الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العثمانيون وإبادة الارمن -7

طريف سردست

2013 / 2 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات




استخدام الارمن في التجارب الطبية
في ظروف غياب شروط النظافة الصحية الاولية، انتشرت الامراض والاوبئة بسرعة بين جنود الجيش التركي، وكانت السبب في وفاة كل عاشر جندي. بشهادة توفيق سليم، الطبيب الضابط من الجيش التركي الثالث، من أجل تحضير اللقاحات ضد التيفوس، جرت تجارب في المستشفى المركزي لمدينة إرزينجان أستخدم فيه الارمن من جنود وطلاب المدرسة العسكرية، كأرانب للتجارب، وغالبيتهم ماتوا. أدلة غير مباشرة تشير الى ان بهاء الدين شاكر، خريج الاكاديمية الطبية العسكرية ومُنظم التشكيلات الخاصة والحاصل على لقب " قصاب طربزون"، شارك في هذه التجارب. جرت التجارب تحت الاشراف المباشر من قبل بروفيسور المدرسة الطبية في استانبول حمدي اكنار الزيات. قام الزيات بحقن اشخاص التجربة بالدم الملوث بالتيفوس. بعد انتهاء الحرب قامت محكمة استنابول الخاصة بوضع الزيات في مستشفى المدرسة الطبية للعلاج الالزامي بسبب " اختلال عقلي شديد". [21]

اليوم يعتبر حمدي الزيات مؤسس علم البكتريولوجيا التركي وتحول منزله الى نصب ومتحف في استانبول. التجارب التي قام بها حصلت على موافقة المفتش الصحي العام للقوات العثمانية سليمان نعمان. ادت هذه التجارب الى احتجاج الاطباء الالمان العاملين في تركيا وايضا احتجاج بضعة اطباء اتراك. احد الاطباء الاتراك هو جمال حيدر، والذي حضر شخصيا التجارب وكتب عنها رسالة الى وزير الداخلية عام 1918 حيث وصفها " بالبربرية" و " الجريمة بحق العلم". ومع حيدر تضامن الطبيب الرئيسي لمستشفى الهلال الاحمر في إرزيجان الدكتور صلاح الدين، متعهدا بمساعدة السلطات في البحث عن الجناة من الذين قاموا بتنظيم واجراء التجارب. غير ان وزير الدفاع رفض هذه الاتهامات، ولكن حيدر وصلاح الدين اصروا على شهاداتهم. وحسب صلاح الدين جرت ضغوطات شديدة عليه لحمله على الصمت. وبسبب الفوضى السياسية في المرحلة الانتقالية من حكم الامبراطورية الدستورية الى حكم الجمهورية التركية تمكن الجناة من تفادي العقوبة. حمدي الزيات قام بنشر نتائج تجاربه حيث اشار الى انها اجريت على " مجرمين محكومين".[21]

بنتائج التحقيقات التي قامت بها المحكمة العسكرية الاستثنائية في عام 1919 اصبح معلوما وقائع تسميم الاطفال الارمن والحوامل الارمنيات من قبل مسؤولي المصحات الطبية وبقيادة مدير دوائر وزارة الصحة في طربزون علي صائب Ali Saib. من رفض تناول السم أجبر على تناوله او رمي في البحر ليغرق. من تمكن من البقاء حيا والوصول الى معسكرات التجميع جرى تزويده بالماء وفيه جرعة قاتلة من المورفين. شهود فرنسيين واتراك أكدوا حوادث تسمم الاطفال الارمن في المدارس والمستشفيات. كما استخدم الصائب حمامات بخار محمولة على السيارات بالتركية تسمى Etüv لقتل الاطفال بالبخار الحار. [21]
محافظ ديار بكر، الدكتور محمد رشيد، أشاع ان الارمن " ميكروبات خطرة" الامر الذي يبرر التخلص منهم. كان ذلك لتأكيد الاعتقاد ان الارمن اقل تطورا من المسلمين، الذن كانوا خير أمة وبالتالي افضل من الارمن. كما كان محمد رشيد اول من قام بربط حوافر الحمير على ارجل الارمن واول من قام بصلب الارمن على صورة صلب المسيح[22]. مجمل هذه الممارسات توحي ان ماقامت به الفاشية الالمانية في عهد هتلر للقضاء على اليهود مستوحى من التجرية التركية في القضاء على الارمن.

استئصال الثقافة الارمنية
تماما كما تقوم اسرائيل اليوم في اجتثاث معالم الثقافة الفلسطينية من الاراضي المحتلة قامت السلطات التركية بالممارسات نفسها ضد الارمن وبقية الاقليات المسيحية، لتكون تركيا هي المعلم الاول. حملة ابادة الارمن رافقتها حملة إبادة التراث الثقافي للارمن. لقد جرى تفجير النصب والكنائس الارمنية كما جرى حرث المقابر الارمنية وزرعها بالقمح والذرة. إضافة الى ذلك جرى تهديم الاحياء الارمنية او توطين الاتراك والاكراد فيها، وجرى تبديل تسمياتها. [23]
عام 1914 كانت البطرياركية الارمنية في القسطنطينية تملك مالايقل عن 2549 مبنى منها 200 دير و 1600 كنيسة.[24] في فترة حملة الابادة الجماعية جرى تحطيم الكثير من الانصاب والتماثيل الارمنية. الكثير من المعابد جرى هدمها والقسم الاكبر جرى تحويله الى جوامع. حتى عام 1960 كان يجري ، بشكل منظم، إزالة كل اثر على وجود الارمن على الارض التركية. فقط في الستينات اثار العلماء موضوع توثيق وترميم الاثار الروحية للارمن. في عام 1974 تمكن العلماء من العثور على 913 مبنى على الاراضي التركية كانت في السابق اديرة وكنائس. نصفها لم تعد موجودة اليوم، و252 من الباقي جرى هدمه وفقط 197 لازال موجودا في حالات من السلامة مختلفة. [25]

في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات عثر ويليان دالريمبل على وثائق تثبت استمرار تهديم الابنية التاريخية للارمن. وعلى الرغم من ان الكثير من الابنية تهدمت بفعل الهزات الارضية وبفعل بحث الفلاحين الاتراك الدائب عن الكنوز جازمين ان الكهنة الارمن طمروها تحت التراب في ارض المعابد، إلا انه توجد اثباتات على حدوث تهديم منظم ايضا. حدث انه حكم على المؤرخ الفرنسي دج. م. توري، ثلاثة اشهر من العمل الاجتماعي، مع وقف التنفيذ، بسبب انه حاول رسم خريطة لمواقع معابد الارمن في مدينة وان. كان قد لاحظ ان السلطات ، ومنذ عام 1985، كانت تحاول تهديم الكنيسة الارمنية في مدينة اوشكافانك، ولكنها المحاولة فشلت، بسبب مقاومة السكان المحليين الذين كانوا يستخدمونها لخزن حبوبهم. القضاء على المعالم الثقافية للارمن تزايدت سرعته بعد ظهور المنظمات الارمنية الارهابية للانتقام من الضباط الاتراك. [25]

احدى اوضح الامثلة على السعي المنظم للقضاء على التراث الثقافي الارمني، حسب ويليام دالريمبل، هو المجمع الكنسي الارمني ختسكون Khtzkonk Monastery قرب مدينة قارص والمؤلفة من خمسة كنائس، والذي منع الوصول اليه رسميا من تاريخ 1915 والى نهاية الستينات. حسب شهادة الشهود جرى تفجير الكنائس بالديناميت بواسطة الجيش، والذين كانوا يستخدمون المباني كحقل تجارب عسكرية للرمي. في الزمن الذي قام المؤرخ فيه بزيارة المجمع كان باقيا فقط كنيسة سرغيسا والتي تعود الى القرن الحادي عشر، وحيطانه كانت متضررة للغاية. كنيسة فاراغافانك جرى تحويلها الى سراي، اما الكنيسة بازيليكا والتي تعود الى القرن التاسع، فقد جرى تحويلها الى مخزن، وجرى فتح فتحات كبيرة في جدرانها للسماح بدخول سيارات النقل. المجمع الكنسي في المدينة الارمنية اديسا، والتي تحول اسمها الى شانلورفا، وتقع على الحدود مع سوريا اليوم، جرى تحويله، عام 1915، الى مستودع للحريق وفي عام 1994 جرى تحويله الى جامع بعد ان هدموا منه الاجزاء الغير ضرورية. في عام 1987، وتحت تأثير الضغط الدولي جرى ترميم كنيسة القديسة كريستا على بحيرة وان. [25]

يتبع:
الاتراك والاجانب الذين دافعوا عن الارمن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل