الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علامة تعجب! : حول قضية المرأة أيضا

فاطمة الشيدي

2005 / 4 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


الكائن البشري من الناحية الفسيلوجية ( حيوان عاقل ناطق ) مع الأخذ بعين الاعتبار ( التفاوت في تفعيل الخصائص الآدمية المميزة " العقل واللغة" ) وهذا الحيوان جاهز تماما للإنقضاض على أي آخر أضعف منه ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مستويات القوة والضعف متعددة : كالجسدية والنفسية والمادية والاجتماعية ، وفي مجتمعاتنا العربية الكثيـــــر من حالات الانقضاض هذه ، في التجارة والعمل والحياة العامة .
***
الرجل العربي عامة بمختلف جغرافياته و حالاته وتوجهاته مرورا بحالاته المعرفية و مستوياته الثقافية يحمل في ذهنه فصاما حادا في نظرته للمرأة ، المرأة التي ترسخت صورتها في ذهنه (ناقصة عقل ودين ) ، الكائن الذي لم يستطيع الرجل العربي - مع كل ضجيج الإدعاء الإعلامي المحكوم بالكلام والتنظير فقط - أن يحترم وجوده إلى جواره ، سواء في شكله الطبيعي ( أخت - زوجه ) أو في بعض المحاولات للتملص من ربقة الرجل والمجتمع ( العمل ) ، فهي داخلة محكومة بإطار الرغبة ، والنزوع للتملك ، لمحاولة تسييد الكائن الذكوري بسلطة ذكورية ما وفرض وصاية خاصة على الكائن الآخر ولو علاقة عاطفية أو حماية من الغير
المتربص ،، تلك الوصاية التي تتعدد أشكالها بين ناعم ( كقبلة ) وخشن (كضرب يؤدي لعاهة ) والأشد وطأة أن الكثير من المثقفين إن لم تكن الغالبية يعيش هذا الفصام في أشد وأقصى حالاته .
***
قد نحتاج العلاج للكثير من الحالات المستعصية التي هي فعلا منتشرة ( كبناء بيوت حماية ورعاية للنساء من ظلم الرجل ) ولكن الأهم في مقابل علة مستأصلة كورم خبيث في عقلية الرجل العربي هي الوقاية فلا ننتظر الضرب والتشوهات والموت والجنون لمالا يعد من النساء في مجتمعاتنا العربية لنبحث عن حلول سريعة وجاهزة بل البحث عن حماية أولى لمثل هذه الإنتهاكات الإنسانية ، فضمان حقوق المرأة العربية ينبغي أن يأتي من الدولة بشقيها المؤسسي والاجتماعي ، فالقانون هو الفيصل حيث ينبغي أن تهيأ الدول قوانينها لتجد المرأة ذاتها في المستوى الموازي من الحقوق التشريعية لتمتع بحماية الدولة والقانون في جميع أحوالها من الرعاية والعناية والحماية ، كما تفرض أقصى العقوبات على الرجل الذي تسول نفسه انتهاك حرمة إنسانيتها التي لم يؤمن بها لأنه تربى على النظرة الدونية للمرأة .
***
التغيير ينبغي أن يكون من الأساس ليكون حقيقيا وعميقا ونفسيا متدرجا شاملا فالتربية العربية ( الأسرة / مؤسسات المجتمع "المدرسة و الإعلام" ) ينبغي لها أن تحول مساراتها التقليدية للعناية بتربية إنسانية الإنسان ( بشقيه الذكوري والأنثوي ) ليحترم كل منهما ذاته والآخر ، احتراما قائما على نزع الصورة الدونية من عقل الرجل ( ناقصات عقل ودين ) وتثبيت في ذهنية المرأة فكرة الحقوق المعادلة تماما لفكرة الواجبات .
****
إن حالات العنف المرتفعة في العالم العربي ضد المرأة هي في أبسط تحليل حالات عجز نفسي يمارس فيها الرجل ( العاجز) دفع عجزه في أضعف وأقرب الكائنات الموجودة لديه ( المرأة والطفل ) ، وكلما زاد هذا العجز ضعفت قيمة الذكورة ( الرجولة الناقصة التي تحتاج إلى تعزيز ) لو بكف على وجه امرأة .
***
القوة التي ينطلق منها الرجل الذي يمارسه أي العنف ، هي قوة خارجية وهي قوة العضلات ولأن دلالات القوة والضعف ( متباينة في تحليلاتها العميقة ) ولأن الرجل العربي لايقرأ سوى قوة العضلات فلاعجب أن تأخر المجتمع العربي عن ركب الحضارة الذي لم يعد يحفل بقوة الجسد الخارجية لأنه أخترع كائنات أكثر قوة وخشونة من الرجل في رفع الأحجار وهد الجبال .
***
يقال هذا عصر المرأة لأنها غزت الأرض والبحر و الفضاء ، وحققت الكثير من المعجزات ، وتفوقت على الرجل في الكثير من الميادين وصارت تدير مؤسسات العالم بلمسة زر ، فهل صدق الرجل العربي ذلك أم أنه لازال يتحسس لحيته وعضلاته و00000 ويفكر ( أن النسوان ماتجي إلا بالعين الحمراء ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية قالوا سعيدة في حياتها


.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية




.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر


.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض




.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف