الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شافيز..زعيم تحبه الشعوب

إكرام يوسف

2013 / 3 / 11
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


لم يتشدق بالحديث عن الحب والأحضان ـ مثلما يفعل البعض وهم يكنون ازدراء لشعوبهم ـ لكنه أحب شعبه بصدق؛ والفقراء منهم على وجه الخصوص.. لم يكن له أهل وعشيرة؛ يعمل على تمكينهم من افتراس جسد الوطن، وإنما كان الشعب الفنزويلي كل أهله وعشيرته.. لم يكن ولاؤه لتنظيم دولي يدين له بالسمع والطاعة، ويتعامل مع الوطن باعتباره مجرد نقطة انطلاق نحو تكوين امبراطورية عالمية يسيطر عليها هذا التنظيم؛ مهما تكلف ذلك من تحالفات مع أعداء الوطن وخضوع لإملاءاتهم.. بل كان هوجو شافيز، الرئيس الذي أحب الشعب الفنزويلي، وكرس حياته للنهوض بأحواله وضمان العيش الكريم للفقراء؛ وفي سبيل ذلك وقف بثبات في وجه الضغوط الأمريكية، فحظي بحب حقيقي من أبناء شعبه، ضمن له الشرعية الحقيقية بالفوز في الانتخابات الرئاسية أربع مرات؛ وعندما حانت اللحظة ـ التي سيواجهها كل حي ـ كان وداع الفنزويليين له حزنا حقيقيا ودموعا صادقة يستحقها!
ومثلما قال لولا دا سيلفا، رئيس البرازيل السابق: " لسنا بحاجة لأن نتفق مع كل ما يقوله أو يفعله السيد شافيز. ولا يمكن إنكار أنه كان شخصا مثيرا للجدل ... وقد لا يتفق المرء مع أيديولوجية شافيز، وأسلوبه السياسي ... ومع ذلك، لا يمكن لأي شخص نزيه، ولا حتى أشرس خصومه، أن ينكر المستوى الرفاقي، والثقة والحب، الذي كان شافيز يكنه للفقراء في فنزويلا وقضية التكامل في أمريكا اللاتينية."

ومنذ وصل شافيز إلى الحكم في عام 1998 بانتخاب حر "حقيقي"، لم يقتصر اهتمامه بالفقراء على مجرد تحسين أحوالهم المعيشية اقتصاديا فحسب، وهو ما حقق فيه نجاحا ملحوظَا عبر انشاء التعاونيات والكوميونات، ونجاحه في استغلال فوائض الريع النفطي للقضاء على الأمية، والتطوير الملحوظ في قطاعي التعليم والصحة، ونشر برنامج "العلاج عن قرب" لضمان وصول الرعاية الصحية إلى السكان في أفقر الأحياء؛ وإنما كان حرصه واضحا على تشجيعهم على المشاركة السياسية. وقدم تطبيق "التشاركية الديمقراطية"، المثل على أنه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، وأن الفقراء من حقهم أن يكون لهم الكلمة المسموعة فيما يتعلق "بشئون دنياهم"، فكان إنشاء عشرات الآلاف من المجالس المحلية في مختلف أنحاء البلاد، ومنحها الصلاحيات الواسعة بما يضمن تحقيق تطلعات المواطنين!

وكما هو متوقع، لم يكن وصول زعيم يساري إلى سدة الحكم في احدى بلدان أمريكا اللاتينية، أمرا مقبولا من الولايات المتحدة الأمريكية، التي واصلت الضغط من أجل تطبيق سياسات الخصخصة، وكامن تستخدم شركة بترول فنزويلا كمخلب قط لحماية مصالحها؛ لكن الرئيس الوطني ـ المطمئن إلى دعم شعبه ـ لم يكن ليقبل إملاءات من خارج الحدود؛ فسارع إلى بسط سيطرة الدولة على الشركة؛ وهو مافاقم من حدة الغضب الأمريكي.
وعلى النقيض مما يفعل الطغاة الفاسدون، الذين يتجه ولاؤهم خارج الحدود ـ للقوى التي تدعم وصولهم للحكم واحتفاظهم بالسلطة طالما يخضعون لإملاءاتها ـ كان الطبيعي أن يسعى الزعيم حر الإرادة، لتشكيل تكتل إقليمي بهدف صد أطماع الولايات المتحدة، ويقول لولا دا سيلفا: " كان شافيز عنصرًا جوهريًا في معاهدة 2008 التي أنشأت اتحاد شعوب أمريكا الجنوبية وهي منظمة حكومية دولية من 12 عضوا، يمكن أن تنقل القارة يوما ما، نحو نموذج الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2010، قفز مجتمع أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، من النظرية إلى الممارسة، وقدمت منتدى سياسيا إلى جانب منظمة الدول الأمريكية. (لكنها لا تشمل الولايات المتحدة وكندا، مثل منظمة الدول الأمريكية.) ولم يكن من الممكن إنشاء بنك الجنوب ـ وهو مؤسسة إقراض جديدة، مستقلة عن البنك الدولي ومصرف التنمية للبلدان الأمريكية ـ ممكنا من دون قيادة شافيز."
وكان بنك الجنوب أحد ثمار "اتحاد شعوب أمريكا اللاتينية"، وكذلك مجلس دفاع أمريكا الجنوبية، وجامعة أمريكا اللاتينية، و تليفزيون الجنوب "تليسور"، فضلا عن مشروع لاستثمار عائدات البترول داخل القارة الجنوبية باسم "بترو أمريكا".
ولم تتوقف جهود الزعيم البوليفاري لتوثيق صلات بلاده بدول العالم العربي وأفريقيا، وبالذات البلدان التي تتعرض لضغوط أمريكية؛ فمن طرد السفير الإسرائيلي من كراكاس بعد العدوان على غزة، الذي أطلق عليه وصف "الهوبوكوست النازي" (هل يجرؤ أن يفعلها نظام "عالقدس رايحين؟") إلى اتفاق لبناء مصفاة بترول بطاقة 200 ألف برميل يوميا في سوريا، ورفض هجوم الناتو على ليبيا، إلى إنشاء مشروع للطاقة في أنجولا لمساعدتها على "التحرر من تسلط شركات البترول الغربية"، واتفاقية لتوريد نصف مليون برميل يوميا إلى الصين؛ فضلا عن دعم الموقف الإيراني في وجه الضغوط الأمريكية.

نعم، قد نتفق أو نختلف مع بعض سياسات شافيز وتوجهاته وأقواله، غير أن أي تحليل منصف لا يمكنه إنكار إخلاص الزعيم الفنزويلي لمصالح شعبه، وولاؤه لهذا الشعب، ورفضه الخضوع لأي إملاءات خارجية، ووقوفه بثبات الأحرار في مواجهة ضغوط أمريكية عاتية، ومؤامرات لم تتوقف، لإزاحته! فأثبت للجميع أن من يكون ولاؤهم داخل حدود الوطن، لا تنحني جباههم أمام أي قوى عظمى مهما بلغ جبروتها! وأن الحاكم الشريف والنزيه حقا يعجز الأعداء، فلا يستطيعون شراءه، ولا يجدون سبيلا لفرض إملاءات عليه، مثلما يفعلون مع من يحتفظون لهم بملفات فضائح يبتزونهم بها.. أثبت شافيز بالفعل صحة مقولة: "امش عدل، يحتار عدوك فيك"! كما كان قويا في إعلان ما يراه حقًا حتى لو أثار غضب القوة العظمى في العالم؛ لأنه ـ ببساطة ـ "ليس على رأسه بطحة"! أثبت أنه بالفعل حر، وفقا لمقولة كازانتزاكس"أنا لا أطمع في شيء، ولا أخشى شيئًا.. أنا حر"!
فعلى الرغم من كون شافيز غير ملتح، كما أنه لا يحفظ القرآن، ولا يصلي الفجر حاضرًا، لاشك أن الملايين في هذا العالم على فراقه لمحزونون! و لا أملك سوى أن أقول رحمك الله يا شافيز وغفر لك ـ رغم أنف المتنطعين ـ حكمت، فعدلت، فنمت في قلوب أبناء شعبك، وووريت ثرى وطنك ؛كريمًا، مكرمًا، مكللاً بالمجد والفخار.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دكتاتور
محمد بن عبد الله ( 2013 / 3 / 11 - 11:56 )
لماذا يميل اصحابنا اليساريون إلى كل دكتاتور ؟
أتأثرا بمعلميهم ستالين وكاسترو وماو وباقي الشلة؟

سيدتي لا شيء يغفر لتشافز ظلمه لفئات من مجتمعه فلو أنصف كل فقير في بلده وظلم (غني) واحد فهو ظالم كريه فما بالك بمن لم ينتخبه الا 52% من الشعب ثم ألغى كل أشكال الديموقراطية !

اكتب هذا وأنا من الفقراء لكن الحق حق

تشافز خدمه ارتفاع سعر البترول بشكل جنوني مما مكنه من رشوة الجهلاء وتكميم كل معارضة
عبد الناصر سرق أصحاب الأموال من أجانب ومصريين فلا توجد كلمة أخرى لوصف ما فعل ثم ألقى بأموال هنا وهناك فأحبه فقراء الشعب لكنه حطم كل أعمدة الاقتصاد السليم في مصر ومازلنا حتى اليوم ندفع نتيجة سياسات هذا الحاقد

كاسترو مع شافز وعبد الناصر نكبة وخراب لشعوبهم

الحرية الليبرالية هي الحل


2 - مرسي...شهادات عليا مع بؤس ثقافي
محمد بن عبد الله ( 2013 / 3 / 11 - 12:33 )
مرسي من هؤلاء انصاف المتعلمين الذين أتاحت لهم شعبوية عبد الناصر هذا الضرب من التعليم الذي يمنح أعلى الشهادات الجامعية لمن يفتقر إلى المبادئ الأساسية للمتحضر المثقف المحترم

تأملي عدد أساتذة الجامعات وحملة الشهادات العليا بين عصابات ما يسمى مكتب (الإرشاد !!! )...آباء وأجداد هؤلاء كانوا قانعين أميين يفلحون الأرض لخير مصر لكن تسول الدكتاتور لرضا الجهلاء بالرشي تسبب في تسلط هؤلاء وتسيد فكرهم الظلامي

مرسي والعريان والباقون محصول فاسد نتج من بذور عقيدة ظلامية نمت في عصور الديماجوجية الناصرية


3 - ليس فقط الشعوب.. وحتى المهدي يحبه
عدنان فارس ( 2013 / 3 / 11 - 23:25 )
وأنتِ الصادقة يابنت الناس.. تشافيز سيعود مع المهدي.. لقد قالها احمدي نجاد، وكيل ولي الفقيه الايراني، صديق ورفيق المرحوم العائد.

اخر الافلام

.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي


.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه




.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر