الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة بين مارتن هيدجر و إيمانويل لفيناس

أيوب بن حكيم

2013 / 3 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعتبر ايمانويل ليفيناس انه لا يمكن ان نستعمل لغة ذات معنى بانحيازنا الى الطلاق بين الفلسفة والعقل لكن من حقنا ان نتساءل هل العقل المطروح هنا كامكانية لقيام اللغة سابق ضرورة عليها ؟ ام ان اللغة مؤسسة على علاقة سابقة على الفهم الذي يكون العقل لابراز هذه العلاقة غير القابلة للاختزال في الفهم بصفة عامة كما حدده هايدغر فيما وراء النزعة الثقافية تاتي بعد التحليل والفهم حسب هايدغر على انفتاح الوجود
1 ـ
بالنسبة لمسألة اللغة و العقل ، فإن مدارس كثيرة في الفلسفة الغربية أسهبت في عرض اِستدلالاتها نفيا و إيجادا من أجل البرهنة على أسبقية أو ممارساتية اللحظة للغة ، من ذلك أن اللغة تشويشٌ و تعثرٌ و اِستبدالٌ مستمر، في حين أن الفكرَ سيرورة لااِستبدالية في لحظة التفكير، الطفل يحل مشاكل لغوية دون أن يكون لديه ذلك "العقل" الذي يقدر على تنظيم المادة اللغوية أو حل مشاكلها ،و عموما عندما نتحدث عن أسبقية العقل على اِكتساب الفعل اللغوي إنما نغوص غوصا في "الاستنباطية البنيوية" التي تلغي حميمية اللغة و خصوصياتها و اِختلافية الذهن البشري عن بعضه البعض .
2 ـ
أما بالنسبة إلى "لفيناس" فقد وقفت على فكره عموما عبر الوساطة، من خلال جل مؤلفات "جاك دريدا" و على الأخص "أحادية لغة الآخر" و مقالة"العنف و الميتافيزيقا" المبثوثة في "الكتابة و الاِختلاف"،حيث أن تجربة "ليفيناس" مع اللغة تجربة فريدة جدا و مختلفة جدا عن "أدورنو"أو "أرندرت" ، لعوامل اِجتماعية و سياسية و عرقية ليس هذا مكان بسطها ، فإن أتيقا اللغة عنده مختلفة تماما عن جميع فلاسفة ألمانيا خصوصا اليهود منهم ، فماهية اللغة مع "لفيناس" في جوهرها صداقة وضيافة على حد تعبيره،فتعلمه للغة الفرنسية تم عن طريق الاحتضان و الألفة الكونية لهذه اللغة ، لذلك فهو لا يؤمن بسيرورة الجذر اللغوي و قداسة اللغة الأم بقدر ما يؤمن بالضيافة و الصيرورة على وصف أن اللغة تعبير وليست تأسيسا عموما ف"لفيناس" يستند في فهمه الفلسفي للغة على مفاهيم فكرية عامة تميز فكره كمفهوم"الإنابة"و "الرهينة" .
3 ـ
و أخيرا فإن "فلسفة اللغة" عند " مارتن هيدجر" تجرنا للحديث ضرورة عن الأنطولوجيا و المفاهيم الكرونولوجية للغة، فمن خلال وقوفنا المحتشم و القاصر على بعض ما كتبه "هيدجر" و ما كُتب عنه فإن هذا الفيلسوف الظاهراتي نقل "فلسفة اللغة" من حقل ذاتِها ، إلى حقل الأنطولوجيا و علاقة الإنسان بالكون و بالوجودات الأخرى ؛ بل إن اللغةَ هي متنفس قويٌّ لفهم الوجود عوض أن نفهم اللغة من خلال الوجود؛فمن المعلوم أن "هوسرل" رأى اللغة بوصفها ظاهرة و معطى يجب فهمها من خلال ذلك و ليس من خلال "الاستقراء" أو "الاستنباط"، من أجل فهم الذات لأجل فهم اللغة داخل الذات،أما هيدجر فرأى اللغة هي صميم الوجود وكاشفته وهي سيدة العلاقات و محركة الكون على حد تعبيره،ليس الإنسان من يحدد الوجود،بل إن الوجود يتجلى من خلال اللغة [ فصل الحديث في هذا في مقالته الشهيرة"اللغة و الماهية" ] ، و بإمكان المتتبعين الكرام الرجوع إلى كتاب رائع في هذا الصدد للباحث "عمر مهيبل" بعنوان"أنطولوجيا اللغة عند مارتن هيدجر"،من جهة أخرى يولي "هيدجر" اللغةَ الإبداعية اِهتماما كبيرا،فمن خلال كتابه"مبدأ العلة" خصص فصلا موسوما بـ"الوردة بدون لماذا" حيث اِنتقد فيه أفكار ليبنتز حول العلة و المعلول،فالوردة توجد ولا يحتاج وجودها إلى علة،فنطبق مقولته الشعرية هذه على اِنوجاد اللغة بوصفها إبداعا،أي أنه يوجه نقدا صريحا لليبنتز عندما رأى"لا يوجد شيء دون أن يكون لوجوده علة كافية ممكنة الأداء"،إذن النص اللغوي الشعري مثلا لا يقبل العلة بل ينفيها نفيا .
4 ـ
أخيرا اتساءل تساؤلات عبارة عن مشاغبات فكرية :
ما علة وجود اللغة ؟ الحاجة ؟ أم أن اِنوجادها نفسه حاجة اللغةِ إلى مستعمليها ؟ هل اللغة من خلقت علتها التي هي مستعملوها ؟ هل نحن ضحايا وجود قبلنا سميناه اللغة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة