الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتحاد الأدباء والكتاب في العراق والانتخابات القادمة

عبد جاسم الساعدي

2013 / 3 / 2
المجتمع المدني


احتضنت بدفء وحميمية عالية الطاولة المستديرة في المركز الثقافي لجمعية الثقافة للجميع صباح الخميس 21/2/2013، عددا مهما من الكتاب والمبدعين والمعنيين بمستقبل الثقافة العراقية لمناقشة واقع الاتحاد وآفاق مرحلته القادمة على ضوء دورته الانتخابية في شهر آذار القادم.
قدمت ثلاث اوراق متنوعة من الأستاذ فاضل ثامر، رئيس الاتحاد والأستاذ مفيد الجزائري رئيس الجمعية العراقية لدعم الثقافة والدكتور عبد جاسم الساعدي رئيس جمعية الثقافة للجميع.
ادار الجلسة الناقد بشير حاجم والكاتب خضير ميري، استهل الأخير كلمته بالإشارة الى اهمية مثل هذه الجلسات في الاقتراب والحوار والوضوح، ثم حيا رئيس الجمعية الحضور وقدم الشكر على الاستجابة الجميلة لإبداء الرأي وتفعيل عناصر المشاركة.
بدأ الأستاذ فاضل ثامر كلمته بتحية الحاضرين وشكر الثقافة للجميع على تنظيم مثل هذه الملتقيات بخاصة في مرحلة ما قبل انتخابات الاتحاد وما ينتظره من رؤى وبرامج عمل ثقافية.
اكد رئيس الاتحاد على العمل الجاد لاستقلالية الاتحاد اولا وعدم انخراطه في الصراعات السياسية والحزبية والحفاظ على دوره الريادي في الثقافة العراقية لما يمتلكه من تاريخ وامتدادات ثقافية تنويرية وحرص الاتحاد على إقامة علاقات ثقافية واضحة مع مؤسسات الدولة بخاصة وزارة الثقافة والتعاون مع المنظمات الثقافية في العراق.
واشار الى الرحلات الثقافية في البلدان العربية والعالم من دون حصرها في دائرة واحدة، وكأنه يرد على الاتهامات المتكررة بين أعضاء الاتحاد في القبض بيد واحدة على تلك الزيارات من دون إتاحة الفرص للآخرين.
وذكر الأستاذ فاضل ثامر طبيعة العمل التطوعي في الاتحاد من دون مرتبات او مكافآت مالية، ووضح الموارد المالية التي ترد الى الاتحاد من النادي الاجتماعي وايجار ممتلكات الاتحاد...
وتحدث عن الممارسات الديمقراطية في الاتحاد وفي اتحادات المحافظات من دون قسر، وهم بصدد تغيير النظام الداخلي للاتحاد لانه من بقايا النظام السابق ولم يطرأ عليه تغيير او تعديل...
ووسع القول في دور الاتحاد وحضوره الثقافي أمام ازمات سياسية لا حصر لها...
وابدى مرونة جميلة ومقدرة على الحوار والإقناع وسبل التواصل والاعتراف بالآخر، المختلف مما اضفى على الندوة الثقافية جوا من الارتياح والمناقشات الهادفة...
وقرا الدكتور عبد جاسم الساعدي ورقته باختصار بمحاور تناولت الوضع الإداري للاتحاد والمقترحات لتطويره ليكون بمستوى المهمات القادمة والثاني عن ثقافة التنوع والحوار اما الثالث عن الإستراتيجية الثقافية للاتحاد في ظل التداعيات السياسية والاجتماعية... والصراعات الحادة التي تهدد مستقبل العراق وكان المحور الرابع عن التصورات الممكنة للترشيح على ضوء التجارب السابقة جاء فيها: ان ما يؤسف له حقا، ان عددا كبيرا من اعضاء الهيأة التنفيذية والمركزية الذين فازوا في الانتخابات السابقة، لم يمارسوا دورهم في الحضور والنقد وتقديم المقترحات، انهم اعتكفوا على حالهم واكتفوا بنتائج الانتخابات التي اهلتهم الى ذلك...
وركز الأستاذ مفيد الجزائري كلمته في محور واحد،يشمل اهتماماته ورؤيته في خلق بيئة ثقافية جديدة، تنهض من ركام الخوف واللامبالاة والعزلة الى حيوية الحضور والتغيير والمشاركة في الشأن العراقي العام بخاصة ما يهم الإنسان والمجتمع والتواصل مع الحياة ومؤسسات الدولة والمنظمات الثقافية.
ولابد من الإشارة الى المداخلات النقدية المهمة التي تبلورت في ضرورات التغيير من داخل اعضاء الاتحاد وعدم ترشح "الرئيس والأمين العام" هذه المرة الى منصبيهما السابقين لإتاحة الفرصة لضخ دماء جديدة يمكن ان تتحمل اعباء مسؤوليات قادمة، جاء الرأي من الروائي طه حامد الشبيب الذي افتتح باب الأسئلة والمداخلات بصدق ووضوح، مشيرا الى عدم الدخول في قوائم انتخابية لأنها "شللية" لا تصبّ في مجرى الثقافة العراقية.
ويمكن اجمال المداخلات على النحو الآتي:
1) الإستراتيجية الثقافية القادمة والأساليب الديمقراطية، بمعنى قبول التنوع والاختلاف. اشار الى ذلك الكاتب رياض الفهد والدكتور شاكر بدروالدكتور خليل ابراهيم، والدكتور سعد عبود مطر الذي قدم مقترحا بعرض استبانة على اعضاء الاتحاد تبين مواطن الخلل والركود والقوة في دعم الانتخابات القادمة وتحقيق الشروط الممكنة للاتحاد...
2) القضايا الإدارية وفرص مشاركة المرأة...ذكرت الناقدة "عالية خليل والكاتبة سافرة جميل حافظ" عن تعزيز مشاركة "المرأة" في هيئات الاتحاد ومنحها الفرص المناسبة في الأداء واحتضان طاقات الإبداع.
ومداخلة الباحث صبيح الحافظ عن شروط العضوية واهمال طلبه في ذلك على الرغم من الكتب العلمية التي اصدرها...
ويمكن اجمال الخلاصات التي انتهت إليها الندوة بالتالي:
- القبول بالحوار والنقد وحرية التعبير واهمية انتقال الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الى مرحلة تنويرية ورؤية جديدة ببرامج عمل ثقافية ذات ابعاد إستراتيجية وتعزيز استقلالية الاتحاد ومكانته من دون استئثار او هيمنة...
- إعادة النظر بقضايا الإدارة وتفعيل نشاطها وحيوية التواصل بمهارات حديثة، لتكون مناسبة لمرحلة التغيير القادمة، وإعادة صياغة النظام الداخلي الذي بقي على حاله يمثل النظام الديكتاتوري السابق/ لغة ومضموناً...
- تعزيز الممارسات الديمقراطية في الاتحاد وفي اتحادات المحافظات والعمل على تكافؤ الفرص والمساواة في المشاركة والاهتمام بالطاقات الشابة في الإبداع والكتابة...
- الاشتغال بجدية على التعدد الثقافي والتنوع على مستوى العراق كله وفق برامج ثقافية بأبعاد استراتيجية والاقتراب من الجامعة العراقية ومراكز البحث والكفاءات العراقية في خارج العراق وداخله...
- الدخول إلى الانتخابات القادمة على أساس "فردي" لا القائمة لأنها "شللية" وضيقة، وأكد المشاركون في الندوة توافر الشروط الحيوية في التفاعل والأداء والتغيير للأعضاء القادمين والأخذ بالاعتبار بعدم تشجيع "المنسحبين" والمنكفئين على حالهم، لان الانتخابات مسؤولية ومشاركة وحضور.
- اتفق المشاركون على ضرورة التواصل في الحوار وتعميق عناصره وجدواه بحسب برامج عمل قادمة، وأظهرت الندوة مدى الاستجابة والتفاعل بخاصة في ظل إدارتها بين الزميلين المبدعين: الناقد بشير حاجم والكاتب خضير ميري...
- نصّ مداخلة الدكتور عبد جاسم الساعدي:
"يسعى الأدباء والمثقفون في العراق لان يكون لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق دور مهم واستثنائي في ظل تفاقم ازمات الصراع والعنف الطائفي وسياسة المحاصصة والاتفاق بين "المكونات" على هدر المال العام واستشراء الفساد المالي والإداري وضياع فرص الإصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي والتعليمي والأدبي، والبقاء في دائرة الاتهامات و "التخوين" بينما يزداد عدد الأميين في العراق ليصل الى تسعة ملايين، وتتراجع البيئة المدرسية والجامعية في ظل تقاسم الإدارة على اساس ما يسمى بالتوازن والعدالة في توزيع "التخلف والجهل"...
وتزداد وتائر العنف والإرهاب اليومي المنظم على الأبرياء في حلقات متواصلة لاحد لها، ويكون للإرهابيين والمسلحين المدربين المقدرة على اشعال الفتن الطائفية والخوف والرعب اليومي واختيار الوقت والمكان لعملياتهم الإرهابية، وتتناسل المجموعات المسلحة والميليشيات بين قوى الرعب والتهديد، اذ يضع المتطرفون من هذه الجهة او تلك أيديهم على "الزناد".
بدعم اقليمي، تساعدهم في ذلك وترعاهم جماعات "إعلامية" على مستوى الصورة والصوت والكلمة... مستغلين هامش الحرية الذي يوفره نظام ما بعد العام 2003.
لايشك احد منا حتى الآن، ان الخلل الاجتماعي والثقافي والتربوي قد وفر البيئة المناسبة لرؤساء العشائر والقبائل ورجال الدين لان يحتلوا المكانة في الحركة والحضور والاستشارة بين التطرف والاعتدال، في غياب الأبعاد الثقافية وضعف فاعلية المجتمع المدني ودور المثقفين في الدخول الى الأزمات مباشرة وان يضعوا رؤيتهم وتصوراتهم، باعتبارهم مؤهلين من خلال اساليب الحوار والكلمة والاعتدال والانتشار بين فضاءات العراق كله من دون نزعات استئثار او طائفية، ويمكن ان يكون لهم دور في تحريك الأجواء الثقافية في المدرسة والمعهد والجامعة وان يكونوا صوتاً اخر يعلو على اصوات الانقسام والعزلة والتناغم مع الأطراف الإقليمية ورغباتها في زعزعة الأمن والاستقرار في العراق.
يحاول الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق خلق بيئة ثقافية جديدة من خلال النشاطات والفعاليات في مقر الاتحاد والندوات والمؤتمرات الثقافية على مستوى العراق والمحافظات، الا ان ذلك يظل محدود الحركة والتأُثير مادام الأمر يكرر نفسه في قراءات شعرية ونقدية واحتفاءات بالأدباء ومنجزاتهم الإبداعية.
بينما ينتظر الأدباء والمثقفون ان يكون الاتحاد في بغداد والمحافظات بامتداداته الثقافية بحسب إستراتيجية ثقافية تزحزح الساكن وتحرك الثابت من خلال رؤية جديدة يشكلها الأدباء أنفسهم ومنهج عمل يأتي في اطار الاستعانة بالعلماء والمفكرين والأدباء والباحثين واساتذة الجامعة في العراق وخارجه"...
ماذا ننتظر من الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في دورته الانتخابية الجديدة؟
اولا: مستوى الإدارة
أ‌- يحتاج الى إعادة تشكيل ادارته بما ينسجم مع التطلعات والبرامج الثقافية الجديدة والتواصل مع المؤسسات الثقافية والتربوية في العراق والبلدان العربية والعالم. وان يتمتع الموظفون الإداريون بكفاءة عالية في التنظيم والتخطيط والعلاقات.
ب‌- عضوية الاتحاد
تفرض الضرورة تنقية الاتحاد من بطاقات العضوية التي لا تتوافر فيها الشروط المطلوبة بحسب لجنة بطاقات العضوية لإعادة فحصها قبل إجراء الانتخابات.

ج- النظام الداخلي للاتحاد
اعادة صياغة النظام الداخلي للاتحاد والتخلص من لغته وشروطه القديمة بما يتفق مع مرحلة التغيير الثقافي في العراق.
د- لابد من الاشتغال لتفريغ بعض اعضاء الاتحاد بخاصة العاملين في الفعاليات الثقافية بصورة مؤقتة او بحسب نظام المكافآت المالية.

هـ - المالية:
تجري مراجعة لمالية الاتحاد وطرق الانفاق عبر لجنة مالية يتم الاتفاق على تشكيلها، وان تعرض الموازنة المالية على الأمانة العامة واللجنة التنفيذية مرة كل ثلاثة اشهر لضمان النزاهة والشفافية وهذا يمكن ان يشير إليه النظام الجديد للاتحاد.

و- إدارات فروع الاتحاد
تطبق الإجراءات الإدارية والمالية على الاتحادات في المحافظات، ويحق لتلك الإدارات تنظيم أفضل العلاقات مع مؤسسات الدولة المحلية والثقافية والإدارية وبخاصة مجالس المحافظات لجهة تطوير أداء الاتحادات وتوفير الشروط المحلية في المكان والموازنات المالية.
ي- إتاحة الفرص المناسبة والعادلة في مشاركة أعضاء الاتحاد في المؤتمرات والملتقيات والندوات العربية والعالمية، ومنح الشباب منهم فرصاً استثنائية لتطوير مهارات الأداء والمعرفة والتواصل مع الثقافات العالمية.

ثالثاًً: ثقافة التنوع والحوار
استيعاب ونشر ثقافة الحوار والسؤال والنقد اذ تبدأ بممارسات هيئات الاتحاد والقبول بالتعدد والتنوع والاختلاف والتنسيق الحيوي مع وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة والمرأة وكل المؤسسات المعنية بإعادة بناء وطن تخربه الصراعات والمحاصصات والإصرار على البقاء في دائرة التواطؤ على الفساد والمصالح الشخصية والفئوية والطائفية.
رابعاً: الترشح للانتخابات القادمة
لعلنا نسعى جميعا لان نكون في مستوى المهمات والمسؤوليات الكبيرة التي تنتظر اتحاد الأدباء والكتاب في دورته الانتخابية القادمة بما يفرض بعض الشروط الضرورية في الترشح، لعل منها الاستعداد للعمل بروح الفريق الواحد من دون استئثار والقبول بالنقد والملاحظة والاشتغال لإعادة بناء مؤسسة ثقافية على مستوى العراق، تتمتع بإرث تاريخي ثقافي، يمكن ان تسهم في التدخل الثقافي المباشر في حركة إصلاحات شاملة مع مؤسسات الدولة وبخاصة المفكرين والاكاديميين والباحثين والعلماء العراقيين وغيرهم، لفائدة الثقافة النقدية الجديدة، ونأمل ان يأخذ اصدقاؤنا المرشحون موضوعات وآفاق الاتحاد القادمة في غاية الجدية بالعمل ورسم خطط وبرامج الثقافة العراقية في تواصلها مع الجهات المعنية وبخاصة نقابة الفنانين والتشكيليين والمنظمات الثقافية ومؤسسات الدولة وغيرها.
ان ما يؤسف له حقا، ان عددا كبيرا من أعضاء الهيأة التنفيذية والمركزية الذين فازوا في الدورة الانتخابية السابقة لم يمارسوا دورهم في الحضور والنقد وتقديم المقترحات ونشر ثقافة السؤال والحوار والاستعانة بالنظام الداخلي.
إنهم اعتكفوا على حالهم واكتفوا بنتائج الانتخابات التي أهلتهم إلى ذلك. لا نظن ان هذه الدورة في مهماتها الجديدة يمكن ان تكرر نفسها أمام مسؤوليات كبيرة تنتظر الثقافة العراقية ومؤسسة الاتحاد.


د.عبد جاسم الساعدي
رئيس جمعية الثقافة للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل هذه دعاية إنتخابية ؟
حسين علوان حسين ( 2013 / 3 / 2 - 09:23 )
الأستاذ الفاضل عبد جاسم الساعدي المحترم
تحية اخوية صادقة
لدي أسئلة بصدد إنشاؤكم في كلمتكم أعلاه ، أرجو ألإجابة عليها :
هل هذه دعاية إنتخابية لكم للإنتخابات القادمة لجيش الإنقاذ الوطني ؟
من أعطاكم التفويض للتحدث بأسم الأدباء والمثقفين في العراق ؟
من أين أتاكم اليقين بأن ضخ دماء جديدة لرئاسة الإتحاد سيمكنها من تحمل اعباء مسؤوليات قادمة ، في ضوء كون ضخ مثل هذه الدماء في مؤسسات العراق طولاً و عرضاً و عمقاً بعد السقوط جعله أضحوكة للمهرجين ؟ و ماهي هذه المسؤوليات ؟ محو الأمية الوظيفية و السياسية ؟ الإصلاح السياسي ؟ معالجة مشكلة الارامل و اليتامى و المجاري و الطغامى ؟ أم منع الحرامية من المسؤولين عن سرقة المال العام ؟
ضرورة تنقية الاتحاد ، هل هي تطبيق لقوانين حقوق الإنسان أم لقوانين الجستابو و اللطامة ؟ و جهاز التنقية المطلوب هل سيجهزكم به المالكي ، أم مدحت المحمود ، أم أبو عمامة ؟
التواصل الذي تريدونه مع الوزارات التي سطرتموها هل سيحل المشكلة المستعصية المتمثلة بعدم قدرة نفس هذه الوزارات في التواصل مع نفسها بفضل وزرائها الأميين ؟
ما المقصود بالتعددية ؟ هل نحن هنا إزاء نظام سياسي جديد ؟

اخر الافلام

.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟


.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين




.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال