الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل 8 اذار والنفاق مستمر!

رزاق عبود

2013 / 3 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


كل 8 اذار والنفاق مستمر!
مع 8 اذار من كل عام ياتي اليوم العالمي للمرأة.الصحف، والمجلات، والاذاعات، والفضائيات تتهيأ، او تتحدث عن اليوم "العالمي" للمرأة. الاحزاب، والمنظمات، والمؤسسات، والجمعيات، والشركات، تتذكر فجاة، ان هناك امرأة في صفوفها تستحق التكريم. الزعماء، القادة،الرؤساء، المدراء، يستعدون لتحسين صورتهم، ومجاملة المرأة لمرة واحدة في السنة. المحلات التجارية تستعد لوضع الهدايا، والحاجات النسائية في واجهاتها. فرصة جديدة لاستغلال اسم المرأة. محلات الزهور توفر اكواما من الزهور، والورود، والاكاليل لتلبية رغبات زبائن "في السنة مرة"! عندما يتذكر الزوج، الحبيب، الاخ، الصديق، الرفيق، الزميل، المدير، الوزير، المسؤول، القائد...الخ ان هناك في بيته، في دائرته، في وزارته، بين جماهير حزبه امرأة تستحق الالتفات. فرصة لاتعوض ليظهر في الصحافة، والاعلام كشخص متحضر، ومناصر للمرأة. نفس هؤلاء "اغلبهم" لا زال يردد "المره قندرة"! ويؤمن انها "ناقصة عقل ودين"! يرفض مصافحتها لانها محرم نجسة! عورة يستعيذ بها من الله. "تلميذة الشيطان"! و"استاذة ابليس"! سبب المشاكل والحروب، وخراب البيوت! "مكانها البيت"! "شاورها وخالفها"! "تكرم عن طاريها"! "حشاك مرة"! "المرة مرمرة"! "كلهه خلك مرة"!
احتقالات، تهاني، بطاقات تهنئة، بوسترات، حفلات تكريم، تقديم جوائز. ندوات، مؤتمرات، فعاليات، اجتماعات، زيارات ميدانية. قصائد قديمة، وجديدة عن المراة. اغاني عن الام، خطابات، مقالات، هتافات، مسيرات للاحتفال، او مظاهرات للاحتجاج على وضع المراة المأساوي في اغلب دول العالم.
المرأة ورغم "احتفال" اغلب دول العالم بيومها، لا زالت مضطهدة، مهمشة، معزولة، منبوذه، مكروهة، ولا تتمتع بكامل حقوقها الانسانية. تحررت اغلب دول العالم، ولا زالت المرأة المستعمرة الاخيرة في العالم. كلمات المجاملة، استخدام الالقاب، تقبيل الايادي، السماح لها بالعبور، او الجلوس، او نزع القبعة ليست سوى شكليات تخفي ورائها كما هائلا من التمييز، والنظرة المتخلفة الدونية، حتى في اكثر دول العالم تمدنا. لازالت المرأة سلعة تباع، وتشترى. لازال جسدها معروضا في الاقبية، والمواخير، وواجهات العرض، والشوارع المظلمة. الوئد القائم في الهند، والصين، ودول كثيرة في عالمنا العربي، والاسلامي رغم تحريمه. محرومة من التعلم، ومواصلة الدراسة، من اختيار الزوج، او العمل. لازالت اسيرة العادات والتقالييد المتخلفة. تقدم كدية لاهل القتيل"فصلية"، تباع كعبد لايفاء الديون، تقتل "غسلا للعار"، ترسل للعمل في الخارج لتعيل عوائل باكملها، وتتحمل خلالها الاذلال، والاهانة، والاعتداءات الجسدية، والجنسية، اضافة الى حرمانها من رؤية اطفالها. تعمل في الحقول طوال النهار، في حين يدخن الرجال النارجيلة، او يشربون قهوتهم. تعود مرهقة من العمل في المصانع، او المزارع، او الخدمة، او الوظيفة لتواصل العمل الاضافي الاجباري في البيت. حفلات الاغتصاب مستمرة في الهند، وغيرها رغم المظاهرات، والاحتجاجات. النساء في دول الخليج العربي، وغيرها من الدول الاسلامية، التي تدعي المحافظة، والتمسك بالاخلاق، لا زالت تتعرض للتحرش الجنسي، وسحب العباءة، والسخرية من شكلها، وجسدها، وملابسها. لازالت الكثير من الاعمال محرمة على المرأة في عالمنا المتخلف رغم انها سبحت في الفضاء، واشتركت في الحروب. ممنوع ان تصبح قاضية، او رئيسة دولة. متهمة بضعف ارادتها، وقلة همتها، واسيرة عواطفها. تعدد الزوجات يجعلها وكأنها جزء من اثاث بيت الزوجية. ممنوعة من السفر، الا برفقة محرم حتى لو كان طفلا، او معوقا، او مجنونا. ممنوعة من سياقة السيارة، او الدراجة. ممنوعة من التصويت في الانتخابات، وان صوتت فولي امرها يقرر لمن تصوت. وليها مسؤول عن زواجها، وطلاقها، عملها، دراستها، سفرها، خروجها من البيت، حتى لو كانت هي معيلته. شهادتها منقوصة في المحاكم، وارثها نصف حق الرجل. لا زال الرجال قوامون على النساء، حتى لو كانت عالمة ذرة. تحرم من اطفالها بعد الطلاق. حرمان اطفالها من رجل اجنبي من جنسية بلدها، في حين تمنح الجنسية لاطفال الرجل من زوجة اجنبية. تغتصب في الحروب، والنزاعات، وتؤخذ رهينة عن زوجها، او اخيها، او ابيها حتى يسلم نفسه. طمطمة الاعتداءات الجنسية، والاغتصاب من المحارم من الاهل، والاقارب. الاطفال المولودين يعتبرون غير شرعيين، فتعاقب المرأة مرتين، مرة بسبب الاعتداء عليها، ومرة بسبب عدم الاعتراف باطفالها، الذين اجبرت على حملهم، وولادتهم. فالاجهاض حرام حتى لو كانت الفتاة مغتصبة. استمرار العنف الاسري بكل اشكاله. ختان الاناث، اخذ يزداد، ويدخل بلدان، ومناطق لم تكن تعرفه، او تمارسه. زواج القاصرات، ورجم "المخطئات" فرض الحجاب، والنقاب، ومنعها من المشاركة في الدروس، والمسابقات الرياضية، بل منعها حتى من حضورها، ومشاهدتها. حتى في احتفالات اذار المخصصة للمرأة نسمع كلمات مثل "عماد الاسرة" او "المسؤول الاول عن الاسرة" ليس تقديرا لدورها، بل لتحميلها المسؤولية عن كل فشل، او مشكلة، او مصيبة تتعرض لها الاسرة. يحملوها المسؤولية كاملة دون منحها، حتى ولو حق التعبير عن نفسها، او طرح رأيها. لازالت النساء تنش كالدجاج، وتساق كالابل في ممالك البدو، والتزمت.
مادام رئيس جنوب افريقيا يستقبل في اوربا مع زوجاته الاربعة، او الخمسة
ما دامت "وزيرة المرأة" في الحكومة العراقية تطلب الاذن من زوجها للذهاب الى وظيفتها
ما دام اغلى مسكن في العالم(2 مليار دولار) موجود في الهند حيث ملايين النساء بلا بيوت
ما دام قتل النساء، وجرائم "الشرف" انتقلت الى اوربا
ما دامت هذه الامثلة الفظيعة موجودة فان 8 اذار هو يوم النضال في سبيل حقوق المرأة عالميا، وليس "عيدا" عالميا للمرأة. فالمرأة التي ينال قاتلها عقوبة مخففة، مع وقف التنفيذ، لا يمكن ان يكون لها يوما للاحتفال، بل عهدا لاستمرار النضال.
رزاق عيود
8/3/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فعلا وصح لسانك عزيزي
فؤاده العراقيه ( 2013 / 3 / 11 - 10:54 )
ولهذه الاسباب كان عنوان مقالي الذي يخص ملف التحرش الجنسي بمناسبة الثامن من آذار كان (متى ستحتفل المرأة العربية بعيدها) فالحقيقة لا عيد لها الا اذا تحررت من العبودية
اما هذه المجاملات للمرأة والورود التي تنثر بيومها ( هذا اذا كان هناك ورود) فجميعها هراء في هراء ولا تخدم قضيتها
ما يخدم قضية المرأة هو تعرية القمع الواقع عليها كما سطرت حضرتك من سطور تكشف فيها وجه القبح لمجتمعاتنا , واخص هنا مجتمعاتنا العربية حيث لا زالت المرأة فيه تعامل كالعبيد
أي عيد وأي احتفال هذا ولا زالت المرأة تعاني من الكثير معتبرين انها نصف انسان في الشهادة وربعه في الزواج؟؟
تعجز الكلمات في وصف التردي وعفن الأفكار ولكن اقول شيء هنا واضيف بلا تحرر للمرأة ما لم تتحرر مجتمعاتنا من عبودية تخلفها وهيمنة السلطات التي تساعد على عبودية الأنسان وما لم تعرف المرأة بأنها انسان متكامل يحق لها ما يحق للرجل بالضبط بغض النظر عن عادات وتقاليد ارهقتنا وجعلت عقولنا تمكث في المستنقعات
اجمل سلام وتحية لك


2 - مناسبات واكاذيب
ايار العراقي ( 2013 / 3 / 11 - 18:09 )
السيد عبود تحية طيبة وبعد
في الحقيقة ليس يوم المراة وحسب بل كل اعياد العالم اضحت مادة ومشروع للنفاق او التجارة او كليهما
خذ عندك مثلا عيد الفطر وغيد الاضحى والكرسمس والفصح وغيرها هل حقا ماتزال تحمل بين طيات ايامها مشاعر المودة والحب والفرح اللذي اسست عليه؟
عيد العمال والطالب والشجرة هل هي فعلا ايام مخصصة للسعي الحقيقي من اجل جماية وديمومة هذه المكونات ام اصبحت منابر للخطابة والتباهي وربما الارتزاق
هل فعلا رمضان هو شهر للطاعة والشعور بالفقير والامه ام اصبح عبارة عن فوازير ومسلسلات ورياء وكذب وتظاهر وموائد رحمن؟
هذه وغيرها عشرات ستجدها اماك في التقويم تحت مسميات رائعة ولكنها على ارض الواقع اصبحت تعني اشياء اخرى
هذه ليست سوداوية بل دعوة للنظر الى الامور بمنظار الحق تماما كما جاء في مقالك الجميل هذا
تقبل مروري

اخر الافلام

.. الصحفيات في غزة تحت النار في ظل سياسات القمع والتمييز


.. الصحفية غدير بدر




.. كيف تؤثر وسائل التواصل على نظرة الشباب لتكاليف الزواج؟


.. الصحفية غدير الشرعبي




.. لوحة كوزيت