الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ضاع الانتماء المصرى؟

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2013 / 3 / 8
المجتمع المدني


عندما اقف فى شرفة منزلى بعض من الوقت وعقب قيام عامل النظافة برفع المخلفات من الشارع كثيرا ما اجد بعض الجيران يقومون بقذف اكياس القمامة فى الشارع لتتناثر فى منظر مقزز للغاية ...ورغم قيامى بلفت نظر هؤلاء الجيران الى هذه المخالفة الغير حضارية الا انهم استمروا فى هذا التصرف الفج .
ونظرا لسفرى لكثير من الدول الاوربية ....اتذكر كثيرا ذلك عدة مرات مشاهدة رجل او سيدة تعدا الثمانين من عمرهما ويسيران بصعوبة شديدة نظرا لكبر سنهما وينحنى الرجل او السيدة بصعوبة شديدة ليلتقط عقب سيجار او ورقة ويسير او تسير الى اقرب صندوق قمامة ليرميها فيها ,,, تكرر الامر امامى كثيرا وفى بلاد مختلفة ...كلها بلاد اوربية .واذا اردنا ان نضع عنوانا لهذا التصرف فهو سيكون ... قوة انتماء هذا المواطن لوطنه .
واذا اردنا وصف تصرف جيرانى ... فهو ,,انعدام الشعور بالانتماء
والسؤال المطروح الان .... لماذا لدى المواطن الاوربى شعور قوى بالانتماء بينما يتلاشى هذا الشعور لدى المواطن المصرى الان وخاصه هذه الايام ...وانا هنا لا اعمم ,, فمازال فى مصر كثير من المواطنيين الذين لديهم انتماء شديد ولكنهم اصبحوا قله فى هذه الايام
رغم ان التاريخ قد اثبت علميا ان الانسان المصرى هو الذى علم البشرية معنى كلمة الضمير ---كتاب فجر الضمير - الا ان الانسان المصرى قد مر عليه زمن كبير تعرض فيها لضغوط واسبدال ثقافى عميق .
كل هذا كوم وخلال الستين عاما الاخيرة تعرض المواطن المصرى لاشد انواع التنكيل خاصة من الاحهزة الحكومية فخلال حكم عبد الناصر رفع شعارات قومية ذادت من الشعور بالانتماء لدى المواطن المصرى ولكن ارض الواقع من تعسف الشرطة والاعتقال والتعذيب انذاك جعل المواطن المصرى يشعر بالمساحة الكبيرة بين الشعارات والتطبيق .
ثم جاء السادات وايام حرب اكتوبر كان الشعور الوطنى والانتماء فى القمه ,, الا ان ممارسات السادات وحكوماته على ارض الواقع جعلت المواطن مره اخرى يضعف انتماءه .
وجاء مبارك وكان الانتماء المصرى نستطيع ان نقول فى مستوى متوسط ..ولكن خلال اخر عشر سنوات حكمه ونظرا لتفشى الفساد والمحسوبية وتفاوت الدخول بنسبة كبيرة ... اصيب المواطن المصرى باحباط شديد وضعف انتماءه بدرجة كبيرة بالاضافة الى تجاوزات الشرطة المتعددة.... وهنا كان الاحتقان الشديد الذى ادى الى ما حدث فى 25 يناير
والاحداث التى حدثت اعقاب 25 يناير وعدم عودة العدالة للمواطن المصرى ادت الى زيادة احتقان المواطن المصرى وانعدام شعوره بالانتماء .
وحتى على المستوى الشخصى للافراد اصبح هم كل مواطن هو الحصول على المال او المصلحة وليس اتقان العمل او احترامه ,,, وهذه الصفات تهدم اى وطن عندما ينعدم الولاء بين مواطنيه
العدل ... والعدل فقط هو المفتاح السحرى لهذه المشكلة الخطيرة سواء العدل فى تطبيق القوانيين او تقارب الدخول او ,,, اشياء كثيرة يجب عملها ليعود العدل ومن ثم الانتماء ايضا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مندوب فلسطين بالأمم المتحدة رياض منصور يتلقى تهاني الأعضاء ب


.. مقابلة خاصة مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرس




.. الأمم المتحدة تعلن بأغلبية كبيرة تأييد طلب الفلسطينيين الانض


.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد تصويت بالأغلبية ل




.. عاجل.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا تاريخيا بأحق