفصل بين السماء الدنيا والأرض بالهواء فأمطرت السماء وأنبتت الأرض"(انتهى الاقتباس) ونقرأ أيضًا قول ابن عباس في ذلك: "قال سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة قال سئل ابن عباس : الليل كان قبل أو النهار ؟ فقال أرأيتم السموات والأرض حين كانتا رتقا هل كان بينهما إلا ظلمة ؟ ذلك لتعلموا أن الليل قبل النهار"(انتهى الاقتباس) وجمهور المفسرين متفقون على هذا التفسير، ومن الغريب أنَّ هذه النظرة كانت هي السائدة فعلًا، وهو للعلم مذكور في اللوح التاسع من أسفار التكوين السومرية، ونقرأ:
After heaven had been moved away from earth
After earth had been separated from heaven
After the name of man had been fixed
وترجمته على النحو التالي:
بعد أن انتقلت السماء بعيدًا عن الأرض
وبعد أن فصلت الأرض من السماء
وبعد أن تم الاتفاق على تسمية الإنسان
ويمكنكم الرجوع إلى تفاصيل هذه الأسفار على الرابط التالي: http://www.sacred-texts.com/ane/sum/sum07.htm والشاهد من كل ذلك أنَّ الأديان المسماة أديان سماوية تفترض أصلًا أن السماء والأرض كانتا متصلتين ثم تم الفصل بينهما، وبذلك وُجد الكون، فهي لا تقول أصلًا بالانفجار العظيم ولا تقتنع به.

التلفيق الرابع: من أكثر الأشياء التي أدهشتني حقًا في ذلك النقاش أنَّ الأخ Abo Hob أنكر تمامًا امتلاك الخليّة الحيّة لأي وعي، واعتمد في ذلك على أنَّ الإنسان يخضعها لتجاربه المعملية، ولذا وجهّ إليّ هذا السؤال حرفيًا: "السؤال الآن لك أستاذ هشام : كيف يمكن للبروتينات وللجزيئات التي تتكون من ذرات مادية : لا عقل لها ولا وعي ولا حرية إرادة - لأن الإنسان يُخضعها بسهولة لتجاربه ولقوانينه في معمله"(انتهى الاقتباس) وحاولتُ مرارًا وتكرارًا أن أبيّن له خطأ فهمه للمادة الحيّة والخلية الحيّة، وأنَّ الخلية الحيّة تمتلك وعيًا بنفسها، ووعيًا ببيئتها، وأنّ الرجوع إلى مفهوم الكائن الحي من الناحية البيولوجية الصرفة سوف يُبيّن له خطأ تصوّره؛ إلا أنَّه أصر على فهمه للخليّة بأنَّها لا تمتلك وعيًا، وكانت هذه النقطة فضيحة علمية بكل المقاييس، فلا يُمكن مثلًا أن ننكر وعي الجرذان لأننا نخضعها لاختباراتنا المعملية، وفي النهاية اضطررتُ إلى وضع تعريف الكائي الحي له من خلال موقع الويكيبيديا، فنقرأ ما يلي: "In biology, an organism is any contiguous living system (such as animal, fungus, micro-organism, or plant). In at least some form, all types of organisms are capable of response to stimuli, reproduction, growth and development, and maintenance of homeostasis as a stable whole. An organism may be either unicellular (a single cell) or, as in the case of humans, comprise many trillions of cells grouped into specialized tissues and organs. The term multicellular (many cells) describes any organism made up of more than one cell"(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "في علم الأحياء الكائن الحي هو أي نظام حي متجاوز كالحيوانات والفطريات الكائنات المجهرية أو النباتات. وكلها قادرة على: الاستجابة للمحفزات، والتكاثر، والنمو والتطوير، وحفظ التوازن والاستقرار. الكائن الحي قد يكون أحادي الخلية، أو محتويًا على بلايين الخلايا المكوّنة للأعضاء والأنسجة (كما هو الحال في الإنسان مثلًا) ويصف مصطلح (متعدد الخلايا) كل كائن حي مكوّن من أكثر خليتين فأكثر."(انتهت الترجمة) وكذلك جلبت له تعريفًا آخرًا للكائن الحي من موقع متخصص، ونقرأ فيه: " An individual living thing that can react to stimuli, reproduce, grow, and maintain homeostasis. It can be a virus, bacterium, protist, fungus, plant or an animal"(انتهى الاقتباس – المصدر: biology-online.org) وهي تقريبًا نفس التعريف السابق، ومن خلال هذه التعريفات يُمكننا بسهولة اكتشاف أنَّ الفيروسات والخلايا الأحادية هي كائنات حيّة، ومن الغريب فعلًا أن يدعي أحدهم أنَّ الكائن الحي لا يمتلك وعيًا، هذه تعتبر فضيحة علمية بكل المقاييس، ولكن الأخ Abo Hob نزع إلى إنكار وعي الخلية بنفسها، فقط ليُمرر فكرة أنَّ هنالك مُلهم وخالق يهدي هذه الخلية لتفعل ما تفعله، فهي لا تفعل ما تفعله بوعيها ولكن بإلهام من هذا الخالق.

التلفيق الخامس: خلال نقاشنا قلتُ له أنَّه لا يوجد عالم أحياء واحد لا يُقر بالتصميم، ولكنه أنكر عليّ استخدام صيغة التعميم، فقال لي حرفيًا: "وأما عن استخدامك لصيغة الإجماع والتعميم أستاذ هشام في قولك بكل ثقة: "فعلماء الأحياء جميعهم يؤمنون (أو فلنقل "معترفون" حتى لا تختلط علينا الاصطلاحات) بالتطور، وأنَّ الكائنات الحيَّة (بلا استثناء) تطوّرت عبر الزمن من سلف مشترك "" فأقول لك : لا ليس كلهم !!.. فهناك الكثير منهم الذي لا يؤمن بالتطور !!.. ولا الداروينية القديمة ولا الجديدة "(انتهى الاقتباس) هذا الاقتباس تحديدًا يوضح مدى الخلط الواضح لديه بين التطوّر كمفهوم (وهو ما يقتنع به التصميمييون، وبين التطوّر كنظرية. وإذا أخذنا التطوّر كمفهوم فإنَّه لا مشكلة على الإطلاق في التعميم الذي استعملته، فليس هنالك عالم أحياء واحد (فعليًا) يُنكر التطوّر، ولكن يأتي الفارق الجوهري بين التصميميين والتطوّريين ليكون حول "آليات" هذا التطوّر. إلا أنَّ هذا لم تكن المشكلة الوحيدة، بل إنَّه تجاوز ذلك ليقول لي: "بل هناك من العلماء المتخصصين مَن (يسخر) صراحة ًمن التطور ويبين أخطاؤه مثل (اللاديني) ديفيد برلنسكي David Berlinski صاحب الكتاب الشهير (وهم الشيطان) The Devil s Delusion !!.. وكذلك ((الملحد)) توماس ناجيل Thomas Nagel !!.. وكذلك ((الملحد)) جيري فودور Jerry Fodor !!.. وكذلك ((الملحد)) ماسيمو بياتيلي بالمريني Massimo Piattelli Palmarini !!.. بل وهناك موقع كامل على النت : تم تخصيصه منذ عام 2001م لتسجيل أنواع معينة من المختصين بالبيولوجيا والرياضيات إلخ على توقيع اعتراضهم على التطور الدارويني الصدفي العشوائي (الطفرات والانتخاب الطبيعي) !!!.. وهو موقع dissentfromdarwin.org ..! والذي بلغ عدد المسجلين فيه على ذلك الاعتراض 828 دكتورا متخصصا بالإضافة إلى هيئات علمية كثيرة جدا : ومن كل أنحاء العالم تقريبا"(انتهى الاقتباس) والحقيقة أنني اندهشت من وجود علماء ملاحدة يسخرون من نظرية التطوّر وطلبتُ منه تزويدي ببعض الروابط الخاصة بهذا الأمر، وقد قام مشكورًا بذلك، وبعد فحص هذه الروابط اتضح لي الآتي: (1) ديفيد برلنسكي David Berlinski نقرأ عنه في موقع الويكيبيديا ما يلي: "David Berlinski (born 1942) is an American educator and author. Berlinski is a Senior Fellow of the Discovery Institute s Center for Science and Culture, the hub of the intelligent design movement. A critic of the theory of evolution, Berlinski is theologically agnostic and refuses to theorize about the origins of life."(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "ديفيد برلنسكي (ولد عام 1942) مربي وكاتب أمريكي. ويعتبر زميل في معهد ديسكفري للعلوم والثقافة وهو مؤسس حركة التصميم الذكي، وناقد لنظرية التطوّر. وهو لاهوتي لاأدري ورافض لنظريات أصل الحياة."(انتهت الترجمة) ولاحظوا معي لكلمة (Theological) والتي تعني لاهويتي، واستصطحبوا معي هذه الكلمة في بقية تعريفه من موقع الويكيبيديا، لنقرأ: " David Berlinski was born in the United States in 1942 to German-born Jewish refugees "(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "ولد ديفيد برلنسكي في الولايات المتحدة في عام 1942 كابن لأسرة يهودية لاجيئة من أصول ألمانية."(انتهت الترجمة) واستصحبوا كل ذلك لتقرأوا معي هذه الكلمات له: " It d be nice to see the scientific establishment lose some of its prestige and power...Above all, it d be nice to have a real spirit of self-criticism penetrating the sciences "(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "سيكون من الجيّد أن نرى المؤسسة العلمية تفقد هبيتها وسلطتها. وفوق ذلك، سيكون من الجيّد أيضًا أن نمتلك روحًا حقيقية للنقد الذاتي لاختراق العلوم."(انتهت الترجمة) ولنقرأ في النهاية هذا التعريف عنه في ذات الموقع (موسوعة الويكيبيديا): " Berlinski is a secular Jew and agnostic"(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "برلنسكي هو يهودي علماني ولاأدري"(انتهت الترجمة) فهو يهودي لاهوتي وليس لادينيًا كما زعم، وعمومًا فإنَّ كثيرًا من المتدينين الرافضين لنظرية التطوّر اضطروا إلى التمترس خلف قناعة اللاأدرية أو الشكوكية حتى لا يُفهم نقدهم على أنًّه ذو طابع ديني، وإضافةً إلى كل ذلك فإنَّ كثيرًا من العلماء وصفوا انتقاداته لنظرّية التطوّر بأنَّها مقولات شعبية وليست نقدًا علميًا، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: دانيال إنقبر Daniel Engber ويقول عنه: "Berlinski uses doubt as a weapon against the academy—he s more concerned with what we don t know than what we do. He uses uncertainty to challenge the scientific consensus; he points to the evidence that isn t there and seeks out the things that can t be proved"(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "يستخدم برلنسكي الشك كسلاح ضد المنهج الأكاديمي، إنه مهتم بتلك النقاط التي لا نعرفها أكثر من تلك التي نعرفها؛ لذا فإنه يستخدم أسلوب التشكيك للطعن في الإجماع العلمي، فيشير إلى الأدلة غير المتوفرة ولا يلتفت إلى الأدلة المتوفرة."(انتهت الترجمة) وهذا الكلام نشر في مجلة سليت Slate في العام 2008 ووصف مارك بيرخ Mark Perakh انتقادات برلنسكي بأنها مقولات شعبية وليست علمية على الإطلاق مشيرًا إلى أنَّ سجل برلنسكي العلمي لا يحمل أيّ إسهام حقيقي لتطوير علم الرياضيات أو أيّ علم آخر، مما هو متخصص فيه أصلًا، وفقط للمعلومية فإنَّ مارك بيرخ هو أستاذ فخري للرياضيات والميكانيكيا الإحصائية في جامعة كاليفورنيا وله أكثر من 300 ورقة علمية في هذا التخصص. ونجد ويسلي إليسبيري Wesley R. Elsberry عالم الأحياء البحرية يرد على مقولات برلنسكي ساخرًا: " I personally like my at onces to refer to events significantly shorter than ten million years"(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "أنا شخصيًا أحب استخدام مصطلح "فجأة" للإشارة إلى أحداث ملحوظة في فترة أقصر من عشرة ملايين سنة."(انتهت الترجمة) وذلك أنَّ كثير من الخلقيين يظنون أن عبارة "الظهور المفاجئ" للكائنات الحيّة مع الانفجار الكمبري، يعني فعلًا ظهورًا مفاجئًا. ودفعة واحدة. وكذلك فإننا نجد توماس نايجل Thomas Nagel وجيري فودور Jerry Fodor فهما يهوديان كذلك وليسا ملحدين، وتوماس نايجل كاتب راتب في العديد من الصحف اليهودية مثل (thejewishweek.com)، وكذلك موقع جريدة أفكار يهودية (jewishideasdaily.com) إذ أنَّ اسمه ضمن قائمة أسماء الكُتاب هناك، أمّا بالنسبة لجيري فودور، فنقرأ على موقع معلومات عن اليهودية (jinfo.org) مقالًا بعنوان: Jews in Linguistics & Language Philosophy "اليهود في اللسانيات وفلسفة اللغة" ونجد في متن المقال ما يلي: "The following lists contain the names of prominent Jewish scholars who have influenced the field of linguistics including the philosophy of language" وترجمته: "والقوائم التالية تحتوي على أسماء ((العلماء اليهود البرازين)) الذين أثروا مجال اللسانيات بما في ذلك فلسفة اللغة."(انتهت الترجمة – المصدر السابق) وأسفل الجملة توجد قائمتين: قائمة قصيرة وقائمة طويلة، واسم جيري فودور ضمن القائمة الطويلة. وهكذا يتبيّن التلفيق في القول بأنَّ هنالك علماء ملاحدة يسخرون من نظرية التطوّر، وهذا كذب صريح لا أساس له من الصحّة.

التلفيق السادس: سرد الأخ Abo Hob قائمة بما أسماها تلفيقات التطوّريين وهي ملفقة في أغلبها، ولكنه وقع في ورطة لا يقع فيها إلا من ليس له دراية فعليًا بالعلوم الأحياء وكشوفاتها العلمية الحقيقة، إذ وجدته يسرد تلفيقًا يتناوله العامة، وحتى على وسائل الميديا العربية التي تأخذ اكتشاف آردي على أنه دحض لنظرية التطوّر، وقد كانت تلك فضيحة مهنية وإعلامية كبيرة في حق قناة الجزيرة الإخبارية، ولقد قمتُ بالرد على ادعاء الأخ Abo Hob كما يلي: "الحقيقة أنَّ نظرية التطوّر تخضع لهجمات شرسة جدّا، من الخلقيين والتصميميين على حدٍ سواء، وتشمل هذه الهجمات كمًا كبيرًا من التدليس وبتر كلام العلماء من سياقه وعرضه على العامة في صورة مُخلة، ولعل من أبرز الأدلة على ذلك، ما أثير حول أُحفوريتي: "آردي" و "لوسي". ففي العام 1994 تم اكتشاف هيكل عظمي لحيوان من الثديات (رتبة الرئيسيات) أو Hominid species يعود عمرها إلى 4.4 مليون سنة، والاسم العلمي للهيكل المُكتشف هو (Ardipithecus Ramidus) ويُطلق عليه اختصارًا اسم (آردي Ardi) وهو كائن أقرب شبهًا للغوريلا، ولكنه أقصر قليلًا، ومن المعلوم أنَّ رتبة الإنسانيات Hominid Species انحدرت جميعها من سلف واحد منقرض (لا يُشبه الإنسان الحالي ولا يُشبه القرود الحالية) ويُعرف باسم (Sahelanthropuc Tchadensis) وتم اكتشافه عام 2002 ويعود إلى ما قبل 7 ملايين سنة. عند الإعلان عن اكتشاف أحفورة آردي، تناولت بعض وسائل الإعلام العربية هذا الحدث، ومنها قناة الجزيرة الإخبارية، وللسخرية فإنَّها استضافت الدكتور زغلول النجار، لتسأله عمّا قد يعنيه هذا الاكتشاف، وللعجب فإنَّه زعم بأنَّ هذا الاكتشاف يُعتبر دحضًا لنظرية التطوّر، وطبعًا هذا الكلام قد أسعد الكثيرين، وربما منهم أنتَ عزيزي أبوحب، وتلقف كثيرون هذا الخبر المشوّه وتناقلوه حتى أصبح وكأنَّه حقيقة علمية مفروغ منها تمامًا، بينما الحقيقة هي أنَّ هذا الاكتشاف يُؤكد نظرية التطوّر ولا ينفيه، لأنَّ هذا الاكتشاف يمثل ببساطة حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة حلقات التطوّر البشري، لأنَّ آردي لا تمت للإنسان بأيّ صلة، فهي تشريحيًا أقرب إلى القردة منها إلى الإنسان. هذا الاكتشاف وضحَّ ببساطة شديدة أنَّ أسلاف البشر ظهروا على الأرض في وقت أقدم مما كان العلماء يعتقدون. ولقد تمت كتابة مقالات علمية كثيرة جدًا عن هذا الاكتشاف، وكلها تجمع على حقيقة واحدة (هذا الاكتشاف يثبت أنَّ هنالك خطأ في التصوّر القديم لتطوّر الإنسان) وتم تحوير هذا المعنى إلى: (هذا الاكتشاف يثبت أنَّ هنالك خطأ في نظرية التطوّر). الأمر تم على هذا النحو فعليًا، ولكن الاعتقاد القديم الذي كان سائدًا جاء أصلًا بعد اكتشاف هيكل عظمي لكائن أيضًا من رتبة الإنسانيات في عام 1974 (وهو العام الذي وُلدتُ فيه) واسمه العلمي (Autstralopithecus Afarensis) وللتسهيل أطلقوا عليه اسم (لوسي Lucy) وكان العلماء يعتقدون أن "لوسي" هي سلف الإنسان المباشر. واكتشاف آردي أبطل هذا الاعتقاد (فقط)، وأضاف حلقة جديدة في تطوّر الإنسان، ولكنه لم يدحض نظرية التطور، وهذا تلفيق واضح جدًا، ويُمكن لك عزيزي أبوحب، أو لأيّ باحث عن الحقيقة أن يقرأ الخبر الأصلي كما هو منشور في موقع مجلة العلوم (http://sciencenow.sciencemag.org/cgi/content/full/2009/1001/1) بعنوان (Ancient Skeleton Many Rewrite Earliest Chapter of Human Evolution) وهنالك مقال جيّد حول الموضوع بعنوان (Ardipithecus Ramdius: An Ancient Human Ancestor Surprise) وستجد المقال على موقع "حول علم الآثار" (archaeology.about.com) واقرأ المزيد كذلك في أيِّ من المواقع التالية: (humanorigins.si.edu) أو (becominghuman.org) ونظرة سريعة على هذه المواقع ستجعلك تعرف حقيقة الخبر وحقيقة التزييف الذي تعرَّض له هذان الاكتشافات العظيمان."(انتهى الاقتباس) وأشكر صديقي شهاب كرار على الايضاحات المهمة بهذا الشأن، فلولا تلك الإيضاحات لما كان لي أن أكشف هذا التدليس.

التلفيق السابع: كنتُ قد ذكرتُ خلال نقاشي مع الأخ Abo Hob اكتشاف تطوّر سحالي Podarcis Sicula والتي تم اكتشاف تطوّرها عن أسلافها، وهو اكتشاف يدعم نظرية التطوّر كليًا، ولكنني صعقت من رد الأخ Abo Hob على هذا الاكتشاف بقوله: "قاموا بعمل تحليل حمض نووي DNA لنوع السحلية في الجزيرة الأولى : والذي وجدوه في الجزيرة الثانية : فماذا وجدوا ؟؟.. وجدوا أنه شبيه به فقط ..؟!! أي مثلا كما تتشابه أنواع الكلاب المختلفة "(انتهى الاقتباس) ولكم أن تتخيّلوا على ماذا بنى الأخ Abo Hob دليله على أنّ الأمر ليس سوى تشابه كالتشابه الذي يوجد بين أنواع الكلاب، لقد اعتمد تمامًا على هذه الجملة التي اقتبسها دون فهم أو دون دراية من موقع الويكيبيديا، لنقرأ معًا: " While mitochondrial DNA analyses have verified that P. sicula currently on Pod Mrčaru are genetically very similar to the Pod Kopište source population"(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام ببساطة هي: "بينما أثبت تحليل الميتوكوندريا للحمض النووي أنَّ سحالي Podarcis Sicula الحالية (الجديدة) في جزيرة مكارو والسحالي الأصلي في جزيرة بود كابستي متشابهان جدًا من الناحية الجينية."(انتهت الترجمة) فما كان من الأخ Abo Hob أن فهم هذا التشابه على أنه مجرّد تشابه كالتشابه بين أنواع الكلاب المختلفة(!) وهو يُبيّن مدى الجهل المريع بمفهوم التشابه الجيني أصلًا، ولقد أوضحتُ له هذا الخلط الرهيب الذي قام به، ولنقرأ معًا: "Striking differences in head size and shape, increased bite strength and the development of new structures in the lizard’s digestive tracts were noted after only 36 years, which is an extremely short time scale"(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام هي: "اختلافات مدهشة في حجم الرأس والشكل ضاعفت قوة العضَّة وثمت ملاحظة تطور هيكلي في الجهاز الهظمي للسحلية بعد 36 عامًا فقط، وهي فترة زمنية قصيرة للغاية."(انتهى الترجمة – المصدر sciencedaily.com) وهذا الكلام على لسان العالم دنكان إريشيك Duncan Irschick وهو أستاذ في علم الأحياء في جامعة Massachusetts إذن، فهنالك اختلافات، والتشابه الجيني هو شيء آخر لا يفهمه الأخ أبوحب إلا على النحو الذي يُرضيه فقط، دنكان إريشيك قائلًا كذلك: "These physical changes have occurred side-by-side with dramatic changes in population density and social structure"(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام: "إنَّ التغيّرات الجسدية حدثت جنبًا إلى جنب مع تغيّرات دراماتيكية (جذرية) في الكثافة السكانية والهيكلة الاجتماعية لهذا النوع."(انتهت الترجمة) فالموضوع ليس موضوع تشابه كما ادعى بل هنالك اختلافات كبيرة بين السحالي الجديدة والسحالي في الموطن الأصلي، والشبه هنا هو شبه جيني. وعمومًا فالمعلومات العلمية لا يُمكن أن نستقيها من الويكبيديا، والتي تقدّم تلخيصًا قد لا يكون دقيقًا، ولنا أن نرجع إلى المراجع العلمية المعتمدة، ويُمكننا أن نقرأ التقرير العلمي الذي نشر عن هذا البحث في موقع The National Center for Biotechnology Information المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية (http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2290806/?tool=pmcentrez) فبه معلومات علمية تفصيلية عن هذا الاكتشاف، وكذلك اقرأ عنه في أخبار العلوم (http://www.sciencedaily.com/releases/2008/04/080417112433.htm) فالمسائل تشابه ((((جيني)))) وأرجو أن تكون دقيقًا في تعريف المتابعين بمعنى التشابهات الجينية. وعلى أيّ حال فسواء اقتنعتَ أم لا تقنتع بهذا الكشف العلمي المذهل الذي يُثبت حدوث التطوّر، فهو معترف به من قبل الأوساط العلمية، ولهذا نقرأ في موقع أخبار العلوم: "Results of the study were published March 25 in Proceedings of the National Academy of Sciences. This research was supported by the National Science Foundation and the Fund for Scientific Research in Flanders. Additional members of the research team include Anthony Herrel of Harvard University and the University of Antwerp, Kathleen Huyghe, Bieke Vanhooydonck, Thierry Backeljau and Raoul Van Damme of the University of Antwerp, Karin Breugelmans of the Royal Belgian Institute of Natural Sciences and Irena Grbac of the Croatian Natural History Museum"(انتهى الاقتباس) وترجمة ذلك: "تم نشر نتائج الدراسة في يوم 25 من شهر مارس ضمن وقائع الأكاديمية القومية للعلوم. هذه الدراسة تم دعمها من قبل مؤسسة العلوم القومية وصندوق البحث العلمي في فلاندرز. إضافة إلى أعضاء من فريق البحث من ضمنهم: أنتوني هيرلي من جامعة هارفد ومن جامعة أنتويربن كل من: كاثلين هيوجا وبايك فانهوليدونك، وتيري باكاجو وأخيرًا راؤول فان دام، وكارين بروجيلمينز من المعهد الملكي البلجيكي لعلوم الطبيعة، وإيرينا قرباك من متحف التاريخ الطبيعي الكرواتي."(انتهت الترجمة) ولكم أن تتخيّلوا هذا الكم من العلماء والباحثين الذين يجتمعون فقط من أجل سحليتين متشابهتين(!)

التلفيق الثامن: وقع الأخ أبوحب في خطأ أعتقد أنه قاتل، حيث ساق لي مقطعًا من كلام جاء في كتاب دوغلاس فويتميا، وهذا ما قاله حرفيًا: "حيث يقول - وبكل وضوح - : " إما أن تكون الكائنات الحية قد ظهرت على وجه الأرض وهي كاملة التطور : وإما أنها لم تظهر ..!! وإذا لم تكن قد ظهرت في شكل كامل التطور : فلابد أنها قد تطورت من أنواع كانت موجودة من قبل عن طريق عملية تحور ما .. وإذا كانت قد ظهرت في شكل كامل التطور : فلا بد أنها قد خُلقت بالفعل بواسطة قوة قادرة على كل شيء " !!.. المصدر - Douglas J. Futuyma, Science on Trial, New York: Pantheon Books, 1983, p. 197 .. أقول : هذا الكلام عن احتمالية الخلق المباشر عندما يصدر من عالم (تطوري) يا أستاذ هشام "(انتهى الاقتباس) وكانت ضربة مدهشة أخرى أتلاقاها في ذلك الحوار الغريب، فالكل يعلم أولًا من هو دوغلاس فويتميا، فهو عالم أحياء تطوّرية مشهور جدًا، كما أنَّه حاليًا أستاذ في علم البيئة Ecology والأحياء التطوّرية في جامعة ولاية نيويورك في ستوني بروك، وهو أحد أشهر التطوّريين، وحاصل على جائزة سيوول رايت Sewall Wright Award من الجمعية الأمريكية لعلماء الطبيعة، ولكم أن تتساءلوا: "كيف يُمكن لعالم تطوّري أن يقول مثل هذا الكلام؟" ولكن سوف لن أعتمد على التخمين والاستنباط، ولكن فقط سوف أبيّن هذا التلفيق المتعمّد، والذي لجأ إليه الخلقييون، ولقد قام الأخ أبوحب بترجمة هذه الجملة: " Creation and evolution, between them, exhaust the possible explanations for the origin of living things. Organisms either appeared on the earth fully developed or they did not. If they did not, they must have developed from pre-existing species by some process of modification. If they did appear in a fully developed state, they must have been created by some omnipotent intelligence"(انتهى الاقتباس) نقلًا من موقع للخلقيين اسمه معهد أبحاث الخلق Institute for Creation Research (ICR) على هذا الرابط: (http://www.icr.org/article/260/) أو ربما من مكان آخر، ولكن ما يهمني هنا هو إثبات التلفيق الواضح للأمر، ولنبدأ أولًا بترجمة الجملة المتقبسة والمنسوبة إلى دوغلاس، تقول الجملة: "بين نظرية التطوّر والخلق استنفدت كافة التفسيرات المحتملة لأصل الكائنات الحيّة. فإمّا أنَّ الكائنات الحيّة ظهرت على كوكبنا متطوّرة بالكامل أو لا. فإذا كانت لم تظهر متطوّرة بالكامل فإنها يجب أن تكوّن تطوّرت بطريقة ما عن أنواع وجدت سابقًا. وإذا ظهرت متطوّر بالكامل؛ فيجب أن تكون قد خلقت بواسطة قوة ذكية قادرة."(انتهت الترجمة) هل يُمكن أن يكون هذا الكلام دليلًا يمكن أن يُستند إليه مثلًا؟ إن الرجل ببساطة يضع التصوّرات المُتاحة من قبل التطوّرين، ومن قبل الخلقيين، وهي فعلًا التصورّات المطروحة، فما الجديد في ذلك؟ فالرجل لم يقل إنَّ التفسير الخلقي هو الأصح، ولكي نعرف إلى أيّ الفريقين يميل هذا الرجل، فعلينا أن ننتبّع كلامه، ولنقرأ في نفس كتاب (Science on Trial) ص174 ما يلي: "How different science is from creationism! Creationists, by their own admission, cannot test their theory. According to Gish, animals and plants “were brought into existence by acts of a supernatural Creator using special processes which are not operative today.”"(انتهى الاقتباس) وترجمة الكلام: "يا للبون الشاسع بين العلم وفرضية الخلق! الخلقيون، باعترافهم، لا يُمكنهم اختبار نظريتهم. ووفقًا لجش (اسم عالم خلقي) فإنَّ الحيوانات والنباتات ظهرت للوجود بفعل خالق خارق استخدم طرائق خاصة ليست مفعلة اليوم."(انتهت الترجمة) ويتساءل بعد هذه الفقرة مباشرة: "إذن كيف يمكنهم اختبار هذه الفرضية؟" ونقرأ في ذات الكتاب ص215: "Creation has no place in a science class because it is not science. Why not? Because creationism cannot offer scientific hypothesis that is capable of being shown wrong. Creationism cannot describe a single possible experiment that could elucidate the mechanics of creation"(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام: "لا مكان لفكرة الخلق في الفصول العلمية لأنَّها ليست فكرة علمية. لماذا؟ لأنها لا تستطيع أن تقدّم فرضيات علمية قابلة للتخطيء. الخلقية لا يمكنها وصف تجربة واحدة بإمكانها شرح آلية الخلق."(انتهت الترجمة) هذا هو موقف دوغلاس من الخلقية، فكيف يُمكن أن نقول إنَّه يؤمن بالخلقية؟ ووكتاب (Science on Trial) في أساسه يتناول الرد على مغالطات الخلقيين، وحججهم، ولذا نقرأ عن الكتاب: " A noted evolutionary biologist examines the creation controversy, explaining the fallacies behind the claims of creationists and providing a straightforward interpretation of the theory of evolution"(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام: "عالم أحياء تطوّرية ذائع الصيت يعرض حجج الخلق ويشرح المغالطات وراء ادعاء الخلقيين ويقدّم شروحات واضحة لنظرية التطوّر"(انتهت الترجمة) ويُمكن لمن أراد أن يكتب اسم الكتاب ليرى ما قيل عن الكتاب حتى يعرف كيف لا يُمكن بعدها أن نعتقد أنَّ الرجل أقر ولو بطريقة الإيحاء والتلميح بأنَّ فرضية الخلق قد تكون صحيحة أو مقبولة علميًا، فهذا تلفيق لا غبار عليه. وأخيرًا اقرأوا من مقدّمة الكتاب ما يلي: " واقرأ إن شئت في مقدمة الكتاب ما يلي: " Another blow against creationists and that recent coinage, ""creation science.""(انتهى الاقتباس) وترجمة هذا الكلام كما يلي: "ضربة أخرى لفرضية الخلق ووجها الآخر (علم الخلق)"(انتهت الترجمة)


ولهذا فإنِّني، احترامًا لنفسي من الخوض في مثل هذه المهزلة، قررتُ الانسحاب، وأوضحتُ هذه النقاط جميعًا، رغم أنَّ معظم هذه النقاط قد قيلت في وقتها تمامًا أثناء المناظرة، ولكن المُناظر استمر في إصراره على التلفيق، ولم يُقدّم اعتذارًا واحدًا على أيّ من هذه التلفيقات الصريحة والواضحة. أقول الآن: إياكم ومناظرة المسلمين لأنَّ المناظرة سوف تنقلب من محاورة فكرية إلى عمل شاق في تتبع التلفيقات والأكاذيب، وهو بارعون جدًا في ذلك. فاحذروهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ناظرك ابو حب بسرقته من موقع مسيحي
ابو داود المحبوب ( 2013 / 2 / 21 - 07:43 )
في تعليق سابق لي عن ما يسمى زورا بالحضارة الاسلامية، كتبت قائلا بان كل ما لدى المسلمين مسروق من حضارات وديانات وأساطير الشعوب الأخرى. وعندما قرأت هنا ما استشهد به المناظر المسلم وجدته يسرق مادته من موقع مسيحي ويغير الترجمة بلا خجل. فعلا شيء مؤسف.

أنا أومن بوجود الله، فنحن به نحيا ونتحرك ونوجد، ونبضات قلبي والنسمة التي اتنفسها هي من الله، ومع ذلك احترم رأيك وقناعاتك يا سيد هشام، بل أقول أن الله الذي أومن به حب الإنجيل المقدس يملأني بالروح القدس، وبذلك فأنا اقول من كل قلبي انني احبك كإنسان رائع وباحث، وأنا واثق بأن الله سيقود خطواتك وستعرف الحق والحق سيحررك.

لك مني كل الاحترام، ولنرفع شعار التعددية وحرية الفكر والإعتقاد


2 - اؤيد الرجل العظيم ابو داود المحبوب
حكيم العارف ( 2013 / 2 / 21 - 08:34 )
كل الحضارات لاتنتمى الى الاديان بل الى الشعوب الكائنه ..

لذلك الحضاره المصريه متكامله وممتده

الحضاره البابليه معروفه

كل الحضارات امتدت حتى قضى عليها الدين الاسلامى الذى لايعرف الابداع بل وماهو قائم من حضارات الان يسعون الى هدمه..

ثم ياتى ويتشدق منهم انه يوجد حضاره اسلاميه..

لعل الخط الكوفى لم يوجد قبل الاسلام .. لعل العماره لم يرى فيها ابداع الا مع ظهور الاسلام..


على راء السيد هشام تلفيقات اسلاميه


3 - السلام عليك أخي هشام
عمر ( 2013 / 2 / 21 - 09:00 )
أخي هشام آدم..
أعترف لك بأني قرأت جزء من مقالك فقط وأعتذر لك على عدم تكملته رغم أني أضع تعليقي هنا. .
لكن ما ألاحظه أنك دخلت في حوار مع أحد المسلمين كما تفضلت أنت أيها الكريم. .

إلا إنك أتيت هنا لتعمم إستنتاجك بعدم الحوار مع جميع المسلمين وإتهمتهم جميعا بالتلفيق والأكاذيب للأسف الشديد وهذا لا يليق بمكاتنك العلمية والثقافية
التي نحترمها جميعا رغم إختلاف وجهة النظر معك في وجود الله من عدمه!

أخي هشام يمكنني أن أسرد لك قصة زميل ملحد من بلدي دخل في حوار مع أحد الأخوة المسلمين حول نظرية الإرتقاء والنشوء لداروين لكنه لم يستطع رغم ما أتى به من أدلة غير مكتملة وبترجمة غير صحيحة حول تشابه السلسلة الجنية بين الإنسان والقرود أن يبرهن على صحة النظرية..
ورغم ذلك فلم يذهب المحاور المسلم إلى تكذيبه وتكذيب كل الملحدين وتعميم أخطائه المترجمة على جميع الملحدين وإتهامهم بالتلفيق والكذب. .

أتمنى أن أكون أوضحت لك ما اقصد. .
وتحية لك


4 - الأيمان بالله - 1
شاكر شكور ( 2013 / 2 / 21 - 15:11 )
تحياتنا للأستاذ هشام ولجميع المعلقين ، الحقيقة أنا اتابع دائما مقالاتك يا استاذ هشام وذلك لما تتصف هذه المقالات من مواضيع متميزة وحكمة في التعبير وأدب في الحوار ، أما المضمون فالاختلاف لا يفسد للود قضية ، من خلال ما تثيره من امور عقائدية سوى كانت اسلامية ام مسيحية ارى ان في داخلك صراع هذا الصراع هو الذي يقودك الى البحث لمن يستطيع ان يبرهن لك بوجود الله وهذا لا يعني عدم ايمانك بوجود الله حسب فهمي لوضعك بل انك تبحث لمن يثبت لك ويقنعك بوجود الله لأنه لو كنتَ لا تعترف بوجود الله لما احتجت للمناضرات او الى نقاش البالتوك لسماع وجهة نظر الطرف الآخر للأستفادة منه ، اذن انت مؤمن لكن من النوع الشكاك ، كثير من الأخوة الملحدين وخاصة ممن هم من خلفية اسلامية كرهوا اله الأسلام من خلال تناقضات الآيات القرآنية لأنها حمالة اوجه وفيها ناسخ ومنسوخ فولدت عندهم ردة فعل ادت الى نبذ ونكران وجود الله خاصة وأن مستوى فكر اله القرآن وثقافته اقل من مستوى تفكيرالأنسان وثقافته ، ولتكن مرحلة نبذ اله القرآن كمرحلة استراحة لغرض التأمل وأعادة الحسابات . …يتبع لطفا


5 - الأيمان بالله - 2
شاكر شكور ( 2013 / 2 / 21 - 15:13 )
ان العلم والأكتشافات الآثارية تعتبر حديثة ولم تتوقف وهناك خفايا علمية يجهلها الأنسان ويتم اكتشافها يوم بعد يوم فنظريات الخلق او النشوء والأرتقاء التي تكون صحيحة اليوم قد تكون غير صالحة غدا نتيجة لتطور العلم والأكتشافات الجديدة ، ان الفشل في ايجاد الله في القرآن بصورته الأبوية الحقيقية التي يتصف بها من الحب والتسامح لا يعني التوقف ونكران وجوده ، فمن يطلع على الأنجيل سيكتشف ان الله موجود حقا وهناك عشرة من شهود شاهدوا عجائب الله المتجسد وأستشهدوا في سبيل نشر كلمة الله ، فالأعاجيب التي يذكرها الأنجيل من خلق عيون لأعمى او اقامة انسان من الأموات لا نستطيع تفنيدها الا بأتيان سند تاريخي وشهود يكذبون عدم حدوثها ، فإن كنا لا نملك دليل على عدم حدوثها فلا بد وأن نؤمن بحدوثها من خلال قوة سماوية ، انا اتمنى من كل ملحد ان يبقى بوضع لا ديني يؤمن بوجود قوة إلهية خير من التسرع ونكران الله نهائيا فالأبدية ان تعيش روح الأنسان خالدة مع الله شيئ ثمين ومن السذاجة المقامرة بالأبدية نتيجة تعند او مكابرة مع احترامي لكل الأخوة الملحدين ، تحياتي للجميع


6 - ردًا على تعليق الأخ عمر
هشام آدم ( 2013 / 2 / 21 - 15:35 )
الأخ عمر .. وعليك السلام
كلامك به جانب كبير من الصحة، فالتعميم مُخل ومنافٍ للموضوعية، ولكن أنا هنا أتكلم من تجربتي الشخصية جدًا، فكل من تحاورتُ معهم من المسلمين يعتمدون على التلفيق والكذب والتدليس إمّا عن جهل أو بقصد، ولم أدخل قلوبهم حتى أعرف أيهما هو الصحيح، ووجدتُ هذا التلفيق والتدليس منتشرًا كوسيلة ناجعة لديهم، فكثير من مناظرات الشيخ أحمد ديدات مع المسيحيين يتم تلفيقها ليبدو فيها الشيخ ديدات منتصرًا وكذلك تلفيق بعض مقاطع الفيديو لإظهار أنَّ اسم نبيهم وارد في التوارة أو الإنجيل، وهنالك أدلة كثيرة. فأمام هذه الأدلة يُصبح التعميم أقرب للموضوعية منه إلى الادعاء، ورغم كل ذلك فإنني أعتذر عن التعميم، فهو ليس سمة موضوعية على أي حال. فيما يلي تجدون رابط لقروب نقاش فكري الذي تمت فيه المناظرة
http://www.facebook.com/#!/groups/369738539778531/?fref=ts


7 - شاكر شكور المحترم - 1
هشام آدم ( 2013 / 2 / 21 - 16:01 )
عزيزي شاكر شكور، أشكرك على رأيك، ولو أنك تكرمتَ بالاطلاع على المناظرة منذ بدايتها لوجدتني مهتمًا بتصحيح المفهوم الخاطئ لمصطلح الإلحاد ووصفه بأنه إنكار لوجود إله أو إيمان بعدم وجوده، والصحيح أن المُلحد مُتشكك في وجود إله، ببساطة لأنه لا يملك أدلة كافية لنفي وجوده، تمامًا كما أنَّ الأدلة المتوفرة ليست كافية للإقناع، ناهيك عن أنها ليست أدلة أصلًا بل مجرّد حجج. عمومًا لقد أوضحتُ في بداية المناظرة أنني لا أجد أيّ غضاضة في القبول بفكرة وجود خالق لهذا الكون، ونقطة خلافي الأساسية كمُلحد هو إثبات أنَّ هذا الخالق المفترض مستوجب العبادة .. ورغم احترامي لعقائد كل من له عقيدة وإيمان كل المؤمنين، إلا أنني لم أقف على فارق كبير يّذكر بين الإله الإسلامي والإله المسيحي ، فالفكرتان قائمتان على تلال من الخرافات التي لا يُمكن التصديق بها في عصر العلوم والتكنولوجيا التي نشهدها، وعند اطلاعي على الكتاب المقدس، شعرتُ بذات الشعور الذي شعرته تجاه الإله الإسلامي عندما قرأت سفر التكوين: إله يمشي على قدمين ويبحث عن آدم في الجنة فلا يجده، وحيّة تتكلّم، وتناقضات لها أول وليس لها آخر إضافة إلى التفسيرات الرمزية


8 - شاكر شكور المحترم - 2
هشام آدم ( 2013 / 2 / 21 - 16:08 )
فالسيف ليس هو السيف، والخنزير ليس هو الخنزير والشيطان ليس هو الشيطان، وكأن الكتاب المقدس عبارة عن كتاب أحاجي .. والحقيقة أنني أستغرب من كتاب إلهي لا يُمكن فهمه إلا بواسطة شرح وتفسير بشري .. رؤيتي حول الأمر يا عزيزي وبكل اختصار هي: لا توجد أدلة علمية كافية ومقنعة وقاطعة لوجود خالق لهذا الكون، ورغم ذلك فأنا لا أستبعد أن يكون هنالك خالق، ولكن في حال وجوده، فهو ليس متطلبًا للعبادة أبدًا ... فأكبر استهانة يُمكن أن نوجهها إلى الخالق هو أن نعتبره إلهًا ... وفقط للمعلومية فإن نظرية التطوّر أصبحت حقيقة علمية ثابتة وليست مجرّد نظرية يُمكن إثبات عدم صحتها. علمًا بأنَّ النظريات العلمية لا تدحض وإنما يتم التوسع فيها، والتي يثبت صحتها أو عدم صحتها هي الفرضيات العلمية. ولكن نظرية التطوّر أصبحت حقيقة غير قابلة للرد على الإطلاق، وقد تم الإعلان عن هذا الأمر في بيان لأكبر هيئة علمية وكل الجدل الدائر الآن ليس حول: هل التطوّر صحيح أم لا، بل يدور الجدل في الأوساط العلمية فقط حول: آليات هذا التطوّر .. عمومًا أشكر لك متابعتك لما أكتب، وقد انشغلت الفترة السابقة عن مناقشة العقيدة المسيحية، وأعدك بمقال عن ذلك


9 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 2 / 21 - 16:14 )
أنصحك بمتابعة هذا الفيلم , الذي يبيّن بصمة الله و نهاية الألحاد :
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=0-K62WnjZ1M


10 - عبد الله خلف
هشام آدم ( 2013 / 2 / 21 - 20:58 )
في مقالي السابق أيضًا وضعت لي رابط هذا الفيلم، ويبدو أنك تعتمد عليه كثيرًا، ولا تعلم أنَّه فيلم ركيك الصنعة والمعلومة .. عمومًا أقول لك: إذا أصبح بالإمكان إثبات وجود الله علميًا فسوف يسقط الركن الأساسي لإيمانك، لأن المطلوب منك هو أن تؤمن بالله بالغيب، وإمكانية إثبات وجود الله ماديًا وعلميًا يُخرج الله من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، فلا يصبح أي معنى لإيمانك


11 - لاتبارز وتنسحب
عبد الله اغونان ( 2013 / 2 / 21 - 21:44 )
الحوار مبني اساسا على الاختلاف فهل ترجو ان تحول مؤمنا الى الالحاد؟ ةيتستمر معه في الحوار
اذا كان يغش في توثيق النصوص وترجمتها فعليك ان تفضحه
أما الانسحاب فهو تهرب ونوع من التلفيق
انك لاتحاوره هو كشخص بل توصل رسالة الى المتابعين وهم أهم منه
الى الأن ليس هناك جواب يقيني على أصل المادة وكيف تطورت
منذ مدة طويلة وأنا في حوار أحيانا وفي مواجهة أحيانا مع كتاب ومعلقين انطلاقا من مرجعيتي الاسلامية التي لاأخفيها كماأعلن اسمي الحقيقي وناذرا ما أجد محاورا محترما يناقش دون اسفاف أوسباب
بل هناك كتاب ومعلقين اتهموني بأني اختلس مساعدات أردنية وأني أتلقى راتبا من السعودية بل هناك من تضرع الى الله عز وجل ان يدمرني
وكتاب وكاتبات طلبوا مني وطلبن مني الابتعاد عن صفحتهم وعدم التعليق
وطلب أخ مسيحي كل الكتاب والمعلقين مقاطعتي وتجاهلي بل هناك مقالات كتبت لهذه الغاية
الحوار يجب ان يكون مفتوحا الا في حالة الاعتداء أوسوء الخلق
ونسأل الله مافيه الخير


12 - شاكر شكور والاصطياد في الماء العكر
عبد الله اغونان ( 2013 / 2 / 22 - 01:27 )
الملحدون من خلفية اسلامية كرهوا الاسلام من خلال تناقضات الأيات القرانية لأنها حمالة أوجه وفيها ناسخ ومنسوخ مما ولد لديهم رد فعل نكران وجود الله خاصة ان مستوى فكر اله القران أقل من مستوى تفكير الانسان .؟ ولاندري أي انسان يقصد
ولتكن مرحلة نبذ اله القران مرحلة استراحة لغرض التأمل واعادة الحسابات ... أنا أتمنى من كل ملحد أن يبقى بوضع لاديني
ثم يسترسل في دعوة رخيصة للمسيحية
وتناسى
ان كثيرا من المسيحيين الحدوا وان الصراع الان ليس عقديا بل سياسي خاصة في مصر ولبنان
أغلب المسيحيين لم يفهموا الى الأن فكرة الثالوث وكون المسيح ابنا والاه والتناقضات موجودة في الأناجيل لذلك تجد اغلبهم ملحدين في الغرب وفي الشرق تلعب الكنيسة بطريقة غير مباشرة توجيها سياسيا وهناك مشكلة الطلاق حيث تتمسك الكنيسة بموقف متطرف رجعي مما يؤدي بمسيحيين الى الالحاد او تغيير الديانة الى الاسلام ويمكن الرجوع الى فيديو الأنبا ماكسيموس على الجزيرة حيث يتحول سنويا الاف الأقباط الى الاسلام
شاكر شكور
كفى من الاصطياد في الماء العكر
من بيته من زجاج لايقذف الناس بالحجر
والله أكبر


13 - -1-نقاش الغيبيات
عتريس المدح ( 2013 / 2 / 22 - 06:42 )
جرى نقاش بين أحد رجالات حماس في سجن النقب وهو ممن يحملون شهادات عالية في الفقه والشريعة وبين شباب من مختلف أطياف الشعب الفلسطيني الاخرى، آليت على نفسي أن لا أدخل في النقاش، وبقيت لاكثر من ساعة مستمعا وكان الرجل كما يقولون قد أكل الجو، لقد رايته يستخدم التعميم والاقتباس المترجم والتأويل، لقد كان ما يأتي به صحيحا حسب أدوات تحليله وطرحه، طلب مني الرفاق أن أدخل في النقاش فاشترطت عليه أن يتوقف عن التعميم و أن يستند ألى النصوص الاصلية في اقتباساته لا تلك المترجمة و أن يبتعد عن التأويل في عكس وجهة النظر الدينية ، أسقط في يد الرجل، طلبت من الرجل أن يهتم فقط في شرح رسالة الدين في تنظيم العلاقة بين الخالق والمخلوق وتنظيم العلاقة بين المسلمين وباقي الاخرين كحل للاهتمام برسالته
ما أقوله في ذلك
ضرورة الاستناد في المراجع على النصوص الاصلية من مصدرها الاساسي ، لا الاقتباس من مصادر مترجمة تكيف الموضوع كما يريد المترجم عندها سنجد المجاور قد اسقط في يده
ضرورة عدم التعميم والرجوع إلى أكثر من مصدر علمي وفقهي للخروج بالرأي عندها سيجد الانسان شكل في كل شيء


14 - نقاش الغيبيات 2
عتريس المدح ( 2013 / 2 / 22 - 06:49 )
عدم اللجوء الى التأويل في الاستنتاج لمفهوم النص، فالتأويل يفتح الباب لطرح كل موقف حسب هوى الطارح
ستروا جميعا عندها كم المسألة صعبة جدا للخوض فيها
في اعتقادي أن الحوار في هذه الجانب عبارة عن ترف فكري
قضايا المجتمعات والبشرية وما يواجه الشعوب من صراعات وتعديات وظلم واستغلال و
قضايا استنزاف الانسان للبيئة وتدميره للطبيعة أهم ألف مرة من الحوار حول وجود الخالق من عدمه فهذا الموضوع شائك و لا يقدم أو يؤخر في حياة الشعوب والمجتمعات
مع احتراماتي للجميع


15 - هشام آدم
عبد الله خلف ( 2013 / 2 / 22 - 10:25 )
عندما تقول الإيمان بالغيب , فهذا حق , فنحن , نؤمن بالله غيباً , و إلّا كيف ظهرت الحياه؟ .
كما أن هذا لا يمنع أن نظهر ما يثبت وجود الله للملحد , لأن الملحد لا يؤمن بالغيب , سؤال : بما أنك لا تؤمن بوجود الخالق فكيف ظهر الكون من العدم؟ .
نراك تقول عن الفيلم , أنه فيلم ركيك , يعني , كل تلك المعلومات المؤكده و التجريبيّه ركيكه ؛ يعني , أنك متمسك برأيك و لو كان خطأ! .
أنظر , الإنسان -حتى في عصر العلم- لا زال عاجز عن معرفة أسرار الحياه , هل بإستطاعتك أو بإستطاعة أي ملحد من العلماء ؛ أي يقوم بصناعة حبة شعير ؛ كحبة الشعير الطبيعيّه و زراعتها بعد ذلك لكي تصبح نبات؟ .
على العموم , إلحادك أمراً يخصك , و لكن , لا تحاول أن تفرضه على غيرك كحقيقه مسلّمه , حتى نظريّة التطور بدأ ينافسها نظريّة التصميم الذكي .


تحياتي


16 - الى عبد الله اغونان
شاكر شكور ( 2013 / 2 / 22 - 22:33 )
انا دعوتُ الأخوة الملحدين ان يكونوا لا دينيين يؤمنون بالله الحقيقي الذي هو قطعا ليس هو إله القرآن خير الماكرين الذي اخترعه محمد والذي يأمر بالفسق ({وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا) ، أنا لا يهمني ان يتحول الملحد الى المسيحية بقدر ما يهمني خلاص الأنفس وذلك بالأيمان بالله الذي تجسّد لأجل المصالحة مع البشر ويؤمنوا بفداء ناسوته من اجل خلاص البشرية فهذا هو جوهر الأيمان وليس الأنتماء الى دين معين ، فلماذا تسمي تبشيري بالأله المحب رخيصا ولكن حلال عليك ان تبشر بأله مكّار اشرك معه محمد في كل الأحكام وحتى في الشهادتين ولا تزال تعاليمه تؤذي البشرية لحد الآن ؟


17 - شاكر شكور
عبد الله خلف ( 2013 / 2 / 23 - 01:28 )
أنت تقول : (يؤمنون بالله الحقيقي) .
سؤال عاجل : هل الله الحقيقي هو يسوع الناصري؟ .


18 - جواب لسؤال السيد عبدالله رقم 16
شاكر شكور ( 2013 / 2 / 23 - 04:29 )
سؤالك يا سيد عبدالله سؤال مهم ، لو كان رسول الأسلام قد فهم الأيمان المسيحي الصحيح لما وقع المسلم في حيرة ، تأمل الآية القرآنية التي تقول (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) في هذه الآية تدل الى ان رسول الأسلام قد فهم بأن المسيحيين جعلوا من عيسى الأنسان (عندنا ابن مريم هو يسوع الناصري) جعلوا منه إلاها وهذا خطأ جسيم لأن المسيحية لا تقول ذلك بل تقول إن الله اتخذ له جسدا لكي يتعرف عليه البشر وظهر بصورة انسان المسيح اي ان جسد المسيح كان مجرد حجاب وهذا يتوافق مع الآية القرآنية التي تقول {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ }الشورى51 ، اذن المسيحية لم تؤله المسيح الأنسان بل الله هو الذي ظهر وتجلى في صورة انسان ، والتجسد ليس مفهوم بعيد عن الأسلام فالملاك جبريل في الأسلام تجسّد على شكل بشر سويا والحديث يقول عن لسان رسول الأسلام (رأيت ربي في صورة شاب أمرد ) ومن اسماء الله الحسنى في الأسلام الباطن والباطن الذي لا يرى ومن اسمائه ايضا الظاهر اي الذي يرى وهو الأله المتجسد ، تحياتي للجميع


19 - شاكر شكور
عبد الله خلف ( 2013 / 2 / 23 - 08:34 )
سأعيد السؤال بصيغه أخرى : هل هذا الخالق العظيم ؛ الذي خلق هذه الأكوان تجسد بشخص يسوع الناصري؟ .


تحياتي


20 - عبدالله خلف تعليق رقم 19
شاكر شكور ( 2013 / 2 / 23 - 16:50 )
لا تزال سيد عبد الله تسأل اسئلة منطقية وعن اذن الأستاذ هشام ان يسمح لي ان اتواصل في النقاش ، الأيمان المسيحي يقر ويعترف بعدم محدودية الخالق العظيم فهو موجود في السماء كذلك على الأرض وهذا يقره القرآن ايضا في الآية من سورة الزخرف (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم) إذن الله لا يحده مكان فإن تواجد وظهر على الأرض من خلال حجاب جسدي للأنسان فهو ايضا يملأ الكون في نفس الوقت ، الله خالق الأكوان لا يمنعه احد ان يظهر في جسد الأنسان يسوع الناصري فيسوع الناصري المسيح وعندكم (عيسى ابن مريم المسيح) عندما قال أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله المتكلم هنا لم يكن عيسى بل اللاهوت (اذن الله) هو الذي تكلم على لسان عيسى لأنه لا يوجد اي كائن حي يتجرأ ويقول إني أخلق لأن صفة الخلق ونفخ الروح من اختصاص الله وحده وهذا يوضح معنى تجسد الله في الأنسان وأنا متأكد لو ذكر القرآن ان الله تجسد وظهر من خلال حجاب جسد نبي الأسلام لما كانت هناك مشكلة لدى المسلم في فهم الموضوع بعدم محدودية الله


21 - خطأ قاتل
أبو علاء الحضرمي ( 2013 / 3 / 23 - 18:01 )
هناك خطأ قاتل يرتكبه كل من يناظر المسلمين وهو ان المسلمين آخر من له الحق في تمثيل الإله لأن تعاليم دينهم لايمكن بأي حال من الأحوال أن تكون صادره عن ربع إله لا عن أله كامل. فالتناظر معهم يجب ان يدور حول إستحالة وجود إله كتابه القرآن و رسوله محمد.


22 - موضوع يتحدث عن ما دار في المناظره
عبد الله خلف ( 2013 / 5 / 16 - 18:04 )
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?51825-مناظرتي-مع-الملحد-هشام-آدم-والتي-انتهت-بانسحابه

اخر الافلام

.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah


.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل




.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك