الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاثير العاطفي على الطرح الجدلي ..

حسين الصالح

2013 / 2 / 23
المجتمع المدني


كثيرا مانتحدث عن الافكار ونناقش الايدلوجيات , وخصوصا عندما نتحدث على مستوى الجماعة وليس الفرد, فعندما نناقش رؤى سياسية او حالات ايمانية وعقائد او مصطلحات فلسفية او اجتماعية نجد ان تركيزنا يمطر وبغزارة على اغناء الفكرة ونتعامل مع الافراد والمجتمعات وكانهم مؤدلجون او متمكنون من رؤاهم الفكرية , في حين ان الجماعة تتاثر سلوكياتها وتوجهاتها الحياتية بعامل مهم يتحكم بالنفس البشرية كما يتحكم الربان بسفينته الا وهو (( العاطفة )).
فالفرد يتشرب منذ الولادة على اساسيات فكرية وسلوكيات حياتية يرسخها الزمن على شكل مسلمات في كثير من الاحيان غير قابلة للتغيير او التجدد , وفي حقيقة الامر ان الانسان يكون علاقة تعودية وعاطفية مع هذه المسلمات فالامر اشبه بالارتباط الأسري الذي يجعل الفرد متقبلا ابويه رغم كل عيوبهما كما تطرق العزيز سعدون ضمد بالتفصيل لهذه العلاقة في احدى مقالاته ..
فاذا اخذنا صفة مثل الطائفية سنجد انها شعور مسلم به من قبل الفرد قبل ان يكون قاعدة فكرية او عقيدة , الدليل ان استلام الاسلاميين لزمام الحكم اليوم في البلدان العربية كان كفيل بتعريتهم امام جمهورهم , ورغم كم التخبطات والويلات التي انزلوها على جماهيرهم نجد ان الفرد لم يتخلى عنهم رغم علمه بمفاسدهم وشرورهم , والسبب ان هؤلاء القادة يوفرون الضامن العاطفي الذي لايمكن لاي مفكر عقلاني ان يوفره .
وكذلك عندما نتحدث عن موضوع مثل الديمقراطية فاننا في واقع الحال سنصطدم مع ميول النفس البشرية واهوائها واحلامها في التسلط والتمكن من الاخر لذلك نجد تناقض واضح في سلوكيات الكثير من دعاة الديمقراطية وبين فكرهم السياسي في هذا المجال !! في واقع الحال ان الانسان بحاجة للاحساس بفقره للديمقراطية بحيث هي ستكون الملاذ والضامن الوحيد بعد ان يحترق سنوات بلهيب الحروب الداخلية وهذا ما اثببته تجارب الشعوب السابقة.

فالجانب العاطفي يمثل اللاعب الاقوى والاشد تاثيرا على الانسان بل هو يتحول مع مرور الزمن الى درع يحيط بالفرد ويحميه من اي هجمات فكرية مغايرة , وخير مثال على هذا الدرع نشهده عندما نتحاور لساعات مع افراد معينين يومئون برؤسهم ويتمتمون بعبارات الموافقة والتاييد لما يطرحه المقابل ولكنهم في نهاية الحديث يعتذرون عن تطبيق الفكرة رغم اقتناعهم برجاحتها ومنطقيتها والسبب عاطفي ونفسي بحت , لذلك نجد الجهاز العصبي للانسان يتحفز بصورة غير طبيعية عندما يخترق هذا الدرع من الخارج او من قبل الفرد نفسه ..
محصلة لما تقدم ربما علينا تتبع العامل العاطفي وراء كل سلوك او حراك للافراد داخل المجتمع بل ونعمل على تنامي شعور اخر يعاكسه بالتاثير بدل من التركيز على تفنيد ومناقشة الافكار خصوصا مع ابناء الفكر الجمعي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟


.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين




.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال