الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صبرية القاضي

عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)

2013 / 2 / 28
المجتمع المدني


( إمشي انت شيعي صفوي ) ، ( امشي انت سني عثماني ) ، ( إمشي كردي شعندك هنا كاكه ) هكذا تحولنا إلى وطن ثلاثي الأبعاد من خلال تجار الرأي الذين عملوا على تنشيط البعد الرابع الذي يحرك الأبعاد الثلاثة أعلاه ، نعم إنه البعد الطائفي .
هذا بعدٌ عزف عليه الكثيرون ، من أجل تمزيق هذا التنوع الجمالي الإنساني العراقي وتشويه هذه اللوحة ، لوحة عراقية بإمتياز جسد ألوانها أبناء هذا الشعب الواحد الموحد .
ولو سلطنا بقعة ضوء على لحمة هذا الشعب تظهر لنا الكثير من صور التلاحم .
ومازلنا كذلك نبحث ، نحفر ، ننقب في الذاكرة العراقية لاسيما السماوية لتظهر لنا شخصية ( صبرية القاضي ) تلك المرأة التي تم نقلها إلى السماوة بصفة مديرة مدرسة إبتدائية للبنات في الزمن الستيني الغابر، ووفقا للنظرة السائدة والمثل الشائع عن السماوة ( اليجيها يبجي واليطلع منها يبجي ) كانت صبرية ممتعضة لهذا الامر كونها قد نقلت إلى مدينة تشبه إلى حد ما قرية عصية على الوصول ، وأيضا هنالك صور قد رسمت عنها بكونها منطقة عشائرية لا يمكن لعيش المدنيين فيها ، المدنيون القادمون من بغداد أو الحلة .
صبرية باشرت عملها أولا برفقة شقيتها ، وعلى مدى فترة طويلة لم يطبخا في البيت ، فعادة أهل السماوة إكرام الضيف ، هنا تحسست صبرية بأنها تعيش في منطقة غريبة جدا فكل شيء فيها يصل لها شبه مجاني .
صبرية السنية التي عاشت في السماوة الشيعية ، لم يسألها أحد عن مذهبها ودينها ، أرادت أن تقوم بترميم بيتها وإعادة صبغه ، فحصلت على الصباغ أبو خالد ، دخل أبو خالد البيت شرع بالعمل ، واصل فيه ، وصل إلى الغرفة الخاصة فوجد المال والذهب بصناديقه والحاجيات الثمينة أمامه أبو عبد قام بحمل الصناديق وأبعدها عن مكان عمله حيث كان وبمقدوره أخذها بهدوء وينقذ نفسه من الفاقة التي يعيشها ، عادت صبرية للبيت لتجد ان شكل البيت قد تغير ، وحاجيات البيت كما تركتها ، ذهبها حاجياتها الثمينة كما هي ، إستغربت ، سألت نفسها أولا ، ثم سألت أبو خالد كيف أنه لم يأخذ اي شيء بكونها قد نست أشيائها أمام العين وكل شيء مباح ، أبو خالد قال ( يا ست إحنا أهل السماوة نحب أن نعيش بعرق جبيننا ونحن نخاف الله كثيرا وأنت صرت وحدة من أهلنا ومالك هو مالنا ونحرص عليه كما نحرص على أنفسنا ) .
صبرية السنية هنا عشقت السماوة الشيعية ، وطبعا هذه التوصيفات نطلقها اليوم جبرا بسبب إعادة إنتاجها ومحاولة فرضها على المجتمع العراقي .
ونصل هنا إلى قمة الجمال العراقي ، بين أبو عبد وصبرية القاضي قصة وطن عنوانه المحبة والتسامح والانسانية ، عنوانه العيش بسلام آمنين ، معرفة الله الواحد الاحد والدين السمح دون الغوص في التوصيفات الفرعية ، وطن قافز على التشيع ، التسنن ، التعرّب ، التكرد .
أين نحن من صور الجمال العراقي ، الغريب أن جميع العراقيين اليوم بدأوا يطالعون صورهم القديمة ولفظة الله لا تفارق الافواه ، كونهم عشقوا ماضيهم الذي فيه كانو متلاحمين ، لكن جمال الروح العراقية مازال قائم كما هو ، ونحن مازلنا نحب العراق ، وانا مازلت هنا ، أحبكم وأحب السماوة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا


.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة




.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم