الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محتجزو رفحاء وحقوقهم الوطنية

واصف شنون

2013 / 3 / 12
المجتمع المدني



تمر هذه الأيام الذكرى السنوية العاشرة لسقوط بغداد بأيدي الإميركان ، كي يتسيد النظام العراقي الجديد شخصيات وأحزاب وحركات كانت تأتي إلينا ونحن في مخيم رفحاء الصحرواي السعودي ، كل الشخصيات التي يسمع بها العراقيون الأن مرّت في رفحاء ، زارنا في رفحاء السيد المرحوم محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ، وزارنا في رفحاء السيد حسن العلوي وضباط عسكريون كبار ، وزرانا في رفحاء السيد ( أبو إسراء جواد المالكي ) وبعثت أنا شخصيا معه مبلغاً قدره (150 ريالا سعودياً) الى صديق شاعر كان يعيش في دمشق حي السيدة زينب !!، وزارنا في رفحاء السادة المرحوم عبد العزيز الحكيم وآية الله العظمى محمود الهاشمي مع مجموعة كبيرة من المعممين البيض والسود ،والتقينا معهم شخصيا وكنا بلا أحذية حفاة أنا وفريد ماضي وباسم قهار واخرين ومازلت لا أستطيع العثور على سرّ ومغزى عطر ٍ رجولي كان يضعه السيد عبد العزيز الحكيم على يديه و(صايته) السوداء الأنيقة ، زارونا تقريباً نصف الحكومات العراقية بعد 2003 ووكلائها ناهيك عن المحافظين وبعض أعضاء مجالس المحافظات والقائمقامين ومدراء النواحي الأميين والمتعلمين والبعثيين الصغار ،طبعاً لم يزرنا الأكراد ولا مام جلال ، لأنهم يزورون مخيمات الأكراد في تركيا وايران هذه هي محنتهم ، الإستخبارات السعودية كانت حذرّة منا في هذا المخيم – السجن الصحرواي الذي مساحته المربعة عبارة عن خمسة الاف متر مربعة يقطنها حوالي 30 الف إمرأة ورجل وطفل ، ويبعد عن الحدود العراقية - السعودية 15 كيلومترا فقط في عمق الربع الخالي السعودي ،في أول ايام المخيم تم قتل سبعة شبان عراقيين بسبب تزاحمهم على حوضية الماء - مياه الشرب ( شهداء التنكر ) وتم دفنهم في موقع حيث لايعرف لهم أثر ولا إسم ، عشنا في خيام متهرئة سنوات طويلة ، بلا مستقبل ولا أمل ، حتى وجود الأمم المتحدة ووفود الدول التي جاءت كنا فيها قد فقدنا الأمل بحياة جديدة ، اميركا أخذت منا الحصّة الأكبر ، واستراليا ، والدنمارك والسويد ، لكننا أبناء رفحاء وأن اختلفنا في المواقف والتوجهات السياسية والإيدولوجية نبقى (رفحاويون) لسبب بسيط هو كوننا سجناء مصير وبشر عشنا أياماً وأشهراً وسنوات طويلة تحت التهديد ، التهديد السعودي الإستخباري الذي يرمي أحدنا داخل حدود صدّام – العراق في أي لحظة يرغب بها، كل واحد فينا كان مجرد (لقمة ) تصلح لرميها لكلاب الحدود البشرية الذين يتعاطون الهبات وفقاً للرأس الرفحاوي وأهميته كمعارض مخيف أو من شعب الله ، حين يخيم ليل الصحراء الطويل ، كنا ننام ببناطيلنا وخرقنا ونعلنا وما تبقى من أحذيتنا وملاحفنا ، وحين تهب عواصف الله الرملية علينا ننطمر تحت البطانيات وبعد ساعات نخرج نتفقد ما بقي منّا من الغبار ، سنوات طويلة ..!!
منذ التغيير الذي حدث عام 2003 ، وأبناء رفحاء يطالبون بحقوقهم الشرعية ، الأمم المتحدة إعتبرتهم ( محتجزون لدى المملكة العربية السعودية ) وليس لاجئين أو ضيوف المملكة الوهابية كما تم توصيفهم سعودياً ، المحتجز في ظروف غير إنسانية وفي عمق الصحراء والذي لايرى محامياً ولا نصيراً ولا يعرف مصيره وماذا سوف يفعلون به ومحتقراً دينياً وانسانياً وليس له حق التعليم والصحة ولسنوات طويلة ماذا يسمونه ؟؟
السؤال هنا لماذا لايتم منح هؤلاء حقوقا ً شرعية كونهم ضحايا شرعيين مسجلين ومعروفين لدى الأمم المتحدة والحكومة العراقية والدول التي يعيشون بها ونصفهم عاد الى العراق ؟ فقد تم منح فدائيي صدام حقوقا ً لخدماتهم السابقة بسبب ضغط من مصدر معين له نفوذ ، ألا يحق لهؤلاء الرفحاويين القليل من رد الإعتبار ..فهم من أشعل الحريق ضد صدّام وعلي الكيمياوي وهم من ضحوا بالعائلة والأم الوحيدة والزوجة والأولاد ...يعني شويه ضمير !!؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء


.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي




.. بمشاركة قادة سياسيين.. آلاف الماليزيين يتظاهرون في العاصمة


.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر




.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن