الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل وحرية الوجود

احمد مصارع

2005 / 4 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الواقع صنو المستحيل , يستضيفك ثم ترحل عنه مغتربا , وقد تعيش فيه مغتربا أو متجاهلا , ففي الاغتراب عنه , فانك ستركب موجة , أو سراب فنون ابتداع ( الحقائق الذاتية ) , وكل ما يخامر الحدس والتصور , وذلك على هيئة كسولة , غير متفانية في حب الحقيقة ذاتها , بل تمجيد لا حدود له للذات , فما الحقائق عن سوى ما تبتكره الذوات المفتقدة , لأبسط مقومات القدرة على تبرير ما يمكن تسميته الحقائق الحدسية أو المزاجية , وفقا للقدرة على التخيل , ووفقا لما تمليه علينا تهيؤ آت الذات الملتهبة بصدق المشاعر , مع هروبية بائنة لعبودية الحقيقة الصارمة , وضرورة الإصغاء لروح خارج الذات المستعمرة للخواء , وبدون أي فعالية حقيقية على الاعمار , بل مجرد غلواء الشعور بالفنية , والركون الى ما هو مسل .
التقاطع الفوقي , والذي يعتمد السرية بديلا عن الشفافية أو السذاجة الطفولية , وعند الاكتفاء بمواجهة الواقع بشكل فني , حيث يتم تقديس رؤية سابقة وموروثة , بدون محاكمة , وبدون مراجعة , وحيث تندر الإضافة التي تشير تفاعلية ارتقائية , يتم من خلالها ائتلاف القرار مع الجواب , من خلال الامتداد التواصلي .
الروحاني المبتور كالفني المتحرر من غير أساس يسمح بإتمام البناء , ولذلك يتقاطع صراطاهما الوهميان , وليصنعا زاوية حادة , بينما يزداد القطاع المكمل لهما , ولا تحدث استقامة , ولاتكامل مع الواقع الذي تم تخطيه ,بوصفه ضحية للاعتقاد أو التصور . أو مجرد الرغبة !.
إن ماهو آلي وراثي , معبئ بصفة ساذجة , على نمط الإناء الذي نأكل فيه , أو الكأس الذي نشرب منه , وكل ذلك سيجري وفقا لوحدة القياس .
أما الوجه الآخر , يتمثل بالاستعانة بما هو روحاني , بل ومقدس , ولكن بصفة مبتورة للغاية , ومن وحي الأسطورة التي لايمكن أن تكون واقعا , فأسطرة الواقع لايمكن لها بدون جدلية مثمرة , أن تردم الهوة فيما بين الأمنية المتخيلة , ووسائل الوصول الى أقصى ما يمكن من التحقيق .
الضحية الأولى لتداعيات الحياة وعلى المنوال السابق , ما يسمى بلغة العصر , بل وفي كل العصور , في انعدام النظريات المحتملة الحدوث , بل والتي ينبغي اختبارها , بروح حيادية خارج كل تعبوية مسبقة .
لا حياة بدون نظريات تتحدى العقل , ابتداء من العدم التعريفي , ووصولا الى تدعيم الواقع , ومن خلال التجارب الصعبة , التي تتطلب التضحية بالتجليات الواهمة .
قد يمكن للفن الواهم وفي تحالفه مع المؤتمن ألاعتقادي , صنع ما يمكن تسميته بالقدر المحلي المنعزل , ولكن كل بناء على هذا النحو سينهار حتما , لحظة ظهور حقيقة قدر الآخر المسلح بحقائقه الموضوعية , التي نتجت عن عبودية تامة لله وللطبيعة , ولكل موضوع يستحق الانحناء لا الاستعلاء .
إذا كان الطفل حالما شاعرا , والعجوز شيخا متصوفا , فنحن , قبالة أمير وأمير , ولذا نتساءل , من تراه سيسوق الحمير ؟!..
الطريق نحو الحرية والرفاهية المتزايدة , لايمكن له أن يتحقق من خلال بقاء كل ما حولنا مادة خام , وكما خلقها الله , ولامن خلال العبور الساذج للانطباع ألطفلي الساذج , ولا بالزاهد في الهواء الذي نتنفسه , حرصا , وأمانة ولكي لا تطغى على الحياة , والاكتفاء بمجرد الوسائل الأقل كلفة , ولكي لا يسود العقل , وهو المتهم بالفسوق مسبقا , ورغم قوة الصيحة المدوية :
بأن لا حياة , بالأمس واليوم وغدا بدون حرية وتحرر , للعقل الذي يكبر , بدون رعاية حقيقية , والذي سيصبح مسؤلا حتما عن الصغير الكبير في روحه , وعن الكبير الزاهد في أشلائه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأميركي: دمرنا محطة تحكم و7 مسيرات للحوثيين في اليمن


.. درجات الحرارة بالعراق تتجاوز الـ50 والمختصون يحذرون من الأسو




.. ما آخر تطورات العملية العسكرية بحي الشجاعية شمال غزة؟


.. رقعة| تدمير الحي الإداري برفح نتيجة العدوان الإسرائيلي على غ




.. وزارة الداخلية الإيرانية تعلن التوجه إلى جولة ثانية من الانت