الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة السب واللفظ المعيب

كريم محمد السيد

2013 / 3 / 3
المجتمع المدني


ثقافة السب واللفظ المعيب
بلغ السيل الزبى, وبت لا ادري الى اين يسير مجتمعنا وهو يكسر حواجز اللفظ المخل بالذوق العام, اجتياح لا اجده مطمئن سيكولوجيا في ضل هجوم ايدولوجيات واتجاهات فكريه لم يكن يشهدها مجتمعنا قبل ذلك تماشيا مع التغير الحضاري والاقتصادي الذي حل في البلد. وما نشهده ونسمعه من بذيء القول لعبارات يخجل منها لسامع قبل القائل, هذا ان كان للقائل شيء من الخجل فهو وكما يبدو قد اعتاد سماعها دون معارضه.
ثقافه القذف والشتيمه والتلفظ بكلام يخش الحياء لايمكن حصرها بزاوية رد الفعل وحسب انما قد تكون افعال بمناسبه وبدونها لنجد لها شرعيه غريبه كما لشرعية التحيه واللياقه بالمخاطبه بحيث بات اعتيادا ان تسمع كلمة تنسف شرفك او شرف المخاطب بدون اي محاوله للتفكير بأنها لغه مشينه يجب التحرز منها وردعها كونها اساءه لشرف الانسان و بشخصيته المعنويه.
ان يحزن احدهم او يفرح او يعبر عن حادثه كما يجري اليوم عن طريق وصفها بوصف يميل الى الجنس والاباحه او السب او الشتم اللا مبرر فهذا امر يستحق القراءة والدراسه من قبل المختصين بعلم الاجتماع لمعرفة اسباب هذه الظاهره, ووضع الحلول والعلاجات الناجعه للرقي بمجتمع يسوده الحَسِن من القول والفعل واندثار ثقافة الجهر بقاذورات الكلام.
شرقيتنا وديننا وطبيعتنا كمجتمع عربي تفرض علينا سلوكا يميل للأعتدال بالفعل والقول الا اننا نلاحظ ان هناك عملية قفز على موروثنا الأخلاقي هذا, فالعرب تميل غالبا للغة الرمز نظرا لتعدد معاني اللغه وشاعريتها ورمزيتها ولهذا نجد ان هذه السلوكيات تندرج ضمن زوايا الخجل فالفرزدق حينما نجده يهجو جرير يقول عنه:
احلامنا تزن الجبال رزانة وتخالنا جنا إذا ما نجهل
إنا لنضرب رأس كل قبيلة وابوك خلف اتانه يتقمل
كذلك دين الاسلام, الاسلام يعالج هذه المسأله بشيء من الاهتمام منوها الى ان الله لا يحب الجهر بالسوء والتنابز بالألقاب بل يصل الى انكار النشاز من اللفظ بالقول او الفعل سواءا بالجهر او السريره. "‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏"‏ النساء (148 - 149
ونورد هنا مثالا عمّا اوردناه سابقا حيث نلاحظ تشبيه حالة التعب الشديد او الملل او الارهاق بالجماع الجنسي- سواء على نفسه او غيره. ومن الطبيعي ان يكون التشبيه بهذا الوصف الذي يعد (شرقيا) من الخطوط الحمراء التي يعتبرها امرا مهما على عكس الغربيين الذي ينظرون للثقافه الجنسيه من زاوية اخرى, اذ يعدونها امرا طبيعيا شأنه شان اختيار الانسان لمأكله ومسكنه وحاجاته الاخرى, حتى ان الحديث عنه لا يدعو الى التحرج ربما. ولهذا نجد ان تعبير الشرقي يقترب بالمبالغه الى ما هو جنسي ومحرم وغير مألوف لوصف حجم ما يريد قوله وايصاله للآخر. ولذلك لا اجد تبريرا لهذا الهبوط الأخلاقي اقرب من كونه موروث شعبي تطور تدريجيا فوجد له اكثر من مسوغ لاستمراره والسكوت عنه حتى اندمج تلقائيا بما هو طبيعي, فمن الطبيعي ان تجد من يمازح صديقه قائلا اخا الـ(.......) ابن الـ(.....) وهكذا.
أكرر على ان هذه الظاهره تستدعي وقوف الأجتماعيين المختصين بمثل هذه الطقوس التي باتت تهدد المجتمع العراقي وتسير به نحو ثقافه اللاطبيعي واللا تكاملي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تلوّح بإمكانية الانسحاب من الأمم المتحدة.. ما القصة؟


.. وفد إسرائيلي يخطط للسفر إلى القاهرة لاستئناف محادثات الأسرى




.. إصابات واعتقالات خلال فض احتجاجات في حديقة أميركية شهيرة


.. في إطار خطة بريطانية لترحيلهم إلى رواندا.. تقارير عن خطة لاع




.. بريطانيا ورواندا.. خطة ترحيل اللاجئين | #غرفة_الأخبار