الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدننا الهاوية

سيومي خليل

2013 / 3 / 5
المجتمع المدني


أي قوة نواجه بها هذا الوجود ؟؟؟

وجودنا نحن الذين كثيرا ما نصف أنفسنا بغير الموجودين .

غير موجودين ،لأن حروبا لا تنتهي تشن ضدنا ، يعلن فيها السلاح ربا على مصائرنا ؛ المؤسسات الإقتصادية ، فن إدارة الأموال ، والمتاجرة بكل شيء ... هكذا نصير عزل من أي سلاح أمام كل الأسلحة .

المجتمع ؛ هذه الشبكة من العلاقات غير المفكر فيها كثيرا ... المجتمع سلاح آخر يوجه إلى رقابنا ، يوجه إلى فرديتنا ، ويوجه إلى هوياتنا الخفية .

سلاح الإنضباط ... لمن ؟؟؟ ولماذا ؟؟؟ هو الآخر يفرقع فوقنا ؛ لا بدا أن ننضبط لمؤسسات عير منضبطة على الإطلاق ، الإنضباط للفوضى ؛ فأنت رجل تعليم البسيط ملزم بالإنضباط لوزارة لاشيء فيها منضبط ، ملزم بالوقوف على أصابع الوزارة الخشبية كالخازوق ... وأنت الموظف المالي خاضع لقواعد وزارة لا تؤمن بالقواعد أبدا ... هكذا ،ووفق إلتزامات واهية ، يتم بناء وجود واه كله ؛ وجود المجتمع والدولة ، والمؤسسات .

إنها بنايات الملح ،كل شيء فوق الملح ، ليست المدن فقط ، إنما قيمها ، وقواعدها ، وأفكارها ؛ الملح تحت كل شيء .

هذه القصة تعبر عن الملح المفتت تحتنا ؛

في إحدى شوارع مدننا المتشابهة في البؤس واليأس، خذ أي شارع ، خذ أي جادة ، وتحت أي حائط ، أو فوقه ، أو جنبه ، ستجد قذارة المدينة كلها ، ستجد عنوان المدينة ، العنوان منتشر في كل المدينة ، مصحوبا بهوامش زبلية من كل شكل ،ومن كل لون ، وربما رائحة مصنع كريه لا يؤدي الضرائب المستحقة عليه ، وأيضا أعمال ترميم شارع لم تكتمل ،ولن تكتمل ، أضف صف من المنازل الآهلة والآيلة للسقوط ، أضف ...ببساطة إننا نعيش في لا مدن ؛ سلاح الإكتضاض ، سلاح فوضى طريق الذي يعرقل أكثر ، سلاح فوضى الآلية التي لم نفهم معناه ، وسلاح محتلي الأرصفة ليحتلوا لهم مكانا في الوجود ...

كيف لك أن تحارب جيش اللامبالاة بالقناعة . فشلنا في كل شيء ، ومظهر الفشل الأول هو القبح ، قبيحة كل آثارنا ،وحتى عندما نفكر في تجميل وجه بشع ، نقترف أخطاء قاتلة ، تضع وردة وسط كومة أزبال ؛ في مدينة آخرى ، تجد بناية إدارية رائعة المعمار ، تحيط بجوانبها أكواخ قصديرية ، وعربات حمر متعددة ، ومزبل بوسع الأفق .

كل المدن تتقلص مساحاتها إلى الخمس وأقل ، فباستثناء أماكنهم هم ، الذين يرون أنهم ليسوا مثلنا ، والتي تجدها مرصوصة بعناية ، وذات بستنة عالية ، وتناسق جميل ...باستثناء هذه الأماكن ، تجد كل المدينة خرب ، مرغمون على العيش فيها وبها ، فقط أشكال هندسية من غير أي معنى ،مشتتة لا تربطها وحدة جمالية ؛ فالناس ، قتل فيهم أي ميل للجميل ، فكف نرغب في الحميل ، وفكرة الإختباء في جحر أسمنتي اصبحت مكلفة جدا ، وغير متاحة ؟؟؟

احد أصدقائي كان يفكر أن ينشئ حديقة على سطح بيته المتخيل ؛ فما دمنا نحلم فقط ، فلنحلم بأشياء رائعة ... لكنه بعد مدة أصبح يحلم ببيت فقط دون أي حديقة ، وحين طال الحلم ، ولم يتحقق له البيت ، بدا يحسد الحيوانات على أوجارها ، وأعشاشها ؛ المهم ثقب أسكن فيه مع زوجتي ... هكذا قال صديقي ... وزوجته ، هي الآخرى ، متخيلة ، فتلك التي كان يجبها لم تكن له ؛ في أوطاننا من نحبهم لا يكونون لنا أبدا ، لأنهم يخافون ضياع العمر في الإنتظار ، فيبدأ بحلم بأي أنثى تصلح أن تكون زوجة ، ولأنه ذوو فكر غريب ،يقرر به أن الوجار قبل الزواج ، لم يتحقق له الإثنين ؛ لقد خرجت منهزما ، وضعيف الجسد ،وأصلع ، ومريض ، وبقلبي رصاصات عصي على الإزالة ...هكذا يقول صديقي ..أرد عليه .. لقد خرجناجميعا هكذا يا صديقي .

أي وجود نرغم عليه هذا ؟؟؟

فمحيطنا كله لا يأتي بمحفزات وجودية حقيقة ، سكون فقط ، الأشياء نفسها، لا دار ثقافة ، المسارح والسينما مركزت في الهناك ، في ذاك الخمس من المدينة، وذاك الخمس من المدينة ، غالبا ما يكون عصيا على أبناء الهنا الهامشيين ، الأغبياء جدا ، وغير المتحضرين ، وما يوجد هنا من بنايات لدر الرماد في العيون ، دائما تكون مغلقة ؛

أنا أشهد بآلهتكم التي تؤمنون بها أن المركز الثقافي الذي بحيننا أكبر مني عمرا ، لكني لم أره يوما مفتوحا ...

كيف نستطيع تحمل هذه اللامبالاة ؟؟؟

لذا عليك ان تتساءل ؛كيف لمن يفتنتح في القبح ان يكون جميلا ؟؟؟كيف لمن سلب بوهم العيش أن يجدي فن العيش ؟؟؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر