الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تستحق الاعتقال، تساؤلات السيد أحمد القبانجي..!؟

سعد سامي نادر

2013 / 2 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتبت لمرات، مخاوفي على حياة السيد أحمد القبانجي، عن حيرتي من ممارسته شجاعة تليق بفرسان فكر عصر النهضة، لا في زمن الخواء السياسي والفكري الحالي. وكنت اعتقد جازما ان استهدافه سيتم على يد تكفيريي القاعدة!؟ فهل هناك ثمة فرق ؟؟
ربما تجيب تساؤلاته وتشكيكاته المنطقية حول أوهام الدين والمذهب على فروقات التكفير. فتساؤلات السيد ، صرخات سياسية تخيف الحكومات الطائفية .. لنقرأ ما جاء بتساؤلات للسيد القبانجي التي استحق عليها الاعتقال، بأوامر من سلطة الولي الفقيه في قم..!

يتساءل: " هل التشيع وهم.؟.. هل استفادوا – الشيعة- من درس الحرية الذي أتاهم؟.. ما زال البعض لا يدري ما يحصل لشيعة العراق.!" هناك تساؤلات وشكوك أخرى محيرة. غرابتها، أنها شجاعة غير معنية بهاجس خوفنا، وأغرب ما فيها أنها صدرت عن رجل دين شيعي وفي زمن خواء وفشل سياسي أسود مخيف، يصول ويجول فيه قتلة وطائفيون جهلة من كل المذاهب.

فالتشيع بنظر السيد القبانجي (مذهب مكلف بذاته، فاستحقاقاته صعبه، وقوانينه مرهقة، وأفكاره تكلف المنتمي الحقيقي صراعا ً مريرا ً، حتى تسمية المكلف، كانت تعبيرا عن الكلفة التي يتحملها المنتمي لهذه الطائفة ). مقابل ذلك ، ألزم السيد نفسه واجباً شرعيا في طرح دين الأحرارمقابل دين العبيد. إسلام لبرالي مغاير للمألوف، إسلام يوظف العقل مقام النقل، و يحرر المسلم الحقيقي ودينه من "عبودية الفقه" ومن مراسيم القداسة الوثنية التي أملاها الفقهاء عليه. إنه يحرر الدين مما ألصقه عليه الفقه من أوهام وأساطير وأكاذيب ، وما أضاف لها الرواة و سادة منابر التجهيل من خرافة وسفاسف.
إزاء أطروحات كهذه، ليس غريبا علين تصرف حكومة إيران، الغريب شجاعة السيد بذهابه هناك. قبلها يتذكر السيد كيف أدرك أكاديمي شيعي بدرجة بروفيسور، واجبه الشرعي أزاء تكفير السيد القبانجي. وبأدب أكاديمي وبدافع نصرة الدين والمذهب ! بطـّن تكفيره للسيد بخوف أكاديميي ! من "نقل تفسير" السيد القبانجي لمفهوم الجنة والنار والعدالة الإلهية، بحجة كلام صعب على لسان مؤمن نقله وترديده.. فقد استحرم ان يكون ناقلا للكفر !! فسر أحد كتابنا الخوف من نقل الكفر على انه تحريض على التكفير بطريقة أكاديمية !! فماذا نرتجي من فعل تلاميذ هذا البروفيسور اللامع!!

من خلال مقالته الأخيرة في موقع كتابات" ماذا يحدث لشيعة العراق ؟" ، قدم لنا القبانجي زفرة سياسية مكبوتة ، وحسرة عراقية فسرت آلام روحه الإنسانية النبيلة الملتاعة. سخط مرّ لرجل دين جزع ذرعا مما رآه وما قرأه من تشويهات في تاريخنا الإسلامي، وقرف من حضوه سياسية لرجال دين في مفاصل الدولة. لقد حفزته شواهد الفساد المؤلمة لكتابة أفكار على شكل أسئلة صاخبة، لخصها واسماها: "أوهام التشيع التاريخية".
في شرحه البنيوي لأوهام مذهبه، ومن خلال إثارته لتساؤلات وشكوك معاصرة، فسّر مكنوناته ويقينه الشخصي حول قدسية "رموز" التشيع التاريخية.، شارحاً وهم تقديس الشيعة لنصوص فقههم وأساطير رواياتهم، وتأليههم لشخوصها حد حب وكراهية حيواناتها..! لقد شرح كل وهم منها ودوره في تجهيل وتخلف العقل الاجتهادي الشيعي المستنير ، وانعكاسات ذلك على عدم وصولهم للحكم، او حتى عدم استيعاب فهم المرحلة عند حصولهم عليه وكيفية الحفاظ عليه.

لخّص القبانجي أوهام التشيع بـ : (أحقية الخلافة، العصمة، انتظار الحجة، الفرقة الناجية، المرجعية ، رجل الدين، الاحزاب الشيعية، المثقف الشيعي المغترب، الثورية والشجاعة والعلم)

أوهام بلا حصر أثقلت كاهل العقل الشيعي على مدى التاريخ، أوهام يدعمها ويعيد صياغتها وإنتاجها وترسيخها، ساسة طائفيون بامتياز، جعلوا منها أيقونات وثوابت مذهبية بلا فكاك، أوهام لم تغادرهم من زمن النبوة والخلافة حتى يومنا ، أصداء صاخبة ظلت تراوح في مكانها وزمانها، ولم تبارح شعاب مكة والكوفة بعد !
في شرحه لأوهام التشيع ، لغمَ السيد القبانجي، كل "وهم" منها، بسيل من أسئلة تاريخية، سياسية واجتماعية محرجة انتقاها من صلب حياتنا اليومية المعاشة ، أسئلة دنيوية تدور في فلك الإنسان وهموم حياته. أسئلة تتعلق بمفاهيم العدالة الاجتماعية التي نادي بها المذهب وأئمته والتي يغمض ساستنا الشيعه عيونهم عنها . فتجربة الفشل السياسي الشيعي، لم تفارق أسئلته ولا مقارناته قط.

بشجاعة مثقف واع، مزجَ تساؤلاته مع وقائع ما جرى للشيعة من مآسي عبر التاريخ( ثورة ايو مسلم الخراساني وموقف الامام علي منها) وبجمالية، قارنها مع أحداث الساعة.

فالقبانجي معني بما يجري الآن على الساحة السياسية والاجتماعية، اهتماماته هو الانسان والشعب والوطن لا التاريخ. فبحسرة متفهم للتاريخ والحاضر المرّ، ربط لحظات فشل التشيع عبر التاريخ مع ما يجري من إحباط وفشل نعيش نكده ومآسيه الآن . و كمصلح سياسي لبرالي، يلوم السياسيين ويحملهم مسئولية التراجعات وفشل تجربتي التشيع السياسي في ايران والعراق . مستخلصا من تفاصيل فشلهما حقيقة واحدة: فشل شيعي متوارث، لم تـُستغل فيه يوما، فُرص التاريخ المتاحة لوصولهم للسلطة والتمسك بها. ( الدكتور ليث كبة أكد هذه الحقيقة وفشل تجربة الاحزاب الشيعية في الحكم -مؤتمر بيروت ولندن)
حين ينصف القبانجي عدالة التشيع باعتباره عدالة أهل بيت النبوة، وباعتباره ثورة ونقد للظلم ، يستدرك لشرح سبب الفشل: كونه –التشيع- لم يأخذ فرصته. فالشيعة " لم تجرب الإدارة - يوما، لا بل عانوا الفاقة والظلم ".!! لذا يوعز فشل الشيعة بعد آل البيت، الى موروث الأوهام تلك، الى "تقديس الرموز" التي كانت صلب موضوعه. فنراه يوعز الفشل التاريخي بربطه بأوهام التشيع : "نحن ننتظر - الحجة- لاننا عاجزون، لا نملك مشروع دولة وأنسان.! .."
ألا تكفي هذه المقولات لاعتقاله ؟؟ لقد تحمل ساسة الفشل منه الكثير. انها صرخات سياسية جرى تحملهاعلى مضض !! حقا كنا نخاف عليه من ظلامية الوهابية.. أتانا الجواب من حليفنا المذهبي وجارنا الولي الفقيه!!
الحرية لرجل الدين الشجاع السيد أحمد القبانجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه