الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانظمه الجوفاء , حل ام مشكلة؟

كريم محمد السيد

2013 / 2 / 25
المجتمع المدني


الانظمه الجوفاء, حل ام مشكله؟!
ان اي نظام او نظريه لا يمكنها ان تساير مجتمعها مالم تكن نابعه من حاجته الملحّه, ضرورات الحاجه تزاحم التقليد وما موجود سواء كانت بفعل او برد الفعل. ومن هنا نجد ان اغلب النظريات التي بزغت بعد ثورة اوروبا الصناعيه حاجه ملحه لمجتمع بدا فيه حراك المال والفكر يسيطر على الاجواء آنذاك, وهذه النظم بدت وكأنها تحاكي جمادات وانسان مجرد من معنوياته وقيمه تجاه الآخر وكان طبيعي ان نجدها لا تصمد امام حاجة الانسان الروحيه وطبيعته الاجتماعيه التي يتميز بها عن سائر المخلوقات بكونه يشعر ويفكر ويستأثر بالآخر.
يشرع المفكر الاسلامي السيد محمد باقر الصدر في كتابه الموسوم (الاسلام يقود الحياة) لبحث النظام الرأسمالي كنظام من شانه ان يقود المجتمع لنظام اجتماعي متكامل صالح لقيادة المجموعة البشرية باتجاه القيم والسمو الانساني وبعد تساؤلات ومناقشات ينتهي للعبارة الأتية "وقّدّر بنفسك نصيب المجتمع الذي يقوم على ركائز هذا النظام ومفاهيمه من السعادة والاستقرار, هذا المجتمع الذي ينعدم فيه الايثار والثقة المتبادلة, والتراحم والتعاطف الحقيقي, وجميع الاتجاهات الروحية الخيرة, فيعيش الفرد فيه وهو يشعر انه المسؤول عن نفسه وحده, وانه في خطر من قبل كل مصلحة من مصالح الاخرين التي تصطدم به, فكانه يحيى في صراع دائم ومغالبه فيها لا سلاح له فيها الا قواه الخاصة, ولا هدف منها الا المصلحة الخاصة"
وهذه القراءة وهذا الاستنتاج نراه وضع طبيعي في كل الانظمة الاجتماعية اذا ما انحرفت عن المسار الانساني للمسؤولية الاجتماعية عندما يغيب التعاون بين ابناءه ويصبح الصراع الاجتماعي الطبقي المادي هو السائد وهو معيار قيم كل فرد من افراده,
نلاحظ ذلك كثيرا في مجتمعنا العراقي مثلا خلال مرحلتين مهمتين من مراحل النقله الاجتماعيه لما قبل وبعد 2003, فمثلا تغيرت مفاهيم الزواج والتعايش العائلي بتغير الاوضاع المادية والاقتصاديه للافراد بعد تلك الطفره النوعيه في ارتفاع مستوى دخل الفرد, فبعد ان كان الابن يعيل عائلة كبيره اضافة لزوجته واولاده اصبح بعد التغيير الاقتصادي يشعر برغبته التخلي عن الدور الذي كان يقوم به واصبح همه الاوحد تامين المسكن والمعيشه لعائلته الصغيره قبل عائلته الكبيره, وتماما كذلك الابن الذي سام ان يكون بارا باستمرار مع تغير الاوضاع الاقتصاديه سيكون شان الافراد في ذلك المجتمع فالتفكير الفردي سيغيب اللحمه الاجتماعيه والايثار والثقه المفترضتين.
ان ما يسير عليه العالم هذا اليوم لا يبتعد عن ما اشار اليه فيلسوف الاسلام بعد ان اصبحت الانظمه تتعامل مع الشعوب على اساس مصالحها الأقتصاديه مبتعدة عن روح التعايش الانساني واخلاقيات القيم التي تقف الاديان وراءها بشكل اساسي. فالشرق الاوسط مثلا اصبح مضطربا ومنطلقا من حاجاته وضروراته للعيش بأنظمه توفر عيشا كريما للشعوب وتنهض بها من درك البطاله والفقر الذي استشرى في تلك المجتمعات فكانت حاجة الشعوب للحريه والعداله شرارة الثورات الاجتماعيه ضد انظمه لم تشعر بشعوبها يوما ولم تستمع لصراخاته التي فاضت اخيرا بطوفان جرف الاخضر واليابس واشعل جذوة الصراع السلطوي لأيدولوجيات متنوعه.
كريم السيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق مع الزمن لتفادي المجاعة في قطاع غزة • فرانس 24


.. اعتقال عنيف لمؤيدين لفلسطين في جامعة -السوربون- الفرنسية #سو




.. اعتقال عشرات الطلاب المؤيدين لفلسطين في جامعة -نورث كارولاين


.. في غياب آخر الشهود.. من سيحكي للطلاب قصص الحرب العالمية الثا




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش المخاوف من إمكانية إصدار مذكرات اعت