الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة في عيدها , نظرة سريعة !

علي ابراهيم صافي

2013 / 3 / 7
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



يوم المرأة ,عيد المرأة , سمه ماشئت, في النهاية هو يوم حاول فيه العالم المتحضر ان ينصف بعض الشئ هذا المخلوق المثير للجدل عبر كل العصور والديانات والثقافات, المرأة ومنذ نشوء الخليقة وهي تعمل جاهدة بل تكافح من اجل ان تحضى بشئ من المساواة مع الرجل . وتحاول في اقسى مراحل الاضهاد ان تنجو من القتل والموت المشرع كما في جزيرة العرب وكذلك عند اغلب المجتمعات البدائية في اسيا وافريقيا وامتدادا للاميركيتين وحتى مجتمعات الاسكيمو .
في أثينا وعلى ايام الفلاسفة كانت المرأة لاتخرج من بيتها , وحتى وان كانت في البيت فيتوجب عليها ان تجلس في اكثرالزوايا ظلمة وبعدا عن عيون الناس, في ما يسمى بالجمهورية الفاضلة التي تكلم عنها افلاطون كان للمرأة دورا مهينا وان بدا في وقته تحولا كبيرا اذ ان افلاطون وفي جمهوريته ساوى بين الرجل والمرأة كل في دوره وحسب امكانياته البايلوجيه والقدرة على التحمل والتكيف مع النظم التي تحدث عنها في كيفية تدريب الجيش واعداده , حتى انه طالب بان تتدرب المرأة مكشوفة الصدر حالها حال الرجل الجندي. افلاطون الغى دور المرأة كأم حيث انه اقترح ان تكون عملية الانجاب خاضعة للدولة اي اختيار المرأة القوية والرجل القوي لانجاب جيل من الاصحاء للبناء والقتال. اما عملية الرعاية والرضاعة ومايرافق ذلك من حاجات عمليه فقد جعل من الرضاعة مثلا عملا جماعيا اي تأتي مجموعة مختارة من النسوة "الرضاعات" ويرضعن الاطفال الذين يُجمعون في مكان واحد وليس هناك من ام معينة اذ ان الام ينتهي دورها بعد ان يخرج الجنين الى الحياة. هذا في الجمهورية الفاضلة فما بالك فيما بعدها من عصور التخلف والانحطاط التي مرت بها المجتمعات .
في جزيرة العرب جاء الاسلام بحلول تعتبر ثورة في وقتها من اجل تحرير المرأة واعطائها بعض الحقوق التي كانت غير متوافرة حين ذاك ,طبعا لم تحصل المرأة على كافة حقوقها لكن وبالقياس الى ما كانت عليه يعتبر مجيء الاسلام فتحا في مجال حقوق المرأة. وللمفارقة فان المرأة في صدر الاسلام ولوقت متأخر جدا كانت على قدر كبير من الحرية والمساواة اكثر مما هي عليه الان في بعض البلدان التي تطبق الشريعة الاسلامية , رغم ان القران لم يذكر اسما لاي امراة بشكل صريح , بما في ذلك حواء .
في الديانات السماوية الاخرى مثل اليهودية والمسيحية لم يكن حال المرأة بافضل مما هو عليه قبل مجئ تلك الاديان . الا اللهم في فترة حياة السيد المسيح وما قام به من افعال اعطت بعض الحق المهضوم للنساء اّنذاك ,في الاناجيل الاربعة ترد هناك اسماء لعشرة من النساء لعبن دورا مهما في حياة السيد المسيح وحتى بعد صلبه بفترة وجيزة.. ناهيك عن دفاعه اي السيد المسيح عن النساء بائعات الهوى والمهمشات . بقيت المرأة محبوسة في ذلك الاطار القاسي من التقاليد والاعراف التي زادت الاديان من ترسيخ وتقوية تلك القيود والسلاسل بل اعطتها هذة المرة صبغة مقدسة. في اليهودية كما هو في المسيحية المرأة لاتتكلم طالما كان هناك رجل في المجلس, المرأة لها رسالة واحدة في الحياة وحسب شرائع تلك الاديان الا وهي الانجاب و طاعة الرجل والسهر على خدمته والقيام بكافة واجباته , ووو الخ. اذ ان طريق الجنة يمر من خلال الرجل. حتى في مسألة المغفرة والصفح فان المرأة امامها طريق طويل , عليها ان تقوم بكل ما يقوم به الرجل من اعمال بالاضافة الى دورها كأم ومربية . لذللك فان مسألة الرهبنة والتوجه الى البتولة والعيش في اديرة معزولة عن الناس والمجتمع كانت في اغلب الاحيان هي عملية هروب من الواقع القاسي الذي كانت تعانيه المرأة في فترة المسيحية الاولى. اذ نجد ان من اشهر الاديرة في المسيحية الاولى التي نشأت في مصر هي الاديرة التي اسستها امرأة . واستمر الحال في الهرب الى الدير (طبعا ليس الجميع) لفترة متأخرة قبل ظهور الحركة البروتستانتية في المانيا وسويسرا بقيادة مارتن لوثر حيث نادى اللوثريون بالقطع مع مبدأ الرهبنة والبتولة وعدم الزواج. اذ ان اول شئ فعله مارتن لوثر هو ان تزوج بواحدة من الراهبات المتبتلات المعروفات انذاك. في العصر الحديث وفي البلدان المتحضرة خصوصا في اوربا لم يكن حال المرأة بوضع افضل من حال الاخرين . المرأة لم يحق لها التصويت والانتخاب لفترة متأخرة مثلا في سويسرا لم تحصل المرأة على حق التصويت والانتخاب الا في فترة السبعينيات. من المفارقات الكبيرة المبكية والمحزنة ان المرأة العربية كانت رائدة في التاريخ الحديث من اجل المطالبة بحقوقها ومحاولة انصافها . ان ما قامت به هدى شعراوي من حركة نهضة وعمل دؤوب من اجل حصول المرأة المصرية على حق الدراسة والدخول في العملية السياسية وكان ذلك قبل اكثر من مئة عام. في حين ان فرنسا مثلا وفي ال 1900 لم يكن للمرأة اي حقوق سياسية, بينما هدى شعراوي كانت تقود المظاهرات في القاهرة مطالبة للمراة بحق بخسه الرجل. التاريخ مليء بتلك المقارنات والقصص, نتذكر هذا كل عام خصوصا بعد ان اعتمد يوم 8 مارس يوما عالميا للمرأة , اذ ان ذلك بدأ نتيجة مظاهرات خرجت في شوارع نيويورك من قبل العاملات للمطالبة بتحسين شروط العمل . لكن اقر يوم 8 مارس كيوم عالمي للمرأة على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي [حركات يسارية] والذي عقد في باريس في عام 1945 . المرأة العراقية ليست بافضل حال من الاخريات , وان اختلفت شدة الظلام والظلم من فترة الى اخرى. قبل اربعين او خمسين سنة كانت المراة بوضع افضل مما هي عليه الان . هناك من يزايد على هذة الحقائق ولكن لايسمح المقام هنا بالحديث عن دراسات وارقام , لكن من يريد الادلة فهي موجودة و كثيرة و تطم عين الشمس. ولحد هذة اللحظة هناك ثقافة متجذرة وراسخة بالنظر للمرأة على اساس انها شئ ثانوي , وغير مهم اكثر من مهمة الجنس وتفريغ الرغبات الحيوانية. ان ما يزيد من حجم المشكلة هو الفهم الخاطئ الذي تتبناه المرأة عن حقوقها ودورها في المجتمع , المرأة مع الاسف وهنا نتكلم عن شريحة واسعة منهن يبدون راضيات قانعات بهذا الدور الثانوي المهمش لهن , وهنا كانت المفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار قد حاولت ان تجد او تحدد بعض الاسباب في دراستها المهمة التي صدرت في العام 1949 في باريس بعنوان "الجنس الاخر" عن نظرة المرأة نفسها عن وضعها وحقوقها . في صفحات التواصل الاجتماعي مثلا الفيسبوك وغيره, تجد اناس لاهم لهم سوى مراقبة ومحاسبة وذم اي أمرأة تقول رأيها او تحاول ان تطرح افكارها كأنسانه متحررة مستقلة لها ما للرجل من حقوق على الاقل في هذا العالم الافتراضي . هناك ازدواجية كبيرة بين المثقفين , تراه يتكلم عن الحرية والعدل والمساواة وعندما يصل الامر الى المرأة فيعتبر ذلك تهديدا لشرفه وعرضه,. بعضهم يكون مدافعا صنديدا عن حقوق المرأة طالما ان القضية لاتتعدى كلام فارغ لايقوم باي فعل او عمل يعزز افكاره التنويرية ونظرته العادلة لها.

الان في العراق هناك نكوص كبير في هذا الجانب جانب حقوق المرأة والدفاع عنها, وسبب ذلك يعود ربما الى الحملة الايمانية وما تلاها ,والان عند مجيء الاحزاب الدينية التي لاتؤمن بشئ غير ان المرأة هي عورة والمشكلة انهم لايقولون ذلك بشكل صريح وواضح , بل تراهم يدفعون بظلامهم من خلال لافتات او مضايقات في مجال الدراسة والعمل ,او حتى تهديد بالقتل والعراقيين الان رأوا بام اعينهم ماذا يعني حزب ديني.
قياسا لعدد النساء الحاملات للشهادات العليا وكذلك الحاصلات على مؤهلات علمية كبيرة لانجد منهن من تشغل منصب اداري او قيادي مقارنة بما هو عند الرجل الذي وان كان اقل منهن شهادة وخبرة فانه هو من يتسيد المشهد هكذا بكل صفاقة وقبح. على المرأة ان تدرك دورها واهميتها وحقوقها مثلما اقرتها الشرائع الحديثة وميثاق حقوق الانسان وحتى ايضا بعض الاديان في جوهرها تعطي حقا للمرأة الغاه من بدأ يتكلم بالنيابة عن اللة. هناك ايضا ازدواجية واضحة عند بعض المثقفين والشعراء خصوصا, اذ تراهم يتغزلون بالمرأة ويدبجون فيها قصائد ونصوص , لكن عندما يتعلق الامر بحق من حقوقها يتحول هذا الاديب والشاعر الى اي بدوي بنظرته وافعاله , كذلك هناك ممارسات تظهر في صفحات التواصل الاجتماعي يتناقلها وللمفارقة " النخبة " المثقفة وذلك بنشر صور لممثلات او فنانات فاتنات ويتغزلون بهن بطريقة فجة تنم عن نظرة دونية مترسبة في اللاوعي لشريحة كبيرة من المفترض انها عكس ذلك. طبعا هناك ايضا فهما خاطئا عن حق المراة ودورها اذ تسمع الاسطوانة المقيتة والمزرية التي تقول بان المطالبة بحقوق المراة هو دعوة للفساد والاباحية , ياالهي في اي عصر نحن , ربما ينطلي هذا الكلام على الناس قبل 20 او 30 سنة لكن الان وبعد ان اصبح العالم مفتوحا و الحصول على المعلومة لايكلف سوى ضغطة زر على الكيبورد وكذلك لاطلاع نصف الشعب العراقي على حضارة وتجارب الاخرين من خلال تواجد مئات الالاف من المغتربين في كل ارجاء العالم. ان من يقول بذلك فهو واحد من اثنين اما جاهل , او عارف ويريد ان يحرف الحقيقة. ان المجتمع الذي يعتبر المرأة عورة ومكانها البيت وليس كل البيت بل الفراش والمطبخ فقط فانه مجتمع لايستحق فقط (اكل ونوم) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج اليوم | حقوق المرأة المطلقة عربيا


.. مصر | معاناة مستمرة للمرأة المعيلة بعد الطلاق




.. إحدى الحاضرات منى الحركة


.. مسرحية حياة تروي قصص لبنانيات من مدينة بعلبك




.. سلوى جرادات وهي فلسطينية من رام الله