الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرهبان الماركسيون

زياد أبريل

2013 / 2 / 28
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


إن العديد من ماركسيينا اليوم لينسبون لأنفسهم الإلمام بالنظرية . رغم أن أغلبهم لا يزال حديث العهد بها لمجرد أنهم قرؤوا ، أو حتى سمعوا بعضا من أقوال منظري الماركسية فاتخذوهم أنبياء و أولياء جددا و هم لا يزالون ينفضون عنهم غبار المثالية ، بيد أنهم لم يفعلوا ، هؤلاء الذين أصموا آذاننا بالكلام الفضفاض و الحديث المسهب عن كرامات الرفيق( ستالين العظيم) و الرفيق( لينين العظيم) و كل ما جادت به أمهات الكتب الحمراء من شروحات نظرية لم نطلع عليها بأكملها و لا ننسب لأنفسنا أننا فهمنا حقا دياليكتيكها الثوري .. ليس بعد على الأقل ، بينما هم أقنعوا أنفسهم و المخدوعين بهم بأنهم فعلوا ، و هذه الفقرة لا ترد على هؤلاء بقدر ما تعذر سلوكهم ، لأنها بالفعل سلوكات مثالية عهدناها من المعسكر النقيض ، معسكر الرجعية ، معسكر الحقيقة المطلقة ، إنها المثالية في ثوب جديد، فهي دائما تتلون و تلبس سرابيل جديدة كلما عراها التقدم العلمي و الفضح الايديولوجي .

أن ترى ماركسيا يتقيد بما جاء في الكتب الحمراء و لا يرى ما يقدم الواقع من معطيات و يحاول دائما استظهار النصوص الماركسية العلمية على أنها فقرات من كتاب مقدس، بل و يعطي أحكاما مضحكة على تجارب عملاقة و يصفها بالتحريفية، فقط لأنها لا تلبي تعطشه السخيف لسلطة النقل ،فهذا ماركسي يدعو للرثاء ، أن ترى ماركسيا يقدس لينين أكثر من اللينينية و يرفع ستالين إلى مصاف آلهة اليونان و لا يتوانى عن ضحد أية فكرة أو أي إبداع في التعامل مع الواقع فقط لأن ذلك الإبداع أو تلك الفكرة ( لم يردا في كتب لينين و ماركس ) فهذا ماركسي يدعو للرثاء في زمن الردة و الخيانة ، أن ترى ماركسيا يتباكى على أمجاد الاتحاد السوفيتي بنفس الطريقة التي يتباكى بها الاسلاميون على أمجاد فتوحاتهم المفقودة ، فهذا يجعلنا نعيد النظر في مدى التزام هؤلاء بالخط الثوري الماركسي اللينيني ، و مدى جديتهم في مزاعمهم التي لا يتركون كل مناسبة أن يتحفوا بها الجماهير ، إن التابث في الماركسية هو قدرتها على التطور تبعا لمعطيات الواقع ، ففي كنهه توجد الإجابة عليه ، تلك الاجابة التي لا يستطيع إيجادها إلا فكر ماركسي لينيني سليم واع بأن الماركسية اللينينية هي أداة لتحليل الواقع ، فكلما تغير الواقع ، إلا و تتغير الإجابة عنه تبعا له ، لكن رهبان الماركسية لا يفهمون ذلك ، أو بالأحرى لا يريدون أن يفهموا ، فمن المخيف لهم أن يخرجوا إلى الواقع عرايا من غطائهم الوحيد و هو جمل و عبارات أمهات الكتب ، و يروقهم جدا نعت رفاقهم بالتحريفية أو ما شابه ذلك من نعوت لكل من لا ينسجم مع تعاملهم المثالي مع النظرية المادية و مع الواقع ، فيسقطون و يُسقطون الجماهير التي اتخذتهم جهلا قيادتها في مستنقعات كانت الحركة في غنى عنها ..
و نهاية أقول : لا بد للفهم الصحيح للواقع أن ينتصر لأنه هو القادر على البقاء في وجه تحديات و تقلبات المجتمع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم