الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يصلح الدين والمعتقد الديني كاساس او قاعدة لبناء السلطةو الدولة

هادي العلي

2013 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليعذرني القارئ اذ لا اريد الظهور كمتفلسف ولكن لمقتضيات الموضوع لا بد ان نمر بمقدمة فلسفيه مختصره عن تاريخ اعتناق الناس للدين على العموم وليس الخصوص .
ان مسيرة تطور الوعي منذ ظهور الانسان العاقل تثبت
ان ما يدركه دماغ الانسان هو الظواهر الناتجه من حركة الشيئ اوالماده ..فالمادة اذن هي مصدر وعي الانسان منذ البدايه ولكن وجود ما ليس هو مادي هو فرضية قديمة بقدم ظهور الانسان الواعي ولا زالت, لذلك ظهر الايمان بالاله كتعبير عن تلك القوى المؤثره في الشسئ أوالماده وحركتها من مصادر تكمن خارجها فكان يعزى كل اسباب الظواهر المبهمة أو المجهوله الى ما وراء الطبيعة التي يحيى فيها بما في ذلك ظاهرة اصل الحياة ومصيرها ,كما ان الانسان ان عحز عن تحقيق التغيير بوعيه فانه يلجئ الى الطقوس املا من تلك القوى الماوراء الطبيعه,ولقد اخذ ذلك التصور الماورائي يتقلص وقابلية الانسان على التغيير تزداد مع تقدم المعرفه حتى بات يختزل دور تلك القوى الماورائيه ,وقدتراكمت تلك التصورات واصبحت تراث ومنها تشكلت الاديان بما تحمله من اساطير وخرافات الا ان الانسان اخذ ينظر بعيدا في تلك الظواهر الماديه التي تتعاظم شانها عنده بما اكتسب من معرفه وعلوم , فتقدم العلوم اضاف عليه عبئ مجاهيل ضخمه جدا تتعلق بتكوين الكون والماده نفسها ومصدر نشوءهما ونشوء الحياة نفسها ومئالاتها فبدلا من ان تكون الارض والسما ء هي الوجود , دخلت في وعيه معرفة المجرات بملائينها وابعادها المليونيه ,فتغيرت لديه تلك الفرضيات لتتخذ موقعا آخرفي وعيه لفهم الوجود ولا زال الانسان واقعا تحت تاثير الوعي والوحي بالرغم من ما حققته المعرفه من تطور, ولا زال من المنطقي اليوم ان نعتقد بان مصدر الماده ليس مادي بالضروره فالماده لا تستحدث أي لا تخلق من العدم فمن اين جاءت اذن؟ هو سؤال منطقي سواء استخدمنا نظرية نهائية الكون او لانهائيته في تفسير ذلك والاجابة على السؤال , فان هذا الاستخدام هو بالحالتين بفعل عجز الدماغ عن ادراك ما ليس مادي وبالتالي فان ذلك يعيدنا الى حقيقة ان ما يدركه دماغ الانسان هو المادي ,فماذا وراء ما لا يستطيع الدماغ من ادراكه ؟ هنا ليس امامنا الا الفرضيه الاولى لوعي الانسان ...وهذه هي بالضبط مصدر الايمان الاول القديم والتالي المعاصر .
ان الفرضيه هي من قدرات الدماغ تتسع من المحدود الى المطلق وما الايمان الا فرضية في حدها المطلق وان بلوغها يضفي على الادراك الشعور بالوحي أي الايحاء المطلق.
أي ان بين الوحي والوعي مجال مطلق للانسان يتحرك ضمنه عقله بطبيعته الغريزيه الاجتماعيه المتنوعه وما الدين والفلسفه الا انعكاسا للعلاقات الجدليه الوحي -الوعي –الغرائز في المجتمع الانساني
فالدين تعبيرعن المخفي وله دواعيه الاجتماعيه منذ نشوء العائلة وتطور مع الزمن وتراكمت مفاهيمه في الازمنة والامكنة المختلفه عبر العشيرة والدولة لذلك فهو ظاهرة موضوعيه تعكس ارادة تنظيم الحياة بما يخدم طبيعة المرحلة التي يمر بها المجتمع وما تفرضه من القيود والتغيير أوالثوره.ويبقى تاثير الدين كمعتقدات متوارثه عبر اجيال في كل مكون اجتماعي فينعكس ذلك على طبيعة العلاقه بين المجتمعات فتتراوح حدة الاختلافات بقدر استغلالها في خدمة صراع مصالح الطبقات ولا يشترط ان يأخذ الصراع دوما صيغة الطبقه المتنفذه كطرف مع الجماهير في الطرف الاخر , فقد يتخذ هذا الصراع صيغة للصراع بين شرائح طبقيه متعادلة سواء كانت متنفذه أم جماهيريه ويبقى تاثير هذه الصراعات على المجتمع بقدر ما عليه المجتمعات من مستوى تطوري حضاري ,لذلك فالصراعات الدينيه في الامم المتخلفه اكثر حدة مما هي في الامم المتحضرة وهذا ما يشجع الطبقات الطفيليه الطامحه الى تاجيج تلك الصراعات لتحقيق وبسط نفوذها كما يشجع الدول الطامحه على استغلال تلك الصراعات من اجل زيادة في النفوذ مستفيدة من تلك الزعامات و الاحزاب الدينيه التي هي الاخرى تستهدف السطوة والسيطره والنفوذ, ان خارطة الاديان والمعتقدات الدينيه ستبقى مستقرة ولا يمكن تغييرها رغم تلك الصراعات فالمسلم يبقى مسلم والمسيحي يبقى مسيحي والشيعي يبقى شيعي والسني يبقى سني وهكذا ,لذلك كله نقول بكل وضوح ان محاربة الظلم الطبقي وتحقيق السلم الاجتماعي وحقوق الانسان في الوطن الواحد والدولة الواحده هووحده يصلح ان يكون ناظما ورائد ا للحركات والاحزاب السياسيه منطلقها احترام الاديان والمعتقدات الدينيه المختلفه باعتبارها ظاهرة انسانيه تشكلت ونمت عبر التاريخ وبغض النظر الى عقلانيتها او عدم عقلانيتها ,وبعكس ذلك فان الاحتراب الديني والمذهبي سيشمل حتى الفئات الوطنيه المثقفه وينسحب عليها وهذا ما نلاحظه اليوم فهي جزء من مجتمع العوائل والعشائر صاحبة الاديان والمعتقدات الدينيه المختلفه تاثرت بها منذ نعومة اظافرها الا ما ندر منها , وهكذا سيتعقد ويتعكر المجتمع والدوله الى ما يؤدي الى التمزق والفناء وبالتالي فشل العيش المتحضر المشترك وفشل دائم ينسحب حتى على العلاقات بين الاوصال الممزقه . لذلك لا يصلح الدين والمعتقد الديني كاساس او قاعدة لبناء السلطة والدولة في عصرنا الراهن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تساؤلات فقط؟
حيدر حسن ( 2013 / 3 / 11 - 18:28 )
من الطبيعي لأول وهلة ولا داعي لتنبيه القراء على أنك لست بفيلسوف لأن كلامك أبعد ما يكون حتى عن أبجدياتها
فقولك ان دماغ الأنسان يدرك الظواهر الناتجة من حركة الشيء أو المادة ؟ فلا بد أن تعرف ما هو الذي قصدته من (الشيء) أو أولا وهل هو قسيم للمادة أم جزء منها ؟ ثم أنك تقول المادة هي مصدر وعي الأنسان منذ البداية(ما هي المادة) وكيف تكونت ومن الذي كونها وأنشأها؟ ثم وتقول بأن ما ليس مادي هو فرضية قديمة بقدم ظهور الأنسان فلا أدري من هو الأقدم الأنسان أم المادة أم ما ليس هو بمادي؟ ثم بودي لو تفسر لي ما هية الوجود وما هو معناه وما هي حيثياته وهل العدم نقيضه؟ وبعد ذلك بودي لو تشرح معنى الأيمان وبأي أي شيء يتعلق وهل هو على نحو اليقين عند من يتسمون بهذه الصفة أعني (الأيمان)أم على نحو التشكيك
وبعد هذا كيف ان الأنسان يتسم بالعجز عن تحقيق التغيير بوعيه(تغيير أي شيء) هل تغيير الواقع الذي يعيش فيه مثلا أم ماذا تقصد يتبــــــــــــــــع


2 - تابــــــع1
حيدر حسن ( 2013 / 3 / 11 - 18:29 )
وما هي الطقوس التي يلجأ لها أن عجز عن التغيير وما هو منشأ الطقوس ومن أي شيء نشأت ؟هل هي نتاج وعي الأنسان أم شيء موجود له القوة الكبيرة تفوق وعي الأنسان والأنسان لجأ اليها لأدراكه بوعيه أن هذه القوة هي الأقدر على التغيير منه؟
ثم ما معنى ما وراء الطبيعة ؟ هل ما وراء الطبيعة شيء مادي أم غير مادي ولماذا هذا المصطلح ومن أنشأه ولماذا عبر عنه بما وراء الطبيعة؟؟ وبعد ذلك أخي الفاضل ما معنى التصور وأين يقع محله من الأنسان وهل له قسيم وما هو قسيمه ؟ وكيف أن التصور يتصف بالتقلص فهل هو شيء ما دي يتقلص ويتمدد حسب التقدم الزماني؟ وكيف كان الأنسان يتقدم بالمعرفة وكيف يتم أختزال دور الماورائية؟ واين تراكمت تلك التصورات وفي أي مكان وعند من ؟ ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو


3 - تابع2
حيدر حسن ( 2013 / 3 / 11 - 18:30 )
أخي الفاضل نحن على علم بأن الأديان أتت بالتتابع دين بعد دين أبتداءا بالنبي أدم أبو البشر عليه السلام وأنتهاءا بخاتم الأنبياء والمرسلين رسولنا ونبينا العظيم (محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وآله وسلم والتأريخ شاهد والأثار موجودة والكتب السماوية دليل فكيف تقول أنها عبارة عن تصورات قد تراكمت وأصبحت تراث ؟ كلامك مجانب للحقيقة والواقع وأظنك تتخبط وفي مجال ليس من أختصاصك
راجع قصة الفلسفة وراجع قصة الحضارة وراجع التأريخ ولا تنخدع بترهات وأقاويل تضجك الثكالى
هذا في ما يخص المقدمة الطَلَليّة فقط وباقي المقالة لا يستحق التعليق مع شكري وتقديري

اخر الافلام

.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي


.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية




.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا